الشرجبي
عرفت أن الحب سيبقى مجرد كلمة والسعادة مجرد شعور جميل ما يلبث أن يتلاشى مع الأسف،
في الأشهر الأولى للزواج تكون الحياة جميلة وهادئة ولكن بعد ذلك تبدأ حياة من نوع
آخر يكون فيها الزوج لاهياً غير مبالي وتكون فيها الزوجة مقهورة.
لا تدري لماذا تغير وتحول كل شيء جميل ليصبح
قبيحاً، فقد أصبح يتأخر حتى ساعات متأخرة في الليل يأتي بعدها مرهقاً لينام ولا
يمكث في المنزل سوى وقت قصير حتى ضاقت مساحة الحوار بينهما بل كادت أن تختفي ووصلت
لمرحلة بدأت تشك فيه وفي كل تصرف يصدر منه فكلما تحدثت معه يغضب وينهرها بعنف وكانت
تسأل نفسها دائماً ترى ما الذي جعله يتغير هكذا ؟!! بعدها عرفت ان له علاقات نسائية
عديدة وكانت قبل الزواج وها هو يعود إليها بعد الزواج صدمت وتفاجأت ولكن من شدة
حبها له قررت ان تتماسك وان تحاول ان تغيره ليعود إليها وحدها فهي لن تهدم بيتها
بسبب طيشه و تهوره فقد خافت ان تقضي نزواته على حياتها ولكنها بذلت ما في وسعها دون
فائدة هكذا مضت سنوات عمرها وحياتها معه وهو لاهياً عنها بمغامراته وعبثه فقد كانت
تصبر وتُصبر نفسها.
ففي أهم مراحل عمرها وحياتها وخلال مشوارها مع شريك حياتها
كانت بمفردها لم يشاركها متاعبها وأفراحها ولم يتذوق معها حلاوة الحياة ولا مرها
وكم كانت تتمنى أن يكون إلى جوارها خلال مشوار حياتهما معاً.
والآن أين هما في
هذا المشوار؟! كل منهما في وادٍ بعيد عن الآخر كلاهما يتجرع كؤوس الألم والحسرة
والندامة على ما فات من عمره، هي نادمة على ما ضاع من عمرها وشبابها بسببه وهو نادم
على ما فقد من أحاسيس ومشاعر صادقة كانت بين يديه ولم يقدرها وأصبح يفتقدها ويتمنى
الحصول عليها مرة أخرى، ولكن عندما عاد كان قد فات الأوان فلم تعد تستطيع أن تقدم
له شيئاً فقد تغيرت ولم تعد تلك الإنسانة التي كان يعرفها في السابق فلم تعد لديها
أي مشاعر أو أحاسيس لأنها أصبحت بقايا امرأة لا يمكنها ان تعطي سوى الألم و القهر
ولم يعد لديها مخزون من مشاعر وكل ما تحمله بين ضلوعها كومة من الآهات والأنات
والجراح فلن يحصد أحد أفضل مما زرع.