كروان
الشرجبي
الشرجبي
كنت كعادتي ممسكة بجهاز تحكم التلفزيون وانتقل من
محطة إلى أخرى وكانت والدتي بجواري ووقفت عند قناة مختصة بمعالجة المرضى عن طريق
"القرآن والأعشاب والتعويذات" وغيرها وظللت أتابع هذه القناة واستغرب كيف يمكن أن
يصدق أحد مثل هذه "الخزعبلات"، وأطلقت سؤالاً ووجدت أمي تجيب على سؤالي بحكاية
قديمة، وقالت إن الناس إذا سمعوا عن واحد عالج شخصاً آخر وشفاه والشافي طبعاً هو
"الله"، كلهم يذهبون إليه من أجل العلاج. فقديماَ كان يوجد رجلا يدعى عصفور وامرأة تدعى جرادة، وكان زوجها عصفور
عاطلاً عن العمل أو بالأصح لا يجيد فعل أي شيء فأخبرته زوجته بأن عليه أن يبحث عن
عمل ولأنه لا يجيد العمل فشل، وهنا أشارت عليه زوجته بأن يدعي بأنه يجيد علم
المجهول ويستطيع العثور على الأشياء الضائعة وإلى آخره وبالفعل قام عصفور بحمل
مسبحة وكان يتمتم بكلمات غير معروفة، وعلم الملك بأمره وأمر بإحضاره إليه وكان ذلك،
فأخبره الملك بأن خاتماً عزيزاً عليه قد ضاع منه ولا يدري أين هو ويريد من عصفور أن
يحضره له وإلا سوف يقطع رأسه، هنا رد عصفور بينه وبين نفسه قائلاًَ: يا جرادة تعالي
شوفي عصفور، وظل عصفور يبحث هنا وهناك ويبحث، وشاءت الصدفة أن يجد الخاتم وطار
فرحاً، وذهب إلى الملك الذي كافأه وأعطاه جزيل العطاء، ومنذ ذلك اليوم شاع صيته
وذكره بين الناس. فسألت أمي عن علاقة هذه القصة بتلك القناة؟ فأجابتني بحكمة قائلة:
إن ذلك المدعو عصفور لم يستخدم المسبحة ولم يقم بتلاوة أي عبارات وإنما بحث هنا
وهناك والصدفة وحدها هي التي خدمته وأصبح مشهوراً وهذا هو الحال مع العديد من هؤلاء
المدعين بأنهم يستطيعون المعالجة وإلى آخره. عموماً كان هذا هو رأي والدتي ومن يعرف
والدتي جيداً سوف يصدق بأن كل ما قيل سابقاً كان على لسان والدتي وأنا على يقين بأن
هناك الكثيرين مثل والدتي يعون جيداً أن ما يبث في هذه القنوات ليس صحيحاً، علماً
بأني قد أتفق مع البعض على أن القرآن الكريم هو علاج ولكن ليس لكل الأمراض
المستعصية، فالقرآن أفضل علاج للأمراض النفسية البحتة، بقراءته يزول الهم والغم
والاكتئاب ويشرح الصدر، كيف لا وهو كلام منزل من أرحم الراحمين ولكن أن يكون القرآن
علاجاً لمن به سرطان "لا سمح الله" هذا يدخل ضمن النصب والاحتيال على الناس، فلا بد
من المعالجة الطبية إضافة إلى الدعاء إلى الله وقراءة القرآن طبعاً "فالغريق يتعلق
بقشاية" كما يقول إخواننا المصريون، فالإنسان المريض يتخبط هنا وهناك وقد يتعرض
للنصب والاحتيال ويذهب للمشعوذين والدجالين من أجل أن يسترد عافيته، ونحن لا نلومه
بل نقدر كل ما يفعله ولكن علينا محاربة كل ما هو ضد القيم والمبادئ والتعاليم
الإسلامية
محطة إلى أخرى وكانت والدتي بجواري ووقفت عند قناة مختصة بمعالجة المرضى عن طريق
"القرآن والأعشاب والتعويذات" وغيرها وظللت أتابع هذه القناة واستغرب كيف يمكن أن
يصدق أحد مثل هذه "الخزعبلات"، وأطلقت سؤالاً ووجدت أمي تجيب على سؤالي بحكاية
قديمة، وقالت إن الناس إذا سمعوا عن واحد عالج شخصاً آخر وشفاه والشافي طبعاً هو
"الله"، كلهم يذهبون إليه من أجل العلاج. فقديماَ كان يوجد رجلا يدعى عصفور وامرأة تدعى جرادة، وكان زوجها عصفور
عاطلاً عن العمل أو بالأصح لا يجيد فعل أي شيء فأخبرته زوجته بأن عليه أن يبحث عن
عمل ولأنه لا يجيد العمل فشل، وهنا أشارت عليه زوجته بأن يدعي بأنه يجيد علم
المجهول ويستطيع العثور على الأشياء الضائعة وإلى آخره وبالفعل قام عصفور بحمل
مسبحة وكان يتمتم بكلمات غير معروفة، وعلم الملك بأمره وأمر بإحضاره إليه وكان ذلك،
فأخبره الملك بأن خاتماً عزيزاً عليه قد ضاع منه ولا يدري أين هو ويريد من عصفور أن
يحضره له وإلا سوف يقطع رأسه، هنا رد عصفور بينه وبين نفسه قائلاًَ: يا جرادة تعالي
شوفي عصفور، وظل عصفور يبحث هنا وهناك ويبحث، وشاءت الصدفة أن يجد الخاتم وطار
فرحاً، وذهب إلى الملك الذي كافأه وأعطاه جزيل العطاء، ومنذ ذلك اليوم شاع صيته
وذكره بين الناس. فسألت أمي عن علاقة هذه القصة بتلك القناة؟ فأجابتني بحكمة قائلة:
إن ذلك المدعو عصفور لم يستخدم المسبحة ولم يقم بتلاوة أي عبارات وإنما بحث هنا
وهناك والصدفة وحدها هي التي خدمته وأصبح مشهوراً وهذا هو الحال مع العديد من هؤلاء
المدعين بأنهم يستطيعون المعالجة وإلى آخره. عموماً كان هذا هو رأي والدتي ومن يعرف
والدتي جيداً سوف يصدق بأن كل ما قيل سابقاً كان على لسان والدتي وأنا على يقين بأن
هناك الكثيرين مثل والدتي يعون جيداً أن ما يبث في هذه القنوات ليس صحيحاً، علماً
بأني قد أتفق مع البعض على أن القرآن الكريم هو علاج ولكن ليس لكل الأمراض
المستعصية، فالقرآن أفضل علاج للأمراض النفسية البحتة، بقراءته يزول الهم والغم
والاكتئاب ويشرح الصدر، كيف لا وهو كلام منزل من أرحم الراحمين ولكن أن يكون القرآن
علاجاً لمن به سرطان "لا سمح الله" هذا يدخل ضمن النصب والاحتيال على الناس، فلا بد
من المعالجة الطبية إضافة إلى الدعاء إلى الله وقراءة القرآن طبعاً "فالغريق يتعلق
بقشاية" كما يقول إخواننا المصريون، فالإنسان المريض يتخبط هنا وهناك وقد يتعرض
للنصب والاحتيال ويذهب للمشعوذين والدجالين من أجل أن يسترد عافيته، ونحن لا نلومه
بل نقدر كل ما يفعله ولكن علينا محاربة كل ما هو ضد القيم والمبادئ والتعاليم
الإسلامية