الشرجبي
العين للحماية والحفظ من شر "العين والحسد"، وقد نلاحظ أناساً يضعون أوانٍ من
الكريستال كزينة عند مداخل بيوتهم الأنيقة ثم تتفاجأ أنها مملوءة بالملح كنوع من
درء العين ودفع الحسد وعندما كنا صغاراً، وكنا نختلس نظرات فضولية إلى مهد أخينا
الصغير كنا نتساءل عن وجود الملح أو أشياء أخرى لكننا لم نجد جواباً، وعندما كبرنا
عرفنا أشياءً غريبة عن طقوس أغرب في هذا الخصوص.
أهي الخرافة أم الخوف وعدم اليقين؟ إنه الخوف وعدم الثقة
وأحياناً الحذر كما يقول الكثيرون، فحتى عندما يتفوق العقل، تبقى الخرافة حاضرة
وكأنها سياج الحماية الوهمي الذي نسيج به أنفسنا ضد حتميات القدرة مع يقيننا بأنه
لا راد للقدر أبداً.
لا تموت الخرافة أبداً ولا ينتهي الإيمان بالغيبيات المبنية
على توارث طويل في الزمن والأحداث، لا تموت الخرافة مع العقل ولا مع العالم، فهي
لاتزال تعيش بيننا وتتحرك بقوة أمام أعيننا وتحركنا بشكل عجيب بل وتتحكم في سير
حياتنا أحياناً.
والخرافة هي ليست من السعي لتأمين المال والحب والأولاد والمنصب
و....إلخ، وإنما بها يتحرك البشر ويسعون وأحياناً يموتون من أجلها.
خرافات لا
أول لها ولا آخر في الدين والثقافة والسياسة وكم تشوهنا خرافات الثقافة وكم تعصف
بنا خرافات منسوبة إلى الدين الإسلامي، هذه الخرافات التي لا ينحت عنها في قاع
الفناجين وخطوط الرمال، لكننا ننشأ عليها ونؤمن بها فتصير ديانة أخرى، نصحو عليها
وننام بعد أن نضعها تحت الوسائد ونقرأ عليها بعض التعاويذ.
هل نحن أكثر تحضراً
من قبائل أدغال أفريقيا الذين نعتبرهم أكثر شعوب العالم تخلفاً؟، قد يكون لديهم سبب
معقول لاستخدام الخرافات في حياتهم، بسبب العزلة التي يعيشونها.
لكن المجتمعات
المتحضرة لماذا تلجأ للخرافات بينما تمتلك كل قوى العالم والحضارة وتقنيات العصر
المذهلة؟ هل نحمي أنفسنا بالخرافة؟ أكيد لا..
وهل تحمينا الخرافة؟، بالتأكيد
لا..
لكنها تريحنا قليلاً.!!