الشرجبي
طابور الصباح ونردد بحماسة النشيد الوطني، يوم أن كان للمعلم هيبة ، يوم أن كان
يقدس في أعماقنا الولاء، يوم أن كنا نتصلب فوق المقاعد كالجماد، يومها كنا نصدق كل
ما يقال لنا ونقتات العلم في دفاتر الحياة ونحفظ جدول الضرب وجدول الأعمال، يومها
قالوا لنا في المدرسة امرأة عربية صرخت "وا معتصماة" فأيقظ النخوة وهزت صرختها
أركان البلاد فجاء الجيش ملبياً ثائراً في وجه الأعداء وفي وجه الذل حامياً للدين
والعرض والعباد.
صدقنا ما قيل لنا
وتناسينا أن النخوة أيضاً تموت والكرامة تنعدم، وأن الحرية شيء مقدس لا تنال منه
الأقدام ولا تدنسه الأيام، لقد صدقنا أوهاماً رائعة تشبه القصص والحكايات صدقنا أن
صرخة في هذا الزمن الأصم ستحرك جيشاً للثأر والجهاد، ظننا أن فلسطين بصرخة ستعود
وأن صرخة استغاثة ستوقد الكرامة من تحت أكوام الرماد صدقنا أن الأرض لن تضيع وأن
العرض لن ينتهك، صدقنا ونادينا "وامعتصماة" وألف معتصم يسمع "حي على الجهاد حي على
الجهاد".
ويواصل السبات والرقاد، صدقنا أن العرب أخوة نعم أخوة إسماً وليس
فعلاً.