شريف قنديل
لاريجاني في القاهرة، من إشارات يمكن اعتبارها إيجابية الشكل خاوية المضمون..
من
ذلك على سبيل المثال قوله "إن إيران حريصة على علاقات الصداقة مع دول الجوار"،
وقوله "إننا لم ندعم أزمة الحوثيين في اليمن" وقوله "نحن نعتبر اليمن دولة صديقة
ونشيد دائماً بالمواقف المشرفة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح"، وقوله
"إن قضية الجزر الثلاث جزئية، ولابد
من احتوائها عبر الحوار الثنائي بين إيران والإمارات".
من ذلك أيضاً قول
لاريجاني" "إن علاقات إيران طيبة مع اليمن، والإمارات، ومصر، والمغرب، والعراق،
والسعودية، وفلسطين"..
والحق أن مفهوم "الطيبة" عند لاريجاني يحتاج لتوضيح أكثر،
إذ لا يمكن وصف العلاقات الإيرانية اليمنية في الوقت الحالي بأنها طيبة، خاصة إذا
تذكرنا أو تذكر السيد لاريجاني رفض صنعاء المستمر لاستقبال شخصيات
إيرانية..
والحال نفسه في العلاقات الإيرانية مع الإمارات التي تتعرض للتجريح
الإيراني عقب كل قمة عربية أو إسلامية تطالب طهران بإعادة الجزر الثلاث
المحتلة.
بل إن العلاقات الإيرانية مع القاهرة التي زارها لاريجاني وقوبل فيها
بكرم عربي معتاد ليست على ما يرام حيث مازالت صورة الإسلامبولي وقبر الشاه يوسعان
من هوة الخلاف.
كما أن المغرب المعروف بطول صبره ملّ من التدخلات الإيرانية
فأصدر بياناً عبر فيه عن غضبه الشديد من محاولات العبث الإيرانية في نسيج المجتمع
المغربي العربي..
وعن التدخل الإيراني السافر في العراق لا تسل، أو سل لاريجاني
نفسه عما يجري في الداخل العراقي..
كذلك فإن التعبير الدبلوماسي عن العلاقات
الطيبة التي تربط طهران بالرياض يمكن التعامل معه بالمفهوم الدبلوماسي فقط، خاصة
وأن لاريجاني نفسه فضلاً عن بقية المسؤولين الإيرانيين يتحدثون باستفاضة عما
يعتبرونه تدخلاً سعودياً في اليمن، دونما أي اعتبار لمسألة الأمن السعودي والحدود
السعودية والمصلحة العربية في استقرار اليمن.
وبالنسبة للعلاقات الإيرانية -
الفلسطينية فهي كما يعلم الجميع قاصرة على احتضان "حماس" ليس لتحرير القدس، وإنما
للكيد في عباس..
إننا لو بحثنا في معاجمنا العربية عن أصل الفعل "طاب" و"يطيب"
قد نجد أن الطيبة في كثير من الأحيان تكون "منصوبة" وأن الفعل "طاب" هو فعل "أجوف"
والأجوف ما كانت عينه حرف "علة"!.