الربيعي
يطلق عليها بالمقدسات لدى الشيعة والتي لا يوجد لها أصل لا في كتاب ولا سنة ولا
أجماع بل على العكس من ذلك تماما فهي تناقض العقيدة الإسلامية الصحيحة، والسنة
المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم بل تناقض العقل والمنطلق والفهم
السليم ومن يشاهد قنواتهم وما تبثه من برامج يلحظ كل ذلك بصورة واضحة ويرى العجب العجاب ويدرك مدى الانحراف في الفكر
والزيغ في العقيدة والتنطع الشكلي والتمظهر الفج في حب آل البيت الزائف الذي لا
يتعدى الحناجر والألسن وفي ظل مناسبة يوم عاشورا التي مثلت يوما عظيما في التاريخ
الديني والإنساني بما حملته من معاني إيمانية تمثلت في القضاء على فرعون وهو احد
أعتا طغاة الكون واظلمهم وأقساهم ونجاة بني إسرائيل المستضعفين والمقهورين الذين
استحل واستباح دماءهم وأموالهم وأعراضهم في حادثة سجلها التاريخ ورواها القران
كأروع قصة فيها من العبرة والعظة، ما يسلب الألباب وأية كانت من أعظم آيات الإعجاز
التي حملها موسى وهي عصاه التي ضرب بها البحر ليتحول إلى طريق جاف في لحظة من الزمن
ليعبر عليها وقومه مستدرجين بذلك فرعون وجيشه ليضرب البحر مره أخرى فيقع فرعون
وجبروته وجيشه ضحايا تلاطم الموج والغرق وما يشكله هذا اليوم في حياة المسلمين من
انتكاسه مؤلمة تمثلت في قتل الحسين وآل بيته الطيبين الطاهرين لتجتمع المناسبة
السارة والذكرى المفجعة التي أدمت وتدمى قلب كل مسلم على وجه البسيطة ولكن ما يحدثه
الشيعة من جلبه وتجييش ومواكب العزاء كما يسمونها وما يتخلل ذلك من مظاهر غاية في
الوحشية وإيذاء النفس وضرب الجسد حتى ينزف الدماء.
فماذا يفيد هذا الحسين الذي
كان ضحية أجدادهم الذين طالبوا بالخروج من المدينة وهو في منعة وأمن ليجد نفسه في
صحراء كربلاء مع أهله ومرافقيه الذين لم يتجاوزوا بضعا وعشرين بين ذكر وأنثى وطفل
في مواجهة جيش عرموم وشيعته ومناصريه كأنها انشقت الأرض وابتلعتهم فلم يجد سيفا
يناصره أو حتى صوتا يرفع من معنوياته ومن معه فلا الألوف من الأنصار الذين وعدوه
بنصرهم ولا المئات ولا حتى العشرات تلاشوا كسراب صحراء كربلاء وكل لزم بيته وتركوا
حفيد رسول الله لقدره وسيفه الذي لم يجد بدأ من امتشاقه والدفاع عن نفسه وأهله
والذين لم يجدوا شربة ماء تسد رمقهم وهم في أشد حالات العطش والتعب والإعياء والخوف
والقتل..
كان الحسين في تلك اللحظة الحرجة في أمس الحاجة إلى المواكب والتجييش
والوفاء والحب والتضحية والرجولة ولو أنه تكلم اليوم فانه لن يجد لهم جواباً إلا أن
يقول خذلتموني كما خذلتم أبي وقتلتموني كما قتلتموه فاذهبوا بعزائكم وبدعكم إلى
الجحيم، لا يحتاج الحسين اليوم وهو الشهيد في قبره إلى أذيتكم وإزعاجكم وبدعكم فما
الجدوى من العويل والبكاء وعلى من تحملون الحقد فالذين قتلوا الحسين عند ربهم مع
الحسين ولم يأتي جد الحسين ولا الحسين لينشروا الحقد والكراهية والانتقام حتى من
أعدائهم وخصومهم فكيف بأتباعهم وأنصارهم ومحبيهم وإذا كان هذا هو القدر فواجب
المسلم الإيمان والتسليم به والاعتراض على ذلك لا يمكن أن يكون اقل من الكفر فممن
يسخط هؤلاء هل من جدودهم كونهم خذلوه وكم ينصروه هل من الله كون هذا قضاء وقدر؟ لا
يحتاج الحسين أن تؤلهوه وتحجوا عند قبره فالحج إلى بيت الله العتيق فقط ولا يحتاج
اليوم أن تسمو أبناءكم عند الحسين فالحسين هو عبدالله وحاشاه أن يرضى أو يقبل بهذا
وإلا فقد شابهتم في ذلك عبدة المسيح لدى المسيحيين بما لديهم من عقيدة قائمة على
الشرك والتثليث ولا يحتاج الحسين أن تدعوه لقضاء الحاجات فإنما هو عبدالله ومن يقضي
الحاجات ويستجيب الدعوات ويدفع السوء ويشفي المرض ويفعل ما يشاء هو الله رب الحسين
ورب العالمين.
دعوا الحسين فانه بري منكم ومن أفعالكم ويكفيه أن أجدادكم قتلوه
ومشوا وبكوا في جنازته فقد آذوه حياً وأنتم تؤذونه ميتاً.