الحفاشي
حيث تمت شطحة انتخابات محافظي المحافظات فإلى ما قبل هذه الشطحة كنا نحذر وبقلق
بالغ من خطورة الانزلاق إلى منزلق الضياع والتردي والانفلات الإداري والأمني الذي
قد ينتج عن انتخابات المحافظين وقلناها بالفم المليان وبالصوت العالي هذه
الانتخابات ستنهي آخر ما تبقى من هيبة الدولة وستنزع بقايا مثبتات النظام
والسلطة القوية وستردي بالبلاد إلى
أسفل سافلين ولكن يا فصيح لمن تصيح لم يسمعنا أحد ولم يتنبه لهذا الخطأ الفادح أي
أحد حتى وقع الفأس في الرأس وحدث ما كنا نخشاه ونخافه وها هي نتائج هذه الشطحات
والمجازفات اليوم نجنيها في أكثر من مكان ضياعاً وفشلاً وسوء.
إدارة وجمود كامل
لمفاعلات العمل التنموي وانفلات أمني كامل وغير مسبوق في أغلب المحافظات، نعم أيها
السادة أيها العقلاء أيها المستشارون الأغبياء لقد وقع الفأس في الرأس وحدث المحذور
وتحولت معظم المحافظات إلى مرتع للعبث والهتك والفوضى والتخريب والسبب أولئك
المحافظين "العرطة" الذين تم انتخابهم على رأس السلم القيادي والإداري للسلطة في
المحافظات لا يصلحون لتبوء مناصب مدراء عموم ومديريات لا يمكنهم أن يحققوا نفعاً
يذكر ولا عملاً أفضل ليس لأنهم أقل كفاءة من المحافظين الذين يتم اختيارهم وتعيينهم
من الدولة فحسب بل لأنهم أيها المغفلون صنائع أشخاص ومراكز قوى ونافذين في
المحافظات من خلالهم وصلوا إلى هذه المناصب وبالتالي فهؤلاء لا يقدرون على القيام
بتقديم أي نفع يذكر للناس ولا يمكنهم أن يحسموا أمراً من الأمور أو يوجدوا ضبطاً
وحزماً فاعلاً يضمن للبلاد أمنها واستقرارها وللناس حقوقهم وسكينتهم وأموالهم ،
لأنهم -أي المحافظين- يخطبون ود الناس ورضاهم عنهم أكثر من المصلحة العامة ويعملون
على تنفيذ أهواء ورغبات الهيئات الناخبة لهم ومراكز القوى التي تدعمهم ولو على حساب
المال العام والمصلحة العامة.
ومن ينكر هذه الحقيقة غبي ومغفل لا يفهم من الواقع
شيئاً وعليه أن يراجع حسابات الواقع الذي نعيشه اليوم ويتأمل كيف أصبح حال محافظات
عدة كمحافظات أبين ولحج والضالع وشبوة وو وغيرها وكيف أن هذه المحافظات تحولت إلى
مرتع للتخريب والضياع وأعمال النهب والعبث في حين يعجز محافظو المحافظات المنتخبون
عن القيام بأي فعلً أو عمل حازم وصارم ورادع وفي المقابل تعاني محافظات أخرى من
صراعات وخلافات كبيرة ما بين المحافظين المنتخبين والبعض من مراكز القوى وذوي
النفوذ في المحافظات ممن كانوا يطمعون لمناصب المحافظين أو غيره وكل ذلك على حساب
المصلحة العامة ومحافظات أخرى تحولت إلى وكر للفساد والنهب والعبث بالمال العام
بسبب سوء الإدارة وعجز محافظيها عن ضبط الأمور، وأخرى تشكوا من تبوء محافظين خاملين
ضائعين يسهرون الليل وينامون النهار فأعاقوا البلاد وضيعوا مصالح العباد حيث لا
يداومون في مكاتبهم إلا أياماً محدودة ونادرة، ناهيك عن ضياع هيبة الدولة وقوة
القرار وتجذير المناطقية في البلاد بسبب أن الوصول لمنصب المحافظ يتم من خلال
الانتخاب الا من قمة السلطة، وأصبحت أوامر وتوجيهات المحافظين لا تنفذ ولا يعيرها
أي أحد اهتماماً يذكر..
فيا رئيس الجمهورية ويا مستشارو الرئيس استيقظوا من
غفلتكم عساكم تتمكنوا من إنقاذ البلاد من ضياعها الكامل.