عبدالرحمن مقبل الحذيفي
وأزماته ونستقبل عام 2010م وقلوبنا على أيدينا خوفاً من الآتي وما يخفيه لنا
المستقبل المجهول هل سيكون العام الجديد أفضل أم أسوأ من سابقه؟ وهل تحمل أيامه
وشهوره الحلول لأزماتنا ومشاكلنا أم أنها تحمل تعقيدات جديدة وتطورات غير مرغوب
بها؟ هل سيكون عام 2010م عام العقلاء والحكماء من أبناء هذا الوطن أم أن الوطن سيظل
رهينة للفاسدين والمتطرفين وتجار السلاح وساحة للصراعات الإقليمية والحسابات
الدولية؟.
أسئلة كثيرة تدور في
عقول كل المخلصين من أبناء هذا الوطن ويتمنون أن تكون الأجوبة مثلما يتمناها كل
يمني محب لوطنه وحريص على استقراره وتطوره.
في لبنان ودع الناس عام 2009م بتوحد
الموالاة والمعارضة في حكومة وحدة وطنية وتغلبت لغة العقل والمنطق على كل الشعارات
الطائفية والتدخلات الأجنبية والخوف كل الخوف أن تجد الأطراف الإقليمية في اليمن
ساحة بديلة لتصفية الحسابات خاصة وأن من أبناء جلدتنا من أثبت أنه مستعد أن يرقص
على أشلاء إخوانه ليرضي هذا الطرف الخارجي أو ذاك، وهناك آخرون يتاجرون بمشاكل
الناس ويستثمرون الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها المواطن اليمني لتحقيق أهداف
لا تمت لمصلحة الوطن بصلة وهم يعلقون كل شيء سلبي على شماعة الوحدة، فالوحدة في
نظرهم هي سبب البطالة والفقر والمرض وغلاء الأسعار وحتى أنفلونزا الخنازير
والاحتباس الحراري ومن أهم ما حدث في عام 2009م عودة المومياء ومحاولة بعض من طردهم
الشعب اليمني بالكرت الأحمر الرجوع إلى أرضية الملعب رغم أنهم قد وصلوا مرحلة
الاعتزال منذ زمن طويل .
عام 2009م شهد أيضاً محاولة القاعدة استغلال أوضاع
البلاد لإعادة بناء خلاياها وتأسيس قاعدة إقليمية لأنشطتها الجهنمية ورأت في حرب
صعدة والحراك الجنوبي خير داعم ومعين وبينما تناست هذه الأطراف الثلاثة خلافاتها
المذهبية والسياسية ووحدت جهودها ضد الوطن زادت الهوة بين أحزاب اللقاء المشترك
والحزب الحاكم وتنافسوا على تبادل الاتهامات وإصدار البيانات الرنانة والخطابات
المكهربة وحمل كل طرف الآخر مسؤولية الأوضاع وحاول كل طرف إقناع الشعب أنه وحده
المدافع عن حقوقه والحامي لحدوده والقادر على حل مشاكله حتى أن غالبية الشعب ملت
المهاترات والصراعات السياسية وتحولت إلى اللامبالاة وكأن ما يحدث هنا وهناك يحدث
في دولة أخرى لا علاقة لها بالواقع.
هل سيكون العام الجديد بداية جديدة ونقطة
تحول في تاريخ اليمن الحديث أم أن التطرف والتفرق والغلو سيكون لها الكلمة العليا
على حساب الوسطية والوحدة والحوار؟، نتمنى أن تكون السنة الجديدة سنة خير وبركة على
هذا الوطن الذي عانى كثيراً وأن يدرك شبابنا المغرر بهم أن الجهاد لا يكون في شبوة
وحضرموت وصنعاء فلا قواعد عسكرية أمريكية ولا مراكز صليبية في هذا الوطن والجيش
وقوات الأمن اليمنية ليست من المارينز أو F.B.I وأن الانتقام لموت الإمام علي
والحسين رضي الله عنهما لا يكون بسفك دماء الأبرياء من المسلمين وأن من الجنون
الموت في سبيل إقامة ولاية الفقيه في حين يموت الإيرانيون وهم يتظاهرون ضد ولاية
الفقيه ونتمنى أن يدرك الشباب في المحافظات الجنوبية أن الحياة في جنوب الوطن لم
تكن وردية قبل عام 1990م وأن مشاكلهم لا تختلف عن مشاكل الشباب في باقي أنحاء الوطن
وأن حل المشاكل لا يكون بقطع الطرق وإضرام النيران في الممتلكات الخاصة والعامة
وزرع الكراهية بين أفراد الوطن الواحد.
ونتمنى أن تفهم المعارضة اليمنية أن
الوطن شيء والحزب الحاكم والنظام السياسي شيء آخر فلو استفادت المعارضة مما يضر
الحزب الحاكم فكيف تستفيد من مواقف وجهات تضر الوطن ككل وليس فقط الحزب الحاكم،
والأمنية الأخيرة والأهم هي أن تدرك الحكومة أن وقعت الشعارات الجوفاء والكلام عن
الإنجازات العظيمة والخطط والاستراتيجيات التي لا تنفذ قد ولى وأن الواقع لا يقبل
التسويف والمماطلة والبحث عن أعذار واهية وعلى الحكومة أن تعي أن مفتاح حل مشاكل
الوطن هو حل المشاكل الاقتصادية وإحلال النظام بدل العشوائية والكفاءة بدل
المحسوبية والنزاهة بدل الفساد وحب الوطن بدل حب الذات، وعام سعيد للجميع.