الوطن
السعودية
السعودية
ربما لا يكون من باب المبالغة تأريخ المشهد
السياسي العربي خلال السنوات الأخيرة بمرحلة ما قبل "قمة المصالحة العربية" في
الكويت ومرحلة ما بعد القمة.
فحين أطلق خادم الحرمين الشريفين دعوته الشهيرة
للمصالحة في 19 يناير 2009 معلنا "أننا تجاوزنا مرحلة الخلاف، وفتحنا باب الأخوة
العربية والوحدة لكل العرب دون استثناء أو تحفظ، وأننا سنواجه المستقبل نابذين
خلافاتنا صفا واحدا كالبنيان
المرصوص"، كان يعي بحكمته خطورة الأوضاع العربية وما تواجهه من تحديات تزداد يوما
بعد يوم، ولذلك أطلق مبادرة كان يأمل من خلالها إعادة ترتيب البيت العربي من الداخل
وإعداده لمواجهة أخطار حقيقية ورياح سموم تنذر بالهبوب من أكثر من اتجاه.
وحرصا
منها على عدم تحول مبادرة المصالحة إلى مجرد فرقعة إعلامية من المجاملات والعلاقات
العامة، بذلت الدبلوماسية السعودية جهودا علنية وسرية مكثفة لتحقيق
المصالحة.
وبالفعل، وجدت السعودية التجاوب الذي كانت تطمح إليه من دمشق وشهدت
العلاقات السعودية-السورية تحسنا ملموسا وتبادل مسؤولو البلدين زيارات ناجحة، بما
في ذلك زيارتان للرئيس السوري للمملكة وزيارة تاريخية لخادم الحرمين إلى سوريا، وها
هو الأسد يقوم بزيارته الثالثة للسعودية خلال خمسة أشهر مؤكدا استمرار تطور
العلاقات بين البلدين باتجاه المستوى المأمول من شعبي وقيادتي البلدين.
ولعل من
أهم آثار التقارب السوري-السعودي إغلاق ملف الخلافات اللبنانية-السورية إلى غير
رجعة وفتح صفحة جديدة من العلاقات الصحيحة بين البلدين مبنية على الاحترام المتبادل
والمصلحة المشتركة.
لكن ملف المصالحات العربية-العربية لا يزال بحاجة لكثير من
المعالجة الجادة.
فلا يزال الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني يهدد مشروع إقامة
الدولة الفلسطينية برمته، خاصة بوجود أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفا منذ قيام
الكيان الصهيوني.
ولتحقيق مصالحة حقيقية في هذا المجال لا بد من إجراء مصالحة
سورية- مصرية بحيث تكتمل أضلاع المثلث السعودي- السوري-المصري فقد تدهورت أوضاع
العالم العربي منذ أن شهدت هذه الأضلاع بعض الخلل خلال السنوات الماضية.
إن
تحقيق التضامن العربي لا يمكن أن يتحقق ما لم تكتمل الصورة بمصالحة حقيقية تجمع
الرئيسين السوري والمصري، والتي ترددت أنباء عن قيام السعودية بجهود حثيثة
لتحقيقها.
وبالطبع فإن الوضع في اليمن يحتاج لتفكير متزن لحل صراعاته الداخلية
بما يخدم وحدة اليمن ومصالح شعبه، خصوصا بعد تصاعد التهديدات الإرهابية داخل اليمن
وتزايد المخاوف من تحوله لمعقل للتنظيمات المتطرفة مثل أفغانستان.
وكذلك يجب على
العرب اتخاذ موقف موحد في التعامل مع الملف النووي الإيراني والاستفادة من العلاقات
السورية-الإيرانية بما يخدم الأمن القومي العربي وأمن المنطقة بشكل عام.
وهناك
بالطبع ملفات شائكة خطيرة في العراق والسودان والصومال تهدد جميعها الأمن القومي
العربي ما لم يتم التعامل معها بحذر وحكمة..
إن المصالحة العربية-العربية ليست
مجرد باقة ورد تزين طاولة العلاقات العربية، لكنها كأس ماء يجب على الأمة أن تشربه
إذا أرادت أن تبقى على قيد الحياة.
السياسي العربي خلال السنوات الأخيرة بمرحلة ما قبل "قمة المصالحة العربية" في
الكويت ومرحلة ما بعد القمة.
فحين أطلق خادم الحرمين الشريفين دعوته الشهيرة
للمصالحة في 19 يناير 2009 معلنا "أننا تجاوزنا مرحلة الخلاف، وفتحنا باب الأخوة
العربية والوحدة لكل العرب دون استثناء أو تحفظ، وأننا سنواجه المستقبل نابذين
خلافاتنا صفا واحدا كالبنيان
المرصوص"، كان يعي بحكمته خطورة الأوضاع العربية وما تواجهه من تحديات تزداد يوما
بعد يوم، ولذلك أطلق مبادرة كان يأمل من خلالها إعادة ترتيب البيت العربي من الداخل
وإعداده لمواجهة أخطار حقيقية ورياح سموم تنذر بالهبوب من أكثر من اتجاه.
وحرصا
منها على عدم تحول مبادرة المصالحة إلى مجرد فرقعة إعلامية من المجاملات والعلاقات
العامة، بذلت الدبلوماسية السعودية جهودا علنية وسرية مكثفة لتحقيق
المصالحة.
وبالفعل، وجدت السعودية التجاوب الذي كانت تطمح إليه من دمشق وشهدت
العلاقات السعودية-السورية تحسنا ملموسا وتبادل مسؤولو البلدين زيارات ناجحة، بما
في ذلك زيارتان للرئيس السوري للمملكة وزيارة تاريخية لخادم الحرمين إلى سوريا، وها
هو الأسد يقوم بزيارته الثالثة للسعودية خلال خمسة أشهر مؤكدا استمرار تطور
العلاقات بين البلدين باتجاه المستوى المأمول من شعبي وقيادتي البلدين.
ولعل من
أهم آثار التقارب السوري-السعودي إغلاق ملف الخلافات اللبنانية-السورية إلى غير
رجعة وفتح صفحة جديدة من العلاقات الصحيحة بين البلدين مبنية على الاحترام المتبادل
والمصلحة المشتركة.
لكن ملف المصالحات العربية-العربية لا يزال بحاجة لكثير من
المعالجة الجادة.
فلا يزال الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني يهدد مشروع إقامة
الدولة الفلسطينية برمته، خاصة بوجود أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفا منذ قيام
الكيان الصهيوني.
ولتحقيق مصالحة حقيقية في هذا المجال لا بد من إجراء مصالحة
سورية- مصرية بحيث تكتمل أضلاع المثلث السعودي- السوري-المصري فقد تدهورت أوضاع
العالم العربي منذ أن شهدت هذه الأضلاع بعض الخلل خلال السنوات الماضية.
إن
تحقيق التضامن العربي لا يمكن أن يتحقق ما لم تكتمل الصورة بمصالحة حقيقية تجمع
الرئيسين السوري والمصري، والتي ترددت أنباء عن قيام السعودية بجهود حثيثة
لتحقيقها.
وبالطبع فإن الوضع في اليمن يحتاج لتفكير متزن لحل صراعاته الداخلية
بما يخدم وحدة اليمن ومصالح شعبه، خصوصا بعد تصاعد التهديدات الإرهابية داخل اليمن
وتزايد المخاوف من تحوله لمعقل للتنظيمات المتطرفة مثل أفغانستان.
وكذلك يجب على
العرب اتخاذ موقف موحد في التعامل مع الملف النووي الإيراني والاستفادة من العلاقات
السورية-الإيرانية بما يخدم الأمن القومي العربي وأمن المنطقة بشكل عام.
وهناك
بالطبع ملفات شائكة خطيرة في العراق والسودان والصومال تهدد جميعها الأمن القومي
العربي ما لم يتم التعامل معها بحذر وحكمة..
إن المصالحة العربية-العربية ليست
مجرد باقة ورد تزين طاولة العلاقات العربية، لكنها كأس ماء يجب على الأمة أن تشربه
إذا أرادت أن تبقى على قيد الحياة.