الجفري
وجيد ومعبر يعد فناً، إن الإنسان يحتاج إلى الفن لكي يجعل من حياته أكثر نبلا
وجمالا ويبحث الإنسان عن الفن لكي يجد فيه ملجأ للتنفيس من خلاله عن أحزانه وهمومه
لأن الهموم اليومية تلاحق الإنسان من كل جانب أحياناً.
فعندما نشاهد مسرحية أو نقرأ قصيدة أو نشاهد لوحة فنية معبرة
عن آلامنا فإننا نشعر بتطهير النفس مما علق بها من هموم ونبكي مع مصائر الضحايا في
هذه الأعمال الفنية والألحان الحزينة رغم أنها لا تستطيع أن تحل مشاكلنا ولكنها
بالتأكيد تساعد نفوسنا المنهارة في التغلب على صراعات الحياة اليومية والأزمات
النفسية التي نعانيها فنشعر بالأمل والتفاؤل على مواصلة العيش كما يمنحنا الفن
القدرة على إيجاد توازن في شخصيتنا إذ ينقذنا من التمزق العاطفي والانهيار النفسي
والتشتت الفكري ويرفعنا إلى إدراك الواقع وتوحيد الشخصية.
إن الفن يثير أيضاً في
الإنسان الرغبة لتحقيق الانفتاح النفسي على رحاب إنسانية جديدة كانت مجهولة بالنسبة
له في الماضي، أن الإنسان في الفن يجد آماله وأحزانه ورغباته ولذلك فإن لوحات
الفنانين وأغاني المطربين وقصائد الشعراء وقصص الأدباء انعكاس لواقع حياتنا وحياتهم
الخاصة على حد سواء ويكسب حياتنا مغزى إنسانياً لكي نستمر في حبها رغم الهموم التي
نعيش معها أحياناً حتى إنسان الغابات البدائي في أمريكا اللاتينية وإفريقيا يفرح
وينفس عن همومه اليومية بالرقص المشترك بين أفراد الجماعة والغناء الذي يعبر عن
مشاكلهم اليومية على أنغام الطبول التي تهز عواطفهم وتحرك أحاسيسهم فيمنحهم الفن
قدرة أكبر على التغلب على الصعاب ونسيان همومهم اليومية وتطهير عواطفهم الحبيسة
وهذه هي إحدى وظائف الفن.