د.كمال بن
محمد البعداني
محمد البعداني
يصاب المرء بالدهشة وهو يستمع إلى اتهام احمدي
نجاد للسعودية بأنها تتدخل في الشؤون الداخلية لليمن , وسبب هذه الدهشة هو كون هذا
الاتهام يأتي من إيران وليس من غيرها, فإيران هي التي تبنت حركة التمرد الحوثية منذ
نشأتها بل هي صنيعتها وربيبتها من كل الوجوه ومع ذلك يوجه نجاد الاتهام للسعودية ,
فعلاً كما يقول إخواننا في مصر ( اللي اختشوا ماتوا) فهل كان أحمدي نجاد بكامل وعيه عندما قال هذا الكلام أم
انه كما كان قبل أكثر من شهر عندما أتهم أمريكا بأنها تحاول تأخير خروج المهدي
المنتظر من السرداب؟, من هو هذا الذي جعل نجاد يتصور أن سفن الأسلحة التي تصل إلى
المتمردين هي من الرياض وليس من طهران ؟ وربما جعله يتخيل كذلك أن القنوات الفضائية
التي تساند التمرد ليلاً ونهاراً ( العالم - الكوثر - الفرات- المنار) هي قنوات
سعودية وليست إيرانية !! ولا أدري من هو هذا ألئيم الذي دلس وكذب على أحمدي نجاد
بأن الشارع المسمى باسم الصريع حسين الحوثي هو في الرياض وليس في طهران وأن الأفكار
التي يحملها قادة التمرد في صعده مستقاة من الجامعات السعودية وليس من الحوزات
الإيرانية !! لذلك أنا لا أستبعد أن يأمر الرئيس نجاد بفتح تحقيق لمعرفة الشخص الذي
دلس عليه وقلب له الحقائق مما جعله يقع في هذا الموقف المحرج والمخزي ,وقد يتساءل
البعض ويقول ما سر هذا التشنج من المسؤولين في إيران ضد السعودية ؟ فهل كانوا
يتوقعون أن تقوم السعودية باستقبال المتسللين إلى أراضيها بالبخور والعود والعرضة
النجدية الشهيرة ؟ أو ربما قادهم غبائهم إلى تصور أن الرياض ستهرول إلى طهران طالبة
منها النجدة وإقناع المتمردين بالانسحاب من الأراضي السعودية ؟ الواقع أن الكثير من
المحللين أدركوا سر هذا الهذيان من إيران , فهي عندما أوعزت إلى الحوثيين بمهاجمة
الأراضي السعودية كانت تدرك تماماً انه سيكون هناك ردة فعل قوي وهذا شيء طبيعي ,
وفي هذه الحالة سيرفع الحوثي عقيرته ومعه الطابور الخامس التابع لإيران مطالبين
الشعب اليمني بالالتفاف والتوحد خلف الحوثي لمواجهة العدوان السعودي المزعوم على
الأراضي اليمنية ,غير أن توقعات ملالي طهران قد ذهبت أدراج الرياح للأسباب الآتية
أولا:إن الحوثيين ومن ورائهم لا يدركون ماذا صنعوا في وجدان الشعب اليمني من جرح
غائر طوال خمس سنوات مضت ,وما يزال هذا الجرح ينزف حتى الآن ,فلا تكاد تخلو منطقه
في اليمن من بكاء اليتامى وعويل الثكالى وأنين الجرحى جراء هذه
الفتنة.
ثانياً:حتى ولو لم يقم الحوثيون بما قاموا به في اليمن ثم هاجموا
الأراضي السعودية فلها الحق القانوني والشرعي والعرفي بالدفاع عن
أراضيها.
