زيد بن عبد القوي
!!!! لذلك قام باستبعاد الجميع من أحقية الحكم والقيادة فبدأ بالخلفاء رضي الله
عنهم !!! بحجة أن الإمامة قد كانت لعلي رضي الله عنه بالنص والتعيين من الرسول
الكريم !!!! ثم بعد ذلك أزاح جميع العرب والمسلمين وزعم أن الخلافة والإمامة لا
تكون إلا لأهل البيت !!!! لكن أهل البيت بالملايين ومن جميع المذاهب !! لذلك فقد آن
الأوان ليزيحهم من طريقه بعد أن أزاح
غيرهم !!!! وهذا ما سننقله من ملزمته ( دروس من سورة المائدة - الدرس الثالث
والعشرون ص7 ) وليس لي إلا العناوين فقط وبعض التعليقات القصيرة : لو كانوا يتفهمون
!!!! يستعرض جهله المبين ويطعن في فهم صحابة خير المرسلين عليه أفضل الصلاة
والتسليم فيقول : (ومع هذا وتطبيقاً لمثل هذه الآية التي ستأتي بعد ، الم يعلن
بالاسم ، وهل أفادهم الاسم بعد أن أعلنه يوم الغدير "فهذا على مولاه" ألم يقل هكذا
"صلوات الله عليه وعلى آله " ؟ : " فمن كنت مولاه فهذا. . " بالإشارة ، أليس تعيينا
وهو ممسك له بيده "علي " ألم يذكره باسمه "مولاه" ، وفي الأخير يطلعوا بدلا عنه
واحد اسمه : أبو بكر ! ألم يطلعوا شخصاً آخر باسم آخر ؟ لأنهم لو فهموا المسألة
بالشكل المطلوب ، لو كانوا يتفهمون فعلاً ، لو كانوا يتفهمون ، ولذلك نقول : التفهم
زيادة على مجرد قضية الإيمان ، ويجب أن نفهم هذه ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ) "النساء من الآية : 136" أليس هذا إيمان داخل إيمان ؟ لو كانوا متفهمين
بالشكل المطلوب للمسألة بكلها ، ولو عرفوا مسئوليتهم في الالتزام أمام رسول الله
(صلوات الله عليه وعلى آله) لما قبلوا غير علي على الإطلاق ؛ لأن مواصفاته واضحة ،
كماله معروف ، وبالتعيين أيضاً.
فعندما يقول لك : لماذا لم يذكره هنا في القرآن
، ذكره بأدق من الاسم ، ثم انظر أنت هل نفع الاسم معهم ؟! إذا لم ينفع الاسم مع
أولئك الذين كانوا تلاميذ رسول الله "صلوات الله عليه وآله" هل سينفع الاسم من
بعدهم ؟. ) ولن أرد على طعنه في تلاميذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل سأثبت
ومن كلامه أن كلمة مولاه لا تعني الخليفة أو الرئيس بل تحتمل التأويل !!!! كما قال
في ملزمته"دروس من سورة المائدة - الدرس الثاني ص32" : (يمكن أن نتأول كلمة (مولاه)
التي جاءت في حديث الغدير فربما تعني أو أنها تعني) هذا أولاً.
ثانياً : رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم أفصح البشر وقد آتاه الله جوامع الكلم فلو أراد رئاسة
أو خلافة علي أو عمر أو غيرهم من الصحابة لصرح بذلك تصريحاً لا لبس فيه - قد ذكرت
في بحوث سابقة سبب ومعنى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم "من كنت مولاه
. . .
الحديث" فليراجع لمن أراد أن يستفيد. .
ثالثاً : لو كانت الإمامة
والخلافة لا تكون إلا بنص شرعي لذكرها عز وجل في القرآن كما ذكر خلافة داوود عليه
السلام قال تعالى : (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ
وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ
دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ
اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) البقرة251 وقال تعالى : (يَا دَاوُودُ
إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ
وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ
يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ
الْحِسَابِ) ص26.
رابعاً : حتى لو سلمنا - جدلاً فقط - بوجود نص إلهي على علي
بن أبي طالب رضي الله عنه فأين النص الإلهي على الأئمة الأحد عشر وعلى حسين الحوثي
وغيره ممن يسعى للرئاسة والزعامة باسم الدين ؟!! القضية بيد الله !!!! قضية
الاختيار والاصطفاء الإلهي لا تتوقف عند علي رضي الله عنه !! بل هي مستمرة لأنها
سنة الله حسب زعمه !!!! وهو يبدأ هنا بإخراج أهل البيت لأنهم ليسوا ممن اختاره الله
!!!! يقول (ولأن القضية هي بيد الله - كما قلنا أكثر من مرة - أن موضوع إقامة دين
الله ، موضوع قيادة الأمة ، وتربيتها لتكون على مستوى عالي في النهوض بمسئوليتها ،
أنها قضية تختص بالله ، وأنها القضية التي لا يمكن للناس أن يختلفوا فيها إذا
فهموها ؛ لأن بقاءها بيد الله يشكل ضمانة للأمة ، تبعدهم عن التزييف ، تبعدهم عن
الادعاءات الكثيرة ، تبعدهم عن التضليل ، تبعدهم عن القهر والتسلط والإذلال ، تبقى
القضية بيد الله ، وهذه هي سنة الله ، أنه هو الذي يصطفي ويختار (وَرَبُّكَ
يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) (القصص من الآية : 68) (ثُمَّ أَوْرَثْنَا
الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) (فاطر من الآية : 32)
.
ولاحظ هنا في القرآن الكريم ، ألم يقدم موضوع ولاية الأمر قضية تتركز بشكل
أساسي على موضوع الكتاب ، على موضوع الهداية ، والتربية ، وبناء الأمة ، ليست
الأشياء التي يسمونها الآن سلطة تنفيذية إلا جوانب قد تكون ربما لا تمثل إلا عشرة
في المائة قد لا تمثل فعلاً باعتبارها تنفيذية إلا عشرة في المائة من مهام ولاية
الأمر ، في الإسلام ، وأن هذا الجانب هو الجانب الذي سيخفق فيه أي شخص ليس ممن
اختاره الله كائنا من كان ، سواء من داخل أهل البيت ، أو من خارجهم ، سيخفق فيه ،
الجانب الآخر هذا مهما كان ، أما الجانب الثاني : السلطة التنفيذية فيمكن أي واحد
(يديول) لكن في الأخير انظر كيف آثار هذه الديولة في تاريخ الأمة من ذلك الزمن إلى
الآن ، كيف أصبحت الأمة هذه !؟. ) وأعلق باختصار على أدلته من القرآن الكريم فأقول :
أما هذه الآية : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) (القصص من الآية :
68) فلا يستدل بها على الإمامة والخلافة إلا الذي يستدل على تحريم الخمر بقوله
تعالى : (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) وأما الآية الثانية :
(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) (فاطر من
الآية : 32) فلا أدري ما علاقتها بالإمامة والخلافة لأنها تتحدث عن الكتاب هذا
أولاً ثانياً يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في "تفسير القرآن العظيم 3/532"
عند تفسير هذه الآية : (يقول تعالى ثم جعلنا القائمين بالكتاب العظيم المصدق لما
بين يديه من الكتب الذي اصطفينا من عبادنا وهم هذه الأمة ثم قسمهم إلى ثلاثة أنواع
فقال تعالى (فمنهم ظالم لنفسه) وهو مفرط في فعل بعض الواجبات المرتكب لبعض المحرمات
(ومنهم مقتصد) وهو المؤدي للواجبات التارك للمحرمات وقد يترك بعض المستحبات ويفعل
بعض المكروهات (ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) وهو الفاعل للواجبات والمستحبات
التارك للمحرمات والمكروهات وبعض المباحات.
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في
قوله تعالى (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) قال هم أمة محمد صلى الله
عليه وسلم. . . ) ثالثاً : كيف نعرف أن الله عز وجل اصطفى واختار حسين الحوثي أو عبد
الملك الحوثي أو أي شخص آخر للإمامة ورئاسة الأمة ؟!!!! انتظر الجواب ثم سأعلق عليه
بما يكشف كذبهم وزيف دعواهم وبأدلة واضحة جلية تخلب لب أولي الألباب !!.
لا
ولاية لأهل البيت !!!! ظهرت جلية أمره وأبان عن ما يريد فسارع في التفنيد وإخراج آل
البيت من الولاية فلا ولاية لأحد على الإطلاق !!!! ولا يصح أن يعهد الله حتى لمن
كان من آل محمد !!!!! حاله : (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ
أَنكَاثاً) فبعد أن زعم وأكد بأن الولاية والخلافة لا تكون إلا لأهل البيت نقض كل
ذلك ودمر كل ما هنالك في قوله هذا : (مثلما قلنا سابقاً في درس ربما يكون أول
الدروس في الموضوع ، في (يوم القدس العالمي) اعتقد بأنه فعلا أن القرآن يقدم القضية
بالنسبة للأمة هذه أمام أعدائها ، أمام هذا الخطر الكبير الذي يدهمها الآن لا مخرج
لها على الإطلاق إلا العودة إلى هذه الآيات ، إلى هذا القرآن ، التولي لله ورسوله
والذين آمنوا ، وفي مقدمة المؤمنين علي بن أبي طالب ، قضية أساسية. .
في الأخير
قدمت ولاية الأمر بشكل آخر فلم تعد تعني إلا السلطة التنفيذية ، حتى أصبحت المسألة
بأنه إذاً لم يعد معناها إلا ما يسمونه احتكار ، أو استبداد ، أو بأي عبارة ، عندما
قدمت ولاية الأمر بالشكل الذي يمكن أن يكون من أهل البيت أو من غير أهل البيت ، ألم
تقدم هكذا ؟ وإذا لم يبرز موضوع أن يكون من أهل البيت إلا قضية شكلية ، الآخرون
رأوا بأنها ليست منطقية هذه ، فقط أن يكون من هؤلاء لمجرد السلطة التنفيذية
. . .
(قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة من الآية :124) وإن كان
من ذريته ، وإن كان من آل إبراهيم ، أو من آل إبراهيم ، أو من آل محمد ، لا ولاية
له على الإطلاق ، ولا يصح أن يعهد الله إليه نهائياً ؛ لأنها قضية هامة جداً ،
وواسعة جداً وليست بالشكل الذي يقول الإمامية : هيمنة على ذرات الكون ، ويجب أن
يعلم الغيب. .
لا ، على النحو القرآني ، من يخلف رسول الله (صلوات الله عليه
وعلى آله) يجب أن يكون على هذا الأساس على النحو القرآني تماماً) !!!! فحتى إن كان
من آل إبراهيم !! (أو من آل محمد ، لا ولاية له على الإطلاق ، ولا يصح أن يعهد الله
إليه نهائياً ؛ لأنها قضية هامة جداً ، وواسعة جداً) وكلامه هذا إخراج لآل محمد صلى
الله عليه وآله وسلم من الولاية والإمامة !! ودعوة لنفسه فتكون الولاية والإمارة في
آل بيت بدر الدين الحوثي لا غيرهم !! والدليل على ذلك أن عبد الملك الحوثي قد أصبح
القائد والوالي على أتباعه بعد مقتل شقيقه ورغم صغر سنه وقلة خبرته وتجاربه !!!!
لكن يبقى السؤال الهام : كيف ندري بأن الله عز وجل قد عهد لحسين الحوثي ولم يعهد
لغيره من المسلمين أو العرب أو أهل البيت ؟ وكيف أصبح عبد الملك الحوثي الوالي
والقائد دون بقية أهل البيت الحوثي ؟ هل باختيار ألهي ؟ إم بنص ووصية من حسين
الحوثي ؟ وحسين الحوثي هل عين عبد الملك الحوثي بإلهام من الله عز وجل ؟ أم بوحي ؟
أم لمؤهلات عبد الملك ؟ أم إن الحوثيين هم الذين تشاوروا ثم اختاروا عبد الملك
الحوثي ؟ ولماذا اختاروا عبد الملك الصغير وتركوا محمد بدر الدين المؤسس للجماعة
والكبير في السن وصاحب الخبرة ؟ ولماذا أعرضوا عن أولاد حسين بدر الدين وبالذات
ابنه الأكبر عبد الله بن حسين بدر الدين الحوثي ؟ كل هذه الأسئلة لن يجدوا لها إلا
جواباً واحداً فقط : الشورى !!! الشورى !!! الشورى !!! واختيار البشر !!! اختيار
الحوثيين !!! لا اختيار رب البشر جل جلاله ولا اصطفاء لعبد الملك ولا لغيره !!!! بل
وفي كل زمان ومكان يختار الناس من يريدون لحكمهم دون أي زعم بوجود نصوص إلهية على
من يتولى الأمر في جماعة أو دولة ومن قال بغير ذلك فهو طامع بالزعامة باسم الدين
ومفرق لجماعة المسلمين ومفتري على أرحم الراحمين قال تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ
مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ
يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) الأنعام21 وقال تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى
عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ)
وقال تعالى : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ
النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
الأنعام144 الخلاصة في الإمامة خبط حسين الحوثي خبط عشواء وأثبت على نفسه بأنه لا
يعرف قبيل من دبير ولا الحيّ من الليّ !! من خلال إتيانه بالأقوال المتناقضة
والأساطير المتراكمة في موضوع الإمامة !! وما أستطاع ورغم التطويل في عشرات الملازم
تعريف الإمامة !! وواجبات الإمام !! وكيفية اختياره وعزله !! بل حتى في مسألة ولاية
آل البيت فقد نقضها أكثر من مرة ليظهر أن المقصود بدعوته للإمامة والولاية هي لآل
بيت بدر الدين الحوثي لا آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم !! لأن الذين قالوا
بحصر الولاية في آل البيت رجعوا إلى قول عموم المسلمين وقالوا تكون بالشورى في آل
البيت بمعنى أن يجتمعوا ويتشاورون ويختارون شخصاً منهم للإمامة وهذا في زمننا
مستحيل لأن آل البيت بالملايين ومن جميع المذاهب وفي كل الدول !!!!! ولم يختاروا
حسين الحوثي أو غيره للإمامة !!! لذلك سارع حسين الحوثي وحكم بعدم استحقاقهم هم
أيضاً للولاية ولو كانوا من آل محمد حسب كلامه السابق !!!! وزعم بأن الإمامة تكون
بالاختيار الإلهي المستمر كما سبق ونقلنا في حلقات سابقة !! وهذه دعوة باطنية
لاستمرار النبوة !!!!!!!!!! ومن لم يفهم ذلك فليراجع ملازم حسين الحوثي بتدبر وتفكر
وعندها سيعلم الهدف من وراء ذلك !! ماذا بعد ؟ ما زال هنالك الكثير من الأساطير
تحتاج إلى نسف وتدمير بالحجة والبيان لا بالرصاص والسنان وموعدنا إن شاء الله تعالى
يوم السبت القادم والله الموفق.