الشرجبي
نفس الحي الذي اسكن فيه فالنموذج الأول لأسرة عدد أفرادها كبير وأغلبيتهم أطفالاً
يدرسون في المدارس الحكومية، وهم أيضاً متفوقون في الدراسة، أحوالهم المادية ربما
تكون ميسورة وليس لديهم الكثير، ولكن تلك الأسرة تعيش بهدوء واستقرار، أكاد أحسدهم
عليه، فإذا ما دخلت عليهم ستجد الترحاب والضيافة بما هو موجود، ربما كان شيئاً
بسيطاً جداً ولكنه كبير في المعنى فالابتسامة لا تفارق ربة الدار، ودائماً ما تردد
عبارة "نحمد الله ونشكره" على كل شيء.
والأسرة الأخرى: عدد أفرادها لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، أطفالهم يدرسون
في مدارس خاصة، وهم أيضاً متفوقون أحوالهم المادية ربما تكون ممتازة جداً لا ينقصهم
شيء، وإذا ما حللت ضيفاً عليهم سيقدمون لك من كل أصناف الأطعمة ما شئت، ولكن صاحبه
الدار دائماً تشكو من كل شيء من الغلاء ومن المصاريف والنفقات التي تصرف في المنزل،
وشكواهم تلك تشغل رأسك بالهموم، فنادراً ما ترى ابتسامتها، حتى عندما تنادى على
أولادها تكون عبارتها: أدخلوا وذاكروا دروسكم فأنتم تدرسون بفلوس مش ببلاش، ولم
نسمعها أبداً تحمد الله على النعمة التي هي فيها.
عموماً عزيزي القارئ إذا عرفنا
معنى الرضاء سنهنأ بحياتنا، فالرضا والقناعة شيئان جميلان يجعلان حياتنا تسير بهدوء
وسكينة وسيبارك الله في رزق كل من كان قنوعاً راضياً بحمده على كل شيء، فقد قال
تعالى في كتابه العزيز: "لئن شكرتم لأزيدنكم".