;

أخرجوا القاعدة من جزيرة العرب 1018

2010-01-05 04:18:00

خالد
الغنامي


بعد إخراج تنظيم القاعدة من المملكة العربية
السعودية وانتصار الحكومة السعودية بضرباتها الاستباقية للتنظيم وإفشال عمليات
التخريب واكتشاف مخازن السلاح في داخل حدودها، بقي تواجد التنظيم قوياً في اليمن
حيث أصبحت قاعدته الأساسية في الجزيرة العربية، بالطبع أن تواجد القاعدة في اليمن
قديم، لكنه في الآونة الأخيرة أصبح ملاذها الأخير، لكن تبقى هناك تساؤلات عن وضع
التنظيم وعن دوره وتحركاته في الحرب القائمة بين الحكومة اليمنية والمتمردين
الحوثيين.
لا يبدو
شيئاً من هذا
ظاهراً بالدرجة الكافية والدقيقة فالقاعدة تلوذ بالصمت منذ اندلاع تلك الحرب مع
تصريحات لزعامات المتمردين بأنهم ليسوا على صلة بتنظيم القاعدة ولا علاقة لهم به،
الأمر الذي كذبته الحقيقة في تواجد قتلى من تنظيم القاعدة في صفوف القتلى الحوثيين
أثناء الاشتباكات التي حدثت في الأشهر الماضية، وهم أشخاص معروفين وبهويات
معروفة.
بالأمس القريب، هدد "مختار بوبو" المسؤول عن حركة الشباب الجهادية
الصومالية بأنه سيعبر البحر إلى اليمن وسيقوم بالمشاركة في القتال هناك، وحركة
الشباب الجهادية هي حركة منشقة عن نظام "المحاكم الإسلامية " بسبب خلاف مع نظام
المحاكم الإسلامية حول الدخول في العمل السياسي والبعد عن العمل المسلح من وجهة نظر
حركة الشباب، فالمحاكم ليست جماعة بل هي عبارة عن 14 محكمة سيطر المعتدلون على إحدى
عشرة محكمة منها بينما بقيت ثلاث منها في أيدي الأصوات المتشددة، وحركة "الشباب"
تصنف على أنها تنتمي لتنظيم القاعدة وجزء لا يتجزأ منه وصدور مثل هذا التهديد من
المسؤول الأول في الحركة هو أمر مهم وفيه إشارة إلى ضعف التنظيم في اليمن، فإعلان
النصرة لم يأت عبثا وإنما هو بسبب ما آلت إليه الحالة هناك، من كان يقصد "مختار
بوبو" عندما تحدث عن عبور البحر ونصرة إخوانه؟ هل كان يقصد الحوثيين؟ بالطبع لا،
المقصود بإخوانه هم أعضاء تنظيم القاعدة، مع بقاء علامات استفهام كبيرة عن طبيعة
الحلف والتنسيق بين تنظيم القاعدة في اليمن وبين الحوثيين ومن ورائها إيران.
على
كل حال، لو عبرت حركة الشباب البحر إلى اليمن فإن الأمر لن يغير كثيرا في المشهد
القائم أصلا، فالحركة برمتها في الصومال يقدر أفرادها بثلاثة آلاف فرد من المتمرسين
على حرب العصابات ولو أرسلوا النصرة لليمن فإنها لن تتجاوز بضعة مئات، المهم في ذلك
التصريح هو كونه نوعاً من دق ناقوس الخطر بالنسبة لوضع القاعدة في اليمن، إذ هناك
حديث جاد عن صلح قادم بين الحكومة اليمنية والحوثيين ومثل هذا الصلح يشكل خطراً
كبيراً على تواجد القاعدة في اليمن إن هو تم بالفعل، فقد استفادت القاعدة كثيراً من
الحرب القائمة في اليمن لأنها أخذت حيزا تستطيع أن تلتقط فيه أنفاسها وتستطيع من
خلاله الحركة، ولو هدأت الأوضاع وذهب الثوار الحوثيون إلى طاولة التفاوض مع الحكومة
اليمنية فهذا معناه عزل القاعدة عن حلفائها الحوثيين وتخليهم عنها، لكن السؤال هو
هل سيستطيع الحوثيون أن يتخذوا هذا القرار بالتفاوض مع الحكومة اليمنية دون الرجوع
لإيران التي ليس من مصلحتها إطلاقا قيام مثل ذلك الصلح.
هل ستكون قيادة الحوثيين
من الحكمة بحيث تدرك أن العنتريات لن تفيد أياً من الأطراف وأن حكومة الملالي في
إيران لا تهدف إطلاقاً لشيء فيه مصلحة المنطقة العربية ولها تاريخ طويل في التخلي
عن الحلفاء عندما تدعوها الحاجة لذلك، هل سيملك الحوثيون شجاعة صنع الصلح؟ هذا ما
سيبديه مستقبل الأيام.
الوطن السعودية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد