د/ محمد
أحمد عبدالله الزهيري
أحمد عبدالله الزهيري
تدور اليوم في صعدة وحرف سفيان مواجهة عسكرية ضد
مثيري الفتنة من الحوثيين كما تدور مواجهات في الجنوب ضد مثيري الفتنة فيمن الحراك،
كما تدور مواجهات هنا وهناك ضد مثيري الفتنة من القاعديين ، لكن هذه المواجهات
المشروعة والمفروضة على الدولة وقواتها المسلحة "حماة الوطن" تعتبر علاجاً لمظاهر
وأعراض المرض وليس علاجاً لدفعة وما سببه ومثلها مثل من يعالج أعراض مرض من الأمراض
الجسدية كالسكر فيعالج كثرة التبول وجفاف الفم وإزهاق الجسم ويهمل علاج أصل المرض
وأصل المشكلة وهو مرض السكر.
الفتنة والشغب وما ينتج عنهما من قتل وترويع وانتهاك وتدمير وفرقة وتمزيق
ليست إلا مظهرين أو عرضين من أعراض المشكلة الأصلية التي هي الفكر المنحرف فالإنسان
لن يقدم على القتل حباً في القتل أو يقوم بالفساد هواية للفساد ، إنما يفعل ذلك لأن
هناك فكرة تحفزه إلى القتل والفساد وتبرر له بحيث يرى أن ما يقوم به إنما هو قربة
إلى أو كما في حالتي الحوثي والقاعدة أو جلباً للخير ودفعاً للشر وهو بذلك يؤدي
واجباً تجاه شعبه ووطنه وغالباً ما نسمع عن بعض الصراعات القول: إنه لا يمكن حسمها
عسكرياً ويلاحظ عليها أنها تخسر كل يوم رجالاً وقيادات ومع ذلك يكثر أعدادها وتزداد
قوة .
وذلك يرجع إلى بقاء مصدر وجودها وسر تصلبها وهو الفكر أو الأفكار التي
تجذب وتقنع كل يوم أناساً آخرين وتؤثر في تجمعات أخرى ويمثل الزمن عاملاً مهماً في
تصليبها وتوسعها لأن طول زمن الصراع والمواجهة يشهرها فينظم لها كل موتور ومظلوم
وحاقد وقد قيل : إن الدماء تورث الدماء وإن قتل واحد يورث عداوة عشرة على الأقل من
أسرة القتيل كما أن الزمن الطويل في الصراع يضعف هيبة الدولة فينجر الموتورون
والمترددون ويتردد الأولياء والمناصرون تحسباً لأي احتمال أو لأسوء الاحتمالات ومن
يقرأ قصة قصة حاطب بن أبي يلتعة ورسالته إلى قريش عن جيش الفتح يفهم ما نريد
.
المعركة الحقيقية هي علاج أصل الفتنة ومسببها الأول وهي معركة فكرية علمية
تفند الشبه والأوهام التي تسببت في الفتنة ويتكئ عليها دعاتها الذين يصطادون في
الماء العكر وقد قيل قديماً إذا أردت أن ترد إنساناً عن العمل فاقنعه أنه ليس على
شيء كما تعمل على سحب البساط من تحت أقدام الكبراء والمستغلين وهذه هي المعركة التي
استعملها علي ابن أبي طالب مع طلحة والزبير في معركة الجمل فأخرجهما من المعركة
وهما من قادتها.
واستعملها هو وعبدالله بن الزبير مع الخوارج فأخرجا معظمهم من
المعركة واستعملها صلاح الدين مع الشيعة الباطنية الإسماعيلية في مصر بعد حكم دام
209 سنوات وفي اليمن بعد حكم ثلاث دول باطنية "القرامطة والصليحيون والزريعيون "
فأسس المدارس والمكتبات والعلماء وألغى تدريس المذهب الاثنى عشري من الجامع الأزهر
، فلم يبق في مصر ولا اليمن شيعي باطني أو اثنى عشري واحد.
هذه المعركة يجب أن
تجند لها كل مؤسسات الدولة التعليمية كالمدارس والجامعات وحلقات التحفيظ والوعظية
كالمنابر والخطب والمحاضرات والمراكز والندوات الثقافية كالمهرجانات والكتب
والمكتبات والشبابية كالنوادي والأنشطة والمسابقات الإعلامية كالصحف والمجلات
والإذاعات والقنوات وغيرها .
وأخص وسائل الإعلام مالها من دور فاعل في خدمة
أهداف المجتمع وصياغة وعي الجماهير وتفنيد الشبه وقد وضح هذا الدور الرئيس الأمريكي
السابق جورج بوش الأبن" الذي قال : إن ثلثي حربنا إعلامية ، بينما نجد إعلامنا
يعاني من حالة تيهان جعلته يعيش خارج معركة الدولة وجيشها وأمنها والشعب وقوله
تستغرب أن تجد الإعلام الرسمي مأزوماً أو مخترقاً ففي الوقت الذي تعيش الدولة
وجيشها وأمنها في حالة حرب مع الحوثيين في صعدة وحرف سفيان نجد الإعلام الرسمي يروج
لفكر الحوثي المنحرف بصورة واضحة وجريئة لا مواربة فيها ومن ذلك ترديده شبه ومقالات
حوثية رافضية تمس ثوابت ومسلمات وبديهيات الأمة ومن أمثلة ذلك القول بتحريف القرآن
الذي تنشره صحيفة الثقافية بعنوان "صححوا مصاحفكم" وتوليها في أعداد لاحقة الدفاع
عنه والتهجم على العلماء الذين وصفتهم بالتكفيريين الغلاة المتشددين لأنهم أفتوا
بأن القول بتحريض القرآن كفر وهي الأوصاف نفسها التي يتصف بها الحوثيون نقلاً عن
أسيادهم الرافضة الصفويين وتجد رؤساء صحيفتين رسميتين كبيرتين هما:" الجمهورية و14
أكتوبر" لا تفتأن ترددان ومعهما جمهور كبير من كتاب الصحف الرسمية كعادل الشجاع
ومجيب الحميدي أن الخطر الحقيقي ليس مقالاً الحوثيين ولا الحراك ولا القاعدة وإنما
السلفيون والتكفيريون والمتشددون، ويبلغ الحمق بأحدهم في صحيفة الثقافة أن يكتب
مقالاً "بعنوان" "دعاة الخروج ودعاة طاعة ولي الأمر خطرهم واحد" ولم أفهم كيف يكون
خطر دعاة الفتنة والفساد والقتل الذين رفعوا السلاح في وجه الدولة والنظام وهددوا
السلم الاجتماعي ودعاة طاعة ولي الأمر والحفاظ على السلم والأمن والوحدة واحداً
والعرب تقول "اجتماع الضديين كانتفائهما" وهذا الإعلام المأزوم بدلاً من أن يفسح
المجال لعلماء الأمة وفقهائها لدحض شبه دعاة الفتنة وتوعية المجتمع بأهمية السلم
والأمن يقوم باستعدائهم والتحريض عليهم واستفزاز الشعب من خلال تعرضه لعلمائه ومن
خلال إنشغاله بعرض الفحش المكتوب في الصحف والمنظور والمسموع في الإذاعات
والقنوات.
مثيري الفتنة من الحوثيين كما تدور مواجهات في الجنوب ضد مثيري الفتنة فيمن الحراك،
كما تدور مواجهات هنا وهناك ضد مثيري الفتنة من القاعديين ، لكن هذه المواجهات
المشروعة والمفروضة على الدولة وقواتها المسلحة "حماة الوطن" تعتبر علاجاً لمظاهر
وأعراض المرض وليس علاجاً لدفعة وما سببه ومثلها مثل من يعالج أعراض مرض من الأمراض
الجسدية كالسكر فيعالج كثرة التبول وجفاف الفم وإزهاق الجسم ويهمل علاج أصل المرض
وأصل المشكلة وهو مرض السكر.
الفتنة والشغب وما ينتج عنهما من قتل وترويع وانتهاك وتدمير وفرقة وتمزيق
ليست إلا مظهرين أو عرضين من أعراض المشكلة الأصلية التي هي الفكر المنحرف فالإنسان
لن يقدم على القتل حباً في القتل أو يقوم بالفساد هواية للفساد ، إنما يفعل ذلك لأن
هناك فكرة تحفزه إلى القتل والفساد وتبرر له بحيث يرى أن ما يقوم به إنما هو قربة
إلى أو كما في حالتي الحوثي والقاعدة أو جلباً للخير ودفعاً للشر وهو بذلك يؤدي
واجباً تجاه شعبه ووطنه وغالباً ما نسمع عن بعض الصراعات القول: إنه لا يمكن حسمها
عسكرياً ويلاحظ عليها أنها تخسر كل يوم رجالاً وقيادات ومع ذلك يكثر أعدادها وتزداد
قوة .
وذلك يرجع إلى بقاء مصدر وجودها وسر تصلبها وهو الفكر أو الأفكار التي
تجذب وتقنع كل يوم أناساً آخرين وتؤثر في تجمعات أخرى ويمثل الزمن عاملاً مهماً في
تصليبها وتوسعها لأن طول زمن الصراع والمواجهة يشهرها فينظم لها كل موتور ومظلوم
وحاقد وقد قيل : إن الدماء تورث الدماء وإن قتل واحد يورث عداوة عشرة على الأقل من
أسرة القتيل كما أن الزمن الطويل في الصراع يضعف هيبة الدولة فينجر الموتورون
والمترددون ويتردد الأولياء والمناصرون تحسباً لأي احتمال أو لأسوء الاحتمالات ومن
يقرأ قصة قصة حاطب بن أبي يلتعة ورسالته إلى قريش عن جيش الفتح يفهم ما نريد
.
المعركة الحقيقية هي علاج أصل الفتنة ومسببها الأول وهي معركة فكرية علمية
تفند الشبه والأوهام التي تسببت في الفتنة ويتكئ عليها دعاتها الذين يصطادون في
الماء العكر وقد قيل قديماً إذا أردت أن ترد إنساناً عن العمل فاقنعه أنه ليس على
شيء كما تعمل على سحب البساط من تحت أقدام الكبراء والمستغلين وهذه هي المعركة التي
استعملها علي ابن أبي طالب مع طلحة والزبير في معركة الجمل فأخرجهما من المعركة
وهما من قادتها.
واستعملها هو وعبدالله بن الزبير مع الخوارج فأخرجا معظمهم من
المعركة واستعملها صلاح الدين مع الشيعة الباطنية الإسماعيلية في مصر بعد حكم دام
209 سنوات وفي اليمن بعد حكم ثلاث دول باطنية "القرامطة والصليحيون والزريعيون "
فأسس المدارس والمكتبات والعلماء وألغى تدريس المذهب الاثنى عشري من الجامع الأزهر
، فلم يبق في مصر ولا اليمن شيعي باطني أو اثنى عشري واحد.
هذه المعركة يجب أن
تجند لها كل مؤسسات الدولة التعليمية كالمدارس والجامعات وحلقات التحفيظ والوعظية
كالمنابر والخطب والمحاضرات والمراكز والندوات الثقافية كالمهرجانات والكتب
والمكتبات والشبابية كالنوادي والأنشطة والمسابقات الإعلامية كالصحف والمجلات
والإذاعات والقنوات وغيرها .
وأخص وسائل الإعلام مالها من دور فاعل في خدمة
أهداف المجتمع وصياغة وعي الجماهير وتفنيد الشبه وقد وضح هذا الدور الرئيس الأمريكي
السابق جورج بوش الأبن" الذي قال : إن ثلثي حربنا إعلامية ، بينما نجد إعلامنا
يعاني من حالة تيهان جعلته يعيش خارج معركة الدولة وجيشها وأمنها والشعب وقوله
تستغرب أن تجد الإعلام الرسمي مأزوماً أو مخترقاً ففي الوقت الذي تعيش الدولة
وجيشها وأمنها في حالة حرب مع الحوثيين في صعدة وحرف سفيان نجد الإعلام الرسمي يروج
لفكر الحوثي المنحرف بصورة واضحة وجريئة لا مواربة فيها ومن ذلك ترديده شبه ومقالات
حوثية رافضية تمس ثوابت ومسلمات وبديهيات الأمة ومن أمثلة ذلك القول بتحريف القرآن
الذي تنشره صحيفة الثقافية بعنوان "صححوا مصاحفكم" وتوليها في أعداد لاحقة الدفاع
عنه والتهجم على العلماء الذين وصفتهم بالتكفيريين الغلاة المتشددين لأنهم أفتوا
بأن القول بتحريض القرآن كفر وهي الأوصاف نفسها التي يتصف بها الحوثيون نقلاً عن
أسيادهم الرافضة الصفويين وتجد رؤساء صحيفتين رسميتين كبيرتين هما:" الجمهورية و14
أكتوبر" لا تفتأن ترددان ومعهما جمهور كبير من كتاب الصحف الرسمية كعادل الشجاع
ومجيب الحميدي أن الخطر الحقيقي ليس مقالاً الحوثيين ولا الحراك ولا القاعدة وإنما
السلفيون والتكفيريون والمتشددون، ويبلغ الحمق بأحدهم في صحيفة الثقافة أن يكتب
مقالاً "بعنوان" "دعاة الخروج ودعاة طاعة ولي الأمر خطرهم واحد" ولم أفهم كيف يكون
خطر دعاة الفتنة والفساد والقتل الذين رفعوا السلاح في وجه الدولة والنظام وهددوا
السلم الاجتماعي ودعاة طاعة ولي الأمر والحفاظ على السلم والأمن والوحدة واحداً
والعرب تقول "اجتماع الضديين كانتفائهما" وهذا الإعلام المأزوم بدلاً من أن يفسح
المجال لعلماء الأمة وفقهائها لدحض شبه دعاة الفتنة وتوعية المجتمع بأهمية السلم
والأمن يقوم باستعدائهم والتحريض عليهم واستفزاز الشعب من خلال تعرضه لعلمائه ومن
خلال إنشغاله بعرض الفحش المكتوب في الصحف والمنظور والمسموع في الإذاعات
والقنوات.