والأجنبية دون استثناء على أخبار اليمن التي صارت تتصدر الصفحات الأولى للصحف وكذا
الخبر الأول والأبرز في الفضائيات والإذاعات.
الأمر المحزن هنا هو أن هذه الشهرة الإعلامية التي حققتها
اليمن ليست بسبب أنها أحتفلتْ بمرور يوم واحد لم تنطفئ فيه الكهرباء أو أن آخر شخص
يمني أميِّ صار يقرأ ويكتب، أو بمناسبة انتهاء فترة عقوبة السجن لآخر مسؤول أدين
بالفساد وشفط المال العام قبل 15 سنة ، أو حتى بتعادل المنتخب الأول لكرة القدم مع
منتخب ضعيف يحتل - حسب تصنيف الفيفا - المرتبة "150" وما دون ذلك. . ! إنما مرد هذا
الحضور الإعلامي الغير مسبوق في تاريخ البلد هو أن اليمن تنساق أو تنزلق باتجاه
هاوية الفوضى والصراعات ومضاعفة البلاوي والجروح التي ما أنفكت تنزف وتتسع في الجسد
اليمني. .
هذه البلاوي والجروح التي لم تتوقف عند الفقر والجهل والفساد والتخلف
الذهني والحضاري الذي تعيشه وتغرف فيه من رأسها إلى أخمص قدميها. . ! هذه البلاوي
التي لم تتوقف عند تسول أعداد ربما قد تكون مليونية من أطفال ونساء وشباب وشيوخ
اليمن في الشوارع والجولات والأسواق داخل اليمن وخارجها في دول الجوار. . . ! هذه
البلاوي التي لم تتوقف عند خيبة أمل أبناء اليمن في الاحلام والأماني والأوهام
الخطاباتية والمواعيد العرقوبية التي ظلت الحكومات اليمنية والمتعاقبة ومسؤولوها
يطعمونها الشعب اليمني العاطفي صباحاً ومساءً عاماً بعد عام وعقداً بعد عقد دون أن
يتحقق منها أي شيء على أرض الواقع إنما اقترب البلد من عبور حاجز الاستقرار النسبي
إلى اللاستقرار بمعناه الواقعي واللغوي والاسطلاحي. . !