الشرجبي
أسرار يشعر المرء بأنه يجب أن يحتفظ بها لنفسه كأن تخفي الزوجة عن زوجها أمور تتعلق
بصديقاتها وما يحدث في الجلسات بينهن، وأن يخفي الزوج أموراً خاصة جداً بعمله
وأصدقائه وغيرها.
أما الأمور التي
تخص الحياة الزوجية والأسرية والأولاد فلا بد من المصارحة بين الزوجين حول هذه
الأمور.
من الطبيعي أن يكون لكل إنسان أسرار خاصة لا يفشيها لأحد حتى وإن كان
مقرباً إليه فليس لزاماً أن يحكى الزوجان ما يحدث معهما، فهناك أمور خاصة مثلاً كأن
يكون الزوج متزوجاً من قبل فلا يحق للزوجة سؤاله "عما كان"، وكذلك الزوج لا يتحدث
حول هذا الموضوع حتى لا يؤثر في نفسية الزوجة، لأن هذه الأمور ما دامت قد مرت ولم
تترك أثراً ظاهراً فلا داعي لذكرها.
وهناك جانب آخر من الأسرار يجب أن يخفيها
كلٌ من الزوجين وهي حول آراء الأقارب فربما يتعرض الزوج لموقف يسمع فيه رأي
الوالدين أو أحد الأقارب في تصرفات زوجته فعليه في هذه الحالة أن يضع في حسبانه عدم
إخبارها ويحاول أن يجعلها أن تعدل من السلوك أو التصرف الذي يرفضه المحيطون دون أن
يذكر أهله أو أقاربه، وكذلك الحال بالنسبة للزوجة، لذلك فالزواج علاقة تعاقدية بين
رجل وامرأة يتم فيها القرب والود وهي علاقة يشترط فيها الأبدية، ولذلك الأسرار التي
يحكيها الزوج لزوجته، ستكون لا محالة في بئر لا قرار له.
إن حدود الأسرار بين
الزوج وزوجته مسألة نسبية ، وهذا بحسب العلاقة بين الزوجين ، فهناك علاقات زوجية
ينسجمان فيها طرفاً العلاقة ويصبحان شيئاً واحداً، وهنا لا يمكن أن تكون هناك حدود،
ولكن من الطبيعي أن يسعى الطرفان إلى احترام مشاعر كلٍ منها للآخر، وأن يتم وضع
خطوط حمراء بين المتاح وغير المتاح.
وفي الأخير أن الأصل في العلاقات الزوجية
الصراحة، خاصة في مجال المعيشة والهموم اليومية.