أبو زيد بن عبد القوي
تطوى ولا تروى بمجرد إطلاعي على عدد قليل منها !! لكن أذهلني إصرار أتباعه في
التلفاز على جعلها منهجاً لهم !! بل ودعوة الناس لقراءتها !! فشمرت عن ساعد الجد
وقضيت الليالي الطوال في البحث والتنقيب ووضعتها تحت المجهر حتى لا يغتر بها أحد :
طعنه في الأمة الإسلامية !! لا تطيب
نفس حسين الحوثي إلا بالطعن في الجميع - ما عدا الخميني وإيران - !!!! اليمن والعرب
وأمة الإسلام منذ اليوم الأول الذي زعم أنه تم إقصاء الإمام علي رضي الله عنه حسب
ما يفتري في ملزمته "ذكرى استشهاد الإمام علي (ع) ص10" : (هكذا يجب أيها الأخوة أن
نتذكر المأساة بفقد الإمام علي صلوات الله عليه على هذه الأمة ، الشقاء الذي جلبه
غيابه في تلك اللحظة والفترة التاريخية الحرجة ما جلبه من شقاء على هذه الأمة ،
ونفكر أيضاً فيما جلبه من أقصوا الإمام علي عليه السلام والقرآن الذي جاهد من أجله
الإمام علي عليه السلام ، والقرآن الذي قرن به الإمام علي عليه السلام ما جلبوه من
وبال وشقاء وفساد على هذه الأمة) !!!! أقول : هذا تكذيب للقرآن الكريم الذي فضل هذه
الأمة على كل الأمم فقال عز وجل : (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّه)
وتكذيب لقوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ
فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ
الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ
وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) الحجرات7. وعشرات
الآيات هذا أولاً.
ثانياً : الشقاء كان على كل أعداء الإسلام من العرب والفرس
والرومان وغيرهم أما الأمة فما عرفت العز إلا على يد الصحابة رضي الله عنهم ومن سار
على دربهم وسلك مسلكهم وترضى عليهم.
ثالثاً : كذب على الإمام علي رضي الله عنه
الذي قال في أهم كتاب عند جميع طوائف الشيعة "نهج البلاغة" يقول في 3/7 (بايعني
القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن
يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا على رجل
وسموه إماماً كان ذلك لله رضى فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج
منه فإن أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى) فهل هناك
أوضح من هذا الكلام ؟ فلا إقصاء ولا وصية إلهية من رب السماء !! بل بيعة شرعية من
الرعية وعن طريق الشورى التي كانت في ذلك الزمان للمهاجرين والأنصار وأيضاً يؤكد
الإمام علي رضي الله عنه بأنه دعي إلى الإمامة والخلافة وحمل عليها بإصرار من
الرعية وليس بوصية !! فيقول في2/184 (والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في
الولاية إربة.
ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها) وحسين الحوثي يخترع وصية
إلهية وإقصاء وجلب شقاء لكي يثير الفتنة ويسب خير أمة !!! وزيادة في الدلالة ولفضح
أهل الضلالة أسوق ما قاله علي رضي الله عنه في نهج البلاغة 1/ 181-182 : (ومن خطبة
له عليه السلام لما أريد على البيعة بعد قتل عثمان رضي الله عنه : دعوني والتمسوا
غيري فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان.
لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه
العقول.
وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت وعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم
ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب) فأين الإقصاء من قوله دعوني والتمسوا
غيري ؟!! بل يواصل القول رضي الله عنه وينقض كل أكاذيب ومزاعم الحوثي فيقول بعد
كلامه السابق مباشرة : (وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه
أمركم.
وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا) فهو رغم أنف الحوثي وغيره : كأحدهم !!
