ناصر الشريف
وشرفائه شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً تستدعي من كل لبيب عاقل الاستجابة للغة العقل
والمنطق، وتغليب مصلحة الوطن على كل المصالح الشخصية والأنانيات والمزايدات
الجوفاء، باعتبار أن اليمن أغلى وأكبر من كل المكايدات السياسية واستثمار الأزمات
وتوظيفها في صالح الفوضى والتخريب والانحدار بالوطن الغالي بجميع من فيه إلى هاوية
الضياع والخسران المبين.
ولذلك فإن من العقل وجادة الصواب أن يجلس الجميع إلى
مائدة الحوار الوطني المسؤول الذي
دعا إليه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كل القوى السياسية والأحزاب والتنظيمات
المدنية والاجتماعية والسياسية في كل أرجاء الوطن الكبير.
ولاشك أن من غير
المعقول والصالح العام للجميع أن يتمسك البعض بشروط تعجيزية لا تنبئ إلا عن مزايدات
جوفاء وتعكس عدم وجود أي حس وطني أو شعور بالمسؤولية تجاه مايمر به الوطن من تحديات
تدعو الجميع وفي مقدمتهم تلك القوى التي تدعي حرصها على الوطن ومواطنيه أن يكونوا
في مقدمة الحوار الوطني المسؤول الذي دعا إليه فخامة الرئيس في خطوة وطنية عظيمة
تنبأ عن حرصه الدائم على إشراك الجميع في أي خطوة سياسية تتطلبه الظروف الراهنة
التي فرضتها طبيعة المرحلة والظروف الاقتصادية العالمية وتكالبت فيها أنظار
الحاقدين وأعداء اليمن المتربصين بأمنه وتقدمه وتطور تجربته الديمقراطية الفريدة
على مستوى المنطقة العربية برمتها، مما أتاح لتلك القوى الحاقدة على الوطن اليمني
الواحد نفث سمومها - المحدقة بمخاطرها على الجميع- واستغلال الديمقراطية استغلالا
سيئاً، عبر اتخاذ حرية الصحافة والإعلام، وسيلة لتمرير سمومها الخبيثة إلى الوطن من
خلال استغلال ظروف وعقليات عشرات البسطاء، وثلة من المنتفعين في تنفيذ مساعيها
الخبيثة الهادفة إلى تمزيق يمننا الحبيب وتقزيمه بعد أن صار عظيماً في عيون الآخرين
.
وعلى رغم قناعتي بأن ذلك لا يعدو عن كونه مجرد أحلام تعشعش في نفوس تلك العقول
التخريبية والمصابة بداء العزلة والانفصال، والجاهلة بتفسير وتأويل أحلامها تلك،
التي تنم عن خلوهم من روح الوطنية وتجردهم من قيم الانتماء وقدر الهوية اليمنية
ومعنى انتمائهم إلى اليمن الواحد والموحد إلى الأزل باعتبار الجسد اليمني واحداً
وموحداً تاريخياً هوية ولغة ودينا وعرفا وثقافة وسيظل هكذا بحفظ الخالق ومن ثم
إرادة قائده الفذ وحماية كل شرفائه ممن يدركون معنى اليمن كوطن للجميع ويثمنون قيمة
الوطن موحداً آمناً مستقرا، ويدركون أيضاً خطر مساعي أولئك النفر على الجميع أينما
كانوا، وحيثما وجدوا، نتيجة لتطابق مساعيهم مع الأهداف والمخاطر والمخططات العالمية
المحدقة بالجميع، وكذا توجه الأنظار العالمية إلى اليمن، وتركيز القوى ذات الأطماع
المذهبية والعشائرية عليه، وسعيها الحثيث لاتخاذه منطلقاً لأطماعها التوسعية في
المنطقة، من خلال استغلال طبيعة المرحلة الراهنة وخطورة الوضع القائم الذي تعمل على
تغذيته بمختلف الوسائل التدميرية الهدامة واستغلال الخلاف القائم بين فرقاء الداخل،
وعبر ثلة من المغرر بهم وجهلاء السياسة، بالإضافة إلى دعم التنظيمات الإرهابية
الساعية بمشاريعها المتطرفة إلى هدم الدار على رأس كل من فيه.
ونقول إنه في حال
لم يفق الجميع لتدارك الأمور، والتنبه لحساسية المرحلة الراهنة وأهمية الإمساك
بزمام المبادرة الوطنية القيمة المتمثلة في الدعوة للحوار الجاد و المسؤول التي
أطلقها فخامة الرئيس والنابعة من الإحساس الوطني و الاستشعار الصادق بجدية وخطورة
المرحلة.
ومن هنا فإن تلك الدعوة تمثل خير دليل على صدق النوايا والإدعاءات عند
من يدعون حرصهم على الوطن ومصلحة مواطنيه، وحجة مقنعة عليهم وفاضحة لحقيقة نواياهم
في حال رفضهم الاستجابة للحاجة الوطنية والمشاركة في الحوار الشامل بهدف الالتفاف
من اجل اليمن وتلبية دعوته الوطنية المسئولة والاستجابة بالمساهمة الجماعية من كل
القوى والأحزاب والتنظيمات السياسية في إيجاد الحلول والمقترحات المنصبة في سبيل
خدمة الوطن وتطوره والإسهام في السير بعجلة بنائه وتقدمه إلى
الأمام.