;

اليمـــــــن حُــــلم القاعــــــدة 696

2010-01-02 04:11:45

خالد
عبدالله المشوح


محاولة اغتيال وغدر فاشلة واستثنائية في طريقتها
كادت تربك المشهد العالمي في أغسطس الماضي كان التدبير والتخطيط والتمويل لها من
اليمن! محاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية هي الأخطر منذ الحادي عشر من سبتمبر حيث
وصلت العملية إلى مراحلها النهائية ولولا سوء في التقدير والتنفيذ لكلتا العمليتين
لرأينا أحداثا مأساوية وكارثية تقودنا إلى حروب وإجراءات جديدة.
هاتان الحادثتان
كان الأجدى أن واحدة منهما كفيلة بتسليط
الضوء على البؤرة الجديدة والعش الحصين للقاعدة وهو اليمن والسعي على تفكيكه
وتدميره، فاليمن ليس وجهة طارئة على الساحة لتنظيم القاعدة بل هو هدف استراتيجي
خططت له القاعدة منذ عدة سنوات، فمنذ تفجير المدمرة كول، حيث تبنى تنظيم القاعدة
على لسان زعيمه أسامة بن لادن لهذه العملية العام 2002 كان يمكن التنبؤ بأن عملية
بضخامة تفجير المدمرة كول تقود إلى أن اليمن يتمتع بميزات نوعية تسمح بوجود عمليات
ضخمة تنطلق من أراضيه، كما أن خطاب القاعدة منذ تأسيسها كان يركز على اليمن وأن
اليمن أهل المدد كما سماهم الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري في أحد أشرطته
القديمة.
المشهد اليمني لاشك أنه في أسوأ أحواله وهو السبب الذي قاد إلى وجود
عمليات نوعية بهذا الحجم والتكتيك، فالحرب الطويلة التي تخوضها الحكومة كانت بمثابة
الحلم لتنظيم القاعدة، فانشغال الأجهزة الأمنية بمطاردة وحرب مع طرف غير القاعدة
مكسب كبير لا يمكن التفريط به، وهو ما حدث بالفعل، فالحوثيون والحراك الجنوبي فتح
فرصة سانحة للتنظيم لإعادة ترتيب صفوفه وأولوياته، ولا أدل على ذلك من الطريقة
المبتكرة والجديدة في تجاوز نقاط التفتيش وهي قدرة ناتجة عن مناخ يساعد على التحرك
وإجراء التجارب بسهولة، ولاسيما مع توفر المواد الخام اللازمة لمثل هذه العمليات
وهو الشيء الذي وجده التنظيم بشكل غير متوقع، فانتشار السلاح بين القبائل في اليمن
بالإضافة إلى الحرب الدائرة التي تسهل بيع السلاح وتجربة أشياء جديدة يصعب تجريبها
في السلم كان له الدور الأكبر في نضوج هذه العمليات النوعية.
كما أن مياه
الصومال وأرضه تلعب دورا كبيرا في تهريب التقنيات الحديثة في وسائل التفجير عن بعد
والأغطية الحديثة التي تضعف من قدرة أجهزة الأمن على تقصي المتفجرات بالإضافة إلى
سهولة الاتصال والتجنيد نتيجة القرب المكاني والفوضى الأمنية.
إن أبواب حرب
ثالثة باتت قاب قوسين أو أدنى في اليمن فإذا لم يكن هناك تحرك إقليمي مسؤول تجاه
الوضع الخطير هناك بدعوى الخصوصية الداخلية لليمن، نتيجة الملفات التي بات التفصيل
فيها يساهم في توسع سريع للقاعدة في اليمن.
فمن المعلوم أن الحراك الجنوبي
والحالة الحوثية شأن داخلي، لكن استقواء تنظيم القاعدة في اليمن ليس كذلك، بل هو
مسألة إقليمية ودولية تحتم على الجميع العمل بوعي ومسؤولية تجاه هذا الملف الخطير
والشائك الذي تداخلت فيه الملفات الثلاثة بشكل مربك استطاعت فيه القاعدة استغلال
كافة الثغور السياسية والقبلية والطائفية بشكل لافت.
فهناك مشكلة بوجود أكثر من
عشرين مليون نسمة يعيشون في اليمن يشكل الشباب منهم أكثر من 60% في حالة اقتصادية
تعد الأسوأ عربيا ودخل متدن للفرد لا يزيد متوسطه عن 400 دولار سنويا.
كما يشكل
البعد القبلي الأساس في الولاء وتملك القبيلة السلاح الكافي لحماية نفسها أحد أبرز
تحديات فرض الأمن في اليمن بالإضافة إلى قضية الولاء التي تشكل القبيلة مرجعه الأول
والأخير فلا يوجد ولاء أعلى من ولاء القبيلة في اليمن وعلى أساس القبيلة يتم
الترشيح والتصويت وتقاسم السلطة وهو ما جعلها في التصنيفات الدولية من أكثر دول
العالم فسادا.
اليمن لا يزال مطمع كثير من القوى المتصارعة داخل وخارج المنطقة
لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار الموقع المميز الذي يؤهله للعب دور كبير وحيوي إذا
ما حظي بفرصة من الاستقرار والتنمية المدروسة، فهل تنجح القاعدة في خطف اليمن في
الوقت الذي عجزت فيه دول كبرى؟.
الوطن السعودية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد المياحي

2024-09-21 22:40:48

عن سبتمبر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد