;

من مساوئ 2009 1183

2010-01-24 04:52:08

جمال
سلامة


يقال إن الفريد نوبل أوصى بشروط للفوز بجائزته
للسلام، منها "يجب أن يكون مستحقها قد بذل أقصى ما في استطاعته أو قدم أفضل عمل من
أجل الإخاء بين الأمم، أو إنهاء الحروب أو عقد مؤتمرات السلام وتعزيز هذا
السلام..".
ولما كان الذين حصلوا على جائزة نوبل للسلام على شاكلة
هنري كيسنجر والسادات ومناحيم بيغن وبعدهم شيمون
بيرز ورابين، ولحق بهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وكلهم لا يستحقون.
فمعنى
ذلك أننا سنكون أمام علامات فارقة كارثية العام المقبل، فأي منهم لم تتوفر فيه
الشروط، لم يؤسس لإخاء لا بين أمم ولا بين شعوب، ولم ينه حربا، ولم يأت
بالسلام.
بل شجعته جائزة السلام المنحوسة هذه على ارتكاب المزيد من الجرائم
والمعاصي بحقوق الأمم والشعوب والأفراد، ولن يكون الرئيس أوباما
استثناء.
فالمستر هنري كيسنجر سيئ الذكر والصيت حصل على جائزة نوبل للسلام، بحجة
أنه وقع على إنهاء الحرب على الشعب الفيتنامي "صك هزيمة أمريكا" وهو من أكبر صناع
تلك الحرب الظالمة، ولكنه بعدها خطط لانقلاب عسكري دموي ضد النظام الديمقراطي في
تشيلي، وأودى بحياة مئات الآلاف من مواطنيها بما في ذلك الرئيس المنتخب سلفادور
الليندي، ودوره الإجرامي في حرب أكتوبر73 وبعدها بات معروفا.
وأما السادات فقد
حصل عليها بحجة توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل واعتبار حرب أكتوبر آخر
الحروب؛ ولكنه أخرج سيناء عن السيادة المصرية وأخرج مصر كلها عن دائرة العمل العربي
المشترك وجعل منها عرابا للنفوذ الأمريكي والإسرائيلي وتفرغ بعدها إلى ملاحقة
الوطنيين المصريين والعرب، وأسس للحروب التي شنتها إسرائيل لاحقا.
وأما شريكه
بيغن فتاريخه الإجرامي في غنى عن التعليق، ومثله شيمون بيرز واسحاق رابين حدث ولا
حرج عن جرائم ضد الشعب الفلسطيني منذ تأسيس الكيان الصهيوني وحتى مذبحة "قانا"
وتكسير عظام أطفال الحجارة، وإلى يومنا، وما كان لهؤلاء الصهاينة المجرمين أن
يحصلوا عليها لو كانوا غير ذلك.
أما لماذا منحت للرئيس الحالي باراك أوباما؟ وهل
سيدرج في التاريخ ضمن قائمة من لا يستحقونها ومن أساؤوا استغلالها؟..
فهذا هو
بالتأكيد أحد مساوئ 2009.
منحت جائزة السلام للرئيس أوباما بناء على حجج واهية،
منها، وعود قطعها على نفسه قبل دخوله البيت الأبيض وهي قد تشجعه بعد أن تخطى
عتباته.
ومنها أن الجائزة سوف تدفع أوباما إلى الضغط على إسرائيل باتجاه السلام
وإنهاء الصراع التاريخي.
ومنها أنه يؤمن بالحوار بين الحضارات والأديان ومع
حلفائه الأوروبيين.
ومنها أنها نكاية بالرئيس دبليو بوش الذي كان يؤمن باستخدام
القوة ولا يعير حلفاءه الأوروبيين اهتماما يذكر.
وقد تكون هذه الحجة
أقواها.
أوباما هذا لا يستحق الجائزة، فقط لأنه تراجع عن مطالبته بوقف الاستيطان
الصهيوني وعن وعوده، وتحوله إلى الضغط على العرب بدلا من إسرائيل لإبداء حسن النية
والتطبيع معها؛ ناهيك عن تجاهله لترسانة إسرائيل النووية وعدم ممارسة أي ضغط عليها
لحملها على الانضمام للمعاهدة الدولية لحظر الانتشار النووي، وهو الذي ينادي
بانضمام دول العالم للمعاهدة.
وهو لا يقوى على وقف جموح إسرائيل الاستيطاني، ولا
على إنهاء الاحتلال والاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب
الفلسطيني.
والنتيجة هي استمرار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية
واستمرار التهويد والقمع الدموي، ولا يبدو أنه بصدد مراجعة مواقفه
الهزيلة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد المياحي

2024-09-21 22:40:48

عن سبتمبر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد