بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي
أبو زيد بن عبد القوي
قرأت بعض ملازم حسين الحوثي في السابق ورأيت أن
تطوى ولا تروى بمجرد إطلاعي على عدد قليل منها !! لكن أذهلني إصرار أتباعه في
التلفاز على جعلها منهجاً لهم !! بل ودعوة الناس لقراءتها !! فشمرت عن ساعد الجد
وقضيت الليالي الطوال في البحث والتنقيب ووضعتها تحت المجهر حتى لا يغتر بها أحد :
القرآن لا يفهمه إلا أهل البيت !!
يزعم الحوثي في بعض ملازمه أن القرآن الكريم لا يفهمه إلا الأعلام من أهل البيت !!!
وهم المؤهلون وحدهم فقط لإرشادنا وتفهيمنا بل قد ضاع الكتاب عندما أضعنا الأعلام
!!! حسب زعمه في ملزمته "دروس من سورة آل عمران - الدرس الأول - ص8" : ( والقرآن
هنا ينص على أن الأمة بحاجة إلى قرآن وبحاجة إلى علم يتجسد فيه القرآن هو امتداد
للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ووارث للرسول صلى الله عليه وآله وسلم في كل عصر
من العصور ، أليس يعني هذا أن الأمة تكون أحوج ما تكون إلى أعلام للهدى تلتف حولهم
؟.
هم يجسدون القرآن ويهدون بالقرآن ، وينشدون الأمة بالقرآن ، ويعملون على
تطبيق القرآن في أوساط الأمة.
أم أن الله ترك الأمة هذه ؟!.
فكتاب ورسول هو
سيد الرسل لمجموعة من البشر في زمن محدود ثم يقول هذا الدين هو كله للعالمين ، وهو
يهدينا ويحذرنا من أهل الكتاب وهم بدو مقابل أهل الكتاب الرهيبين الشديدين من مكرهم
يمتلكون إمكانيات هائلة ، ثم لا يضع حلاً للمسألة !!.
الحل هو نفس الحل : لا بد
للأمة من أعلام تلتف حولها ، هم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(
وأنتم تتلى عليكم آيات الله ) هذه آيات الله قائمة فينا ، لكن عندما فُقدت الأعلام
ألم يضع الكتاب نفسه ؟.
- ضيعناه نحن ولم يضع هو - ، ألم تضيع الأمة الكتاب
عندما أضاعت الأعلام ؟.
أم أنه ليس هناك إشكالية ؟.
هذه نقطة مهمة. ) !!!
ويعلم الغبي قبل الذكي أن كتاب الله عز وجل محفوظ بحفظه تعالى الذي قال : ( إِنَّا
نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر9.
وكتاب الله
عز وجل يحفظه العجم قبل العرب ويحفظه ملايين البشر في صدورهم ويتعبدون بتلاوته
وحفظه والالتزام بهديه وتنفيذ حكمه ولا يقتصر فهمه على أعلام من أهل بيت الرسول صلى
الله عليه وسلم بل فهمه ميسر للجميع كما قال تعالى : ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا
الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) القمر40.
وليس فيه ألغاز ولا
طلاسم !!! وليس له باطن وظاهر !!! هذا أولاً.
ثانياً : سأقف وقفة بسيطة أنقل من
القرآن الكريم بعض ما يكشف زيفه ويدك باطله ويثبت أن القرآن للعالمين دون أي تعليق
في الآتي : 1- للجميع قال تعالى : ( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ
بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن
قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) آل عمران164 وقال : ( وَهَذَا كِتَابٌ
أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ
الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ
وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) الأنعام92 وقال : ( وَهَذَا كِتَابٌ
أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
الأنعام155 وقال : ( الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ
الْحَمِيدِ ) إبراهيم1 2- تبياناً لكل شيء وللمسلمين قال سبحانه : ( وَمَا
أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ
فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) النحل64 وقال : (
. . .
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى
وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) النحل89 3- يتلى عليهم ويتلونه وقال عز وجل
: ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ
الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت45 وقال : ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ
أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) العنكبوت51 وقال : ( إِنَّ الَّذِينَ
يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ) فاطر29 4-
ليدبروا آياته ويزكيهم قال تعالى : ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ
لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) ص29 وقال : (
إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى
فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم
بِوَكِيلٍ ) الزمر41 وقال : ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً
مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) الجمعة2 وقال : (
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ
لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ) النساء82 5- شفاء ورحمة للمؤمنين قال عز
وجل : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ
الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً
) الإسراء9 وقال : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ
لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً ) الإسراء82 6-
للناس قال سبحانه : ( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ
مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) الزمر27 وقال : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ
الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) محمد24 7- فذكر بالقرآن قال تعالى :
( نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ
بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ) ق45 وقال : (. . .
فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ
مِنَ الْقُرْآنِ. . . ) المزمل 20 وفي الأخير أقول : الحوثي كان يدعوا إلى الاحتكام
لكتاب الله عز وجل لكنه يقصد بكلامه الآيات التي يختارها ويبترها بتراً لكي يستدل
بها على باطله فقط !! أما القرآن الكريم الذي فيه الآيات السابقة وغيرها فلا مكان
لها عند الحوثي وأتباعه !! لأنها وبكل بساطة تنقض كل ما بناه وتهدم كل ما علاه من
إفك القول وباطله !! الطعن في العرب واليمنيين والإمام علي !! في ملزمة واحدة طعن
في العرب وفي أهل اليمن وفي الإمام علي رضي الله عنه !!! وقبل أن يأخذك العجب كل
مأخذ سأنقل كلامه أولاً من ملزمته ثم أعلق على كلامه !! يقول الحوثي في ملزمته"خطر
دخول أمريكا اليمن ص4" : ( والعرب بسطاء في تفكيرهم ، العرب سطحيون في نظرتهم ، و
أول من عرف هذا الإمام علي عليه السلام نفسه.
سنقول لأنفسنا بدون تحاشي أن
العرب سطحيون جداً ، وأن اليمنيين أكثر العرب سطحية ، سيكون اليمنيون أكثر من يمكن
أن يخدعوا.
أثناء التحكيم في صفين ، الإمام علي عليه السلام اختار ابن عباس
وعبد الله بن عباس رجل ذكي ومؤمن تقي وعالم وفاهم ، ولكن - أولئك الذين أرغموا
الإمام علي عليه السلام على التحكيم قالوا : لا. وفرضوا عليه أبا موسى الأشعري
.
وأبو موسى الأشعري هو من تهامة اليمن ، فقال عليه السلام : "إني أخشي أن يُخدع
يمانيكم" ) !!!! أما طعنه في الإمام علي رضي الله عنه فظاهر جلي عندما زعم أنه أرغم
على اختيار أبي موسى الأشعري رضي الله عنه !! فأظهره بمظهر الحاكم والخليفة الضعيف
وحاشا الخليفة الراشد من كلام الحوثي وغيره !! وشجاعة علي رضي الله عنه وفروسيته
التي هي مضرب الأمثال وكذلك إصراره عندما يعزم على أمر يرد ويكذب كلام الحوثي
السابق فيه !! الرد على طعنه في العرب وأما طعنه في العرب الذين اختارهم الله عز
وجل لنشر رسالة الإسلام فيرد عليه شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه
"اقتضاء الصراط المستقيم ص148" حيث يقول : ( فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة :
اعتقاد : أن جنس العرب أفضل من جنس العجم : عبرانيهم وسريانهم ، رومهم ، وفرسهم
وغيرهم ، وأن قريشاً أفضل العرب.
وأن بني هاشم أفضل قريش.
وأن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم.
فهو أفضل الخلق نفساً ، وأفضلهم نسباً وليس
فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم وإن كان
هذا من الفضل بل هم في أنفسهم أفضل وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
أفضل نفساً ونسباً وإلا لزم الدور.
ولهذا ذكر أبو محمد حرب بن إسماعيل بن خلف
الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها : هذا مذهب أئمة العلم
وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها.
وأدركت من أدركت من
علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها.
فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب
أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل
الحق وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد
بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم.
فكان من قولهم إن الإيمان قولاً
وعمل ونية - وساق كلاماً طويلاً إلى أن قال - ونعرف للعرب حقها وسابقتها ونحبهم
لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "حب العرب إيمان وبغضهم نفاق" ولا نقول بقول
الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ولا يقرون بفضلهم فإن قولهم بدعة
وخلاف ).
المصطفى حسين الحوثي !! جهل حسين الحوثي أورده المهالك فراح يستدل
بالأحاديث العامة في فضل بني هاشم على ترويج الحق الإلهي والاختيار الإلهي الذي
يحصر رئاسة المسلمين في الحوثيين ومن قال بقولهم فقط - راجع بحوث سابقة نقلنا
أقواله عن التفهيم الإلهي وإخراجه لأهل البيت الذين لا يقولون بقوله من حق الحكم
والرئاسة فضلاً عن إخراجه لغيرهم من البداية - وقد ألقى الكلام على عواهنه دون ما
تحقيق أو تدقيق ودون أن يعرف الحق في هذا الموضوع من الباطل !! لذلك وحتى نستفيد
فسأنقل كلاماً هاماً لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - من كتابه "اقتضاء
الصراط المستقيم " ص164-165 يقول فيه بعد أن أطال وفصل في مسألة فضل العرب وغيرهم :
( وإنما يتم الكلام بأمرين : أحدهما : أن الذي يجب على المسلم إذا نظر في الفضائل ،
أو تكلم فيها : أن يسلك سبيل العاقل الذي غرضه أن يعرف الخير ويتحراه جهده ، وليس
غرضه الفخر على أحد ، ولا الغمط من أحد.
فقد روى مسلم في صحيحه عن عياض ابن
حمار المجاشعى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنه أوحى إلى : أن تواضعوا
، حتى لا يفخر أحد على احد ، ولا يبغي أحد على أحد ".
فنهى سبحانه على لسان
رسوله صلى الله عليه وسلم عن نوعى الاستطالة على الخلق ، وهي الفخر والبغي ، لأن
المستطيل إن استطال بحق فقد افتخر ، وإن كان بغير حقد فقد بغى ، فلا يحل لا هذا ولا
هذا.
فإن كان الرجل من الطائفة الفاضلة : مثل أن يذكر فضل بني هاشم ، أو قريش ،
أو العرب ' أو الفرس ، أو بعضهم ، فلا يكون حظه : استشعار فضل نفسه ، والنظر إلى
ذلك ، فإنه مخطئ في هذا.
لأن فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص ، كما قدمناه ، فرب
حبشي أفضل عند الله من جمهور قريش.
ثم هذا النظر يوجب نقصه وخروجه عن الفضل ،
فضلا عن أن يستعلي عبد أو يستطيل.
وإن كان من الطائفة الأخرى : مثل العجم ، أو
غير قريش ، او بني هاشم ؛ فليعلم أن تصديقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر
، وطاعته فيما أمر ، ومحبة من أحبه ، والتشبه بمن فضله الله ، والقيام بالدين الحق
الذي بعث الله به عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم : يوجب له أن يكون أفضل من
جمهور الطائفة المفضلة.
وهذا هو الفضل الحقيقي.
وانظر إلى عمر بن الخطاب رضي
الله عنه ، حين وضع الديوان ، وقالوا له : يبدأ أمير المؤمنين بنفسه ، فقال : لا ،
ولكن ضعوا عمر حيث وضعه الله تعالى ، فبدأ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ثم - من يليهم - حتى جاءت نوبته في بني عدي.
وهم متأخرون عن أكثر بطون
قريش".
ثم هذا الإتباع للحق ونحوه ، قدمه على عامة بني هاشم ، فضلا عن غيرهم من
قريش ) أقول : لقد سقت كلام ابن تيمية السابق لأن الناس في زمننا هذا بين إفراط
وتفريط بخصوص قضية التفضيل : فأما الإفراط فقد تعددت أشكاله وتعدد دعاته وأشير
إليهم بإيجاز : فمنهم جماعة اتخذت من أحاديث الفضائل العامة في العرب وسيلة للقومية
العربية الباطلة التي فرقت بين العرب وبين المسلمين وذاق العرب أنفسهم الأهوال
والمصائب ممن يتشدق باسمهم ويتحدث عن فضلهم على غيرهم حسب ما يراه لا ما يراه الشرع
الإسلامي !! بل قد جعل من اليهودي والنصراني العربي أفضل من المسلم غير العربي !!!!
ومنهم جماعة اتخذت من أحاديث فضائل قريش وبني هاشم وسيلة للسيطرة والتمييز والنظرة
الدونية إلى الغير !! بل قد فضلوا الهاشمي الاثنى عشري الذي يؤمن بتحريف القرآن
الكريم ويكفر أمهات المؤمنين وصحابة الرسول الأمين ويؤمن بعدم وجوب الصلاة حتى يخرج
الإمام الثاني عشر من السرداب أو من غيره ويؤمن بأن الأئمة الاثنى عشر يعلمون الغيب
ويتحكمون في ذرات الكون. . .
الخ الكفريات التي لا يختلف عليها اثنان من أهل
العلم والإيمان !! فضلوه على غيره وإن كان من أتقى الأتقياء وأخلص الأولياء وأحفظ
الحفاظ مخالفين لقوله الصريح الواضح : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات13.
بل وبعضهم وللأسف قد
اعتقد بأن النسب الهاشمي الشريف يغنيه عن الصلاة وغيرها من العبادات متناسياً
الآيات الواضحات التي تبين بأن النسب لا ينفع يوم العرض قال تعالى : ( فَإِذَا
نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ )
المؤمنون101 بل بين أنه لا ينفع النسب القريب فما بالك بالنسب البعيد !! فقال عز
وجل : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي
وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ
وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا
يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) لقمان33.
وقال أيضاً : ( يَوْمَ لَا
يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ) الشعراء88.
وأما التفريط فقد تعددت أشكاله وتعددت
وسائل دعاته وأشير بإيجاز : فمنهم من يحتقر العرب ويزدريهم على العموم حتى ظهرت
الشعوبية والتي لا عمل لها إلا انتقاص العرب بكل وسيلة وكان أغلب الشعوبيين من
الموتورين على الإسلام الذي قادته وسادته هم العرب الذين أزالوا ممالكهم ودحروا
عقائدهم بالسيف والسنان حتى ارتفعت راية الإسلام خفاقة عالية في كل مكان - للمزيد
راجعوا كتب التاريخ والأدب - ومنهم من لا يعرف لقريش فضلهم ومنزلتهم ولا يسلك مسلك
أهل العلم في حديثه عن قريش الذين مدحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من
حديث ومنهم أيضاً من لا يعرف لبني هاشم منزلتهم الرفيعة فيطعن في كل الهاشميين دون
تمييز ودون أن يدري بأنهم عترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بل يصل به الجهل إلى
الطعن في الأنساب فشابه أهل الجاهلية وقال بقولهم بل قد حاكى في قوله هذا طائفة
الشعوبية التي تبغض بني هاشم وقريش والعرب قاطبة والحق وسط بين ذلك لا إفراط ولا
تفريط وراجعوا كلام ابن تيمية السابق لمزيد من الإيضاح والحديث ذو شجون لكن لا يتسع
المقام لكثير من التفاصيل فليراجع كلام أهل العلم في هذه المسألة.
الرد على طعنه
في أهل اليمن لقد شهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأهل اليمن فقال : (
أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوب وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية ) وتكفيهم
هذه الشهادة النبوية العظيمة التي يحفظها أهل اليمن وهذه الشهادة وإن كانت كافية
لإسقاط الثقة عن هذا الحوثي إلا أني أقول لمن لا يعلم بأن أهل اليمن كانوا في مقدمة
جيوش الفتح الإسلامية التي ساحت في الأرض ونشرت الإسلام بالطول والعرض أهل اليمن
سطروا أروع الملاحم في نشر الإسلام فلم يكونوا بسطاء سذج كما يفتري عليهم حسين
الحوثي بل كانوا في المقدمة على الدوام وضربوا أروع الأمثال وهذا ما سنفصله في قادم
الأيام لكن أقول ارجعوا إلى كتب التاريخ الإسلامي لتعرفوا عظمة أهل اليمن وكذب
الحوثي غير المؤتمن
تطوى ولا تروى بمجرد إطلاعي على عدد قليل منها !! لكن أذهلني إصرار أتباعه في
التلفاز على جعلها منهجاً لهم !! بل ودعوة الناس لقراءتها !! فشمرت عن ساعد الجد
وقضيت الليالي الطوال في البحث والتنقيب ووضعتها تحت المجهر حتى لا يغتر بها أحد :
القرآن لا يفهمه إلا أهل البيت !!
يزعم الحوثي في بعض ملازمه أن القرآن الكريم لا يفهمه إلا الأعلام من أهل البيت !!!
وهم المؤهلون وحدهم فقط لإرشادنا وتفهيمنا بل قد ضاع الكتاب عندما أضعنا الأعلام
!!! حسب زعمه في ملزمته "دروس من سورة آل عمران - الدرس الأول - ص8" : ( والقرآن
هنا ينص على أن الأمة بحاجة إلى قرآن وبحاجة إلى علم يتجسد فيه القرآن هو امتداد
للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ووارث للرسول صلى الله عليه وآله وسلم في كل عصر
من العصور ، أليس يعني هذا أن الأمة تكون أحوج ما تكون إلى أعلام للهدى تلتف حولهم
؟.
هم يجسدون القرآن ويهدون بالقرآن ، وينشدون الأمة بالقرآن ، ويعملون على
تطبيق القرآن في أوساط الأمة.
أم أن الله ترك الأمة هذه ؟!.
فكتاب ورسول هو
سيد الرسل لمجموعة من البشر في زمن محدود ثم يقول هذا الدين هو كله للعالمين ، وهو
يهدينا ويحذرنا من أهل الكتاب وهم بدو مقابل أهل الكتاب الرهيبين الشديدين من مكرهم
يمتلكون إمكانيات هائلة ، ثم لا يضع حلاً للمسألة !!.
الحل هو نفس الحل : لا بد
للأمة من أعلام تلتف حولها ، هم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(
وأنتم تتلى عليكم آيات الله ) هذه آيات الله قائمة فينا ، لكن عندما فُقدت الأعلام
ألم يضع الكتاب نفسه ؟.
- ضيعناه نحن ولم يضع هو - ، ألم تضيع الأمة الكتاب
عندما أضاعت الأعلام ؟.
أم أنه ليس هناك إشكالية ؟.
هذه نقطة مهمة. ) !!!
ويعلم الغبي قبل الذكي أن كتاب الله عز وجل محفوظ بحفظه تعالى الذي قال : ( إِنَّا
نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر9.
وكتاب الله
عز وجل يحفظه العجم قبل العرب ويحفظه ملايين البشر في صدورهم ويتعبدون بتلاوته
وحفظه والالتزام بهديه وتنفيذ حكمه ولا يقتصر فهمه على أعلام من أهل بيت الرسول صلى
الله عليه وسلم بل فهمه ميسر للجميع كما قال تعالى : ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا
الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) القمر40.
وليس فيه ألغاز ولا
طلاسم !!! وليس له باطن وظاهر !!! هذا أولاً.
ثانياً : سأقف وقفة بسيطة أنقل من
القرآن الكريم بعض ما يكشف زيفه ويدك باطله ويثبت أن القرآن للعالمين دون أي تعليق
في الآتي : 1- للجميع قال تعالى : ( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ
بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن
قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) آل عمران164 وقال : ( وَهَذَا كِتَابٌ
أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ
الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ
وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) الأنعام92 وقال : ( وَهَذَا كِتَابٌ
أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
الأنعام155 وقال : ( الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ
الْحَمِيدِ ) إبراهيم1 2- تبياناً لكل شيء وللمسلمين قال سبحانه : ( وَمَا
أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ
فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) النحل64 وقال : (
. . .
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى
وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) النحل89 3- يتلى عليهم ويتلونه وقال عز وجل
: ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ
الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت45 وقال : ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ
أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) العنكبوت51 وقال : ( إِنَّ الَّذِينَ
يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ) فاطر29 4-
ليدبروا آياته ويزكيهم قال تعالى : ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ
لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) ص29 وقال : (
إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى
فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم
بِوَكِيلٍ ) الزمر41 وقال : ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً
مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) الجمعة2 وقال : (
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ
لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ) النساء82 5- شفاء ورحمة للمؤمنين قال عز
وجل : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ
الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً
) الإسراء9 وقال : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ
لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً ) الإسراء82 6-
للناس قال سبحانه : ( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ
مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) الزمر27 وقال : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ
الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) محمد24 7- فذكر بالقرآن قال تعالى :
( نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ
بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ) ق45 وقال : (. . .
فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ
مِنَ الْقُرْآنِ. . . ) المزمل 20 وفي الأخير أقول : الحوثي كان يدعوا إلى الاحتكام
لكتاب الله عز وجل لكنه يقصد بكلامه الآيات التي يختارها ويبترها بتراً لكي يستدل
بها على باطله فقط !! أما القرآن الكريم الذي فيه الآيات السابقة وغيرها فلا مكان
لها عند الحوثي وأتباعه !! لأنها وبكل بساطة تنقض كل ما بناه وتهدم كل ما علاه من
إفك القول وباطله !! الطعن في العرب واليمنيين والإمام علي !! في ملزمة واحدة طعن
في العرب وفي أهل اليمن وفي الإمام علي رضي الله عنه !!! وقبل أن يأخذك العجب كل
مأخذ سأنقل كلامه أولاً من ملزمته ثم أعلق على كلامه !! يقول الحوثي في ملزمته"خطر
دخول أمريكا اليمن ص4" : ( والعرب بسطاء في تفكيرهم ، العرب سطحيون في نظرتهم ، و
أول من عرف هذا الإمام علي عليه السلام نفسه.
سنقول لأنفسنا بدون تحاشي أن
العرب سطحيون جداً ، وأن اليمنيين أكثر العرب سطحية ، سيكون اليمنيون أكثر من يمكن
أن يخدعوا.
أثناء التحكيم في صفين ، الإمام علي عليه السلام اختار ابن عباس
وعبد الله بن عباس رجل ذكي ومؤمن تقي وعالم وفاهم ، ولكن - أولئك الذين أرغموا
الإمام علي عليه السلام على التحكيم قالوا : لا. وفرضوا عليه أبا موسى الأشعري
.
وأبو موسى الأشعري هو من تهامة اليمن ، فقال عليه السلام : "إني أخشي أن يُخدع
يمانيكم" ) !!!! أما طعنه في الإمام علي رضي الله عنه فظاهر جلي عندما زعم أنه أرغم
على اختيار أبي موسى الأشعري رضي الله عنه !! فأظهره بمظهر الحاكم والخليفة الضعيف
وحاشا الخليفة الراشد من كلام الحوثي وغيره !! وشجاعة علي رضي الله عنه وفروسيته
التي هي مضرب الأمثال وكذلك إصراره عندما يعزم على أمر يرد ويكذب كلام الحوثي
السابق فيه !! الرد على طعنه في العرب وأما طعنه في العرب الذين اختارهم الله عز
وجل لنشر رسالة الإسلام فيرد عليه شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه
"اقتضاء الصراط المستقيم ص148" حيث يقول : ( فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة :
اعتقاد : أن جنس العرب أفضل من جنس العجم : عبرانيهم وسريانهم ، رومهم ، وفرسهم
وغيرهم ، وأن قريشاً أفضل العرب.
وأن بني هاشم أفضل قريش.
وأن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم.
فهو أفضل الخلق نفساً ، وأفضلهم نسباً وليس
فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم وإن كان
هذا من الفضل بل هم في أنفسهم أفضل وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
أفضل نفساً ونسباً وإلا لزم الدور.
ولهذا ذكر أبو محمد حرب بن إسماعيل بن خلف
الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها : هذا مذهب أئمة العلم
وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها.
وأدركت من أدركت من
علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها.
فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب
أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل
الحق وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد
بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم.
فكان من قولهم إن الإيمان قولاً
وعمل ونية - وساق كلاماً طويلاً إلى أن قال - ونعرف للعرب حقها وسابقتها ونحبهم
لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "حب العرب إيمان وبغضهم نفاق" ولا نقول بقول
الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ولا يقرون بفضلهم فإن قولهم بدعة
وخلاف ).
المصطفى حسين الحوثي !! جهل حسين الحوثي أورده المهالك فراح يستدل
بالأحاديث العامة في فضل بني هاشم على ترويج الحق الإلهي والاختيار الإلهي الذي
يحصر رئاسة المسلمين في الحوثيين ومن قال بقولهم فقط - راجع بحوث سابقة نقلنا
أقواله عن التفهيم الإلهي وإخراجه لأهل البيت الذين لا يقولون بقوله من حق الحكم
والرئاسة فضلاً عن إخراجه لغيرهم من البداية - وقد ألقى الكلام على عواهنه دون ما
تحقيق أو تدقيق ودون أن يعرف الحق في هذا الموضوع من الباطل !! لذلك وحتى نستفيد
فسأنقل كلاماً هاماً لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - من كتابه "اقتضاء
الصراط المستقيم " ص164-165 يقول فيه بعد أن أطال وفصل في مسألة فضل العرب وغيرهم :
( وإنما يتم الكلام بأمرين : أحدهما : أن الذي يجب على المسلم إذا نظر في الفضائل ،
أو تكلم فيها : أن يسلك سبيل العاقل الذي غرضه أن يعرف الخير ويتحراه جهده ، وليس
غرضه الفخر على أحد ، ولا الغمط من أحد.
فقد روى مسلم في صحيحه عن عياض ابن
حمار المجاشعى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنه أوحى إلى : أن تواضعوا
، حتى لا يفخر أحد على احد ، ولا يبغي أحد على أحد ".
فنهى سبحانه على لسان
رسوله صلى الله عليه وسلم عن نوعى الاستطالة على الخلق ، وهي الفخر والبغي ، لأن
المستطيل إن استطال بحق فقد افتخر ، وإن كان بغير حقد فقد بغى ، فلا يحل لا هذا ولا
هذا.
فإن كان الرجل من الطائفة الفاضلة : مثل أن يذكر فضل بني هاشم ، أو قريش ،
أو العرب ' أو الفرس ، أو بعضهم ، فلا يكون حظه : استشعار فضل نفسه ، والنظر إلى
ذلك ، فإنه مخطئ في هذا.
لأن فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص ، كما قدمناه ، فرب
حبشي أفضل عند الله من جمهور قريش.
ثم هذا النظر يوجب نقصه وخروجه عن الفضل ،
فضلا عن أن يستعلي عبد أو يستطيل.
وإن كان من الطائفة الأخرى : مثل العجم ، أو
غير قريش ، او بني هاشم ؛ فليعلم أن تصديقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر
، وطاعته فيما أمر ، ومحبة من أحبه ، والتشبه بمن فضله الله ، والقيام بالدين الحق
الذي بعث الله به عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم : يوجب له أن يكون أفضل من
جمهور الطائفة المفضلة.
وهذا هو الفضل الحقيقي.
وانظر إلى عمر بن الخطاب رضي
الله عنه ، حين وضع الديوان ، وقالوا له : يبدأ أمير المؤمنين بنفسه ، فقال : لا ،
ولكن ضعوا عمر حيث وضعه الله تعالى ، فبدأ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ثم - من يليهم - حتى جاءت نوبته في بني عدي.
وهم متأخرون عن أكثر بطون
قريش".
ثم هذا الإتباع للحق ونحوه ، قدمه على عامة بني هاشم ، فضلا عن غيرهم من
قريش ) أقول : لقد سقت كلام ابن تيمية السابق لأن الناس في زمننا هذا بين إفراط
وتفريط بخصوص قضية التفضيل : فأما الإفراط فقد تعددت أشكاله وتعدد دعاته وأشير
إليهم بإيجاز : فمنهم جماعة اتخذت من أحاديث الفضائل العامة في العرب وسيلة للقومية
العربية الباطلة التي فرقت بين العرب وبين المسلمين وذاق العرب أنفسهم الأهوال
والمصائب ممن يتشدق باسمهم ويتحدث عن فضلهم على غيرهم حسب ما يراه لا ما يراه الشرع
الإسلامي !! بل قد جعل من اليهودي والنصراني العربي أفضل من المسلم غير العربي !!!!
ومنهم جماعة اتخذت من أحاديث فضائل قريش وبني هاشم وسيلة للسيطرة والتمييز والنظرة
الدونية إلى الغير !! بل قد فضلوا الهاشمي الاثنى عشري الذي يؤمن بتحريف القرآن
الكريم ويكفر أمهات المؤمنين وصحابة الرسول الأمين ويؤمن بعدم وجوب الصلاة حتى يخرج
الإمام الثاني عشر من السرداب أو من غيره ويؤمن بأن الأئمة الاثنى عشر يعلمون الغيب
ويتحكمون في ذرات الكون. . .
الخ الكفريات التي لا يختلف عليها اثنان من أهل
العلم والإيمان !! فضلوه على غيره وإن كان من أتقى الأتقياء وأخلص الأولياء وأحفظ
الحفاظ مخالفين لقوله الصريح الواضح : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات13.
بل وبعضهم وللأسف قد
اعتقد بأن النسب الهاشمي الشريف يغنيه عن الصلاة وغيرها من العبادات متناسياً
الآيات الواضحات التي تبين بأن النسب لا ينفع يوم العرض قال تعالى : ( فَإِذَا
نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ )
المؤمنون101 بل بين أنه لا ينفع النسب القريب فما بالك بالنسب البعيد !! فقال عز
وجل : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي
وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ
وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا
يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) لقمان33.
وقال أيضاً : ( يَوْمَ لَا
يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ) الشعراء88.
وأما التفريط فقد تعددت أشكاله وتعددت
وسائل دعاته وأشير بإيجاز : فمنهم من يحتقر العرب ويزدريهم على العموم حتى ظهرت
الشعوبية والتي لا عمل لها إلا انتقاص العرب بكل وسيلة وكان أغلب الشعوبيين من
الموتورين على الإسلام الذي قادته وسادته هم العرب الذين أزالوا ممالكهم ودحروا
عقائدهم بالسيف والسنان حتى ارتفعت راية الإسلام خفاقة عالية في كل مكان - للمزيد
راجعوا كتب التاريخ والأدب - ومنهم من لا يعرف لقريش فضلهم ومنزلتهم ولا يسلك مسلك
أهل العلم في حديثه عن قريش الذين مدحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من
حديث ومنهم أيضاً من لا يعرف لبني هاشم منزلتهم الرفيعة فيطعن في كل الهاشميين دون
تمييز ودون أن يدري بأنهم عترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بل يصل به الجهل إلى
الطعن في الأنساب فشابه أهل الجاهلية وقال بقولهم بل قد حاكى في قوله هذا طائفة
الشعوبية التي تبغض بني هاشم وقريش والعرب قاطبة والحق وسط بين ذلك لا إفراط ولا
تفريط وراجعوا كلام ابن تيمية السابق لمزيد من الإيضاح والحديث ذو شجون لكن لا يتسع
المقام لكثير من التفاصيل فليراجع كلام أهل العلم في هذه المسألة.
الرد على طعنه
في أهل اليمن لقد شهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأهل اليمن فقال : (
أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوب وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية ) وتكفيهم
هذه الشهادة النبوية العظيمة التي يحفظها أهل اليمن وهذه الشهادة وإن كانت كافية
لإسقاط الثقة عن هذا الحوثي إلا أني أقول لمن لا يعلم بأن أهل اليمن كانوا في مقدمة
جيوش الفتح الإسلامية التي ساحت في الأرض ونشرت الإسلام بالطول والعرض أهل اليمن
سطروا أروع الملاحم في نشر الإسلام فلم يكونوا بسطاء سذج كما يفتري عليهم حسين
الحوثي بل كانوا في المقدمة على الدوام وضربوا أروع الأمثال وهذا ما سنفصله في قادم
الأيام لكن أقول ارجعوا إلى كتب التاريخ الإسلامي لتعرفوا عظمة أهل اليمن وكذب
الحوثي غير المؤتمن