;

نار تحت بحـيرة النفــط ! 803

2010-01-07 05:01:37

راجح
الخوري


عندما كان باراك اوباما يلتهم البوظة يوم الاحد
الماضي في هاواي، كان مستشاره لمكافحة الإرهاب جون برنين «يستفرغ» عبر شاشة
«C.N.N.» كلاما لا يليق بعقل متحضر، إذ قال «إن الولايات المتحدة الامريكية قررت ان
تبيد تنظيم القاعدة عن بكرة أبيه».
ربما استعار برنين عقلا من «طالبان» او من
احد عناصر «القاعدة» لكي يسمح لنفسه بالحديث
هكذا علنا عن «الإبادة»..
كان في وسعه مثلا ان يستعمل كلمة «الهزيمة» أو
«القضاء».
نقول هذا، لأن كلمة «إبادة» تمثل عودة الى البربرية التي تمارسها
«القاعدة»، عندما تحاول مثلا تفجير طائرة بمن فيها من الابرياء، كما حصل اخيرا على
يد النيجيري عمر عبد المطلب الذي حاول نسف طائرة امريكية فوق ديترويت.
ان محاربة
«القاعدة» والارهابيين تحتاج عمليا، الى اليقظة والاستعداد الدائم والتنسيق الدقيق
على مستوى شبكة متصلة بين الاستخبارات في عدد كبير من الدول، كما تحتاج الى الحنكة
والعمل السري والابتعاد عن الاسلوب «البوشي» (نسبة الى جورج بوش) الذي تميز
بالاستعراضية الفارغة.
واذا كان برنين لم يتردد في الحديث عن «الإبادة» فإنه
سيستثير عطف البعض حتى على الإرهابيين، من منطلق الاقتناع الوجداني العالمي العام
بأن الإبادة هي إغراق في الوحشية والبربرية..
وهنا قد لا يتوانى البعض في طرح
السؤال الآتي: اذا كانت امريكا تريد فعلا إبادة عناصر «القاعدة» عن بكرة ابيهم،
فلماذا تقوم الآن ومنذ فترة بإرسالهم من معتقل غونتانامو الى اليمن وغيرها من
الدول؟ لماذا لا تقضي عليهم هناك او تبقيهم في الاعتقال على الاقل؟ *** في اي حال
..
لقد جربت امريكا حتى الآن ثلاثة انواع من الحروب ضد «القاعدة» و«طالبان»
والارهاب.
النوع الاول هو الحرب المباشرة، كما يحصل في افغانستان، وهي حرب تتجه
نحو الخسارة بدليل ان كل العمليات العسكرية والسياسية هناك لم تتمكن من إلحاق هزيمة
نهائية بهؤلاء.
النوع الثاني هو الحرب بالواسطة في باكستان حيث تشن السلطة حربا
ضد حركة «طالبان» على حدود افغانستان بمعاونة امريكية، وهي حرب توسّع حلقة النار
لتشمل كل انحاء باكستان.
النوع الثالث هو «الحرب» او بالاحرى العمليات المنتقاة
والمحكمة ضد تجمعات ومخابئ لرجال «القاعدة» في اليمن، بالتعاون طبعا مع الحكومة
اليمنية، التي قد تتفرغ عمليا لهذه الحرب، بعد الحديث عن امكان قيام مصالحة مع
الحوثيين، الذين تكبدوا خسائر جسيمة في حربهم السادسة ضد صنعاء، وربما لأن ايران
التي تدعمهم وتقف وراءهم تتخوف الآن من تجذر وجود «القاعدة» في اليمن، وفي الصومال
جنوبا بما قد يجعلها تكتوي بنار تنفخ فيها، لأنها وسط كماشة من التطرف يمتد من
باكستان وافغانستان ووسط العراق الى اليمن والصومال.
في اي حال، لا تستطيع
واشنطن ان تتحدث بلغتين في الإشارة الى الاخطار الكبيرة والداهمة التي تتمثل في
تمكّن «القاعدة» في اليمن..
فقد سبق ان اعلنت انها ليست في وارد فتح جبهة جديدة
ضد الارهاب في اليمن، ولكن عندما يتحدث برنين عن «الإبادة»، ويؤكد خبير العمليات
الخاصة سيباستيان غوركا الذي يدرب ضباطا يمنيين، ان العمليات الاخيرة التي استهدفت
مواقع «القاعدة» في 17 كانون الاول الماضي و24 منه، تمت على يد قوات امريكية وبدعم
من الجيش اليمني، فإن ذلك يعني، بالتأكيد ان هناك جبهة جديدة ضد الارهابيين في
اليمن.
*** طبعا ليس هناك من عاقل لا يجد المبررات الكافية لمطاردة الارهابيين
في اليمن، الذين سبق ان هاجموا المدمرة الامريكية «يو.
اس.
اس كول» في 12
تشرين الاول من عام 2000، والذين خططوا لمحاولة اغتيال نائب وزير الداخلية السعودي
الامير محمد بن نايف في آب الماضي، والذين دربوا الارهابي النيجيري عمر عبد المطلب
الذي حاول نسف الطائرة الامريكية ليلة يوم الميلاد.
واذا كان والد عمر قد ابلغ
السلطات البريطانية قبل ستة اشهر عن اتجاهات مقلقة في التشدد لدى ولده، فلماذا لم
تتم مراقبته، ولماذا لم تعلم الاستخبارات الامريكية بالامر، او انها علمت ولم تهتم!
ان اقفال السفارات الامريكية والبريطانية والفرنسية واتخاذ اجراءات احترازية في
السفارة الاسبانية في صنعاء، مسألة ضرورية خوفا من عمل كبير تعدّ له القاعدة، ولكنه
مجرد علاج عابر وسطحي.
حتى الحديث عن تمويل امريكي وبريطاني لوحدة خاصة لمكافحة
الارهاب في اليمن لا يكفي قطعا ..
لأنه اذا تمكنت «القاعدة» من تحويل اليمن إلى
افغانستان ثانية، او صومال ثانية، فإنها تكون كمن اشعل النار تحت بحيرة النفط في كل
دول الخليج وصولا الى العراق وحتى إيران..
وتهديد النفط في هذه المنطقة الحيوية
لأمن العالم يشكل تهديدا للدورة الصناعية وللتوازن الدولي ولنظام الحياة وللحضارة
الإنسانية كلها تقريبا.
خطر «القاعدة» في اليمن يتجاوز خطرها وخطر «طالبان» في
افغانستان وباكستان، ولهذا فإن قواعد مواجهة هذا الخطر، تتطلب الحنكة والدهاء
والتنبه واليقظة وعدم الإدلاء بكلام تافه مثل كلام المستر (برنين) عن الإبادة !
(النهار) اللبنانية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد