محمد راوح
الشيباني
الشيباني
لا يمكن لأي منصف أو حتى مكابر جاحد أن ينكر خير
الوحدة المباركة على المحافظات الجنوبية والشرقية خصوصا وعلى الوطن اليمني الموحد
عموما إلا إذا كان مختلا عقليا كأولئك الذين خرجوا يهتفون في مطلع السبعينات ( واجب
علينا واجب * تخفيض الراتب واجب) أو أشباههم ممن يطالبون اليوم بعودة براميل (كرش
والشريجة).
في أربعينيات
وخمسينيات وستينيات القرن الماضي - والحديث موجهه لأبنائي وأقرانهم - في طول وعرض
اليمن الموحد. .
حيث كانت مستعمرة ( عدن ) تعتبر أم الدنيا بسبب استقلال الهند
عن بريطانيا وطردها أيضا من إيران بسبب تأميم شركات استخراج النفط البريطانية من
قبل حكومة " محمد مصدق" الوطنية. .
فكان البديل الطبيعي والأنسب لبريطانيا
لحماية وخدمة مصالحها في منطقة الشرق الأوسط والخليج هو ميناء عدن وخدماته وموقعه
المميز على خط الملاحة الدولي وأيضا كملتقى ومفترق طريق ملاحي هام يربط بين الشرق
والغرب بجانب مضيق باب المندب ومضيق هرمز في عمان ومستعمرة مضيق جبل طارق جنوب
اسبانيا. .
فكانت الفكرة تتمثل في بناء مصافي تكرير للنفط بدلا عن تلك التي
خسرتها بريطانيا في إيران وهي الفكرة الذكية لجعل ميناء عدن المكان المثالي لتبادل
تجارة الترانزيت بين الشرق والغرب مع خدمة تمويل السفن بالوقود والغذاء والمياه
الصالحة للشرب وبقية الخدمات الضرورية وحتى الترفيهية المكملة بالإضافة إلى خدمة
الطائرات العابرة أو التي تطلب المبيت أو التزود بالوقود أو الهبوط الاضطراري إلى
جانب الحوض البحري الجاف الهام جدا لصيانة المراكب العابرة التي تحتاج إلى صيانة
عاجلة أو شاملة. .
في تلك الفترة يا أبنائي وتحديدا في منتصف الخمسينيات عند
استكمال بناء المصافي انتعشت الحياة الاقتصادية والتجارية في مدينة عدن على وجه
التحديد دون سائر مدن الجنوب والشرق التي كانت تسمى يومها بالمحميات الغربية
والشرقية. .
وهذا السرد التاريخي كما أسلفت هو لأبنائي ممن لم يعرفون ماذا أعطت
ولا زالت وستظل تعطي عدن لكل الوطن اليمني. .
رخاء عدن في تلك الأيام الزاهرة
امتد بالخير والنعمة لكافة أرجاء الوطن اليمني شماله والجنوب. .
حيث تمثل الرخاء
فيها لأبناء المحافظات الشمالية بالهجرة الداخلية للعمل بالخدمات البحرية والتجارة
بيعا وشراء وبالتحويلات المالية للأسر في الشمال ناهيك عن أنه أتاح الفرصة الذهبية
للتعليم المدرسي لمن أراد لكل أبناء المحافظات الجنوبية والشمالية على السواء وهو
الأمر الذي كان له الأثر الطيب على كثير من أبناء اليمن بشطريه يومها. .
في عدن
يا أبنائي تعلم آباؤكم وأجدادكم النظام والقانون وعلوم الدين والحساب وكافة أنواع
المعارف الأخرى وحتى الترتيب وكيفية التعامل مع الخارج وعرفنا الحياة المدنية فيها
وكيفية التعامل التجاري فيما بيننا وتداوينا من الأمراض والعلل الجسدية والنفسية
والأخلاقية. .
تعلمنا في عدن أن اليمن هي الهوية والمصير والقدر المشترك الذي
يجمعنا جميعا في شمالنا والجنوب. .
وعرفنا أن حضارة اليمن هي معين وأوسان وسبأ
وقتبان وحضرموت وحمير. .
تعلمنا في عدن ألف باء اليمن والوطن والوحدة
. .
ومعنى واحدية الأرض والدم والدين واللغة والقدر الواحد المشترك. .
عدن في
عز مجدها وأوج ازدهارها لم تبخل على أختها صنعاء بكل ما كان يصل إليها من طيبات
الأرض وخيراتها علما وتجارة ورزقا. .
ويوم بدأ الشعور الوطني يغلي وبدأ الشعب
اليمني يثور على جلاديه من أئمة البغي والضلال والظلام كانت عدن وحدها قبل غيرها هي
الحاضنة الحقيقية والممولة الرئيسية واستراحة المحارب ونقطة الانطلاق في نفس الوقت
لكل الأحرار قبل أن ترد إليها تعز الجميل بتحريرها من الغاصب البريطاني. .
فمن
عدن الحبيبة انطلقت أول شرارة للثورة في الشمال عام 48م ثم كانت عدن السباقة إلى
رفد صنعاء بالرجال والمال وما تيسر من العتاد والمدد للدفاع عن ثورة سبتمبر الظافرة
ثم في حصار السبعين يوما. .
لكن عدن اليوم وهنا أتوجه بالحديث للأخ الرئيس تئن
من وطأة وهمجية الفوضى والاختلالات الأمنية والمعيشية وهي التي عاش الجميع فيها
سواسية بمختلف مناطقهم وثقافاتهم وبداوتهم تحت مظلة القانون والنظام فوق الجميع
بعيدا عن جهل الفاسدين والعابثين وفسادهم ، ولا يجوز أن يكون في عدن المدينة أمثال
هؤلاء فهم الذين إذا دخلوا (مدينة) أفسدوها وجعلوا مثقفي أهلها رعية. .
عدن
الأمس التي عرفنا فيها الكهرباء والمياه النظيفة والمدارس اللائقة المنظمة والتعليم
الحقيقي المنشود وقانون المرور والأحوال المدنية والبلديات والتخطيط المدني
والعمراني الجميل والمتنفسات الطبيعية وكيفية التشاكي والتقاضي والمرافعات والتخاطب
مع الآخرين ، نجدها اليوم تختنق بكثير من الأغبياء من المسئولين في الوظيفة العامة
مدنيين وعسكريين وبالفوضى والبلطجة والتخلف وعدم الاعتراف بالقانون والتفاخر
بانتهاكه حتى قانون المرور والبلديات. .
فلا نظافة ولا نظام ولا إنصاف في
التقاضي ولا حقوق مصانة أو دولة مهابة أو قانون يحترم ولا حتى رحمة بالناس من
انقطاع الكهرباء في عز الصيف اللاهب وأيام الامتحانات أو احتراما لرمضان. .
عدن
وأبين والحديدة ولحج يجب أن تكون استثناء في الكهرباء في فصل الصيف على حساب كل
المحافظات الباردة. .
هذه يجب أن تكون خط أحمر وأزرق وأغبر مثل الوحدة تماما
ويجب أن تضاف إلى الثوابت الوطنية.
آخر السطور : ضحكت كثيرا وأنا اقرأ خبر
الإعلان عن إشهار الهيئة الوطنية للتوعية !! ذلك أن هذه الهيئة سيكون مصيرها نفس
مصير الهيئة العليا بعض الهيئات التي تم إنشاؤها وتحولت ضد الهدف الذي أنشئت من
أجله بشهادة بعض أعضائها أنفسهم. .
وهذه اللجنة الجديدة للتوعية هي ذاتها بأمس
الحاجة إلى توعية أولاً ؟؟ ذلك أن التوعية لا تكون باللجان والهيئات والجمعيات
والمقايل والندوات ( السفري) بل تكون مثبتة ومغروسة في المناهج الدراسية للنشء في
مرحلة التعليم الأساسي والثانوي وقبل ذلك تكون في السلوك الوطني للمسئولين أولا ثم
باحترام القانون والمواطنة المتساوية للجميع في كافة أوجه الحياة المدنية
. .
وليس في تشكيل لجان وبدل سفر وجلسات وتنظير فارغ من قبل بعض أنصاف المتعلمين
أثناء مضغ القات. .
بصراحة أستطيع الإعلان عن بلادتي المطلقة وعجزي الكامل عن
مجاراة بعض هؤلاء ممن يخترعون لنا كل يوم مثل هذه ( البعسيسات ) التي تفقد العاقل
صوابه وترد للمجنون عقله. .
واللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا
يرحمنا. .
قولوا آمين.
الوحدة المباركة على المحافظات الجنوبية والشرقية خصوصا وعلى الوطن اليمني الموحد
عموما إلا إذا كان مختلا عقليا كأولئك الذين خرجوا يهتفون في مطلع السبعينات ( واجب
علينا واجب * تخفيض الراتب واجب) أو أشباههم ممن يطالبون اليوم بعودة براميل (كرش
والشريجة).
في أربعينيات
وخمسينيات وستينيات القرن الماضي - والحديث موجهه لأبنائي وأقرانهم - في طول وعرض
اليمن الموحد. .
حيث كانت مستعمرة ( عدن ) تعتبر أم الدنيا بسبب استقلال الهند
عن بريطانيا وطردها أيضا من إيران بسبب تأميم شركات استخراج النفط البريطانية من
قبل حكومة " محمد مصدق" الوطنية. .
فكان البديل الطبيعي والأنسب لبريطانيا
لحماية وخدمة مصالحها في منطقة الشرق الأوسط والخليج هو ميناء عدن وخدماته وموقعه
المميز على خط الملاحة الدولي وأيضا كملتقى ومفترق طريق ملاحي هام يربط بين الشرق
والغرب بجانب مضيق باب المندب ومضيق هرمز في عمان ومستعمرة مضيق جبل طارق جنوب
اسبانيا. .
فكانت الفكرة تتمثل في بناء مصافي تكرير للنفط بدلا عن تلك التي
خسرتها بريطانيا في إيران وهي الفكرة الذكية لجعل ميناء عدن المكان المثالي لتبادل
تجارة الترانزيت بين الشرق والغرب مع خدمة تمويل السفن بالوقود والغذاء والمياه
الصالحة للشرب وبقية الخدمات الضرورية وحتى الترفيهية المكملة بالإضافة إلى خدمة
الطائرات العابرة أو التي تطلب المبيت أو التزود بالوقود أو الهبوط الاضطراري إلى
جانب الحوض البحري الجاف الهام جدا لصيانة المراكب العابرة التي تحتاج إلى صيانة
عاجلة أو شاملة. .
في تلك الفترة يا أبنائي وتحديدا في منتصف الخمسينيات عند
استكمال بناء المصافي انتعشت الحياة الاقتصادية والتجارية في مدينة عدن على وجه
التحديد دون سائر مدن الجنوب والشرق التي كانت تسمى يومها بالمحميات الغربية
والشرقية. .
وهذا السرد التاريخي كما أسلفت هو لأبنائي ممن لم يعرفون ماذا أعطت
ولا زالت وستظل تعطي عدن لكل الوطن اليمني. .
رخاء عدن في تلك الأيام الزاهرة
امتد بالخير والنعمة لكافة أرجاء الوطن اليمني شماله والجنوب. .
حيث تمثل الرخاء
فيها لأبناء المحافظات الشمالية بالهجرة الداخلية للعمل بالخدمات البحرية والتجارة
بيعا وشراء وبالتحويلات المالية للأسر في الشمال ناهيك عن أنه أتاح الفرصة الذهبية
للتعليم المدرسي لمن أراد لكل أبناء المحافظات الجنوبية والشمالية على السواء وهو
الأمر الذي كان له الأثر الطيب على كثير من أبناء اليمن بشطريه يومها. .
في عدن
يا أبنائي تعلم آباؤكم وأجدادكم النظام والقانون وعلوم الدين والحساب وكافة أنواع
المعارف الأخرى وحتى الترتيب وكيفية التعامل مع الخارج وعرفنا الحياة المدنية فيها
وكيفية التعامل التجاري فيما بيننا وتداوينا من الأمراض والعلل الجسدية والنفسية
والأخلاقية. .
تعلمنا في عدن أن اليمن هي الهوية والمصير والقدر المشترك الذي
يجمعنا جميعا في شمالنا والجنوب. .
وعرفنا أن حضارة اليمن هي معين وأوسان وسبأ
وقتبان وحضرموت وحمير. .
تعلمنا في عدن ألف باء اليمن والوطن والوحدة
. .
ومعنى واحدية الأرض والدم والدين واللغة والقدر الواحد المشترك. .
عدن في
عز مجدها وأوج ازدهارها لم تبخل على أختها صنعاء بكل ما كان يصل إليها من طيبات
الأرض وخيراتها علما وتجارة ورزقا. .
ويوم بدأ الشعور الوطني يغلي وبدأ الشعب
اليمني يثور على جلاديه من أئمة البغي والضلال والظلام كانت عدن وحدها قبل غيرها هي
الحاضنة الحقيقية والممولة الرئيسية واستراحة المحارب ونقطة الانطلاق في نفس الوقت
لكل الأحرار قبل أن ترد إليها تعز الجميل بتحريرها من الغاصب البريطاني. .
فمن
عدن الحبيبة انطلقت أول شرارة للثورة في الشمال عام 48م ثم كانت عدن السباقة إلى
رفد صنعاء بالرجال والمال وما تيسر من العتاد والمدد للدفاع عن ثورة سبتمبر الظافرة
ثم في حصار السبعين يوما. .
لكن عدن اليوم وهنا أتوجه بالحديث للأخ الرئيس تئن
من وطأة وهمجية الفوضى والاختلالات الأمنية والمعيشية وهي التي عاش الجميع فيها
سواسية بمختلف مناطقهم وثقافاتهم وبداوتهم تحت مظلة القانون والنظام فوق الجميع
بعيدا عن جهل الفاسدين والعابثين وفسادهم ، ولا يجوز أن يكون في عدن المدينة أمثال
هؤلاء فهم الذين إذا دخلوا (مدينة) أفسدوها وجعلوا مثقفي أهلها رعية. .
عدن
الأمس التي عرفنا فيها الكهرباء والمياه النظيفة والمدارس اللائقة المنظمة والتعليم
الحقيقي المنشود وقانون المرور والأحوال المدنية والبلديات والتخطيط المدني
والعمراني الجميل والمتنفسات الطبيعية وكيفية التشاكي والتقاضي والمرافعات والتخاطب
مع الآخرين ، نجدها اليوم تختنق بكثير من الأغبياء من المسئولين في الوظيفة العامة
مدنيين وعسكريين وبالفوضى والبلطجة والتخلف وعدم الاعتراف بالقانون والتفاخر
بانتهاكه حتى قانون المرور والبلديات. .
فلا نظافة ولا نظام ولا إنصاف في
التقاضي ولا حقوق مصانة أو دولة مهابة أو قانون يحترم ولا حتى رحمة بالناس من
انقطاع الكهرباء في عز الصيف اللاهب وأيام الامتحانات أو احتراما لرمضان. .
عدن
وأبين والحديدة ولحج يجب أن تكون استثناء في الكهرباء في فصل الصيف على حساب كل
المحافظات الباردة. .
هذه يجب أن تكون خط أحمر وأزرق وأغبر مثل الوحدة تماما
ويجب أن تضاف إلى الثوابت الوطنية.
آخر السطور : ضحكت كثيرا وأنا اقرأ خبر
الإعلان عن إشهار الهيئة الوطنية للتوعية !! ذلك أن هذه الهيئة سيكون مصيرها نفس
مصير الهيئة العليا بعض الهيئات التي تم إنشاؤها وتحولت ضد الهدف الذي أنشئت من
أجله بشهادة بعض أعضائها أنفسهم. .
وهذه اللجنة الجديدة للتوعية هي ذاتها بأمس
الحاجة إلى توعية أولاً ؟؟ ذلك أن التوعية لا تكون باللجان والهيئات والجمعيات
والمقايل والندوات ( السفري) بل تكون مثبتة ومغروسة في المناهج الدراسية للنشء في
مرحلة التعليم الأساسي والثانوي وقبل ذلك تكون في السلوك الوطني للمسئولين أولا ثم
باحترام القانون والمواطنة المتساوية للجميع في كافة أوجه الحياة المدنية
. .
وليس في تشكيل لجان وبدل سفر وجلسات وتنظير فارغ من قبل بعض أنصاف المتعلمين
أثناء مضغ القات. .
بصراحة أستطيع الإعلان عن بلادتي المطلقة وعجزي الكامل عن
مجاراة بعض هؤلاء ممن يخترعون لنا كل يوم مثل هذه ( البعسيسات ) التي تفقد العاقل
صوابه وترد للمجنون عقله. .
واللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا
يرحمنا. .
قولوا آمين.