د/
عبدالله الفضلي
عبدالله الفضلي
الحوار أسلوب حضاري للوصول إلى حلول وقواسم مشتركة
لكل ما يكتنف الساحة اليمنية من مشكلات ومعضلات وتحديات وتباينات في الرؤى ونحن
كمواطنين نعلق على آخر فرصة للحوار الجاد والمسؤول الذي سيبدأ أعماله ومداولاته في
التاسع من يناير الحالي، كل آمالنا وتطلعاتنا في هذا الحوار المهم أن يكون جاداً
ومسؤولاً من أجل اليمن ووحدته وأمنه واستقراره.
حيث كان فخامة الأخ /علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد أطلق
مبادرة وطنية هامة هي مبادرة الحوار الوطني وذلك في خطابه الموجه إلى الأمة عشية
عيد الأضحى المبارك.
ومنذ ذلك التاريخ والأوساط السياسية والثقافية ومؤسسات
المجتمع المدني والأحزاب السياسية تتساءل كيف ومتى وأين ولماذا ومع من سيتم الحوار؟
وهل هذا الحوار موجه للأحزاب السياسية أم لمؤسسات المجتمع المدني أم لفئة معينة من
الناس أم أنه موجه لرموز معينة من الناس أم أنه حوار تنضوي تحته كل فئات وشرائح
المجتمع بكل تعدداته وتنوعاته وأطيافه وألوانه ومشاربه واتجاهاته
السياسية؟؟.
مما لا ريب فيه أن الدعوة قد وجهت إلى الأخوة رئيس وأعضاء مجلس
الشورى الذي يعد من أهم المجالس الوطنية الاستشارية حيث يضم نخبة من أصحاب الخبرة
والكفاءة العالية والمقدرة على تبني وإدارة الحوار الوطني الشامل، فهو يمثل كل
محافظات الجمهورية وكل الأحزاب السياسية والشخصيات العامة كما يمثل كل الاتجاهات
السياسية ، ولذلك أنيط به أن يتحمل المسؤولية وأن يقوم بوضع الآليات والإجراءات
والتدابير من أجل إنجاح الحوار بالإضافة إلى وضع التصورات وأن يجري الاتصالات بكافة
القوى الوطنية الفاعلة ممن يمثلون الأحزاب والمنظمات الأهلية الشعبية حتى لا
يُستبعد أحد من هذا الحوار الوطني الشامل ما عدا أولئك الذين يتآمرون على اليمن
ووحدته وأمنه واستقراره.
ولكن وقبل أن نلج إلى فوائد الحوار وأهميته الوطنية
ينبغي لنا أن نوضح بعض الحقائق التي قد تكون غائبة عن البعض خاصة وهم يرددون بين
الحين والآخر نغمات مملة وغير منطقية ..مع من سيكون الحوار؟ هل مع جماعة الحوثيين
والقاعدة والحراك الجنوبي المتطرف؟ ونحن بدورنا نضع مجموعة من التساؤلات المشروعة
وهي: هل يمكن الجلوس على طاولة واحدة للحوار مع جماعة الحوثيين المتمردين والمرتدين
عن مبادئ الثورة اليمنية والعودة باليمن إلى عصور؟ الإمامة وولاية الفقيه، وهل يمكن
الحوار مع من أشعلوا نار الحرب للمرة السادسة ودمروا مصالح المواطنين ومنجزات
الثورة على مدى "47 عاماً" وقتلوا وأسروا وشردوا مئات الآلاف من المواطنين العزل
بأطفالهم ونسائهم وباتوا لاجئين خارج منازلهم وقراهم ومزارعهم؟.
كيف يتم الحوار
مع من جعلوا لغة الحوار مع الدولة السلاح والقتل والإرهاب لكل من ينتمي إلى الدولة
وجيشها وأمنها؟ أليس جيش الدولة من إخواننا وأبنائنا وقبائلنا وعشائرنا الذين أهدر
الحوثيون دمائهم واغتالوا وجرحوا عشرات الآلاف من أبنائنا وإخواننا رغم تكرار نداء
الدولة لهم بإلقاء السلاح والنزول من الجبال وتسليم أسلحة الدمار والقتل والبعد عن
العنف و التطرف والغلو فرفضوا وقاتلوا واستمروا في سفك الدماء وانتهاك الأعراض ونهب
الممتلكات وتشريد آلاف المواطنين وإرغامهم على الالتحاق في صفوفهم لمقاتلة ومواجهة
الدولة وجنودها لأنهم كما يقولون أعداء الله وعملاء أمريكا؟ هل ننسى كل المآسي التي
خلفها الحوثيون في كل قرية من صعدة وما ألحقوه من أضرار فادحة بمنجزات ومشاريع
الدولة وتدميرها بالكامل؟ هل ننسى آلاف الجرحى وآلاف القتلى بهذه السهولة وبهذه
البساطة وندعوهم إلى طاولة الحوار الوطني لتحقيق مطالب مذهبية وسيادية على بعض
مناطق صعدة وما تملكه من عوائد وزكاة وضرائب وبناء مدارس خاصة بمذهبهم وجامعات
تخريبية وإلغاء دور الدولة والمجالس المحلية وقيام محمية شعبية في صعدة؟ كيف أتحاور
مع من ربط مصير اليمن بالتآمر مع دول أجنبية وتنفيذ أجندات وتعليمات تلك الدول على
أرض اليمن بقوة السلاح؟ هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كيف أتحاور مع فئات مخربة
وانفصالية وإرهابية تحولت مطالبها من تحسين أوضاع معيشية وتسويات مالية ووظيفية إلى
مطالب انفصالية مرتبطة بعملاء في الخارج تتآمر على اليمن ووحدته وأمنه واستقراره
وتمزيق اليمن إلى دويلات؟، كيف أتحاور مع من ماضيه دموي ويتآمر على البلاد ويبيعها
بثمن بخس؟،كيف أتحاور مع فئة تقطع الطريق العام الآمن وتقتل وتنهب وتستولي على
ممتلكات المواطنين الذين يزورون المحافظات الجنوبية بين الحين والآخر، وكيف أتحاور
مع من يزرعون ثقافة الكراهية في صفوف المواطنين؟ وكيف أتحاور مع من يقوم بإنزال علم
الجمهورية اليمنية من المباني الحكومية ويقوم برفع علم الشطر الجنوبي والدولة
سابقاً بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية أمام القانون الدولي والمجتمع الدولي وأصبحت
دولة واحدة، ويحرض على العصيان المدني واستخدام العنف والمواجهة المسلحة ضد رجال
الأمن؟.
ومن جهة أخرى كيف أتحاور مع فئات ضالة ومضلة وهي تنظيم القاعدة الإرهابي
الذي يرفع السلاح في وجه الدولة وجيشها وأمنها واستقرارها ويقتل ويشرد المواطنين
وينسف ويدمر المنشئات الوطنية والمنشئات السياحية ويختطف السياح ويروعهم ويفجر
مواكبهم ويعتدي عليهم وهم ضيوف على بلادنا وفي حمايتنا وفي أرضنا؟، كيف أتحاور مع
جماعة ضالة هدفها الأول والأخير هو اغتيال دولة اليمن و"صوملتها" وأمنها واستقرارها
ونموها وتطورها والقضاء على الاستثمارات فيها وتشريد آلاف العاملين في القطاع
السياحي وتجويع أطفالهم وإغلاق محلاتهم وفنادقهم؟ فهل أمرنا الله بهذا الإرهاب
المقيت؟، وهل هذه الأفعال من الدين في شيء؟، وهل محاربة أمريكا وإسرائيل تبدأ من
اليمن حتى الوصول إلى المسجد الأقصى؟، أليس منكم رجل رشيد؟ وهل أهل اليمن من حكام
وعلماء وقضاة وجيش وأمن ومواطنين هم من الكافرين والمشركين حتى يقاتلهم مثل
هؤلاء؟.
إن الحوار الوطني الشامل يعني التحاور والالتقاء مع أناس وأقوام ورجال
أيديهم نظيفة وبيضاء وقلوبهم طاهرة وبصائرهم ثاقبة وحبهم لليمن فوق كل
اعتبار.
لذلك ينبغي أن يكون الحوار مع الوطنيين الأحرار الذين لم يلوثوا سمعتهم
أو سمعة بلادهم بشيء بحيث يكون الحوار من أجل اليمن ومن أجل الأجيال القادمة التي
ستأتي من بعدنا لكي تشكرنا ولا تلعنا، إن الحوار هو من أجل يمن آمن ومستقر وموحد ،
علمه واحد وصوته واحد ونشيده الوطني واحد، فالحوار هو من أجل أن نبني بلادنا وأن
نعمرها وأن نلغي لغة السلاح من قاموسنا السياسي وأن نسوي كل خلافاتنا بلغة الحوار
لا بلغة السلاح..
أنظروا إلى أوروبا الموحدة بعد أن أدركت مبكراً أن الحرب
المدمرة قد باتت من الأشياء الممقوتة والمكروهة ولم تتوحد أوروبا وتصبح كتلة واحدة
بشرية واقتصادية وسياسية وثقافية وعملة واحدة إلا بعد انتهاء الحروب المدمرة ونبذ
الحرب إلى الأبد، وها هي أوروبا تنعم بالأمن والاستقرار والعلم والمعرفة والصناعة
والتسابق نحو الفضاء.
ونحن في بلادنا نتسابق إلى الجبال والتمترس فيها من أجل
تخريب البلاد وتمزيق وحدتها واستقرارها والنيل من المكاسب والمنجزات التي تحققت على
مدى عقود من عهد الثورة.
إن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وعلى الرغم مما
يتعرض له من هجمة شرسة من الآخرين وما يتعرض له من اتهامات وتطاولات وتهجم وإساءات
إلا أنه ما زال متماسكاً وقوياً وصلباً وما زال قلبه مفتوحاً يتسع للجميع وقد حاول
أن يتناسى وأن يتغاضى عن الكثير من الإساءات المتكررة والاتهامات المزعومة وأن يمد
يده للجميع بالحوار المسؤول ومناقشة كل ما يتعلق باليمن وبمستقبل اليمن لا من أجل
مستقبل الأشخاص والمكاسب، فالأخ الرئيس حاول ويحاول أن يشرك الجميع في تحمل
المسؤولية التي يحاول البعض تحميلها إياه وحده دون غيره، إن المشكلات والمصاعب
والمؤامرات التي تواجه اليمن سواء من الداخل أو من الخارج هي مشكلات لا ينبغي أن
يتحملها الأخ/ رئيس الجمهورية لوحده ويتحمل أوزارها بل ينبغي أن يتشكر الجميع في
حلها ، فاليد الواحدة لا تصفق ، فالحوار هو الحل حيث نأمل من الحوار الوطني الخروج
بحلول عاجلة لمعالجة المشكلات والتحديات التي تواجه بلادنا مثل حرب صعدة والحراك
الجنوبي المتطرف وتنظيم القاعدة وتداعياتها والفساد المالي والإداري وانعكاساته
السلبية على الأوضاع المعيشية لكل المواطنين.
إن الحوار الوطني الشامل هو أسلوب
حضاري سائد ويمارس بين الأمم المتحضرة وهو بديل عن العنف والتطرف والغلو،كما أن
الحوار هو محاولة لتأسيس نمط جديد من العلاقات بين كل أطراف وأطياف وألوان العمل
السياسي وكافة الأطراف المعنية بحب الوطن وسوف تبرهن النتائج النهائية لهذا الحوار
من هو مع اليمن ومن هو ضدها ومن يريد إصلاح اليمن وأحوالها ومن يريد خرابها
وتدميرها.
