الشرجبي
كلها عبارة عن مساهمات أناس فقراء يريدون نشرها في الصحيفة، وقد لاحظت أن كل هذه
المساهمات والرسائل كانت تبدأ بالشكر لصحيفة "أخبار اليوم" لأنها تساهم في نشر هموم
المواطنين وكذا إسهاماتهم الإبداعية عبر عمود "فواصل قلم" وأنا بدوري أقول إن هذه
الصحيفة الغراء دائماً وأبداً تعمل من أجل الوطن والمواطن وتحرص على أن تكون
السباقة في نشر الحقائق والوقائع للمواطنين فهي منهم وفيهم.
واليوم نسرد عليكم مساهمة لأحد القراء أرجو أن
تحظى بإعجابكم وتسهم ولو قليلاً في إدخال البسمة إلى شفاهكم.
وعنوان المساهمة
"رسالة أب صعيدي إلى ولده": ....ولدي الحبيب أكتب لك هذا الجواب فإذا لم يصلك هذا
الجواب أخبرني لكي أرسله لك مرة أخرى، أنا أكتب لك ببطء لأني أعرف أنك لا تجيد
القراءة بسرعة، هذا الجواب سوف أرسله مع أخوك عبدالعال وهو الآن نائم لذا سأضعه في
جيبه حتى لا ينساه، أنت تعرف أخاك فهو ينسى كثيراً وإذا نسي أن يعطيك إياه مد يدك
إلى جيبه الأيمن وخذه.
الجو هنا رائع لم تتساقط الأمطار إلا مرتين في الأسبوع،
المرة الأولى استمر ثلاثة أيام متواصلة والمرة الثانية أربعة أيام، وبالنسبة للمعطف
الذي سأرسله لك سيكلف كثيراً في الشحن لأن أزراره ثقيلة جداً لذا قمت بنزع الأزرار
ووضعتها في أحد جيوب المعطف، بالمناسبة أخوك وجد عملاً بعد طول انتظار، وهو مسؤول
عن ما يقارب "500" شخص تصور؟! نعم هذا حقيقي فهو يقوم بتنظيف الأعشاب على القبور،
وأختك "مرزوقة" حامل لكننا لا نعرف حتى الآن جنس المولود لذلك فلن يكون بإمكاني
إخبارك إذا كنت ستصبح خالاً أو عماً، وإذا رزقت بطفل سوف تسميه على اسمي وهذه أول
مرة أسمع فيها أحداً يسمي ابنه "أبويا"، وأريد أن أخبرك بأننا ذهبنا نتمشى مع أخيك
"فكري" إلى بني سويف إلا أنه وقع في مشكلة كبيرة فقد نسى وأقفل سيارته والمفاتيح
بداخلها وأضطر للعودة إلى المنزل بسيارة أجرة ليجلب المفتاح الآخر، مع حبي أبوك
الحنون.
ملاحظة وللأسف أردت أن أضع لك بعض النقود في الظرف ولكني مع الأسف تذكرت
ذلك بعد أن أغلقته.
أرجو أن تعجبكم هذه المساهمة لأنها أعجبتني علماً بأن أصحاب
الأرياف والصعايدة لم يكونوا يوماً بهذا الغباء وإنما يتصفون بالتلقائية والوضوح
والطيبة وذلك عبر الفكاهات والنكات التي تقال دائماً عليهم.