بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي
أبو زيد بن عبد القوي
آمن حسين الحوثي إيماناً جازماً بأن الدين
الإسلامي قد تم تحريفه !!!! والعبث به !!!! والتلاعب به !!!! وآمن بأن الرسول صلى
الله عليه وسلم قد عجز عن فعل أي شيء !!!! وكذلك عجز أهل البيت عليهم السلام عن فعل
أي شيء لإنقاذ الإسلام من التغيير والتبديل والتحريف !!!! وقد بث عقيدته هذه في
الكثير من ملازمه لتشويه الإسلام وزرع الفتنة في الأوطان !!!! وسنسوق بعضها ليعلم
كل مسلم بحقيقة الحوثي وحقيقة من قال
بقوله أو سلك مسلكه ولن أرد عليه بل سأجعله في آخر البحث يكذب نفسه ينفسه ومن
ملازمه أيضاً : من الذي حرف الدين ؟! لقد كشف لنا عن ما في صدره من حقد وغل على سلف
الأمة وخيار الأئمة وطفق يرتع في أعراضهم ويتهمهم بتحريف أعظم دين وهاكم الأدلة :
1- الخلفاء الثلاثة !!! يزعم وبكل صفاقة أن الخلفاء الراشدين هم الذين قاموا بتحريف
الدين فيقول في ملزمته "ذكرى استشهاد الإمام علي (ع) ص2" : ( عندما نرى الإمام علي
عليه السلام يسقط شهيداً فلا يكفي أن تحزن , لا يكفي أن نبكي , لا يكفي أن تتألم بل
لا بد أن نأخذ العبرة , أن تتساءل : لماذا نرى الصادقين يسقطون شهداء داخل هذه
الأمة ؟؟.
ولماذا رأينا فيما بعد وعلى امتداد التاريخ الكاذبين الظالمين الطغاة
المحرفين للدين , المنتهكين لحرمات الله هم من يحكمون هذه الأمة ؟؟!.
وباسم
رسالة الأمة "الإسلام" , وباسم رسول هذه الأمة "خليفة رسول رب العالمين , أمير
المؤمنين" وعناوين من هذه ؟.) !! وأبو بكر الصديق هو من سمي بخليفة رسول رب
العالمين وعمر بن الخطاب هو أول من سمي أمير المؤمنين وبعده عثمان بن عفان فهم في
نظره : ( الكاذبين الظالمين الطغاة المحرفين للدين , المنتهكين لحرمات الله هم من
يحكمون هذه الأمة ؟؟!.) 2- المسلمون الأوائل !!! بعد أن اتهم الخلفاء الثلاثة
بالتحريف زاد عليهم كل المسلمين الأوائل فقال لمن كان على شاكلته وشكله في ملزمته
"في ظلال مكارم الأخلاق - الدرس الأول ص8" : ( أنا أعتقد أن الفساد في العالم كله ،
( بسبب ) المسلمون الأوائل الذين تخاذلوا ..
المسلمون الأوائل الذين حرفوا،
المسلمون الأوائل الذين قعدوا عن نصر دين الله هم من يتحمل جريمة البشرية كلها
،لأنهم هم من حالوا دون أن تكون هذه الأمة بمستوى النهوض بمسئوليتها ، فتحمل
الرسالة إلية كل بقاع الدنيا ، هذا كان هو المطلوب من العرب .) !!!! ويا للعجب !!
كيف حالوا وهم الذين نشروا الإسلام بالقلم والسنان إلى جميع أصقاع الدنيا ؟ ومن
سواهم الذي فتح فارس والشام والعراق ومصر ...
الخ ؟ ومن قاد هذه المعارك العظام
: بزاخة - اليمامة - القادسية - جلولا - اليرموك - نهاوند أجنادين - ...
الخ ؟
التحدي للحوثيين ليعلم كل مسلم أن الرافضة الذين يسبون الصحابة رضي الله عنهم لم
يشاركوا في الفتوحات الإسلامية ولا ساهموا في معركة لنشر الإسلام على مدار الأيام
والتاريخ خير شاهد وأتحدى الحوثيين ورافضة العصر أن يذكروا لنا مدينة واحدة فقط
دخلت في الإسلام على يد الرافضة أسلاف الحوثيين ؟!! وأتحداهم أن يذكروا لنا معركة
واحدة انتصروا فيها على الروم أو الفرس أو غيرهم وفتحوا بلادهم ودخل الناس في
الإسلام على أيديهم ؟! أتحداهم من اليوم حتى يوم القيامة أن يذكروا لنا ولو مدينة
واحدة ؟ والجواب سيكون : صفر !!! لا شيء !!! لأن سيفهم دائماً على المسلمين !! وهذا
ما نشاهده في كل حين !! فكم قتل على أيديهم في العراق من المسلمين ؟! وكم قتل على
أيديهم في اليمن من الجنود المساكين ؟! متى تم التحريف ؟! لقد جاء شيئاً نكرا وأبقى
له في المخزيات ذكرا عندما زعم أن التحريف تم منذ اليوم الأول لوفاة الرسول صلى
الله عليه وسلم فقال وهو الكذوب : 1- في السقيفة !! يزعم أن التحريف قد تم بعد
السقيفة !!!! وهو اليوم العظيم الذي بايع فيه المسلمون الصديق رضي الله عنه
بالخلافة على ثلاث مدن فقط هي مكة والمدينة والطائف !! بينما بقية الجزيرة العربية
قد ارتدت عن الإسلام قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبعد وفاته وقامت
أقوى القبائل العربية المحيطة بالمدينة بالزحف للقضاء على الإسلام والمسلمين ولولا
صلابة وقوة الخليفة الأول رضي الله عنه بعد إرادة الله عز وجل لأصبح الإسلام في خبر
كان !!!! لكن الصديق وبعد السقيفة شمر عن ساعد الجد وسارع بالهجوم على المرتدين
الرابضين على أبواب المدينة بنفسه ثم وبعد أن هزمهم شر هزيمة بث الجيوش في جميع
أنحاء الجزيرة العربية واستطاع توسيع رقعة الإسلام من ثلاث مدن مساحتها لا تزيد عن
خمسين ألف كيلو متر مربع إلى حوالي اثنين ونصف مليون كم2 في سنتين وثلاثة أشهر من
خلافته !! هذا النصر العظيم الذي لم يستطع أحد تحقيقه في سنتين وثلاثة أشهر هو عند
الحوثي أكبر خطيئة وزلة وهو بداية التحريف !!!! يقول دون أن يزويه خجل ولا يثنيه
وجل في ملزمته "يوم القدس العالمي ص16-17" : ( ماذا يعني أنهم لم يثقوا بالله
؟.
المفسرون السابقون وقضية بني إسرائيل وقضية ما وصلت إليه الأمة ليست نتاج هذا
العصر فقط نتاج الزلات وأخطاء قديمة جداً جدا جاءت من بعد رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم بدايتها من يوم السقيفة , بدايتها من يوم السقيفة , لم يثقوا بالله
برسوله لم يعرفوا كتاب الله المعرفة المطلوبة ) !! 2- انحراف منذ اليوم الأول إصرار
عجيب على الكذب والتلفيق حيث جاء في ملزمته "دروس من وحي عاشوراء ص3" : ( حادثة
كربلاء فاجعة كربلاء هل كانت وليدة يومها ؟ هل كانت مجرد صدفة ؟ هل كانت فلته ؟ أم
أنها كانت نتاج طبيعي لانحراف حدث في مسيرة هذه الأمة , انحراف في ثقافة هذه الأمة
, انحراف في تقديم الدين الإسلامي لهذه الأمة من اليوم الأول الذي فارق فيه الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم هذه الأمة للقاء ربه ) !!! وسأجعل هذا المفتري الهالك يكذب
نفسه بنفسه ويجر أذيال الخيبة والخسران في آخر هذا البحث فلا تستعجلوا في الجواب
عليه لكن لعل من المفيد والمناسب لموضوعنا هذا نقل كلام الأستاذ الشيعي حسن العلوي
في الفقرة التالية.
عبقري السقيفة من أجمل ما قرأت عن السقيفة هو ما قاله الشيعي
السيد حسن العلوي في كتابه الرائع "عمر والتشيع - ثنائية القطيعة والمشاركة" وسأنقل
النص بتمامه ففيه الرد الشافي والكافي على الجويهل الحوثي وأمثاله يقول العلوي في
ص45-47 : ( ليس من شأن هذا الكتاب الولوج في بطون العقائد , ولا الاقتراب من
هوامشها وحواشيها , وليس في منهجنا الوقوف بين مشتجر الخلاف وسطاً , ولا نذهب إلى
سوق الاشتجار براية الهلال الأحمر .
وكقارئ يفزعني بما تقع عليه عيني من محاولات
التوفيق التي تصفق لها الصالة , وتبتسم لها المنصة , حتى إذا انفرط الجمع وولوا
الدبر , عاد أي منهم إلى كهفه القديم .
ولا نخرج في هذا الكتاب عن أفكار تضمنتها
كتبنا المطبوعة , لا سيما الشيعة والدولة القومية , الذي لم نتعرض فيه لخلاف
المذاهب وتفضيل مذهب على آخر أو الترويج لمذهب ضد آخر , فمثل هذا الحقل سيكون خاصاً
بالمشتغلين في العلوم الدينية والفقهية .
ونحن نشتغل بعلوم الفكر العام والسياسة
العامة .
فإذا اهتزت مشاعرنا لرأي أو لموقف أو لإجراء , فلأن في ذلك قرباً
عاطفياً أو إنسانياً أو اجتماعياً لما نبغيه وليس لطابعه المذهبي الخاص .
وبهذا
المنظور ندخل سقيفة بني ساعدة التي لم يكن للنص الديني رأي فيها .
فقد كانت من
اجتهاد الصحابي سعد بن عبادة وجمع من الأنصار .
والسقيفة سقف ليس تحته نوافذ
.
مشروع لرياح الجنوب والشمال .
وزمان محتقن مأزوم في يوم قد ينقطع عن يوم
قبله , أو يتصل بيومه السابق , فتمتد السلسلة الزمنية والروحية للمشروع الإسلامي
إلى حيث نحن الآن في اليوم الأول من الشهر الأول للعام الهجري السابع والعشرين بعد
الأربعمائة والألف .
عرب مسلمون ومسلمون عجم نختلف في الاختلاف , ونتفق في
الاتفاق , وننشق بأنفسنا فرقاً وطوائف , لكن مشروع ابن آمنة آمن متماسك , واحده
الله ونبيه والشهادة قائمة والصلاة قائمة .
إن دور عمر في المكان المفتوح منحه
دوراً مفتوحاً في زمان دائم .
أنجبته تلك اللحظة الحضارية التي أغرب ما فيها وما
في ذلك المكان غياب المقدس عنها .
فلم ينص عليها في قرآن , ولم يشر إليها في
حديث شريف .
ولم يكن لعمر دور في تأسيس ذلك المكان الذي قدح فكرة خاطفة لصحابي
من الأنصار , فاجتمع إلى جمع من قومه مدفوعاً بالنية الطيبة وبإحساس استراتيجي
وشعور بالمسؤولية في وقت قضى الله فيه أمره , وتوفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم
, وسيحدث فراغ في إدارة المشروع المحمدي إن تركت الأمور على غاربها .
فكانت دعوة
الأنصاري سعد بن عبادة إلى اجتماع السقيفة هي اللبنة الأولى لاستمرار المشروع
المحمدي في غياب المؤسسة الجديدة ورجالها الذين سيتحملون المسؤولية .
وقد ضرب
عمر ضربته وكأن لم يقل قائلنا اليوم إلا فيه وعنه .
فتى خبط الدنى والناس طراً
وآلى أن يكونهما فكانا لم يكن الوحي حاضراً في غياب لرسول .
وليس للقرآن رأي في
السقيفة , فهي فكرة بشرية خالصة , وقرار سياسي ورغبة جماعة من الصحابة صيرها عمر
بما أوتي له من حيوية قريش ومهارتها في تصريف الأزمات حدثاً لا يزال الرجل يواجه
المعترضين عليه !.
فبدا مُجيل اللحظة , وقابض الزمن برغبة ليس لها سقف , لجعل
يوم السقيفة هو اليوم الأول والأخير لفراغ السلطة فيتقدم اليوم التالي متصلاً
باليوم السابق حين كان للمشروع صاحبه منذ أربع وعشرين ساعة .
ولم يحدث الفراغ
ولا حتى الفجوة ولم تترك فرصة لأسباب الخلاف أن تتنفس في حينها لكنها ظلت تلاحق
تاريخ عمر وتاريخ الإسلام , فتصير السقيفة مكان الكيد عند فئة , ومكان الفتح عند
باقي المسلمين .
إن السقيفة كانت المكان الذي غاب عنه المقدس , فكان بداية
الزمان لحياتنا المقدسة بعد أربعة عشر قرناً .
وكان عمر قامع الفرقة في ذلك
اليوم وحق له يحظى بلقب قفل الأمة .
حركة عمر في السقيفة أنجبت حركة حضارية لأمة
كانت تتشكل على الأرض , فصارت حركة خلاف مذهبي يتصاعد مع التصاعد الحضاري للأمة ,
ومشكلة دينية تقوم على رفضها عقائد وعلى احترامها عقائد .
وبالاحتكام إلى
المعايير السياسية في نشوء الدول والحضارات , تصبح السقيفة بأعمدتها الأربعة التي
أنجبت أربعة خلفاء لم يتكرروا في التاريخ .
قرارا وليس مؤتمرا بأن لا تموت
الدولة الناشئة بموت مؤسسها .
) نثر التحريف !! استعرضت بعض ملازم حسين الحوثي
فوجدتها قد امتلأت باعتقاد تحريف الدين وبألفاظ مختلفة ومتنوعة وكلها قد تجاوزت
الحد وتعدت الأدب وتخلق صاحبها بالخلق الذي يجانب الإيمان ولم يحظ قائلها بغير
الإثم والشين !! وهذه بعضها : 1- العبث بالدين كان مهتماً أشد الاهتمام بحكاية
الدين المحرف !!!! والعبث بالدين !!!! لذلك يسارع بمناسبة وبغير مناسبة لزرع هذه
الحكاية في رؤوس أتباعه الجهلة لكي يصرفهم عن أمة الإسلام حتى يصبحوا بعد ذلك طوع
بنانه ومن دعاة نشر بهتانه !! يقول في ملزمته "ذكرى استشهاد الإمام علي (ع) ص7 " :
( يجاهد , يعاني , يتعب في سبيل دين هو يعلم أنه دين عظيم , وفي خير هذه الأمة ,
وفي مصلحة هذه الأمة , وفي عزة هذه الأمة ثم يرى أيادي تعبث بهذا الدين .
فيتجه
إلى تلك الأمة نفسها التي من أجلها عانا , من أجل عزتها تعب يحاول أن يحركها قبل أن
يُعظم الخطب , في مرحلة كان يمكن أن يتلافى فيها ما حصل فلم يحصل له استجابة منهم ,
حرك الزهراء صلوات الله عليها , حرك الجانب العاطفي , فماذا عمل أولئك عندما خطبت
فيهم الزهراء صلوات الله عليه ؟.
بكوا وقالوا : إن خطوتها ما تخرم خطوة رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم , تذكروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطى
فاطمة ومنطق فاطمة ولم يتذكروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما ذكرتهم به
فاطمة عليها السلام , بكوا لغياب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبكوا لغياب
دينه , لم يبكوا من أجل غياب الدين الذي كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
مستعداً من أجله أن يقتل , وواجه المخاطر الشديدة من أجل هذا الدين ) !!!! وكأنهم
رضي الله عنهم ما قاتلوا العرب والعجم من أجل هذا الدين !! وكأنهم رضي الله عنهم ما
تركوا الأوطان وخسروا الأموال من أجل هذا الدين !! وكأنهم ما هزموا فارس والروم
والمرتدين !! وكأن الخالق الجليل ما أثنى عليهم في محكم التنزيل !! - سنفرد بحثاً
خاصاً بالآيات القرآنية التي نزلت في فضل صحب خير البرية صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه وسلم - 2- أمة الشمال !! يذرف حسين الحوثي دموع التماسيح نيابة عن الإمام
العظيم علي بن أبي طالب رضي الله عنه !!!! ويفتري عليه عندما يزعم أنه كان مجرد
متفرج على الأمة وهي تتخلى عن الإسلام وتسير باتجاه الشمال !!!! وهذا طعن صريح في
علي رضي الله عنه الذي سكت عن كل ما يجري ولم ينبس ببنت شفه حسب زعم الحوثي !!!!
يقول العابث العائث في ملزمته " ذكرى استشهاد الإمام علي (ع) ص6" : ( فالإمام علي
عليه السلام عندما كان يستقبل ذلك الحدث الذي يتوقعه أن يخضب دم رأسه لحيته ويسقط
شهيداً لم يكن منزعجاً من ذلك , كان الذي يزعجه هو ما يرى الأمة فيه وهي تسير
باتجاه ذات الشمال , وهي تبتعد حيناً بعد حين ومسافات طويلة تبتعد عن كتاب الله وعن
منهج رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبذلها هو تحت لواءه في مكة وفي المدينة في
معارك الإسلام كلها ضاعت هباء , وصارت هباء منثوراً تحت أقدام , وعلى أيدي من لم
يكونوا يجرئوا في يوم من الأيام أن ينزلوا إلى ساحات الوغى لمواجهة أعداء الله
.
لقد كان الإمام علي عليه السلام يخوض غمار الموت ويقتحم الصفوف في بدر في أحد
في كل معارك الإسلام بينما كان أولئك يجلسون جانباً وليتهم جلسوا جانباً من بعد موت
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولكن لا .
كانوا في أثناء احتدام مواجهة الكفر
يجلسون جانباً , وعندما نزل صلى الله عليه وآله وسلم إلى قبره بل من قبل ذلك وهو لا
يزال على فراش الموت بدءوا يتحركون وينزلون إلى ساحة الأمة ؛ لينحرفوا بها عن نهج
محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي من أجله كان يقتحم ساحات الوغى يقتحم الصفوف وهو
يواجه المشركين ويواجه الرومان ويواجه اليهود ويواجه كل أصناف أعداء الإسلام ) !!
وطبعاً لن أرد على طعنه في الصحابة الكرام رضي الله عنهم الآن لكني أشير إلى جهله
عندما زعم أن علياً رضي الله عنه قد واجه الرومان وهذه أفيكة أفاك جاهل بالسيرة
النبوية وبسيرة علي رضي الله عنه فلم يثبت أن علياً رضي الله عنه قاتل الرومان لا
في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولا في حياة غيره من الخلفاء الراشدين ولا في
خلافة علي رضي الله عنه ولكنه الجهل الذي أعمى بصره وأشقى من معه.
3- الرسالة
الضائعة !! يهرف من جديد ويكرر ويعيد فيقول في ملزمته "لا عذر للجميع أمام الله ص8
" : ( أي أن الله أعطى العرب أعظم مما أعطى بني إسرائيل , أن الله منح العرب من
النعمة ومنحهم من المقام أعظم مما منح بني إسرائيل في تاريخهم , ولكن العرب أضاعوه
سريعاً .
ومن بعد ما مات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) بدأت إضاعتهم لهذه
الرسالة التي هي شرف عظيم لهم ) !!! وهذا كلام الأرذلين وأساطير الأولين من
الإمامية والسبأية وأعداء الدين الذين يحقدون على صحب خير المرسلين عليه أفضل
الصلاة والتسليم الذين شادوا الدين وبلغوا رسالة الإسلام إلى أصقاع الدنيا .
4-
الكتاب الضائع !!!! حتى كتاب الله عز وجل لم يسلم من هذا الكذاب !!! فقد زعم في
ملزمته "دروس من سورة آل عمران - الدرس الأول - ص8" : ( لا بد للأمة من أعلام تلتف
حولها , هم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
( وأنتم تتلى عليكم
آيات الله ) هذه آيات الله قائمة فينا , لكن عندما فُقدت الأعلام ألم يضع الكتاب
نفسه ؟.
- ضيعناه نحن ولم يضع هو - , ألم تضيع الأمة الكتاب عندما أضاعت الأعلام
؟.
أم أنه ليس هناك إشكالية ؟.
هذه نقطة مهمة .) !!! ويعلم الغبي قبل الذكي
أن كتاب الله عز وجل محفوظ بحفظه تعالى الذي قال : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا
الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر9.
وكتاب الله عز وجل يحفظه العجم
قبل العرب ويحفظه ملايين البشر في صدورهم ويتعبدون بتلاوته وحفظه والالتزام بهديه
وتنفيذ حكمه ولا يقتصر فهمه على أعلام من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم بل
فهمه ميسر للجميع كما قال تعالى : ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ
فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) القمر40.
وليس فيه ألغاز ولا طلاسم !!! وليس له باطن
وظاهر !!!
الإسلامي قد تم تحريفه !!!! والعبث به !!!! والتلاعب به !!!! وآمن بأن الرسول صلى
الله عليه وسلم قد عجز عن فعل أي شيء !!!! وكذلك عجز أهل البيت عليهم السلام عن فعل
أي شيء لإنقاذ الإسلام من التغيير والتبديل والتحريف !!!! وقد بث عقيدته هذه في
الكثير من ملازمه لتشويه الإسلام وزرع الفتنة في الأوطان !!!! وسنسوق بعضها ليعلم
كل مسلم بحقيقة الحوثي وحقيقة من قال
بقوله أو سلك مسلكه ولن أرد عليه بل سأجعله في آخر البحث يكذب نفسه ينفسه ومن
ملازمه أيضاً : من الذي حرف الدين ؟! لقد كشف لنا عن ما في صدره من حقد وغل على سلف
الأمة وخيار الأئمة وطفق يرتع في أعراضهم ويتهمهم بتحريف أعظم دين وهاكم الأدلة :
1- الخلفاء الثلاثة !!! يزعم وبكل صفاقة أن الخلفاء الراشدين هم الذين قاموا بتحريف
الدين فيقول في ملزمته "ذكرى استشهاد الإمام علي (ع) ص2" : ( عندما نرى الإمام علي
عليه السلام يسقط شهيداً فلا يكفي أن تحزن , لا يكفي أن نبكي , لا يكفي أن تتألم بل
لا بد أن نأخذ العبرة , أن تتساءل : لماذا نرى الصادقين يسقطون شهداء داخل هذه
الأمة ؟؟.
ولماذا رأينا فيما بعد وعلى امتداد التاريخ الكاذبين الظالمين الطغاة
المحرفين للدين , المنتهكين لحرمات الله هم من يحكمون هذه الأمة ؟؟!.
وباسم
رسالة الأمة "الإسلام" , وباسم رسول هذه الأمة "خليفة رسول رب العالمين , أمير
المؤمنين" وعناوين من هذه ؟.) !! وأبو بكر الصديق هو من سمي بخليفة رسول رب
العالمين وعمر بن الخطاب هو أول من سمي أمير المؤمنين وبعده عثمان بن عفان فهم في
نظره : ( الكاذبين الظالمين الطغاة المحرفين للدين , المنتهكين لحرمات الله هم من
يحكمون هذه الأمة ؟؟!.) 2- المسلمون الأوائل !!! بعد أن اتهم الخلفاء الثلاثة
بالتحريف زاد عليهم كل المسلمين الأوائل فقال لمن كان على شاكلته وشكله في ملزمته
"في ظلال مكارم الأخلاق - الدرس الأول ص8" : ( أنا أعتقد أن الفساد في العالم كله ،
( بسبب ) المسلمون الأوائل الذين تخاذلوا ..
المسلمون الأوائل الذين حرفوا،
المسلمون الأوائل الذين قعدوا عن نصر دين الله هم من يتحمل جريمة البشرية كلها
،لأنهم هم من حالوا دون أن تكون هذه الأمة بمستوى النهوض بمسئوليتها ، فتحمل
الرسالة إلية كل بقاع الدنيا ، هذا كان هو المطلوب من العرب .) !!!! ويا للعجب !!
كيف حالوا وهم الذين نشروا الإسلام بالقلم والسنان إلى جميع أصقاع الدنيا ؟ ومن
سواهم الذي فتح فارس والشام والعراق ومصر ...
الخ ؟ ومن قاد هذه المعارك العظام
: بزاخة - اليمامة - القادسية - جلولا - اليرموك - نهاوند أجنادين - ...
الخ ؟
التحدي للحوثيين ليعلم كل مسلم أن الرافضة الذين يسبون الصحابة رضي الله عنهم لم
يشاركوا في الفتوحات الإسلامية ولا ساهموا في معركة لنشر الإسلام على مدار الأيام
والتاريخ خير شاهد وأتحدى الحوثيين ورافضة العصر أن يذكروا لنا مدينة واحدة فقط
دخلت في الإسلام على يد الرافضة أسلاف الحوثيين ؟!! وأتحداهم أن يذكروا لنا معركة
واحدة انتصروا فيها على الروم أو الفرس أو غيرهم وفتحوا بلادهم ودخل الناس في
الإسلام على أيديهم ؟! أتحداهم من اليوم حتى يوم القيامة أن يذكروا لنا ولو مدينة
واحدة ؟ والجواب سيكون : صفر !!! لا شيء !!! لأن سيفهم دائماً على المسلمين !! وهذا
ما نشاهده في كل حين !! فكم قتل على أيديهم في العراق من المسلمين ؟! وكم قتل على
أيديهم في اليمن من الجنود المساكين ؟! متى تم التحريف ؟! لقد جاء شيئاً نكرا وأبقى
له في المخزيات ذكرا عندما زعم أن التحريف تم منذ اليوم الأول لوفاة الرسول صلى
الله عليه وسلم فقال وهو الكذوب : 1- في السقيفة !! يزعم أن التحريف قد تم بعد
السقيفة !!!! وهو اليوم العظيم الذي بايع فيه المسلمون الصديق رضي الله عنه
بالخلافة على ثلاث مدن فقط هي مكة والمدينة والطائف !! بينما بقية الجزيرة العربية
قد ارتدت عن الإسلام قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبعد وفاته وقامت
أقوى القبائل العربية المحيطة بالمدينة بالزحف للقضاء على الإسلام والمسلمين ولولا
صلابة وقوة الخليفة الأول رضي الله عنه بعد إرادة الله عز وجل لأصبح الإسلام في خبر
كان !!!! لكن الصديق وبعد السقيفة شمر عن ساعد الجد وسارع بالهجوم على المرتدين
الرابضين على أبواب المدينة بنفسه ثم وبعد أن هزمهم شر هزيمة بث الجيوش في جميع
أنحاء الجزيرة العربية واستطاع توسيع رقعة الإسلام من ثلاث مدن مساحتها لا تزيد عن
خمسين ألف كيلو متر مربع إلى حوالي اثنين ونصف مليون كم2 في سنتين وثلاثة أشهر من
خلافته !! هذا النصر العظيم الذي لم يستطع أحد تحقيقه في سنتين وثلاثة أشهر هو عند
الحوثي أكبر خطيئة وزلة وهو بداية التحريف !!!! يقول دون أن يزويه خجل ولا يثنيه
وجل في ملزمته "يوم القدس العالمي ص16-17" : ( ماذا يعني أنهم لم يثقوا بالله
؟.
