عبد
الرحمن الراشد
الرحمن الراشد
كأن اليمن لم يكن في حاجة إلى المزيد من الأخبار
السيئة، بسبب الحرب مع المتمردين الحوثيين المحسوبين على إيران وظهور «القاعدة» في
تلال البلاد الشمالية حيث انتقل إليها عشرات من مقاتلي «القاعدة» جاءوا من كل مكان،
يضاف إليهم الانفصاليون من جنوب اليمن الذين تحركوا يريدون دولتهم.
إنما وقع
حدثان خطيران في غضون أسابيع قليلة ارتبطا باليمن.
نضال حسن، عربي أميركي، ارتكب مذبحة قتل فيها 13 وجرح
العشرات في فورت هود في الولايات المتحدة، والثانية حاول نيجيري، فاروق عبد المطلب،
تفجير طائرة مدنية فوق مدينة ديترويت.
كلا المتهمين مرتبط بخطيب يمني
أميركي.
ولأن عبد المطلب، الشاب النيجيري، قال إنه تم تدريبه على التفجير في
اليمن، صارت صنعاء أكثر اسم يؤتى على ذكره في أخبار العالم.
نجاح «القاعدة» في
دخول اليمن له تاريخ قديم نسبيا، إنما له تاريخ في الصيف الماضي عندما سرت أنباء
خاصة تشير إلى أن «القاعدة» بدأت نقل جزء من نشاطاتها إلى شمال اليمن، لاحقا ثبتت
صحة الإشاعة.
وعندما تنتقل «القاعدة» إلى أي مكان في العالم من الطبيعي أن
تتعقبها القوات المطاردة، وهي جملة قوات عسكرية واستخباراتية وأمنية من دول
عديدة.
عمليا صار اليمن الهدف الرئيسي، وزاده استعجالا حادثة الطائرة التي اضطرت
الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يلقي ثلاث خطب في أسبوع، وأخرجته من إجازته، وعجلت
بالمعركة السياسية بينه وبين خصومه من الحزب الجمهوري الذين يتهمونه بالتقاعس في
محاربة المتطرفين.
لهذا سيكون اليمن دارا للمعارك المقبلة، سواء قبلت السلطات
اليمنية أو رفضت.
على الجانب اليمني أن يحسب خطواته جيدا قبل أن يجد نفسه متفرجا
في داخل بلده.
كما أن على الجماعات التي كانت تتعامل مع المتطرفين، مع «القاعدة»
والحوثيين، أن تفكر كثيرا قبل أن تجد نفسها الهدف الأول في الملاحقة.
فالجميع
يعلمون أن في اليمن جماعات تتاجر في السلاح والنفوذ وتظن أن الأزمة تخلق سوقا مالية
مربحة.
اللعبة اليوم كبرت وسيكون من الصعوبة المساومة في مناخ متوتر وحالة حرب
دولية لم تعلن رسميا لكنها بدأت فعليا، وستكون هناك عمليات تستهدف المتعاملين معهم
كما حدث سرا قبل فترة قصيرة.
وهنا نسجل للجانب الأميركي أنه رغم تراكم الأدلة،
وتكاثر دعوات التدخل، أصر على التعامل مع المشكلة اليمنية بطريقة أقل استعراضية
وانفعالية.
إدارة الرئيس أوباما لا تريد أن يظهر الأميركيون كجيش مقاتل في
اليمن.
من المؤكد أن لهم دورا كبيرا، أو سيكون كذلك لاحقا في حروب اليمن الحالية
وخاصة ضد «القاعدة»، لكنهم يتحاشون الظهور علنا ويريدون من القوات اليمنية التحكم
في الحرب على الأرض وهم يساعدون بالمعلومات والتخطيط والدعم.