وأسمعهم وأطوعهم !! وهو وزير خير من أمير !! لكن دعاة الشر والفتنة يصرون على تفريق
الأمة من خلال الأكاذيب الفارغة عن الوصية الإلهية والإقصاء الذي جلب الشر لهذه
الأمة !!! والكلام طويل أكتفي بما سبق ليظهر للجميع صدق القول من الخبر العاطل الذي
هو دأب دعاة الباطل !! رقعة واسعة لكن الدين ناقص !! احتار حسين الحوثي في الجواب
على من نشر الإسلام !! أو لنقل أراد أن يخفي عن أتباعه من نشر الإسلام في كل مكان
فطعن في الإسلام مباشرة وزعم بأنه ناقص !!!! وذلك في ملزمته "محاضرات المدرسة -
لتحذن حذو بني إسرائيل ص5" : (أولسنا نرى الدين الآن على رقعة واسعة من الدنيا هذه
؟ أليست البلاد العربية كلها تحمل أسم بلاد إسلامية ؟ أليست هناك شعوب أخرى تمتد
إلى أوساط آسيا وإلى أوربا ، وإلى بلدان أفريقيا ، أليست رقعة البلاد الإسلامية
واسعةً ؟ أليست إذاً مساحات الدين منتشرة بشكل واسع ؟ لكن ما بال هذا الدين لم يعمل
شيء لهذه الأمة ؟ ما باله ؟ لأنه قدم ناقصاً. ) !!!! وطبعاً عجز عن الإجابة عن هذا
السؤال الهام : ما هو الناقص في الإسلام الذي لم يتم تقديمه للبلدان الإسلامية ؟!!!
هذا أولاً.
وثانياً : من زعم بأن الدين قدم ناقصاً فهو كذاب طاعن في الإسلام
الذي بفضل تمامه تحدث القرآن فقال : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً)
المائدة3.
وطاعن في أهل البيت رضي الله عنهم قبل غيرهم لأنهم رضوا بانتشار الدين
الناقص !! وأما قوله : (ما بال هذا الدين لم يعمل شيء لهذه الأمة ؟) فافتراء على
دين الإسلام يكذبه القرآن قال تعالى : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً
وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء
فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ
عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ
اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران103.
وقال تعالى :
(وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن
يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ
الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الأنفال26.
وقال تعالى : (كُنتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) آل عمران110.
ومئات الآيات غيرها وتكذيب
للواقع والتاريخ الذي جعل هذه الأمة تنتصر على جميع الأمم والشعوب في فترة قياسية
لا مثيل لها !! بل هذه الأمة هي التي قضت على أعظم إمبراطوريتين في الأرض
إمبراطورية الفرس وإمبراطورية الروم بل ودخل أهلها في الإسلام وكان المسلم مرهوب
الجانب لا يخاف ظلم ظالم ولا يظلم غيره بل يعدل حتى مع الأعداء امتثالاً لقوله
تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء
بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ
اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ
بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة8.
فكسبوا قلوب الجميع بفضل هذا الدين الذي يفتري
عليه حسين الحوثي ويزعم بأنه قدم ناقصاً !! والبعرة تدل على البعير !! حكم على نفسه
!! لقد حكم حسين الحوثي على نفسه بنفسه في ملزمته "سورة آل عمران - الدرس الثالث -
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ ص18" فقال : (من يعمل على تفريق طائفة محقه يمكن أن
تجتمع على كلمة واحده هذا هو يلطخ وجهه بالعار وبالخزي ، فيقدم على الله يوم
القيامة ووجهه أسود. ) !! أقول : كلما تأملت كلام هذا الحوثي ازددت يقيناً بأنه من
أجهل البشر الذي يفعل غير ما يقول !! ويقول غير ما يفعل !! وكلامه السابق خير شاهد
!! فمن الذي يعمل على تفريق الأمة غيره وغير جماعته ؟! وقد قبلنا بحكمه على نفسه
وعلى جماعته : (هذا هو يلطخ وجهه بالعار وبالخزي ، فيقدم على الله يوم القيامة
ووجهه أسود. ) فهل يكف أتباعه عن تفريق الأمة أم سيصرون على الاستمرار في بغيهم
فيقدمون على الله عز وجل ووجوههم سود !! ملطخة بالعار والخزي ؟!! الأمة المرتدة !!
من يؤمن بأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أوصى لعلي رضي الله عنه
بالخلافة والإمامة من بعده سيعتقد ويؤمن بأن الصحابة رضي الله عنهم قد أقصوا
وأزاحوا علياً رضي الله عنه من مقامه وحقه ويحكم عليهم بالردة !!!! وزاد الحوثي على
ذلك باعتقاده أن القرآن الكريم قد أقصي عندما أقصي علي رضي الله عنه !!!! يقول حسين
الحوثي في ملزمته " ذكرى استشهاد الإمام علي (ع) ص3-4" : (بهذه الطريقة وبهذا
الأسلوب نحن نجيب على تساؤل أو نطرح تساؤل : لماذا استشهد الإمام علي عليه السلام
؟؟.
لماذا قتل الإمام علي عليه السلام وعلى هذا النحو : في المسجد ، في شهر
رمضان ، في ليلة القدر ، بسيف محسوب على المسلمين ، رجل محسوب على هذه الأمة ،
وبمؤامرة شخص حكم فيما بعد هذه الأمة !!.
إنه الانحراف السابق ، الانحراف الذي
أدى إلى ماذا ؟.
على الرغم من تأكيد أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأولئك
الذين كانوا على يقين من صدقه كانوا على يقين من نبوته ، كانوا على يقين من حرصه
على هداية هذه الأمة ، وأن لا ترتد هذه الأمة.
وأن يسيطر الضلال على هذه الأمة
، ولقد قال لهم صلى الله عليه وآله وسلم : "علي مع القرآن ، والقرآن مع علي"
.
وقال لهم أيضاً وقال للناس جميعاً من بعدهم "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن
تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي من أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن
يفترقا حتى يردا على الحوض" والإمام علي عليه السلام هو رأس أهل البيت عليهم السلام
.
- الله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر
للإسلام - هكذا قال لهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
لنأت إلى حديث واحد هو
قوله صلى الله عليه وآله وسلم : "علي مع القرآن ، والقرآن مع علي" حتى يتجلى لنا أن
تلك الانزلاقة التي يراها البعض أنها لا تشكل خطورة على الإسلام والمسلمين أنها في
واقعها كانت على هذا النحو ، نحن متأكدون والمسلمون جميعاً يعرفون أن الإمام علي
عليه السلام أقصي ، أزيح ، ابُعد عن المقام الذي اختصه به الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم وحل محله أبو بكر.
ثم عمر.
ثم عثمان فعندما نرى الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم "علي مع القرآن ، والقران مع علي" فعندما يقصى الإمام علي عليه
السلام على جنب فبالتأكيد أن القرآن معه أيضاً لأنه قرين القرآن لا يمكن أن تتصور
أن أحداً من الناس بإمكانه أن يقصي الإمام علي عليه السلام جانباً ويبقى القرآن
حياً وهو مطبقاً للقرآن ، ويبقى هو على منهجية القرآن لا يمكن ذلك ، لو قلنا بذلك
لكنا مكذبين بهذه المقارنة المؤكدة الصريحة التي قالها الرسول صلى الله عليه وآله
وسلم في هذا الحديث المتواتر المعروف عند الجميع "علي مع القرآن ، والقرآن مع علي"
.
وعندما يُقصي الإمام علي عليه السلام ففي الواقع أقصي القرآن معه على جنب ،
أليس هذا انحراف خطير؟) انتهى كلامه بطوله وهو كلام عاطل باطل قد حوى الأكاذيب
والمغالطات وتضمن غلطاً واضحاً وخلطاً فاضحاً أجيب عليه باختصار فأقول : أولاً :
الحوثي يخرج الناس من دين الله !! حكم على الصحابة والأمة الإسلامية بالردة في
كلامه السابق فكذب صريح القرآن الذي قال : (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
(1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3)) فالله عز وجل يشهد
بأن الناس يدخلون في دين الله أفواجا وحسين الحوثي يخرجهم من دين الله أفواجا !!!!
الله عز وجل يعدهم بالنصر والتمكين على جميع الأمم فيقول : (وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي
الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ
دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ
أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)النور55.
وحسين الحوثي يكذب الله عز وجل ويزعم
أنهم انحرفوا !! ارتدوا !! انزلقوا !!. . .
الخ الترهات والأباطيل التي يكررها في
ملازمه ويعيدها من غير تدقيق ودونما تحقيق بل مجرد تلفيق من هنا وهنا فكانت ملازمه
أباطيل وأخاليط وأضاليل !!!! ثانياً : الأحاديث الموضوعة !! ينكر في ملازمه السنة
النبوية جملة وتفصيلا !!! لكنه كعادة كل مدلس جاهل كذاب متعالي متعالم يستدل
بالأحاديث الموضوعة والروايات الضعيفة لتمرير الباطل والخبر العاطل !! وما الأحاديث
التي ساقها في كلامه السابق إلا من هذا النوع والحديث حولها يطول ولا يسعفني الوقت
للتفصيل لذلك أكتفي بالقليل من كلام أهل العلم على الحديث الذي قال عنه الحوثي (هذا
الحديث المتواتر المعروف عند الجميع "علي مع القرآن ، والقرآن مع علي") فأقول : 1-
هذا من الكذب الصراح الباطل الذي لا ينطلي إلا على أجهل البشر وأضل الخلق فالحديث
ليس متواتراً بل ولا هو في كتب أهل العلم التي احتوت على أحاديث الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم الصحيحة بل ولا حتى في كتب السنن والمسانيد التي يعرفها صغار طلبة
العلم وقوله السابق دليل على أن الرجل لا ينزه نفسه عن الكذب الذي هو شر خصلة في
الإنسان ومحرم في جميع الأديان فما بالك بدين الإسلام قال تعالى : (فِي قُلُوبِهِم
مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا
يَكْذِبُونَ) البقرة10 وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتواتر الصحيح (من كذب
عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) (سنن ابن ماجه رقم30) 2- لم يسق كعادته سند
الحديث ولا من أين أخذه حتى نرجع إلى مصدره ونحكم على الحديث بما يستحق من التصحيح
والتضعيف.
3- هذا الحديث وحديث آخر يسوقه في ملازمه "علي مع الحق والحق مع علي"
النكارة ظاهرة في متنهما لأول وهلة ومع ذلك فقد بحثت في كتب أهل العلم الصحيحة فما
وجدت لهما أي ذكر.
4- قلت في نفسي لأرجع إلى مستدرك الحاكم ففيه الكثير من
الأحاديث الضعيفة والموضوعة والتي يجازف رحمه الله في تصحيحها بسبب تساهله في
التصحيح والتضعيف كما هو معروف عند أهل العلم بالحديث وقبل أن أبحث فيه كفاني
الباحث المحقق نشأت بن كمال المصري مئونة البحث والتنقيب فقال في هامش "در السحابة
في مناقب القرابة والصحابة - تأليف الإمام محمد بن علي الشوكاني" معلقاً على الحديث
الذي ساقه الشوكاني رحمه الله تعالى معتمداً على تصحيح الحاكم : (وأخرج الحاكم في
المستدرك من حديث أم سلمة وقال : صحيح الإسناد أنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : "علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض")
فقال المحقق المصري في هامش ص169 : (في إسناده علي بن هاشم بن البريد وهو شيعي صدوق
وأبوه هاشم ثقة شيعي وشيخه أبو سعيد التيمي اسمه عقيص ترجم له الذهبي في الميزان
5/110 وقال : اسمه دينار شيعي تركه الدار قطني وقال الجوز جاني : غير ثقة وقال ابن
معين : رشيد الهجري سيء المذهب وعقيص شراً منه) أ ه وحديث اللهم أدر الحق معه حيث
دار قال المحقق في الهامش : (وفي إسناده مختار بن نافع التميمي قال الذهبي في تلخيص
المستدرك ومختار ساقط قال النسائي وغيره : ليس بثقة) أ ه.
5- أما ابن تيمية فقد
رد على الحديث الذي ساقه ابن مطهر الحلي "عليّ مع الحق ، والحق معه يدور حيث دار ،
ولن يفترقا حتى يردا علىَّ الحوض" وهو زيادة على ما يروجه الحوثي فقال مبيناً
ومفصلاً : (الوجه السادس : قوله : أنهم رووا جميعاً أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم : قال : " عليّ مع الحق ، والحق معه يدور حيث دار ، ولن يفترقا حتى يردا علىَّ
الحوض" من أعظم الكلام كذبا وجهلا ، فإن هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي صلى الله
عليه وسلم : لا بإسناد صحيح ولا ضعيف.
فكيف يقال : إنهم جميعاً رووا هذا الحديث
؟ وهل يكون أكذب ممن يروى عن الصحابة والعلماء أنهم رووا حديثاً ، والحديث لا يعرف
عن واحد منهم أصلاً ؟ بل هذا من أظهر الكذب ولو قيل : رواه يعضهم وكان يمكن صحته
لكان ممكناً فكيف وهو كذب قطعاً على النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف إخباره أن أم
أيمن في الجنة فهذا يمكن أنه قاله فإن أم أيمن امرأة صالحة من المهاجرات فإخباره
أنها في الجنة لا ينكر بخلاف قوله عن رجل من أصحابه أنه مع الحق وأن الحق يدور معه
حيث ما دار ولن يفترقا حتى يردا على الحوض فإن كلام ينزه عنه رسول الله صلى الله
عليه وسلم) (مختصر منهاج السنة - شيخ الإسلام ابن تيمية - اختصره الشيخ عبد الله
الغنيمان ص245) ويقول في ص246 : (وأيضاً فالحق لا يدور مع شخص غير النبي صلى الله
عليه وسلم ولو دار الحق مع علي حيثما دار لوجب أن يكون معصوماً كالنبي صلى الله
عليه وسلم وهم من جهلهم يدعون ذلك).