المفسرون السابقون وقضية بني إسرائيل وقضية ما وصلت إليه الأمة ليست نتاج هذا
العصر فقط نتاج الزلات وأخطاء قديمة جداً جدا جاءت من بعد رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم بدايتها من يوم السقيفة , بدايتها من يوم السقيفة , لم يثقوا بالله
برسوله لم يعرفوا كتاب الله المعرفة المطلوبة ) !! 2- انحراف منذ اليوم الأول إصرار
عجيب على الكذب والتلفيق حيث جاء في ملزمته "دروس من وحي عاشوراء ص3" : ( حادثة
كربلاء فاجعة كربلاء هل كانت وليدة يومها ؟ هل كانت مجرد صدفة ؟ هل كانت فلته ؟ أم
أنها كانت نتاج طبيعي لانحراف حدث في مسيرة هذه الأمة , انحراف في ثقافة هذه الأمة
, انحراف في تقديم الدين الإسلامي لهذه الأمة من اليوم الأول الذي فارق فيه الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم هذه الأمة للقاء ربه ) !!! وسأجعل هذا المفتري الهالك يكذب
نفسه بنفسه ويجر أذيال الخيبة والخسران في آخر هذا البحث فلا تستعجلوا في الجواب
عليه لكن لعل من المفيد والمناسب لموضوعنا هذا نقل كلام الأستاذ الشيعي حسن العلوي
في الفقرة التالية.
عبقري السقيفة من أجمل ما قرأت عن السقيفة هو ما قاله الشيعي
السيد حسن العلوي في كتابه الرائع "عمر والتشيع - ثنائية القطيعة والمشاركة" وسأنقل
النص بتمامه ففيه الرد الشافي والكافي على الجويهل الحوثي وأمثاله يقول العلوي في
ص45-47 : ( ليس من شأن هذا الكتاب الولوج في بطون العقائد , ولا الاقتراب من
هوامشها وحواشيها , وليس في منهجنا الوقوف بين مشتجر الخلاف وسطاً , ولا نذهب إلى
سوق الاشتجار براية الهلال الأحمر .
وكقارئ يفزعني بما تقع عليه عيني من محاولات
التوفيق التي تصفق لها الصالة , وتبتسم لها المنصة , حتى إذا انفرط الجمع وولوا
الدبر , عاد أي منهم إلى كهفه القديم .
ولا نخرج في هذا الكتاب عن أفكار تضمنتها
كتبنا المطبوعة , لا سيما الشيعة والدولة القومية , الذي لم نتعرض فيه لخلاف
المذاهب وتفضيل مذهب على آخر أو الترويج لمذهب ضد آخر , فمثل هذا الحقل سيكون خاصاً
بالمشتغلين في العلوم الدينية والفقهية .
ونحن نشتغل بعلوم الفكر العام والسياسة
العامة .
فإذا اهتزت مشاعرنا لرأي أو لموقف أو لإجراء , فلأن في ذلك قرباً
عاطفياً أو إنسانياً أو اجتماعياً لما نبغيه وليس لطابعه المذهبي الخاص .
وبهذا
المنظور ندخل سقيفة بني ساعدة التي لم يكن للنص الديني رأي فيها .
فقد كانت من
اجتهاد الصحابي سعد بن عبادة وجمع من الأنصار .
والسقيفة سقف ليس تحته نوافذ
.
مشروع لرياح الجنوب والشمال .
وزمان محتقن مأزوم في يوم قد ينقطع عن يوم
قبله , أو يتصل بيومه السابق , فتمتد السلسلة الزمنية والروحية للمشروع الإسلامي
إلى حيث نحن الآن في اليوم الأول من الشهر الأول للعام الهجري السابع والعشرين بعد
الأربعمائة والألف .
عرب مسلمون ومسلمون عجم نختلف في الاختلاف , ونتفق في
الاتفاق , وننشق بأنفسنا فرقاً وطوائف , لكن مشروع ابن آمنة آمن متماسك , واحده
الله ونبيه والشهادة قائمة والصلاة قائمة .
