الداهية
المتعلمون ، والذين أصبحوا وبالاً بل كارثة على الوطن والمواطنين لأنهم يعتبرون
أنفسهم مثقفين وبالذات في الصرح الجامعي، ويحاولون أن يتفلسفوا على الوطن متذمرين
من كافة أزماته وبثقافة التشفي التي هي في حقيقة الأمر وجه آخر لثقافة الحقد
والكراهية، نجدهم يصبون جام غضبهم ، وينسفون الشعب نسفاً ، وكأنهم من كوكب آخر غير
الأرض ومجتمع غير المجتمع اليمني،
حمقى بعيدون جداً عن معنى الوطن والولاء الوطني، سفكوا دماء الأبرياء بأقلامهم ،
ومناقشاتهم ، ومجالسهم ، التي لا يطيب لهم قضاء أوقاتهم فيها إلا إذا قبضوا
بتواجدهم على لحوم الأموات ، يقولون أن الشعب يستحق أن يسفك دمه وتنهى حياته بأي
طريقة كانت ، ينتظرون بفارغ الصبر التدخلات الأجنبية في شؤون اليمن الحبيب ويصفون
العواقب بتذمر وتشفٍ، وسعادة غامرة ، لا ندري أي هوية يمتلكها هؤلاء نرى فيهم
أنموذجاً سيئاً لأولئك الذين باعوا العراق وتعانقوا مع المحتل الذي طلبوا نجدته
وبعدها تحول ذلك العناق إلى عويل وبكاء في باغريب وأمثاله ، هؤلاء السخفاء الذين
يعتقدون أن أزمات الوطن والمواجهات التي يعيشها تخدم مصالحهم فهم واهمون، وهم أول
الناعقين ، ورغم ذلك إلا أننا نقف حيادياً أمام هذا النوع من المثقفين وبالذات
الجامعيين ، ولا ندري أين تكمن المشكلة التي أصبحت عاهة في عقول هؤلاء الناس وعلى
وجه الخصوص الشباب، الآن كثيراً ما نسمع بالهيئات الوطنية للتوعية أنشطة جيدة
وأعمال صالحة ، ولكن يا ترى هل هذه الهيئات سيكون مصيرها مصير اللجان الشعبية
للدفاع عن الوحدة والتي مع احترامي الشديد لها وجدناها غير حاضرة إلا بالاسم إن لم
تكن كلها فمعظمها، التوعية الوطنية ليست بالسهولة التي يتعامل معها إعلامنا الرسمي
، هذه الخطوة رائعة وقوية ولكن يجب أن تفعل وأن تنفذ كافة أنشطتها بطرق منظمة
وسليمة تضمن تحقيق الأهداف التي تنشدها ، وهذا لن يكون إلا بالاستعانة بالله عز وجل
ثم بالكوادر المؤهلة الكفؤة ، وبالذات فئة الشباب التي أراهن أن هذا اعمل لن ينجح
إلاَّ إذا توفرت له قيادات شابة مؤهلة ومسؤولة ، تعرف جيداً كيف تنشر التوعية
الوطنية.