ثالثاً وهو الأهم:إن الشعبين اليمني والسعودي قد بلغا من النضج مرحلة
تجعلهما لا يفكران بعقلية الماضي, فالتاريخ القريب قبل البعيد قد علمهما الكثير,وفي
رأيي إن اليمن والسعودية لابد أن يشكران إيران فقد عرفتهما كم هما قريبان من بعض
,وكيف لا يكونان كذلك ودينهم واحد وأصلهم واحد ولغتهم واحدة وتاريخهم واحد وتجمعهما
منطقة جغرافية واحدة لذلك فأنين صنعاء يسهر الرياض والعكس صحيح وإذا لم يسهرا على
بعضهما فلن يجدا من يسهر عليهما فطهران ستضاعف الأنين لأحديهما أو كليهما لهذا
فالجميع مستشعر لخطورة الغول الفارسي- هذا الغول الذي يريد أن يعيد بآذان إلى صنعاء
تحت اسم الحسين ويرسل رستم إلى الجزيرة تحت مسمى الحسن ,يريد أن يعيدنا إلى عصر
المناذرة ويعيد فينا النعمان بن المنذر وحيرته ,فبعد أن أحكم هذا الغول قبضته على
البوابة ألشرقيه تحت شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ومواجهة الشيطان الأكبر
فهاهو يحاول الانتقال بنفس الشعار إلى البوابة الجنوبية لتطويق الجزيرة والخليج
ممتطياً في ذلك صهوة المذهب والحب المزعوم لآل البيت ومنطلقاً بسرعة جنونية راجياً
تحقيق حلمه في عودة إمبراطورية النار, تلك النار التي أطفأها أجدادنا العرب ذات زمن
بعيد تحت راية التوحيد ,فمن هنا من جزيرة العرب انطلقت خيول النصر تجوب الدنيا
بأسرها ومن هنا من جزيرة العرب ابتدأ التاريخ لهذه الأمة المحمدية, وخرج منها قادة
الدنيا وفرسان الدهر حاملين معهم رسالة التوحيد الخالدة إلى البشرية جمعاء, لذلك
لابد أن يعلم نجاد ومن معه هناك أو هنا بأنه لا مكان للفيلة في جزيرة العرب, فهي
موطن الخيول الأصيلة ولا تقبل الفيلة على الإطلاق من بعد معركة القادسية والتي كانت
فيها الفيلة هي القوة الضاربة للفرس ,ولابد أن يعلم نجاد كذلك بأن طهران لم تكن في
يوم من الأيام ولن تكون في المستقبل تحت أي ظرف أقرب إلى صنعاء من الرياض فهذا عشم
إبليس في الجنة.
نجاد للسعودية بأنها تتدخل في الشؤون الداخلية لليمن , وسبب هذه الدهشة هو كون هذا
الاتهام يأتي من إيران وليس من غيرها, فإيران هي التي تبنت حركة التمرد الحوثية منذ
نشأتها بل هي صنيعتها وربيبتها من كل الوجوه ومع ذلك يوجه نجاد الاتهام للسعودية ,
فعلاً كما يقول إخواننا في مصر ( اللي اختشوا ماتوا) فهل كان أحمدي نجاد بكامل وعيه عندما قال هذا الكلام أم
انه كما كان قبل أكثر من شهر عندما أتهم أمريكا بأنها تحاول تأخير خروج المهدي
المنتظر من السرداب؟, من هو هذا الذي جعل نجاد يتصور أن سفن الأسلحة التي تصل إلى
المتمردين هي من الرياض وليس من طهران ؟ وربما جعله يتخيل كذلك أن القنوات الفضائية
التي تساند التمرد ليلاً ونهاراً ( العالم - الكوثر - الفرات- المنار) هي قنوات
سعودية وليست إيرانية !! ولا أدري من هو هذا ألئيم الذي دلس وكذب على أحمدي نجاد
بأن الشارع المسمى باسم الصريع حسين الحوثي هو في الرياض وليس في طهران وأن الأفكار
التي يحملها قادة التمرد في صعده مستقاة من الجامعات السعودية وليس من الحوزات
الإيرانية !! لذلك أنا لا أستبعد أن يأمر الرئيس نجاد بفتح تحقيق لمعرفة الشخص الذي
دلس عليه وقلب له الحقائق مما جعله يقع في هذا الموقف المحرج والمخزي ,وقد يتساءل
البعض ويقول ما سر هذا التشنج من المسؤولين في إيران ضد السعودية ؟ فهل كانوا
يتوقعون أن تقوم السعودية باستقبال المتسللين إلى أراضيها بالبخور والعود والعرضة
النجدية الشهيرة ؟ أو ربما قادهم غبائهم إلى تصور أن الرياض ستهرول إلى طهران طالبة
منها النجدة وإقناع المتمردين بالانسحاب من الأراضي السعودية ؟ الواقع أن الكثير من
المحللين أدركوا سر هذا الهذيان من إيران , فهي عندما أوعزت إلى الحوثيين بمهاجمة
الأراضي السعودية كانت تدرك تماماً انه سيكون هناك ردة فعل قوي وهذا شيء طبيعي ,
وفي هذه الحالة سيرفع الحوثي عقيرته ومعه الطابور الخامس التابع لإيران مطالبين
الشعب اليمني بالالتفاف والتوحد خلف الحوثي لمواجهة العدوان السعودي المزعوم على
الأراضي اليمنية ,غير أن توقعات ملالي طهران قد ذهبت أدراج الرياح للأسباب الآتية
أولا:إن الحوثيين ومن ورائهم لا يدركون ماذا صنعوا في وجدان الشعب اليمني من جرح
غائر طوال خمس سنوات مضت ,وما يزال هذا الجرح ينزف حتى الآن ,فلا تكاد تخلو منطقه
في اليمن من بكاء اليتامى وعويل الثكالى وأنين الجرحى جراء هذه
الفتنة.
ثانياً:حتى ولو لم يقم الحوثيون بما قاموا به في اليمن ثم هاجموا
الأراضي السعودية فلها الحق القانوني والشرعي والعرفي بالدفاع عن
أراضيها.
ثالثاً وهو الأهم:إن الشعبين اليمني والسعودي قد بلغا من النضج مرحلة
تجعلهما لا يفكران بعقلية الماضي, فالتاريخ القريب قبل البعيد قد علمهما الكثير,وفي
رأيي إن اليمن والسعودية لابد أن يشكران إيران فقد عرفتهما كم هما قريبان من بعض
,وكيف لا يكونان كذلك ودينهم واحد وأصلهم واحد ولغتهم واحدة وتاريخهم واحد وتجمعهما
منطقة جغرافية واحدة لذلك فأنين صنعاء يسهر الرياض والعكس صحيح وإذا لم يسهرا على
بعضهما فلن يجدا من يسهر عليهما فطهران ستضاعف الأنين لأحديهما أو كليهما لهذا
فالجميع مستشعر لخطورة الغول الفارسي- هذا الغول الذي يريد أن يعيد بآذان إلى صنعاء
تحت اسم الحسين ويرسل رستم إلى الجزيرة تحت مسمى الحسن ,يريد أن يعيدنا إلى عصر
المناذرة ويعيد فينا النعمان بن المنذر وحيرته ,فبعد أن أحكم هذا الغول قبضته على
البوابة ألشرقيه تحت شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ومواجهة الشيطان الأكبر
فهاهو يحاول الانتقال بنفس الشعار إلى البوابة الجنوبية لتطويق الجزيرة والخليج
ممتطياً في ذلك صهوة المذهب والحب المزعوم لآل البيت ومنطلقاً بسرعة جنونية راجياً
تحقيق حلمه في عودة إمبراطورية النار, تلك النار التي أطفأها أجدادنا العرب ذات زمن
بعيد تحت راية التوحيد ,فمن هنا من جزيرة العرب انطلقت خيول النصر تجوب الدنيا
بأسرها ومن هنا من جزيرة العرب ابتدأ التاريخ لهذه الأمة المحمدية, وخرج منها قادة
الدنيا وفرسان الدهر حاملين معهم رسالة التوحيد الخالدة إلى البشرية جمعاء, لذلك
لابد أن يعلم نجاد ومن معه هناك أو هنا بأنه لا مكان للفيلة في جزيرة العرب, فهي
موطن الخيول الأصيلة ولا تقبل الفيلة على الإطلاق من بعد معركة القادسية والتي كانت
فيها الفيلة هي القوة الضاربة للفرس ,ولابد أن يعلم نجاد كذلك بأن طهران لم تكن في
يوم من الأيام ولن تكون في المستقبل تحت أي ظرف أقرب إلى صنعاء من الرياض فهذا عشم
إبليس في الجنة.