;

أعــداء الله ؟؟ 673

2010-01-04 03:47:37

د.
عبدالرحمن مقبل الحذيفي


لو كان هناك كذبة يناير مثل كذبة إبريل لحسبت أنها
كذبة أول أيام السنة الجديدة، أحقاً نحن أعداء الله؟ أحقاً أن الشعب اليمني قد صار
في القرن الواحد والعشرين عدواً للإسلام والمسلمين؟ أبناء اليمن الأرق قلوباً
والألين أفئدة بشهادة خاتم المرسلين صاروا في قاموس القاعدة والمنظمات التي تدور في
فلكها "أعداء الله" هل هذه نكتة أو مزحة يا اخواني أم ماذا؟ سمعنا في الماضي عن
جهاد
في أفغانستان ضد الشيوعيين وفي
البوسنة ضد الصرب أما اليوم فهناك موضة جديدة للجهاد هي الجهاد في اليمن السعيد يمن
الحكمة والإيمان، حماة الإسلام وسدنة العقيدة الإسلامية من تنظيم الشباب المجاهد في
الصومال قرروا الجهاد في بلادنا ضد من أسموهم "أعداء الله" هكذا وبلا حياء وكأن تلك
العصابة المتطرفة قد تناست أن اليمنيين هم من نشروا الإسلام في أصقاع الأرض بما
فيها القرن الأفريقي وشرق أفريقيا وجنوب شرق آسيا، صحيح أن القليل من المعرفة أخطر
من الجهل لأن الجاهل لا يعرف شيئاً أما قليل العلم فهو يظن أنه يعرف كل شيء وهذا
حال متطرفي الصومال الذين تعلموا بعض الآيات وبعض الأحاديث النبوية فظنوا أنفسهم
أفقه من الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم.
إذا كان جهلاء الصومال لم يدركوا من
الدين إلا إطالة اللحية ولبس القصير فاللوم ليس عليهم وحدهم في قرارهم الأحمق
وتهديدهم الأجوف فنحن من سمحنا لبلادنا بالانزلاق إلى هذا المستوى الذي يتطاول فيه
على هذا الوطن فقهاء إيران وحوزاتهم ومتطرفو الصومال وتنظيماتهم والآن أصبح لدى
الدول الكبرى عذر للتدخل في شؤون البلاد تحت مبرر الخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة
في اليمن خاصة بعد حادثة الطائرة الأميركية التي حاول فيها النيجيري عمر فاروق
تفجير الطائرة وهو الذي مكث في بلادنا لفترة بل إن حادثة القاعدة الأميركية فورد قد
تم ربطها بالتنظيم الذي جعل من أرض السعيدة قاعدة له ولم يتوقف الأمر على ذلك بل
حذرت بعض الصحف والجهات العراقية من خطط يدبرها نفس التنظيم لإرسال انتحاريين
للعراق لعرقلة الانتخابات هناك وكأن هناك خطة مدروسة لتوريط اليمن وفتح الباب أمام
كافة الاحتمالات ويعمل الله وحده ما هو الهدف الحقيقي وراء كل هذه التطورات ومن يقف
وراء كل هذا ومن هو الطرف أو الأطراف التي في مصلحتها جعل اليمن عراقاً جديداً أو
أفغانستان جديدة أو نقل الفوضى التي في الصومال عبر خليج عدن إلى بلادنا.
من
المسؤول عما وصلت إليه الأمور، هل التمرد الحوثي والحراك الجنوبي اللذان خلقا
الفوضى في شمال وجنوب الوطن وشغلا الجيش وقوات الأمن عن محاربة العناصر المتطرفة
والتي استطاعت بث سمومها في جسد المجتمع؟ هل هو الفساد الذي جعل من السهل على البعض
أن يبيع أمن الوطن واستقراره دون وازع من ضمير أو خوف من المحاسبة؟ كثير من
الصوماليين والإثيوبيين حصلوا على بطائق شخصية وجوازات سفر يمنية وصارت اليمن طرق
عبور للمتهربين وتجار السلاح وتجار المخدرات وكلهم يتحرك بحرية ويعلم أن قليلاً من
الدولارات تضمن له عمل أي شيء والذهاب إلى أي مكان وشراء ذمم بعض المسؤولين وكله
بحسابه.
ولا شك أن القاعدة تدرك ذلك وتستخدم مثل هذه الأساليب لتسهيل تحرك
أعضائها وتوفير الإمكانات اللازمة واستضافة أعضاء من دول الجوار، وهذا لا يعني أن
الجميع فاسد فهناك من منتسبي الأجهزة الأمنية من يرفض بيع الوطن وكثيرون قدموا
حياتهم فداء له، لكن التنظيمات الإرهابية يكفيها قلة فاسدة لتسهيل عملها ولو بدون
قصد فالبعض لا يدرك أن ما يحصل عليه من مال زهيد قد يؤدي إلى كارثة يموت فيها عشرات
الأبرياء.
صحيح أن كل ما ذكر من أسباب ساهمت في تقوية هذا التنظيم الإرهابي لكن
الناس يتحملون أيضاً جزءاً من المسؤولية لأنهم لم يعملوا ما في وسعهم لمحاربة
التطرف ودفعتهم بساطتهم إلى حب كل المظاهر الدينية والأنشطة والمنظمات التي تتخذ من
الدين شعاراً لها والكثير من الناس يفرح إذا رأى ابنه أو قريبه متديناً ويداوم على
الذهاب إلى المسجد دون أن يسأل عن هوية الأشخاص الذين يجالسهم أو يتابع التغير الذي
يطرأ عليه، وليتنا نتعلم من والد النيجيري عمر فاروق الذي حذر السلطات من خطورة
الأفكار المتطرفة التي سيطرت على ولده.
فلو قام كل واحد منا بإبلاغ السلطات عن
كل شخص يرى في أفكاره أو تصرفاته خطورة لأنقذنا أرواح الأبرياء الذين يقعون ضحايا
لعمليات القاعدة الدموية إن مسؤولية القضاء على التطرف والإرهاب تقع على عاتق
الجميع مسؤول ومواطن وعسكري ومدني فالوطن وطن الجميع.
كلية الآداب - جامعة
تعز

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد