العودي
الصهيونية العالمية ضرب الإسلام بمقتل الإرهاب أو النزعة التدميرية ولكن بعد تلك
الأحداث كان الحصاد المر ومازال وهنا يبرز تساؤل كبير وعميق هل خدم بن لادن الإسلام
أم أضره وأرهق ما فيه من قيم الحياة والبناء والتعايش والرحمة إلى آخر ما في ذلك من
القيم التي احتواها ديننا الإسلامي الحنيف عقيدة وشريعة ومنهاج عمل
ومعاملة؟.
ان كان هناك من حرب
صليبية تدور رحاها وراء كواليس السياسة العالمية ويديرها اليمين الجديد المتطرف اشر
الناس عبقرية وكراهية للإسلام والمسلمين فان بن لادن قد سرع بإشعالها وأعطاهم
الذرائع التي يصوغون بها عدوانهم والوسائل التي ينتهجونها وأمام مرأى العالم ومسمعه
إذ أن سيناريو اليمين الجديد كان قد اعد منذ سنين ولم يتبق سوى إشعال فتيله ويبدو
ان ثمة شيوخاً مثل بن لادن وساسة يجرون إلى أحابيل اليمين الجديد القاضي بضرب
الإسلام باسم الإسلام وضرب العروبة باسم النخوة العروبية كما حدث ل-بن لادن وصدام
حسين الذي جرته إلى سبيل غزو الكويت وبعلم من بوش الأب وترك ليكمل فعلته ليتجرع
جحيم المؤامرة وسيناريو هينري كسينجر الذي باح في محاضرة له في إحدى الجامعات
الأمريكية سيناريو ما بعد الثمانينات ومنه أن بوابات القدس العراق ويعني ذلك هجمة
قد تكون صليبية أو صهيونية صليبية وما إلى ذلك من مسميات سياسية فمن الممكن وكانت
الحصيلة ضرب العراق وغزوه والقضاء على نظامه وبعثه وأما حصار بن لادن فما زال من
تسريع غزو العراق إلى ضرب أفغانستان إلى وضع الإسلام والمسلمين في شبه من النزعة
التدميرية وكلما بدأ العالم يتناساها جندوا من يشعلها ويعيد جدتها وحصاد دواعيها
مثل أولئك الذين يفجرون أنفسهم بداعي قتل عدو معين فتكون الحصيلة نفراً منه ومجموعة
من عامة الناس الذين ألقاهم حظهم المآثر في الكارثة.
وأخيراً النجيري الذي كان
سيفجر الطائرة على رؤوس ساكني أمريكا ولاشك أن الحصيلة ستكون مزيجا من ضحايا لا حول
لهم ولا قوة وربما مسلمين لذلك نقول إن الإسلام أضحى بين مطرقة الإرهاب وسندان
المؤامرة عليه وعلى الأوطان والأعراب وليس هناك من سبيل إلا العودة إلى ينابيعه
الصافية ذات المنحى الحيوي الإنساني كونه دين بناء وتعمير وحياة وسلام لا دين إرهاب
وتدمير ولنا العظة في آية من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس
جميعاً فماذا تقول عن الانتحاري والضحايا الأبرياء.