الشرجبي
"المواد الغذائية والأثاث المنزلي والمكتبي"..إلخ، ولكن هل تعلمون بأن تجارة من نوع
آخر بدأت تظهر على السطح؟! أعلم أنكم ستقولون تجارة المخدرات، إن هذه التجارة أصبحت
من أنواع التجارة السائدة، أما التجارة التي أتحدث عنها هي تجارة تتعلق ببني البشر
وهي تجارة بيع "الأعضاء البشرية"، كنا نعرف أن الإباحة في الإسلام والقانون هو التبرع كأن يتبرع الابن لوالده أو
لوالدته والعكس وإلى آخر التبرعات في إطار العائلة الواحدة ولكن أن يقوم إنسان
بشراء عضو من الأعضاء البشرية فإن ذلك يعد حراماً ومخالفاً للشريعة الإسلامية لأن
الإنسان لا يملك نفسه فكيف يحق له بيع عضو من أعضائه؟.
والغريب والمحزن في
الموضوع أن كثيراً ممن قاموا ببيع أعضائهم وقعوا ضحية نصب واحتيال ولم يتقاضوا
ثمناً لما باعوه، وهذا ما أكده لي أحد الأشخاص ممن وقعوا ضحية هذا النصب، فقد قام
بإرادته ودون إكراه من أحد ببيع "كليته" واتفق مع أحد الأطباء بعد إجراء الفحوصات
بأنه سيغادر إلى القاهرة وهناك سيكون بانتظاره وبالفعل غادر إلى هناك ووجد الأخير
في انتظاره وكان هذا الطبيب لا يفارقه أبداً وأعطاه مبلغاً من المال حتى ينفق لحين
وصول الشخص الذي سيشتري الكلية، ومضى يومان عاش فيهما أميراً وفي اليوم الثالث ذهبا
إلى المستشفى وأجريت العملية ووجد أيضاً الطبيب يقدم له الرعاية الكاملة وحان وقت
المغادرة طلب منه النقود المتفق عليها فأخبره الأخير بأنه سيعطيه المبلغ في المطار
فوثق به لأنه كان محل ثقته من البداية، فذهب إلى المطار وانتظر وانتظر ولكن ذاك
الأخير لم يظهر واضطر إلى المغادرة ولم يكسب سوى أمراضٍ انهالت عليه منذ أن قام
ببيع كليته، فكثيرون من أمثاله وقعوا ضحية هذا النوع من التجارة.
وقد أوضحت
العديد من الإحصائيات التي أجريت في عدد من الدول أن 75% من هؤلاء الشباب الذين
وقعوا ضحايا يصابون بالاكتئاب نتيجة عملية التحايل عليهم وعدم حصولهم على المال
ناهيك عن الأضرار الصحية التي يعانون منها..
وأيضاً 15% منهم يموتون.
بينما
صنفت منظمة حقوق الإنسان أن عملية بيع الأعضاء البشرية يقع ضمن إطار الاتجار بالبشر
التي تعتبرها الأمم المتحدة جرائم منظمة يتوجب محاسبة المسؤولين وكافة المؤسسات
الصحية في جميع الدول النامية والدول العربية ومن يقوم باستغلال حالة العوز لدى
الفقراء للاتجار بأعضائهم مقابل مبالغ زهيدة.