;

هل وصلنا إلى زمن استثمار الجراحات؟! 955

2010-01-17 05:27:59

منصور
بلعيدي


مر يوم 13 يناير 2010م على أبناء محافظة أبين
بسلام وقد كانت المحافظة على موعد مع القلاقل والاحتراب والصدامات كما تفوه به
صيادو المياه العكرة قبيل حلول المناسبة "13 يناير" وقالوا: إن زنجبار "بالذات" على
موعد مع "يوم عاصف" تتجدد فيه الجراحات وتنبش فيه الآلام والمآسي القاسية التي
تجرعها أبناء الجنوب في حروب الأخوة الأعداء إبان حكم التشطير البغيض..
نعم لقد

توقع البعض "منازلة كبرى بين أبناء
الشهداء من جهة والمتهمين بارتكاب جرائم القتل"أو هكذا كانت توقعاتهم لنجاح خططهم
التي أرادوا بها استغفال الناس ليكونوا وقوداً لحرب جديدة ..
لا يهمهم عدد
ضحاياها ولا ما ستخلفه من جراحات ومآسي جديدة ولكن المهم عند "المخططين" هو حدوثها
حتى تنكأ الجراح وتستيقظ الفتنة يظل الوطن - المنكوب ببعض أبنائه- يعيش في دوامة
الاحتراب ، والنتيجة انتفاخ جيوب الفاسدين والمزورين وحاملي المباخر الذين تكاثروا
هذه الأيام في أبين تصوروا أن تصل الوقاحة بالبعض إلى الجزم بأن "المنازكة الكبرى"
قادمة لا محالة في زنجبار!! هذه التقيئات والسموم التي نفثوها على صفحات بعض
الجرائد تفضح نواياهم وخططهم الخبيثة وكأنهم يقولون بلسان الحال : لقد خططنا لوقوع
الواقعة لكي تسيل الدماء مجدداً وتضاف قوائم جديدة باسماء شهداء جدد ويظل حمام الدم
مستمراً والمستفيد الوحيد من كل هذه الجراحات والآلام هم مصاصو الدماء..
دراكولا
اليمن الذين يتناسلون كالجرذان في جسد الوطن المنهك بفعل بيئة سياسية صانعة
للآلام.
بعض الأسماء "النكرة " في مجال الصحافة أو قل هي أسماء وهمية مستعارة
تقيأت عنا قيد حقد وأكياس صديد على صفحات بعض الجرائد وهي تحاول تذكيرنا بآلامنا
ومآسينا كتذكير النائحة بالبكاء بالدعوة إلى رفض التصالح والتسامح كمبدأ حث عليه
ديننا الإسلامي الحنيف لكن العقلية هي لتجار الحروب ومثيري الفتن منذ الجاهلية
الأولى إلى يومنا هذا، نبش للذكريات المريرة ونشر لثقافة العنف وتكريس لنفسية الحقد
واستنهاض الماضي الأسود بويلاته التي أدمت القلوب وحفرت الأخاديد في وجنات
المقهورين وأدخلت الوطن في أزمات لا تنتهي..
لكن الوحدة المباركة جبت ما قبلها
ومسحت دمعات الثكالى وأغلقت ملفات الماضي البائس فما بالهم ينعقون طالبين عودته
إلينا ؟! إن اليمن بحاجة إلى تصالح وتسامح حقيقيين وليس جزءاً منه.
نعم لقد كان
الشيطان حزيناً يوم 13 يناير 1986م لأنه عجز عما فعله القتلة والمجرمون..
وهو -
أي الشيطان - يجدد حزنه لعجزه مرة أخرى عن بعث الحياة في مآسي الماضي كما يفعله
اليوم المزمرون وأبواق الفساد والاستبداد..
وسيظل الشيطان حزيناً ما دام شياطين
الإنس قد تجاوزوه بالمكر والخبث والوقيعة في ظل بيئة تمنح شياطين الإنس حرية الحركة
وقوة الدافع وهم يقضون على هرم مآسي وآلام وطن بأكمله .
نحن لا نؤمن بسقوط
الحقوق بالتقادم ..
ولكننا في نفس الوقت لا نؤمن بإيقاظ الفتن وبعث المآسي
والتحريش بين الناس من خلال محاولة استحضار الماضي الأسود الذي غاب ولا سبيل إلى
إعادته ما لم تقع الواقعة ونرى أن السبيل الأنجع والأفضل المفضي إلى حقن لجراحات
الماضي بما يكفل الإنصاف الذي لا يخل بضمان استقرار الوطن وطمأنينة أبنائه وردود
الأفعال التي لا تليق بالعقلاء والحكماء وعلية القوم .
نعم ينبغي أن نتسامى فوق
الجراحات وأن نؤسس لعمل وطني شامل يسد باب الثارات بوعي جمعي يدفع إلى نبذ العنف
وتوحيد الكلمة ونشر الأمن والأمان في ربوع السعيدة لنعيد لها مجدها التليد وأن نقف
صفاً واحداً في وجه الذين يحاولون سلبنا الأمن والأمان.
مهمة العقلاء والحكماء
اليوم وأولو الألباب هي الاتجاه نحو البناء والتنمية الوطنية الشاملة وزرع المحبة
والألفة بين أبناء الوطن الواحد وعدم الانجرار وراء تجار المآسي وناهبي خيرات الوطن
أو الوقوف في صف المتفرجين الساكنين عن قول كلمة الحق ولو كان مراً.
وليعلم
الجميع أن 13 يناير 86م ليست الواقعة الأليمة الوحيدة في اليمن جنوبه وشماله قبل
توحيده ومن يذرف دموع التماسيح اليوم ليدفع إلى بعث الحياة في حروب داحس و الغبراء
فهو مخطئ تماماً فقد شب الناس عن الطوق ورغم كل هذا المعمعان الهائج فلن ينجروا إلى
ويلات الماضي فقد سئموا الصراعات والعنف الذي لا ينتج إلا الدمار وأي عاقل يرمي
بنفسه إلى التهلكة هل فهتم يا هؤلاء ؟!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد