;

قصة جميلة 860

2009-12-29 03:54:39

كروان
الشرجبي


استلمت اليوم رسالة من قارئ وقد كانت عبارة عن قصة
قصيرة ولكنها تحمل الكثير من المعاني وأيضاً فيها عبرة وبما أننا نستفيد من العبر
أحببت أن أنشرها بعنوان "حق شرعه الله".
بعد "21" سنة من زواجي وجدت بريقاً
جديداً من الحب قبل فترة بدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي، وكانت تلك فكرة زوجتي حيث
بادرتني بقولها: أعلم جيداً كم تحبها. . . ، لذا عليك أن تقضي معها وقتاً
أطول، نعم أمي التي ترملت منذ 19 سنة كنت قد
انشغلت عنها في مشاكل العمل ومشاغل حياتي اليومية فثلاثة أطفال مسؤولية وهذا ما
جعلني أزورها نادراً.
وفي يوم اتصلت بها ودعوتها إلى العشاء سألتني: هل أنت
بخير؟، فهي غير معتادة على تلقي مكالمات متأخرة، فقلت: نعم أنا بخير ولكني أريد أن
أقضي وقت معك يا أمي، قالت: نحن فقط؟!!، أجبت بنعم، فكرت قليلاً ثم قالت: أود ذلك
كثيراً.
وفي يوم الخميس وبعد العمل مررت عليها فقد كانت تنتظر عند الباب مرتدية
عباءة جميلة بدت فيها وكأنها أميرة من الأميرات ابتسمت أمي كملاك وقالت: قلت للجميع
أني سأخرج اليوم مع ابني وهم بانتظار الأخبار التي سأقصها عليهم عند عودتي، ذهبنا
إلى مطعم هادئ وجميل تمسكت أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولى، جلسنا وبدأت أقرأ
قائمة الطعام وبينما أنا كذلك كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة على شفتيها المجعدتين،
وقاطعتني قائلة: كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير، فقلت لها: حان الآن موعد تسديد شيء
من ديني، وتحدثنا كثيراً أثناء العشاء ولم يكن هناك أي شيء عادي ولكن قصص قديمة
وقصص جديدة لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل، وعندما عدنا قالت: في
المرة القادمة سنخرج على حسابي، فقبلت يدها وودعتها.
ولم تمضِ أيام قليلة حتى
توفيت أمي بنوبة قلبية. .
وكأن قلبها لم يتحمل الفرح، ماتت بهدوء وسكينة.
ورغم
حزني الشديد عليها إلا أني كنت سعيداً لأني استطعت أن أدخل البهجة إلى قلبها وبينما
أنا غارقاً في حزني وصلتني عبر البريد ورقة من المطعم الذي تعشينا به وقد كتب فيها
" دفعت الفاتورة مقدماً، كنت أعلم أني لن أكون موجودة المهم دفعت العشاء لشخصين لك
ولزوجتك، لأنك لن تقدر تصف ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي. .
أحبك يا
ولدي".
في هذه اللحظة فهمت وقدرت معنى كلمة حب أو أحبك، وما معنى أن نجعل الطرف
الآخر يشعر بحبنا ومحبتنا هذه، لا شيء أهم من الوالدين وخاصة الأم. . .
علينا أن
نمنحهم الوقت والحب الذي يستحقونه فهو حق شرعه الله وهذا الحق من الأمور التي لا
تؤجل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد