محمد بن
ناصر الحزمي
ناصر الحزمي
أتحفتنا صحيفة الثورة كعادتها في افتتاحيتها يوم
الاثنين الماضي 18/1/2010م بهجوم غير مبرر ويدعو إلى الاستغراب والتعجب والاشمئزاز
والتقزز هجوم على بيان العلماء والذي صدر مؤخرا حول الأوضاع الراهنة التي تمر بها
البلاد وفق ما يمليه عليهم الشرع والواجب الذي أنيط بهم واصفة العلماء بأنهم"
متباكون على الإرهابيين\" بدلا من أن تلتزم السلطة بتوجيهات العلماء face=Arial color=#000000 size=4>والاستماع إلى نصحهم ، ولكن يبدو أن الكبر سيضل
ديدنهم إلى آخر رمق فالقائمون على السلطة يشعرون أنهم فوق النقد ومستوى النصيحة حتى
لو جاءت من العلماء وهذا هو العمى بذاته وبرغم أن البيان صدر قبل أربعة أيام من هذا
الهجوم لا ندري لماذا السلطة الموقرة- بالبلدي- تأخرت هذه الفترة حتى شنت
هجومهاربما جاء التأخر نتيجة لدراسة البيان وتحليله عبر مراكز الدراسات ،خاصة أن
السلطة في بلادنا دائما لا تتخذ أي قرار إلا بعد دراسته وعرضه على المؤسسات المعنية
فدولتنا مؤسسة من ساسها إلى رأسها ولا مكان فيها للقرارات الارتجالية البتة ، أو
وربما كما يقول بعض العارفين بدهاليز السياسة أن السلطة لم تكن تود الرد ولكنها
اضطرت لهذا الهجوم بعد ما طلبت منها أمريكيا توضيح موقفها من البيان المذكور، كون
البيان دعا إلى الجهاد إذا تعرضت البلاد لغزو خارجي مع أن هذا الأمر ليس مختلفاً
فيه بين خلق الله فلو تم غزو أمريكا أو أي دولة أوربية ماذا سيكون موقف زعماء النخب
والمفكرون في هذه الدول ؟ لا شك أنهم سيحثون شعوبهم على المقاومة ، أن السلطة بهذا
الهجوم توسع دائرة خصومتها مع قطاعات كثيرة من شعبها بدلا من أن تسعى للم الشمل
والتوحد لإنقاذ البلاد ،وليس من المعقول أن السلطة في هذا الوقت بالذات تحتاج إلى
توسيع عداوتها فهي لم تترك لها صديقاً فقد أبدعت في فن صناعة الخصوم بسبب بلادة
تعاملها مع الجميع من شمال البلاد إلى جنوبه مع الأحزاب والشخصيات وأخيرا مع
العلماء والذين هم ليسوا خصوما إلا لمن تعدى المحرمات واستهان بالمقدسات ، وهذا
التعامل من السلطة المصحوب بالغرور هو ما أدى إلى ما وصلنا إليه من وضع مزري ، ان
هذا الهجوم الذي يشن على العلماء يدل على عدم التوفيق فقد وصفت بيان العلماء بأنه
تباكي على الإرهابيين ولا ندري أين وجدت هذا التباكي في البيان إلا إذا كانت تقصد
البند الخامس من البيان والذي قال \"تجريم ما حدث من قتل وسفك لدماء الأبرياء في
أبين وشبوة وأرحب وتجريم أي قتل خارج القضاء الشرعي ودون محاكمة \" فهل هذا تباكي
على الإرهاب الم تعترف السلطة في حينه ان أبرياء قد سقطوا وقدم محافظ أبين التعازي
لأسر الضحايا وأصدرت الأحزاب والمنظمات بيانات استنكار لهذا القتل ونزلت لجنة
برلمانية وشاهدت الواقع الدامي لتلك العملية ؟فما الشيء الذي زاده العلماء على ما
قاله الجميع وهل قول العلماء تجريم أي قتل خارج القضاء الشرعي ودون محاكمة هل هو
قول خطأ؟ فكل الشرائع السماوية تقول ذلك والقوانين الأرضية وقانون بلادنا ينص على
ذلك وأحب أن اذكر الجميع بالحادثة التي حدثت في 7/7/2007م عندما هاجمت قوات الأمن
في العاصمة منزلا يقطن فيه رجل شائب مصاب بالسكر والضغط والأمراض كبير السن وكان لا
يخرج إلى الصلاة في المسجد إلا بصعوبة وهو يسكن في الحارة التي نسكنها مصري الجنسية
مزوج من يمنية اسمه احمد بسيوني دويدار وتم قتله برغم أن الجيران حاولوا أن يقنعوا
قوات الأمن بأن الرجل سيسلم نفسه وبرغم انه لم يقاوم الا انه تم قتله بدم بارد وكان
ذلك بعد خمسة أيام فقط من قتل السياح الأسبان في مأرب، وقال بيان وزارة الداخلية
حين ذاك انه من اخطر القادة في القاعدة وانه المسؤول عن تخطيط قتل السياح الأسبان
في مأرب وبعد شهر تقريبا أظهرت وسائل الإعلام الرسمية بيانا في 3/أغسطس /2007تقول
فيه (أن مصادر أمنية مسئولة عن نتائج التحقيقات التي أجرتها في الحادث الإرهابي
الذي استهدف عدداً من السياح الأسبان ومرافقيهم اليمنيين أثناء وجودهم في منطقة
معبد الشمس بمأرب والتي أظهرت اسم منفذ العملية الانتحارية وأعضاء الخلية الإرهابية
التي خططت ونفذت العملية والمكونة من عشرة اسماء ) ثم قالت إضافة إلى ما قدمه
الإرهابي احمد بسيوني من دعم لوجستي وعندما قتلوه قيل انه المخطط الرئيسي وبعد
التحقيق تغيرت وظيفته، وبعد ستة أيام تظهر السلطات في 9/أغسطس من نفس العام لتعلن
عن \"مقتل 4 من «القاعدة» خططوا لعملية السياح الأسبان في هجوم اشترك فيه مظليون
ومروحيات\" إذا أليس من العدل أن نقبض على المشتبه ونحيله إلى القضاء العادل بدلا
من أن نقربه قربانا نغطي به عوراتنا الأمنية؟ إن دماء الناس معصومة مسلمين
ومستأمنين ومعاهدين ومسالمين وهذا ما وضحه البيان في بنده الرابع حين قال \" تحريم
قتل الأبرياء والمعاهدين والمستأمنين وكل عدوان ضدهم ، ومن ارتكب شيئا من ذلك يحال
إلى القضاء الشرعي \" ثم واصلت صحيفة الثورة هجومها على العلماء بأنهم صمتوا عن
أحداث الجنوب وصعدة حين قالت \"لماذا صمت هؤلاء العلماء وتخلوا عن فريضة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر أمام تلك المواقف\" وهذا يدل على العمى الذي تصاب به فهي
لا تقرأ ما يصدره العلماء أو أنها تتعامى أو أنها تريد من العلماء أن يكونوا في
صفها حقا أو باطلا أما إذا بينوا أخطاءها وأخطاء الآخرين فهم مغضوب عليهم ، ومن
الغريب ان البعض لم يقرأ كل محتوى البيان الذي احتوى على ثمانية بنود تحدثت بمجملها
عن أوضاع البلاد وهذا هو واجبهم أن يبنوا للأمة وللحاكم ما يوجبه الشرع وإلا فهم
آثمون الم يبينوا ولتعلم السلطة بهجومها الغير مبرر على علماء أدوا واجبهم إنما
تزداد عمى على عماها ولتعلم قول الله عز وجل في الحديث القدسي \" من عادى لي وليا
فقد آذنته بالحرب \" وهذا التهريج الإعلامي للسلطة لن يزيد العلماء إلا صبرا وثباتا
على موقفهم وليغضب من غضب ، فغضب السلطان ليس كغضب الله وليتذكر العلماء قوله تعالى
على لسان سحرة فرعون بعد أن آمنوا \"لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ
الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي
هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا \" ولتذكروا دائما قوله تعالى " إن الذين يكتمون ما
أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله
ويلعنهم اللاعنون\" وهذا يدل على الإسراع في تبيان الحق وقت الحاجة لأن تأخير
البيان عن وقت الحاجة ليس لله به حاجة نسأل الله أن يثبتنا وجميع
المؤمنين.
الاثنين الماضي 18/1/2010م بهجوم غير مبرر ويدعو إلى الاستغراب والتعجب والاشمئزاز
والتقزز هجوم على بيان العلماء والذي صدر مؤخرا حول الأوضاع الراهنة التي تمر بها
البلاد وفق ما يمليه عليهم الشرع والواجب الذي أنيط بهم واصفة العلماء بأنهم"
متباكون على الإرهابيين\" بدلا من أن تلتزم السلطة بتوجيهات العلماء face=Arial color=#000000 size=4>والاستماع إلى نصحهم ، ولكن يبدو أن الكبر سيضل
ديدنهم إلى آخر رمق فالقائمون على السلطة يشعرون أنهم فوق النقد ومستوى النصيحة حتى
لو جاءت من العلماء وهذا هو العمى بذاته وبرغم أن البيان صدر قبل أربعة أيام من هذا
الهجوم لا ندري لماذا السلطة الموقرة- بالبلدي- تأخرت هذه الفترة حتى شنت
هجومهاربما جاء التأخر نتيجة لدراسة البيان وتحليله عبر مراكز الدراسات ،خاصة أن
السلطة في بلادنا دائما لا تتخذ أي قرار إلا بعد دراسته وعرضه على المؤسسات المعنية
فدولتنا مؤسسة من ساسها إلى رأسها ولا مكان فيها للقرارات الارتجالية البتة ، أو
وربما كما يقول بعض العارفين بدهاليز السياسة أن السلطة لم تكن تود الرد ولكنها
اضطرت لهذا الهجوم بعد ما طلبت منها أمريكيا توضيح موقفها من البيان المذكور، كون
البيان دعا إلى الجهاد إذا تعرضت البلاد لغزو خارجي مع أن هذا الأمر ليس مختلفاً
فيه بين خلق الله فلو تم غزو أمريكا أو أي دولة أوربية ماذا سيكون موقف زعماء النخب
والمفكرون في هذه الدول ؟ لا شك أنهم سيحثون شعوبهم على المقاومة ، أن السلطة بهذا
الهجوم توسع دائرة خصومتها مع قطاعات كثيرة من شعبها بدلا من أن تسعى للم الشمل
والتوحد لإنقاذ البلاد ،وليس من المعقول أن السلطة في هذا الوقت بالذات تحتاج إلى
توسيع عداوتها فهي لم تترك لها صديقاً فقد أبدعت في فن صناعة الخصوم بسبب بلادة
تعاملها مع الجميع من شمال البلاد إلى جنوبه مع الأحزاب والشخصيات وأخيرا مع
العلماء والذين هم ليسوا خصوما إلا لمن تعدى المحرمات واستهان بالمقدسات ، وهذا
التعامل من السلطة المصحوب بالغرور هو ما أدى إلى ما وصلنا إليه من وضع مزري ، ان
هذا الهجوم الذي يشن على العلماء يدل على عدم التوفيق فقد وصفت بيان العلماء بأنه
تباكي على الإرهابيين ولا ندري أين وجدت هذا التباكي في البيان إلا إذا كانت تقصد
البند الخامس من البيان والذي قال \"تجريم ما حدث من قتل وسفك لدماء الأبرياء في
أبين وشبوة وأرحب وتجريم أي قتل خارج القضاء الشرعي ودون محاكمة \" فهل هذا تباكي
على الإرهاب الم تعترف السلطة في حينه ان أبرياء قد سقطوا وقدم محافظ أبين التعازي
لأسر الضحايا وأصدرت الأحزاب والمنظمات بيانات استنكار لهذا القتل ونزلت لجنة
برلمانية وشاهدت الواقع الدامي لتلك العملية ؟فما الشيء الذي زاده العلماء على ما
قاله الجميع وهل قول العلماء تجريم أي قتل خارج القضاء الشرعي ودون محاكمة هل هو
قول خطأ؟ فكل الشرائع السماوية تقول ذلك والقوانين الأرضية وقانون بلادنا ينص على
ذلك وأحب أن اذكر الجميع بالحادثة التي حدثت في 7/7/2007م عندما هاجمت قوات الأمن
في العاصمة منزلا يقطن فيه رجل شائب مصاب بالسكر والضغط والأمراض كبير السن وكان لا
يخرج إلى الصلاة في المسجد إلا بصعوبة وهو يسكن في الحارة التي نسكنها مصري الجنسية
مزوج من يمنية اسمه احمد بسيوني دويدار وتم قتله برغم أن الجيران حاولوا أن يقنعوا
قوات الأمن بأن الرجل سيسلم نفسه وبرغم انه لم يقاوم الا انه تم قتله بدم بارد وكان
ذلك بعد خمسة أيام فقط من قتل السياح الأسبان في مأرب، وقال بيان وزارة الداخلية
حين ذاك انه من اخطر القادة في القاعدة وانه المسؤول عن تخطيط قتل السياح الأسبان
في مأرب وبعد شهر تقريبا أظهرت وسائل الإعلام الرسمية بيانا في 3/أغسطس /2007تقول
فيه (أن مصادر أمنية مسئولة عن نتائج التحقيقات التي أجرتها في الحادث الإرهابي
الذي استهدف عدداً من السياح الأسبان ومرافقيهم اليمنيين أثناء وجودهم في منطقة
معبد الشمس بمأرب والتي أظهرت اسم منفذ العملية الانتحارية وأعضاء الخلية الإرهابية
التي خططت ونفذت العملية والمكونة من عشرة اسماء ) ثم قالت إضافة إلى ما قدمه
الإرهابي احمد بسيوني من دعم لوجستي وعندما قتلوه قيل انه المخطط الرئيسي وبعد
التحقيق تغيرت وظيفته، وبعد ستة أيام تظهر السلطات في 9/أغسطس من نفس العام لتعلن
عن \"مقتل 4 من «القاعدة» خططوا لعملية السياح الأسبان في هجوم اشترك فيه مظليون
ومروحيات\" إذا أليس من العدل أن نقبض على المشتبه ونحيله إلى القضاء العادل بدلا
من أن نقربه قربانا نغطي به عوراتنا الأمنية؟ إن دماء الناس معصومة مسلمين
ومستأمنين ومعاهدين ومسالمين وهذا ما وضحه البيان في بنده الرابع حين قال \" تحريم
قتل الأبرياء والمعاهدين والمستأمنين وكل عدوان ضدهم ، ومن ارتكب شيئا من ذلك يحال
إلى القضاء الشرعي \" ثم واصلت صحيفة الثورة هجومها على العلماء بأنهم صمتوا عن
أحداث الجنوب وصعدة حين قالت \"لماذا صمت هؤلاء العلماء وتخلوا عن فريضة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر أمام تلك المواقف\" وهذا يدل على العمى الذي تصاب به فهي
لا تقرأ ما يصدره العلماء أو أنها تتعامى أو أنها تريد من العلماء أن يكونوا في
صفها حقا أو باطلا أما إذا بينوا أخطاءها وأخطاء الآخرين فهم مغضوب عليهم ، ومن
الغريب ان البعض لم يقرأ كل محتوى البيان الذي احتوى على ثمانية بنود تحدثت بمجملها
عن أوضاع البلاد وهذا هو واجبهم أن يبنوا للأمة وللحاكم ما يوجبه الشرع وإلا فهم
آثمون الم يبينوا ولتعلم السلطة بهجومها الغير مبرر على علماء أدوا واجبهم إنما
تزداد عمى على عماها ولتعلم قول الله عز وجل في الحديث القدسي \" من عادى لي وليا
فقد آذنته بالحرب \" وهذا التهريج الإعلامي للسلطة لن يزيد العلماء إلا صبرا وثباتا
على موقفهم وليغضب من غضب ، فغضب السلطان ليس كغضب الله وليتذكر العلماء قوله تعالى
على لسان سحرة فرعون بعد أن آمنوا \"لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ
الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي
هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا \" ولتذكروا دائما قوله تعالى " إن الذين يكتمون ما
أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله
ويلعنهم اللاعنون\" وهذا يدل على الإسراع في تبيان الحق وقت الحاجة لأن تأخير
البيان عن وقت الحاجة ليس لله به حاجة نسأل الله أن يثبتنا وجميع
المؤمنين.