الباسط الشميري
العربية شبيهة ب"ساكس بيكو" عند البعض هو من باب الاستهلاك الإعلامي لكن رغم هذا
دعونا ندلي بدلونا لعل وعسى أن نكون من الذين أصابوا وأحسنوا وإن جانبنا الصواب فلا
إثم علينا كون التحليلات المطروحة قد تجاوز حسب اعتقادنا أصحابها كل حدود العقل
والمنطق ولا غبار في ذلك فما المانع أن يكون هناك طرحاً مغايراً يصب في ذات الاتجاه الباحث عن الحقيقة خصوصاً وأن
المنطقة العربية قد غدت مسرحاً لكل الاحتمالات وهي مرشحة للمزيد من التدهور وفي شتى
مجالات الحياة وبحسب توقعات غالبية المحللين.
لم تعد السياسة ذات جدوى ولا
إقتصاد ولا الاجتماع وحتى البرامج التربوية التي يفترض أن تكون الملاذ الأخير
والآمن أصبحت هي الأخرى محل تندر وفي حالة استلابية لم نعهدها من قبل وفي أي مرحلة
من المراحل ويبدو أن هذا الوضع المؤلم والشائك قد ولد حالة من الهلع والرعب في
أوساط المجتمع بكل فئاته وأفرز هذا بدوره حالات الإحباط وشيوع الفساد المجتمعي
بكافة أشكاله وأنواعه،والدعوة لتصحيح المسار والمسيرة أصبحت ضرورة ملحة كون الخراب
قد بلغ مبلغ أو كما يقال صار من المساس حتى الرأس والانكأ من هذا أن هناك من يبحث
له عن موطئ قدم في هذا المربع الملتهب من عالمنا الكبير الذي أصبح قرية كونية واحدة
لكن وبعيداً عن هذا وذاك نقول أن السعي الحثيث للتواجد واستحداث نقاط وقواعد جديدة
لهو الإرهاب الحقيقي زد عليه الإصرار المتعمد على فتح جبهات جديدة كانت مغلقة يعد
هو الآخر مدعاة للتندر والقلق كما أن الإبقاء على بؤر فساد نائمة قد تستخدمها القوى
المتمصلحة عند الحاجة لهو الأمر الأخطر والأصعب والذي ستكون له نتائج كارثية على
الأمة والأوطان عموماً وإن كنا نتمنى ومن قلوبنا أن نكون مخطئين في هكذا أقول لكن
ما باليد حيلة فكل القراءات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأننا مقدمون على خطوات جد
خطيرة ويصعب التنبؤ بنتائجها ليس على المستوى المحلي فحسب بل وعلى المستوى الإقليمي
والذي يبدو أن إعادة خلط الأوراق قد غداً هدفاً أساسياً للاعب الدولي وبالتزامن مع
اتفاقات نعتقد أنها سرية تجري بين أطراف اللعبة الدوليين والإقليميون ومعالمها لم
تتكشف بعد لكن هي في طور التشكل ونزعم أن الأيام القليلة القادمة ستحمل لنا مفاجأة
مهولة لا تخطر على البال ولا على الخاطر وهذا ليس من باب التوقع لكنه استنتاجاً
لعوامل بدت تبرز للسطح وتكاد تكون الموجة والمعنون للمرحلة المقبلة وإن لم يتدارك
صناع القرار في الوطن العربي الأمر ويكونون المبادرين في اتخاذ الخطوات الإجرائية
الكفيلة بتنمية المجتمع ووضع خطط استراتيجية طويلة الأمد فإن الواقع المأزوم سوف
يزداد تأزماً وستتسع رقعة الإحباط وسوف ترتفع مساحة البطالة وسيكون للدعوات
والأصوات النشاز آذان صاغية هنا وهناك ومنها يخرج الإرهابي والمخرب والمناطقي
والفئوي وكل ما يفسد الأوطان ولهذا نقول أن صناع القرار اليوم هم في الواجهات فأما
أن يحددوا ملامح المستقبل وإلا فهناك من سيكون له حضوره وبصمته. .
وللحديث
بقية.