عبدالحميد العبدلي
أناسه الذين رحلوا حتى حاضرها بدأت رمال الصحراء تمحوه فأصبح مجرد سراب كلما حاولت
الاقتراب منه يختفي إما مستقبلها فلا وجود له حتى على خارطة عقولنا قد تقول عزيزي
القارئ أني متشائمة وانه لا داعي لكل هذا اليأس أتمنى أن يحدث عكس ذلك لكن غيوم
الشر بدأت تملأ سماء محافظة لحج بل الوطن اليمني كله، لكي تدرك حقيقة ما أقول عليك ألا تكتفي بفتح عينيك فقط بل
اجعل كل حواسك تعمل ومنها قلبك وحدسك وهاتان الحاستين ستوصلانك إلى الحقيقة المرة
وذلك كلما كنت قوي الإيمان ومحب لوطنك أكثر من أي شيء وذلك بعد حبك لله ولرسوله، ف
لحج بالماضي كان لها اسم وهي لحج الخضيرة أما الآن فقد أصبحت تعرف بلحج الفساد لحج
الفوضى العمياء لحج الانفلات الأمني المريع لحج والشوارع الخالية.
فما يدور الآن
بالمحافظة وخاصة مديرية الحوطة يدمي القلب ويبكي العين على الحال السيئة والمتدهورة
التي وصلت إليها فما يجري فيها تخطى كل الخطوط الحمراء وأصبح كل شيء مغيباً أو في
سبات عميق حتى العقلاء الذين يجب أن يكون لهم دور في هذه الأوضاع لا اثر لوجودهم أو
لنشاطهم كأنه تم حبسهم في قلعة أو أنهم قرروا أن يكونوا من الفئة المتفرجة مع وضع
قطعة قطن على أذنيها لم يعد هناك مكان آمن بمحافظة لحج كلها فجميع الأماكن العامة
والخاصة أصبحت هدفا مباحا لتدميره ولسرقته أو إحراقه والقادم أعظم إذا لم يتم تصحيح
الأوضاع بالطريقة التي تراعي حقوق المواطنين التي انتهكت بشكل مخيف من قبل نافذين
استغلوا مناصبهم التي وصلوا إليها بأصوات هؤلاء المواطنين البسطاء لتمرير مصالحهم
الضيقة على حساب القانون والمواطن، وكذلك من أشخاص خارجين عن القانون أصبحوا يجولون
ويصولون بغير حسيب أو رقيب وستهويهم التخريب والسرقة ورائحة الدخان الأسود وصوت
الرصاص الذي أصبح لا ينقطع عن سماء المحافظة، فقانون الغاب حقيقة بدأ يطبق
بالمحافظة بدلا من القانون الذي سنه البشر، فالوضع بالمحافظة أصبح مصاباً بالشلل
التام فالصورة قاتمة وضبابية الجميع يتخبط مسئولين ومواطنين كلا يجري لا يعرف ما هو
الهدف الذي يريد أن يحققه وهمهم أنفسهم بالدرجة الأولى وليس وطنهم الذي هو الضحية
والخاسر من كل ما يجري فما يجتاح الوطن وباء قاتل ليس له علاج إلا الإيمان وحب
الوطن، لكن هل هما مازالا موجودين؟ هذا سؤال موجه إليك عزيزي القارئ.
فهناك
الكثير من المشاكل التي تحدث في المحافظة ومسئولينا الكرام لا يتحركون صوب حل
المشكلات التي تتفجر في كل مكان وان تحركوا فإنهم يعالجون الخطأ بخطأ أفدح منه أو
أنهم يضعون حلول فارغة من أي حلول مستقبلية فقد يكتفون بمعالجة الجرح من فوق وليس
من الداخل فقد أصبحت سلطة المحافظة سلطة عاجزة بكل المقاييس عن حل أي من المشكلات
التي تظهر بالمحافظة وأولها الوضع الأمني وهذا ليس تهكماً مني عليهم وإنما اعتراف
صرح به الأخ المحافظ لموقع خدمة الرسائل القصيرة للصحوة موبايل منذ فترة عندما
اعترف بفشل السلطة المحلية حتى هذه اللحظة في إلقاء القبض على مرتكبي جريمة
العسكرية، وأنا بنظري هذا العجز لا يقتصر على الجانب الأمني بل يشمل كافة الجوانب
الاجتماعية والاقتصادية والقضائية، وهذا ما يشعر به المواطن بالمحافظة ، فمحافظة
لحج على حافة الانهيار الكامل لقياداتها وسلطتها المحلية بسبب الفساد الذي أصبحت
غارقة فيه حتى اذنيها وبسبب كونهم ليسوا صفاً واحداً باتخاذ القرار بسبب صراعات
داخلية فيما بينهم على صلاحيات ومظاهر كذابة فكل واحد منهم يغرد خارج سرب الجماعة
يبحث عن ما يهمه فقط والجميع يذهب للجحيم، إن كانوا عاجزين عن إنقاذ لحج عليهم
اتخاذ قرار شجاع بترك مناصبهم لكي يشغلها أشخاص يستطيعون أن يؤدو المهمة بشكل جيد
فما تعانيه محافظة لحج لا يمكن السكوت عنه يجب قول الحقيقة ورفع الأصوات عاليا من
قبل الجميع ولتكن عبارتنا لا للفساد وللمفسدين لا لقوى الظلام والمخربين الذين
تجاوزوا كل شيء من دون أن يوقفهم أحد.
عزيزي المواطن يجب عليك أن تشارك في عملية
مكافحة الفساد والقضاء عليه وعلى المحافظة على الأمن لا أن تأخذ موقف المتفرج وبذلك
تجني على نفسك قبل أن تجني على وطنك ويجب عليك أن تتسلح بالإرادة وبالوعي وبالشجاعة
على قول الحقيقة في وجه كل مفسد ومخرب وكان الله في عونك يا وطني.