لكل ما يكتنف الساحة اليمنية من مشكلات ومعضلات وتحديات وتباينات في الرؤى ونحن
كمواطنين نعلق على آخر فرصة للحوار الجاد والمسؤول الذي سيبدأ أعماله ومداولاته في
التاسع من يناير الحالي، كل آمالنا وتطلعاتنا في هذا الحوار المهم أن يكون جاداً
ومسؤولاً من أجل اليمن ووحدته وأمنه واستقراره.
حيث كان فخامة الأخ /علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد أطلق
مبادرة وطنية هامة هي مبادرة الحوار الوطني وذلك في خطابه الموجه إلى الأمة عشية
عيد الأضحى المبارك.
ومنذ ذلك التاريخ والأوساط السياسية والثقافية ومؤسسات
المجتمع المدني والأحزاب السياسية تتساءل كيف ومتى وأين ولماذا ومع من سيتم الحوار؟
وهل هذا الحوار موجه للأحزاب السياسية أم لمؤسسات المجتمع المدني أم لفئة معينة من
الناس أم أنه موجه لرموز معينة من الناس أم أنه حوار تنضوي تحته كل فئات وشرائح
المجتمع بكل تعدداته وتنوعاته وأطيافه وألوانه ومشاربه واتجاهاته
السياسية؟؟.
مما لا ريب فيه أن الدعوة قد وجهت إلى الأخوة رئيس وأعضاء مجلس
الشورى الذي يعد من أهم المجالس الوطنية الاستشارية حيث يضم نخبة من أصحاب الخبرة
والكفاءة العالية والمقدرة على تبني وإدارة الحوار الوطني الشامل، فهو يمثل كل
محافظات الجمهورية وكل الأحزاب السياسية والشخصيات العامة كما يمثل كل الاتجاهات
السياسية ، ولذلك أنيط به أن يتحمل المسؤولية وأن يقوم بوضع الآليات والإجراءات
والتدابير من أجل إنجاح الحوار بالإضافة إلى وضع التصورات وأن يجري الاتصالات بكافة
القوى الوطنية الفاعلة ممن يمثلون الأحزاب والمنظمات الأهلية الشعبية حتى لا
يُستبعد أحد من هذا الحوار الوطني الشامل ما عدا أولئك الذين يتآمرون على اليمن
ووحدته وأمنه واستقراره.
ولكن وقبل أن نلج إلى فوائد الحوار وأهميته الوطنية
ينبغي لنا أن نوضح بعض الحقائق التي قد تكون غائبة عن البعض خاصة وهم يرددون بين
الحين والآخر نغمات مملة وغير منطقية ..مع من سيكون الحوار؟ هل مع جماعة الحوثيين
والقاعدة والحراك الجنوبي المتطرف؟ ونحن بدورنا نضع مجموعة من التساؤلات المشروعة
وهي: هل يمكن الجلوس على طاولة واحدة للحوار مع جماعة الحوثيين المتمردين والمرتدين
عن مبادئ الثورة اليمنية والعودة باليمن إلى عصور؟ الإمامة وولاية الفقيه، وهل يمكن
الحوار مع من أشعلوا نار الحرب للمرة السادسة ودمروا مصالح المواطنين ومنجزات
الثورة على مدى "47 عاماً" وقتلوا وأسروا وشردوا مئات الآلاف من المواطنين العزل
بأطفالهم ونسائهم وباتوا لاجئين خارج منازلهم وقراهم ومزارعهم؟.