إن دور عمر في المكان المفتوح منحه
دوراً مفتوحاً في زمان دائم .
أنجبته تلك اللحظة الحضارية التي أغرب ما فيها وما
في ذلك المكان غياب المقدس عنها .
فلم ينص عليها في قرآن , ولم يشر إليها في
حديث شريف .
ولم يكن لعمر دور في تأسيس ذلك المكان الذي قدح فكرة خاطفة لصحابي
من الأنصار , فاجتمع إلى جمع من قومه مدفوعاً بالنية الطيبة وبإحساس استراتيجي
وشعور بالمسؤولية في وقت قضى الله فيه أمره , وتوفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم
, وسيحدث فراغ في إدارة المشروع المحمدي إن تركت الأمور على غاربها .
فكانت دعوة
الأنصاري سعد بن عبادة إلى اجتماع السقيفة هي اللبنة الأولى لاستمرار المشروع
المحمدي في غياب المؤسسة الجديدة ورجالها الذين سيتحملون المسؤولية .
وقد ضرب
عمر ضربته وكأن لم يقل قائلنا اليوم إلا فيه وعنه .
فتى خبط الدنى والناس طراً
وآلى أن يكونهما فكانا لم يكن الوحي حاضراً في غياب لرسول .
وليس للقرآن رأي في
السقيفة , فهي فكرة بشرية خالصة , وقرار سياسي ورغبة جماعة من الصحابة صيرها عمر
بما أوتي له من حيوية قريش ومهارتها في تصريف الأزمات حدثاً لا يزال الرجل يواجه
المعترضين عليه !.
فبدا مُجيل اللحظة , وقابض الزمن برغبة ليس لها سقف , لجعل
يوم السقيفة هو اليوم الأول والأخير لفراغ السلطة فيتقدم اليوم التالي متصلاً
باليوم السابق حين كان للمشروع صاحبه منذ أربع وعشرين ساعة .
ولم يحدث الفراغ
ولا حتى الفجوة ولم تترك فرصة لأسباب الخلاف أن تتنفس في حينها لكنها ظلت تلاحق
تاريخ عمر وتاريخ الإسلام , فتصير السقيفة مكان الكيد عند فئة , ومكان الفتح عند
باقي المسلمين .
إن السقيفة كانت المكان الذي غاب عنه المقدس , فكان بداية
الزمان لحياتنا المقدسة بعد أربعة عشر قرناً .
وكان عمر قامع الفرقة في ذلك
اليوم وحق له يحظى بلقب قفل الأمة .
حركة عمر في السقيفة أنجبت حركة حضارية لأمة
كانت تتشكل على الأرض , فصارت حركة خلاف مذهبي يتصاعد مع التصاعد الحضاري للأمة ,
ومشكلة دينية تقوم على رفضها عقائد وعلى احترامها عقائد .
وبالاحتكام إلى
المعايير السياسية في نشوء الدول والحضارات , تصبح السقيفة بأعمدتها الأربعة التي
أنجبت أربعة خلفاء لم يتكرروا في التاريخ .
قرارا وليس مؤتمرا بأن لا تموت
الدولة الناشئة بموت مؤسسها .
) نثر التحريف !! استعرضت بعض ملازم حسين الحوثي
فوجدتها قد امتلأت باعتقاد تحريف الدين وبألفاظ مختلفة ومتنوعة وكلها قد تجاوزت
الحد وتعدت الأدب وتخلق صاحبها بالخلق الذي يجانب الإيمان ولم يحظ قائلها بغير
الإثم والشين !! وهذه بعضها : 1- العبث بالدين كان مهتماً أشد الاهتمام بحكاية
الدين المحرف !!!! والعبث بالدين !!!! لذلك يسارع بمناسبة وبغير مناسبة لزرع هذه
الحكاية في رؤوس أتباعه الجهلة لكي يصرفهم عن أمة الإسلام حتى يصبحوا بعد ذلك طوع
بنانه ومن دعاة نشر بهتانه !! يقول في ملزمته "ذكرى استشهاد الإمام علي (ع) ص7 " :
( يجاهد , يعاني , يتعب في سبيل دين هو يعلم أنه دين عظيم , وفي خير هذه الأمة ,
وفي مصلحة هذه الأمة , وفي عزة هذه الأمة ثم يرى أيادي تعبث بهذا الدين .
فيتجه
إلى تلك الأمة نفسها التي من أجلها عانا , من أجل عزتها تعب يحاول أن يحركها قبل أن
يُعظم الخطب , في مرحلة كان يمكن أن يتلافى فيها ما حصل فلم يحصل له استجابة منهم ,
حرك الزهراء صلوات الله عليها , حرك الجانب العاطفي , فماذا عمل أولئك عندما خطبت
فيهم الزهراء صلوات الله عليه ؟.
بكوا وقالوا : إن خطوتها ما تخرم خطوة رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم , تذكروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطى
فاطمة ومنطق فاطمة ولم يتذكروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما ذكرتهم به
فاطمة عليها السلام , بكوا لغياب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبكوا لغياب
دينه , لم يبكوا من أجل غياب الدين الذي كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
مستعداً من أجله أن يقتل , وواجه المخاطر الشديدة من أجل هذا الدين ) !!!! وكأنهم
رضي الله عنهم ما قاتلوا العرب والعجم من أجل هذا الدين !! وكأنهم رضي الله عنهم ما
تركوا الأوطان وخسروا الأموال من أجل هذا الدين !! وكأنهم ما هزموا فارس والروم
والمرتدين !! وكأن الخالق الجليل ما أثنى عليهم في محكم التنزيل !! - سنفرد بحثاً
خاصاً بالآيات القرآنية التي نزلت في فضل صحب خير البرية صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه وسلم - 2- أمة الشمال !! يذرف حسين الحوثي دموع التماسيح نيابة عن الإمام
العظيم علي بن أبي طالب رضي الله عنه !!!! ويفتري عليه عندما يزعم أنه كان مجرد
متفرج على الأمة وهي تتخلى عن الإسلام وتسير باتجاه الشمال !!!! وهذا طعن صريح في
علي رضي الله عنه الذي سكت عن كل ما يجري ولم ينبس ببنت شفه حسب زعم الحوثي !!!!
يقول العابث العائث في ملزمته " ذكرى استشهاد الإمام علي (ع) ص6" : ( فالإمام علي
عليه السلام عندما كان يستقبل ذلك الحدث الذي يتوقعه أن يخضب دم رأسه لحيته ويسقط
شهيداً لم يكن منزعجاً من ذلك , كان الذي يزعجه هو ما يرى الأمة فيه وهي تسير
باتجاه ذات الشمال , وهي تبتعد حيناً بعد حين ومسافات طويلة تبتعد عن كتاب الله وعن
منهج رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبذلها هو تحت لواءه في مكة وفي المدينة في
معارك الإسلام كلها ضاعت هباء , وصارت هباء منثوراً تحت أقدام , وعلى أيدي من لم
يكونوا يجرئوا في يوم من الأيام أن ينزلوا إلى ساحات الوغى لمواجهة أعداء الله
.
لقد كان الإمام علي عليه السلام يخوض غمار الموت ويقتحم الصفوف في بدر في أحد
في كل معارك الإسلام بينما كان أولئك يجلسون جانباً وليتهم جلسوا جانباً من بعد موت
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولكن لا .
كانوا في أثناء احتدام مواجهة الكفر
يجلسون جانباً , وعندما نزل صلى الله عليه وآله وسلم إلى قبره بل من قبل ذلك وهو لا
يزال على فراش الموت بدءوا يتحركون وينزلون إلى ساحة الأمة ؛ لينحرفوا بها عن نهج
محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي من أجله كان يقتحم ساحات الوغى يقتحم الصفوف وهو
يواجه المشركين ويواجه الرومان ويواجه اليهود ويواجه كل أصناف أعداء الإسلام ) !!
وطبعاً لن أرد على طعنه في الصحابة الكرام رضي الله عنهم الآن لكني أشير إلى جهله
عندما زعم أن علياً رضي الله عنه قد واجه الرومان وهذه أفيكة أفاك جاهل بالسيرة
النبوية وبسيرة علي رضي الله عنه فلم يثبت أن علياً رضي الله عنه قاتل الرومان لا
في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولا في حياة غيره من الخلفاء الراشدين ولا في
خلافة علي رضي الله عنه ولكنه الجهل الذي أعمى بصره وأشقى من معه.
3- الرسالة
الضائعة !! يهرف من جديد ويكرر ويعيد فيقول في ملزمته "لا عذر للجميع أمام الله ص8
" : ( أي أن الله أعطى العرب أعظم مما أعطى بني إسرائيل , أن الله منح العرب من
النعمة ومنحهم من المقام أعظم مما منح بني إسرائيل في تاريخهم , ولكن العرب أضاعوه
سريعاً .
ومن بعد ما مات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) بدأت إضاعتهم لهذه
الرسالة التي هي شرف عظيم لهم ) !!! وهذا كلام الأرذلين وأساطير الأولين من
الإمامية والسبأية وأعداء الدين الذين يحقدون على صحب خير المرسلين عليه أفضل
الصلاة والتسليم الذين شادوا الدين وبلغوا رسالة الإسلام إلى أصقاع الدنيا .
4-
الكتاب الضائع !!!! حتى كتاب الله عز وجل لم يسلم من هذا الكذاب !!! فقد زعم في
ملزمته "دروس من سورة آل عمران - الدرس الأول - ص8" : ( لا بد للأمة من أعلام تلتف
حولها , هم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
( وأنتم تتلى عليكم
آيات الله ) هذه آيات الله قائمة فينا , لكن عندما فُقدت الأعلام ألم يضع الكتاب
نفسه ؟.
- ضيعناه نحن ولم يضع هو - , ألم تضيع الأمة الكتاب عندما أضاعت الأعلام
؟.
أم أنه ليس هناك إشكالية ؟.
هذه نقطة مهمة .) !!! ويعلم الغبي قبل الذكي
أن كتاب الله عز وجل محفوظ بحفظه تعالى الذي قال : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا
الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر9.
وكتاب الله عز وجل يحفظه العجم
قبل العرب ويحفظه ملايين البشر في صدورهم ويتعبدون بتلاوته وحفظه والالتزام بهديه
وتنفيذ حكمه ولا يقتصر فهمه على أعلام من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم بل
فهمه ميسر للجميع كما قال تعالى : ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ
فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) القمر40.
وليس فيه ألغاز ولا طلاسم !!! وليس له باطن
وظاهر !!!