القاعدة في اليمن, هذا الخطر الذي لم يكتف بالنشاط المحلي بل خطرهم تزايد وتعدى ذلك
إلى المستوى الإقليمي والدولي.
وهنا تكمن أهمية تكثيف السلطات الأمنية عملياتها
النوعية والاستباقية ضد القاعدة حيث أن عناصر تنظيم القاعدة في اليمن هم من لجأوا
إلى استفزاز السلطة بالظهور العلني لقيادات التنظيم مما أعطى مسوغاً للأمريكان أن يكثفوا من الضغط على الحكومة
اليمنية لمواجهتهم وملاحقتهم.
والقاعدة لا تستند على أي مشروع سياسي يجعلها
قادرة على المواجهة وتقديمه للرأي العام، بل أنها في حقيقة الأمر تسعى إلى خلط
الأوراق حيث أدخلت الأوطان في دوامة الصراعات والفتن مما يستدعي
مواجهتها.
والقاعدة أصبحت تعرف بأنها من "التنظيمات العنقودية" حيث أن كل مجموعة
صغيرة تعد نفسها تنظيماً بحيث تفتقد إلى الرؤية المشتركة و أصبحت تقاتل شعباً ولم
تعد تقاتل قوة استكبارية كما كانت تزعم مما ولد رفضاً لها وتأييداً لمحاربتها وهو
ما جعل المجتمع الدولي يمارس ضغطاً على الحكومة اليمنية لكي تجعل من أولى أولوياتها
مواجهة القاعدة قبل أن تواجه أي تمرد عسكري أو محاولة انفصالية باعتبار انه أصبح
مهدداً للمصالح الأمريكية والأوروبية قبل المصالح المحلية وهنا ظهر الإجماع الدولي
والمحلي حيث تلاقت مخاوف سلطة الدولة مع المخاوف الدولية بسبب حماقات هذه المجموعات
الإرهابية.
إن عدم بسط الدولة نفوذها وسيطرتها على جميع المناطق جعلها بيئة
مناسبة لنمو القاعدة سواءً الذي هربوا من أفغانستان أو الصومال الأمر الذي يزيد
الخطر ويهدد الأمنين الداخلي والدولي مع العلم أن القاعدة في حقيقة الأمر معزولين
اجتماعياً في اليمن وليس هناك حاضن اجتماعي أو منطقة معينة في اليمن تحتضن القاعدة
لا في الشمال ولا في الجنوب على السواء.
إن المجتمع الدولي تقع على عاتقه
مسؤولية دعم الجيش اليمني لمواصلة عملياته النوعية ضد القاعدة باعتبار أن الدعم
للقاعدة قد يزيد في اليمن وهو ما ظهر من خلال إعلان حركة الشباب المجاهدين الصومال
لدعم القاعدة في اليمن وهذا يسوقنا إلى أن هناك غياباً للدولة في بعض المناطق، وما
دعوة رئيس الوزراء البريطاني لدعم اليمن إلا إدراكاً لتزايد نشاط القاعدة في اليمن
الذي يستوجب مواجهته في كل الاحتمالات.
هناك من يقول أن اليمن أصبحت مقراً
للقيادة الإقليمية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب باعتبار أنها نفذت عمليات قوية
عبر الحدود وهي من نوع العمليات العالمية للتنظيم أهمها محاولة اغتيال الأمير
السعودي محمد بن نايف ومحاولة تفجير الطائرة الأمريكية في ديترويت.
وحقيقة ان
الإعلام الغربي هو من صنع دعاية مجانية للتنظيم في جزيرة العرب حيث كانوا يبالغون
في قلقهم المتزايد من نشاط التنظيم في المنطقة مما جعل المنطقة عامل جذب لتدريب
المقاتلين من جميع أنحاء العالم.
وقد صور الإعلام الغربي أن القاعدة لديهم
معسكرات في اليمن وهذه المعلومات تغري كل من لديه رغبة في مواجهة الغرب حيث بإمكانه
الالتحاق بمعسكرات القاعدة في اليمن لأن الغرب وصف اليمن بالملاذ الآمن للقاعدة
وعمر فاروق نموذجاً.
لذلك إن مسئولية دعم اليمن أصبحت ضرورة لمواجهة القاعدة لأن
الحرب أصبحت مفتوحة مع القاعدة في اليمن وأن التنظيم سيركز على العنصر المحلي
والأجنبي وسيكون إطارها داخل وخارج الحدود مما يستدعي مكافحتها واستمرار ملاحقتها
والقضاء عليها.