هذا في حد ذاته
سيخفف الحرج السياسي على حكومة صنعاء وسيقلل من خسائر الأميركيين وربما يثبت
التعاون المشترك أنه الأسلوب الأمثل لمواجهة «القاعدة» والحوثيين
وغيرهم.
alrashed@asharqalawsat.com الشرق الأوسط
السيئة، بسبب الحرب مع المتمردين الحوثيين المحسوبين على إيران وظهور «القاعدة» في
تلال البلاد الشمالية حيث انتقل إليها عشرات من مقاتلي «القاعدة» جاءوا من كل مكان،
يضاف إليهم الانفصاليون من جنوب اليمن الذين تحركوا يريدون دولتهم.
إنما وقع
حدثان خطيران في غضون أسابيع قليلة ارتبطا باليمن.
نضال حسن، عربي أميركي، ارتكب مذبحة قتل فيها 13 وجرح
العشرات في فورت هود في الولايات المتحدة، والثانية حاول نيجيري، فاروق عبد المطلب،
تفجير طائرة مدنية فوق مدينة ديترويت.
كلا المتهمين مرتبط بخطيب يمني
أميركي.
ولأن عبد المطلب، الشاب النيجيري، قال إنه تم تدريبه على التفجير في
اليمن، صارت صنعاء أكثر اسم يؤتى على ذكره في أخبار العالم.
نجاح «القاعدة» في
دخول اليمن له تاريخ قديم نسبيا، إنما له تاريخ في الصيف الماضي عندما سرت أنباء
خاصة تشير إلى أن «القاعدة» بدأت نقل جزء من نشاطاتها إلى شمال اليمن، لاحقا ثبتت
صحة الإشاعة.
وعندما تنتقل «القاعدة» إلى أي مكان في العالم من الطبيعي أن
تتعقبها القوات المطاردة، وهي جملة قوات عسكرية واستخباراتية وأمنية من دول
عديدة.
عمليا صار اليمن الهدف الرئيسي، وزاده استعجالا حادثة الطائرة التي اضطرت
الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يلقي ثلاث خطب في أسبوع، وأخرجته من إجازته، وعجلت
بالمعركة السياسية بينه وبين خصومه من الحزب الجمهوري الذين يتهمونه بالتقاعس في
محاربة المتطرفين.
لهذا سيكون اليمن دارا للمعارك المقبلة، سواء قبلت السلطات
اليمنية أو رفضت.
على الجانب اليمني أن يحسب خطواته جيدا قبل أن يجد نفسه متفرجا
في داخل بلده.
كما أن على الجماعات التي كانت تتعامل مع المتطرفين، مع «القاعدة»
والحوثيين، أن تفكر كثيرا قبل أن تجد نفسها الهدف الأول في الملاحقة.
فالجميع
يعلمون أن في اليمن جماعات تتاجر في السلاح والنفوذ وتظن أن الأزمة تخلق سوقا مالية
مربحة.
اللعبة اليوم كبرت وسيكون من الصعوبة المساومة في مناخ متوتر وحالة حرب
دولية لم تعلن رسميا لكنها بدأت فعليا، وستكون هناك عمليات تستهدف المتعاملين معهم
كما حدث سرا قبل فترة قصيرة.
وهنا نسجل للجانب الأميركي أنه رغم تراكم الأدلة،
وتكاثر دعوات التدخل، أصر على التعامل مع المشكلة اليمنية بطريقة أقل استعراضية
وانفعالية.
إدارة الرئيس أوباما لا تريد أن يظهر الأميركيون كجيش مقاتل في
اليمن.
من المؤكد أن لهم دورا كبيرا، أو سيكون كذلك لاحقا في حروب اليمن الحالية
وخاصة ضد «القاعدة»، لكنهم يتحاشون الظهور علنا ويريدون من القوات اليمنية التحكم
في الحرب على الأرض وهم يساعدون بالمعلومات والتخطيط والدعم.
هذا في حد ذاته
سيخفف الحرج السياسي على حكومة صنعاء وسيقلل من خسائر الأميركيين وربما يثبت
التعاون المشترك أنه الأسلوب الأمثل لمواجهة «القاعدة» والحوثيين
وغيرهم.
alrashed@asharqalawsat.com الشرق الأوسط