الجفري
عام على فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية وكانت دوريات المخابرات الألمانية
"الجستابو" تجوب شوارع باريس، وتستوقف كل من تشتبه فيه لاستجوابه والتحقيق
معه.
واقتحم الألمان المنازل
وسلبوا الممتلكات الخاصة والأشياء الثمينة من الفرنسيين العزل وعلى بعد 67 كم من
باريس كان بعض ضباط المخابرات السرية الألمانية يأكلون ويشربون في منزل الفنان
الفرنسي هنري فيفر ولكن بدون أن ينتبهوا لوجود الكنز المخبوء تحت مقاعدهم الذي
يساوي ثروة لا تقدر بثمن فمنذ عام 1900 كان الفنان فيفر هاويا لجمع تحف الفن
الإسلامي من جميع إنحاء العالم وتضم عددا من الأعمال الفنية وأبرزها المنسوجات
الإيرانية الكلاسيكية ومجموعة من التحف والمخطوطات الإسلامية.
ولذا فإن ضياع
كنزه كان يعني نكسة مروعة لتاريخ الفن الإسلامي وفقدا لحلقة من حلقات تطوره وتنوع
موضوعه وقد توفي الفنان فيفر وفي عام 1950م كان السلام قد عاد إلى فرنسا وبدأت
أوروبا تستعيد قوتها تدريجيا لكن الأوساط الفنية كانت تتحدث بقلق وحزن عن اختفاء
كنز الفنان فيفر الأثري من منزله.
واعتقد البعض أن النازيين الألمان في ذلك
الوقت قد استولوا عليه وحفظوه في مكان سري في فرنسا أو أنه تعرض للتلف خلال عملية
نقله أثناء الحرب سواء بتحطم الطائرة أو تفجير القطار الذي يحمله إلى ألمانيا ولكن
فجأة ظهرت بعض من التحف الأثرية الضائعة للفنان فيفر في إحدى المزادات في لندن عام
1995م مما أثار ضجة كبيرة المهم هل كانت هذه التحف بالفعل جزءاً من كنز الفنان فيفر
وهل مازالت بقية الكنز موجودة؟ وإذا كانت كذلك فأين هي؟ لأن وجود هذا الكنز يضيف
المزيد من المعلومات عن تاريخ الفن الإسلامي الحافل بالحضارة الإسلامية
الشامخة.