أمنه وسيادته ووحدة أراضيه، إلا أن التحديات بلغت ذروتها خلال الأسبوعين الماضيين
مع تصاعد المواجهات التي تخوضها السلطات اليمنية بكل حزم ضد تنظيم القاعدة، الذي
يسعى لزعزعة استقرار البلاد ومن ثم اتخاذ أراضيه منطلقا لتنفيذ مخططاته الإرهابية
في المنطقة.
كما يزداد التوتر الأمني مع تجدد المواجهات مع المحتجين في الجنوب.
ما تقوم به قيادات
المعارضة المنضوية تحت مسمى قوى الحراك الجنوبي في هذا التوقيت، يثير الريبة
والدهشة في آن واحد.
ففي هذا الوقت الدقيق من تاريخ اليمن والذي يتطلب وقوف
الجميع، حكومة ومعارضة صفا واحدا لدرء الخطر الحوثي في الشمال والتصدي لإرهاب
القاعدة في أجزاء أخرى من البلاد، تعلو أصوات نشاز تدعو للتظاهر وخروج المسيرات ضد
الدولة.
وتجاوز الأمر الدعوات التحريضية إلى وقوع مواجهات مسلحة مع أنصار الحراك
الذين عمدوا أمس إلى استهداف منشآت أمنية في الضالع.
إن المرحلة الحالية التي
يمر بها اليمن تتطلب عملا كبيرا لتعزيز روابط الوحدة، لأن الوطن يسع الجميع وبحاجة
إلى جهود جميع أبنائه.
كما تستوجب المرحلة من كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية
وفعاليات المجتمع المدني، الاصطفاف لمواجهة المخاطر المحدقة بالوطن.
وفي هذا
السياق يجب التشديد على السلطة أن تستمع للطرف الآخر في جانب المعارضة بالجدية
اللازمة، لأن من شأن ذلك أن يحدث قدرا كبيرا من التوازن المفقود.
كما أن المطلوب
أيضا السعي بكل جدية لاستكمال بناء النظام الديموقراطي وتعزيز الوحدة من خلال حشد
الطاقات نحو تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، وتوفير الموارد اللازمة لمعالجة
المشاكل الناجمة عن الفقر والبطالة، خاصة في المحافظات الأقل نموا.
وخلاصة القول
فإن الخروج من نفق الأزمة الأمنية وإفرازاتها الماثلة، مع الأخذ بعين الاعتبار
تنامي حالة الاحتقان في محافظات الجنوب، يتطلب في الأساس وجود إرادة سياسية حقيقية
تكون واعية بحقائق المشهد اليمني الكلي، مع تبني الحوار كوسيلة وحيدة لحل الخلافات
مع المعارضة الجنوبية والنأي عن فتح جبهة جديدة.