الرمادي
ضربات من الأكاسرة الفرس وطابورهم الخامس ولم تعد شعوبنا تنخدع بالشعارات البراقة
التي يرفعونها ولا بالادعاءات الكاذبة التي يروجونها وأنا اليوم أقرأ كتابات
للمفكرين والمحللين السياسيين والمسؤولين العرب وفي الصحف المعاني والمصطلحات نفسها
التي وردت في كتاب وجاء دور المجوس وكانوا يعدونها أنواعاً من التعصب الطائفي وضيق
الأفق السياسي.
فمن جهة تبع
الخميني وشيعته وما جاء في كتبهم وصحفهم لكبار المحللين السياسيين عنهم سواء كانوا
من الغرب أو الشرق.
إنهم متعصبون للقومية الفارسية ومن الناحية الطائفية فهم
شيعة صفويين ويجب علينا العودة إلى مصدرين مهمين.
الأول: المصدر التاريخي لأطلع
القراء من خلاله على العقلية التي يفكر بها الفرس وكيف يتعاملون مع الشعوب الأخرى
منها جيرانهم العرب وهل الشيعي العربي عندهم مثل الشيعي الفارسي.
الثاني :
المصدر العقائدي : تحدثت عن أهم فرقهم في مختلف مراحل التاريخ الإسلامي ثم عرضت
الأشكال التالية التي يرددها الإمامية الأثنى عشرية المعاصرون لا يختلفون عن سلفهم
في عقيدتهم في القرآن والسنة وموقفهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي
مسألة الإمامة وثم نعرض أقوال علماء وأئمة الملة في القديم والحديث وأثبت بالدليل
القاطع بأن الإمامة الأثنى عشرية لا يختلفون عن سلفهم بل هم أكثر غلواً.
وجاء
فيما بعد من يقول : ما علاقة العقيدة بالتحليل السياسي أفي كل شيء تحشرون العقيدة
لو جاء هذا القول مرافقاً لبداية الحديث 1979م لقلنا هذه وجهة نظر فيها كثير من
التسرع الذي لا تسلم نتائجه من الخطأ ولكن أن يأتي الآن بعد أن ثبت لكل منصف أنه لا
يمكن أن تنفصل مواقفهم السياسية عن عقيدتهم التي يدينون بها وعن تاريخهم الحافل
بالشواهد على تعاونهم مع الغزاة المحتلين وعدائهم لأهل السنة وبالأخص العرب منهم
وأن يأتي هذا القول بعد ثبوت صحة كل ما توقعناه بفضل الله ومنته وخطأ كل من اعتمد
على الأسلوب الإنساني والخيال الخصب والتمنيات وعلى الغوغائية التي تبدو بين الحين
والآخر لو أننا تحدثنا عن النظام الجديد في إيران من خلال تاريخ القوم وعقيدتهم
وأغفلنا الحديث عن واقعهم المعاصر وأحوالهم ومواقفهم لكان القائل محقاً ولكنا فصلنا
القول في الجانب السياسي وفي غيره هذا من جهة ومن جهة أخرى فكبار الباحثين
والمحللين السياسيين في الشرق والغرب استدركوا ما فاتهم من نقص وأصبحوا عند ما
يتحدثون عن إيران يتحدثون عن تاريخ هذه الأمة وعاداتها وتقاليدها بل ويتحدثون عن
دقائق عقيدتهم أما المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون فصاروا يتعاملون معهم حسب
عقيدتهم التقية في الظاهر عداوة وشيطان أكبر وفي السر تعاون وتنسيق دائم لا ينقطع ،
بل ولقد اكتشف الغربيون أن تقية الشيعة لا تختلف عن أسلوب المخابرات عندهم التي
تعقد في السر صفقات لا تعترف بها لكن يرفعون شعار "ألشيطان الأكبر الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل" ويطبقون غير ذلك وخلاصة القول : هذا هو منهجنا في الدراسات
السياسية وفي الحكم على الواقع للأئمة المعاصرين وهو المنهج الذي كان عليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم من أئمة خير القرون المفضلة ومن اهتدى بهديهم
إلى يوم الدين وإننا إذ نوافق المعترض بأنه لا يجوز حشر العقيدة في كل موضوع لا
علاقة له بالعقيدة لكننا نذكر كل معترض بأن للمسلم منهجُ يحكم من خلاله على جميع ما
يواجه من أحداث، فإذا زعم أن التحليلات والمواقف السياسية لا علاقة لها بالإسلام
ولا بمنهجه قلنا له على رسلك ننصحك أن تعي ما تقول فإذا ركبت رأسك وأصررت على موقفك
فإنك تكون قد خطوت الخطوة الأولى نحوهم أو تعمل معهم دون أن تشعر.