كيف يتم الحوار
مع من جعلوا لغة الحوار مع الدولة السلاح والقتل والإرهاب لكل من ينتمي إلى الدولة
وجيشها وأمنها؟ أليس جيش الدولة من إخواننا وأبنائنا وقبائلنا وعشائرنا الذين أهدر
الحوثيون دمائهم واغتالوا وجرحوا عشرات الآلاف من أبنائنا وإخواننا رغم تكرار نداء
الدولة لهم بإلقاء السلاح والنزول من الجبال وتسليم أسلحة الدمار والقتل والبعد عن
العنف و التطرف والغلو فرفضوا وقاتلوا واستمروا في سفك الدماء وانتهاك الأعراض ونهب
الممتلكات وتشريد آلاف المواطنين وإرغامهم على الالتحاق في صفوفهم لمقاتلة ومواجهة
الدولة وجنودها لأنهم كما يقولون أعداء الله وعملاء أمريكا؟ هل ننسى كل المآسي التي
خلفها الحوثيون في كل قرية من صعدة وما ألحقوه من أضرار فادحة بمنجزات ومشاريع
الدولة وتدميرها بالكامل؟ هل ننسى آلاف الجرحى وآلاف القتلى بهذه السهولة وبهذه
البساطة وندعوهم إلى طاولة الحوار الوطني لتحقيق مطالب مذهبية وسيادية على بعض
مناطق صعدة وما تملكه من عوائد وزكاة وضرائب وبناء مدارس خاصة بمذهبهم وجامعات
تخريبية وإلغاء دور الدولة والمجالس المحلية وقيام محمية شعبية في صعدة؟ كيف أتحاور
مع من ربط مصير اليمن بالتآمر مع دول أجنبية وتنفيذ أجندات وتعليمات تلك الدول على
أرض اليمن بقوة السلاح؟ هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كيف أتحاور مع فئات مخربة
وانفصالية وإرهابية تحولت مطالبها من تحسين أوضاع معيشية وتسويات مالية ووظيفية إلى
مطالب انفصالية مرتبطة بعملاء في الخارج تتآمر على اليمن ووحدته وأمنه واستقراره
وتمزيق اليمن إلى دويلات؟، كيف أتحاور مع من ماضيه دموي ويتآمر على البلاد ويبيعها
بثمن بخس؟،كيف أتحاور مع فئة تقطع الطريق العام الآمن وتقتل وتنهب وتستولي على
ممتلكات المواطنين الذين يزورون المحافظات الجنوبية بين الحين والآخر، وكيف أتحاور
مع من يزرعون ثقافة الكراهية في صفوف المواطنين؟ وكيف أتحاور مع من يقوم بإنزال علم
الجمهورية اليمنية من المباني الحكومية ويقوم برفع علم الشطر الجنوبي والدولة
سابقاً بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية أمام القانون الدولي والمجتمع الدولي وأصبحت
دولة واحدة، ويحرض على العصيان المدني واستخدام العنف والمواجهة المسلحة ضد رجال
الأمن؟.
ومن جهة أخرى كيف أتحاور مع فئات ضالة ومضلة وهي تنظيم القاعدة الإرهابي
الذي يرفع السلاح في وجه الدولة وجيشها وأمنها واستقرارها ويقتل ويشرد المواطنين
وينسف ويدمر المنشئات الوطنية والمنشئات السياحية ويختطف السياح ويروعهم ويفجر
مواكبهم ويعتدي عليهم وهم ضيوف على بلادنا وفي حمايتنا وفي أرضنا؟، كيف أتحاور مع
جماعة ضالة هدفها الأول والأخير هو اغتيال دولة اليمن و"صوملتها" وأمنها واستقرارها
ونموها وتطورها والقضاء على الاستثمارات فيها وتشريد آلاف العاملين في القطاع
السياحي وتجويع أطفالهم وإغلاق محلاتهم وفنادقهم؟ فهل أمرنا الله بهذا الإرهاب
المقيت؟، وهل هذه الأفعال من الدين في شيء؟، وهل محاربة أمريكا وإسرائيل تبدأ من
اليمن حتى الوصول إلى المسجد الأقصى؟، أليس منكم رجل رشيد؟ وهل أهل اليمن من حكام
وعلماء وقضاة وجيش وأمن ومواطنين هم من الكافرين والمشركين حتى يقاتلهم مثل
هؤلاء؟.
إن الحوار الوطني الشامل يعني التحاور والالتقاء مع أناس وأقوام ورجال
أيديهم نظيفة وبيضاء وقلوبهم طاهرة وبصائرهم ثاقبة وحبهم لليمن فوق كل
اعتبار.
لذلك ينبغي أن يكون الحوار مع الوطنيين الأحرار الذين لم يلوثوا سمعتهم
أو سمعة بلادهم بشيء بحيث يكون الحوار من أجل اليمن ومن أجل الأجيال القادمة التي
ستأتي من بعدنا لكي تشكرنا ولا تلعنا، إن الحوار هو من أجل يمن آمن ومستقر وموحد ،
علمه واحد وصوته واحد ونشيده الوطني واحد، فالحوار هو من أجل أن نبني بلادنا وأن
نعمرها وأن نلغي لغة السلاح من قاموسنا السياسي وأن نسوي كل خلافاتنا بلغة الحوار
لا بلغة السلاح..
أنظروا إلى أوروبا الموحدة بعد أن أدركت مبكراً أن الحرب
المدمرة قد باتت من الأشياء الممقوتة والمكروهة ولم تتوحد أوروبا وتصبح كتلة واحدة
بشرية واقتصادية وسياسية وثقافية وعملة واحدة إلا بعد انتهاء الحروب المدمرة ونبذ
الحرب إلى الأبد، وها هي أوروبا تنعم بالأمن والاستقرار والعلم والمعرفة والصناعة
والتسابق نحو الفضاء.
ونحن في بلادنا نتسابق إلى الجبال والتمترس فيها من أجل
تخريب البلاد وتمزيق وحدتها واستقرارها والنيل من المكاسب والمنجزات التي تحققت على
مدى عقود من عهد الثورة.
إن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وعلى الرغم مما
يتعرض له من هجمة شرسة من الآخرين وما يتعرض له من اتهامات وتطاولات وتهجم وإساءات
إلا أنه ما زال متماسكاً وقوياً وصلباً وما زال قلبه مفتوحاً يتسع للجميع وقد حاول
أن يتناسى وأن يتغاضى عن الكثير من الإساءات المتكررة والاتهامات المزعومة وأن يمد
يده للجميع بالحوار المسؤول ومناقشة كل ما يتعلق باليمن وبمستقبل اليمن لا من أجل
مستقبل الأشخاص والمكاسب، فالأخ الرئيس حاول ويحاول أن يشرك الجميع في تحمل
المسؤولية التي يحاول البعض تحميلها إياه وحده دون غيره، إن المشكلات والمصاعب
والمؤامرات التي تواجه اليمن سواء من الداخل أو من الخارج هي مشكلات لا ينبغي أن
يتحملها الأخ/ رئيس الجمهورية لوحده ويتحمل أوزارها بل ينبغي أن يتشكر الجميع في
حلها ، فاليد الواحدة لا تصفق ، فالحوار هو الحل حيث نأمل من الحوار الوطني الخروج
بحلول عاجلة لمعالجة المشكلات والتحديات التي تواجه بلادنا مثل حرب صعدة والحراك
الجنوبي المتطرف وتنظيم القاعدة وتداعياتها والفساد المالي والإداري وانعكاساته
السلبية على الأوضاع المعيشية لكل المواطنين.
إن الحوار الوطني الشامل هو أسلوب
حضاري سائد ويمارس بين الأمم المتحضرة وهو بديل عن العنف والتطرف والغلو،كما أن
الحوار هو محاولة لتأسيس نمط جديد من العلاقات بين كل أطراف وأطياف وألوان العمل
السياسي وكافة الأطراف المعنية بحب الوطن وسوف تبرهن النتائج النهائية لهذا الحوار
من هو مع اليمن ومن هو ضدها ومن يريد إصلاح اليمن وأحوالها ومن يريد خرابها
وتدميرها.