صالح السقاف
والمفقودين وقضاياهم خاصة هؤلاء الآلاف مما تم الانتقام منهم باسم الانتماء
والبطاقة والمحسوبية وهم أبرياء سوى أنهم محسوبون على جناح المهزومون في أحداث
يناير 86م والذي بدرجة أولى يتحمل مسؤوليتهم وذنبهم وحقوقهم الذي يذرف دموعه اليوم
على الجنوب وأبنائه المدعو علي سالم البيض بشحمه ولحمه ومعه رفاقه في السلطة التي سيطرت على عدن وأصدرت قرار عفوها
المزيف الذي به عملت ما عملت من الجرائم الإنسانية لمن دفنوهم أحياءً وأحرموهم
حقوقهم واستقطعوا درجاتهم ورتبهم العسكرية وحرموهم العدالة والمساواة إلى جانب
الآلاف أو مئات آخرين استخدمت ضدهم أبشع التعذيبات الإنسانية داخل سجون عدن ..كل
هذا وذاك لازلنا وسنظل نقول لمن يزيفون حقائق التاريخ أن هناك فرقاً بين أن نقاتل
ونقتل في مواجهة وبين أن تكون أنت صاحب الانتصار لتحول نشوة انتصارك إلى ما ذكر
آنفاً.
وبرغم ذلك ظل هو وسلطته رافضاً معنى المصالحة والسامح والحوار الذي طالما
يا فخامة الرئيس تنادون المدعو البيض وسلطته إلى جانب قيادة جناح المهزومين بزعامة
الرئيس الأسبق علي ناصر لكن البيض وسلطته ومن نراهم ومعهم عناصر قلة تزيف وتخادع
اليوم بما تقوم به من مسمياتهم الزائفة ولأن المدعو البيض هو المسؤول عن هؤلاء
الآلاف الذي انتقم منهم هو وسلطته دون ذنب سوى علاقة المحسوبية والانتماء والبطاقة
والذي ظل رافضاً لمبدأ المصالحة، بل والمشاركة وبل وشرط هو ورفاقه لتحقيق وحدة
الوطن تنحي قيادة جناح المهزومين عن السياسة والخروج من اليمن والذي قبلت به
القيادة وذلك لتحقيق الهدف الذي الوحدة آلاف الآلاف من قيادة وكوادر عسكرية ومدنية
وهي حقيقة وتاريخ لا يمكن إنكاره أو تزييفه من أحد ومهما اختلفنا اليوم معها في بعض
ما نراها تدعوا إليه والتي كان الأجدر بها أن تجعل قضايا وحقوق هؤلاء في مقدمة
آرائها ورؤيتها أن المسؤول الأول والأخير هو علي سالم البيض وسلطته عن دفن هؤلاء
الشهداء والمفقودين واليوم يا فخامة الرئيس وأنت الأب والصدر والقلب لكل أبناء
اليمن حيث كنت أنت فعلاً السباق لإعلان تصالح وتسامح حقيقي يوم انتصرت الوحدة على
مؤامرة الانفصال الذي أعلنها المدعو البيض الذي يعرف هو ومن يزيفون انتصارها اليوم
وبعد تسعة عشر عاماً أنه احتلال وفي الحقيقة أنه اختلال وخلل في عقولهم لأنه انتصار
شعب لهؤلاء الشهداء والمفقودون بل ورد الاعتبار والهيبة والكرامة لمن رفضهم البيض
وسلطته من المصالحة والمشاركة يوم 22 مايو والذي نرى البعض من عناصر الحراك تطبل
هنا وهناك وتقوم بما تقوم به من مزيفات وذرف دموع الخداع باحتفالاتها المزيفة
وقيامها بكل مناسبة ولأن البادئ أظلم كما يقول المثل فهم من حاول ذلك الزيف
بمسيراتهم وخداعهم وهم يقومون بما يقومون به من قطع طرق وخطف وقتل باسم البطاقة
الذي يذكرنا بمربعاتهم السابقة ونرى البعض منجراً لم يتعلم ولن يتعلم.
نعم إنكم
من أغلقوا ملفات الماضي والحاويات ولكنهم اليوم بمزيفاتهم بكل مناسبة أثاروا الأسر
والأرامل والأيتام سواء من هذه المحافظة أو محافظات الجنوب الأخرى لهذا نقول إنهم
من بدأ بزيف تحت مسميات واهية يعرفون أنها لم تحصل حقيقة وواقع إلا بيوم انتصار
الوحدة يوليو 94م الذي لم يكن سوى ردة الفعل للإعتقالات والانتهاكات والانتقامات
..إذا يا فخامة الرئيس خلْ قضاياهم وأنت صاحب القلب الكبير وتسوية رتبهم ورواتبهم
بل وفي حالة استمرار هذه العناصر بما تقوم به فإن من حقنا المطالبة بالمحاسبة
ومعرفة من قتل ودفن آبائنا وإخواننا كما نرجوا يا فخامة الرئيس معالجة أيضاً قضايا
أصحاب السبعينيات حقوقهم فأنت اليوم الأب لكل أبناء الوطن وأنت صانع المصالحة
الحقيقية ومهما وجدت من أخطاء فلا يمكن مقارنتها بما شرحناه آنفاً، نتعشم منكم
القرار السياسي بذلك بل ونناشد كل قيادات من حسب عليهم هؤلاء ودفنهم البيض الذي
يتباكى على الجنوب وأبنائه وهو من حرمهم من كل شيء - أن يعتبروا ويجعلوا الماضي
دروساً لنا جميعاً وأن نقول كان الجنوب مآسٍ وكفا أبين خاصة الدفع والفواتير منذ
مراحل الصراعات المختلفة ونحن مع أية مطالب سلمية لا بالتقطع ورفع الشعارات الزائفة
وقتل الناس بالبطاقة لأنهم جميعاً يعرفون من هم المستفيدون الحقيقيون قبل وبعد
الوحدة وما يحصل اليوم قد دفن بانتصار الوحدة التي بها تصالحنا وتسامحنا ونقول
اليوم كفانا مرارة الماضي ودروسه فالوحدة وانتصارها أعاد لنا اعتبارنا وهيبتنا مهما
كانت الأخطاء التي يمكن حلها بالعقل لا بالزيف وإشعال الفتن والكراهية التي اكتوينا
نحن بنيرانها وأكتوت أيضاً تلك القيادات التي حسبنا عليها.
فيا سيادة الرئيس
أنهم دعاة الزيف والخداع يحتفلون ويتعانقون صباحاً والظهر يدفعون ثمن زيفهم في
أسواق القات والمستشفيات الخاصة والعكس فكن كما عرفناك بسعة صدرك دوماً يا أبا أحمد
فهؤلاء الشهداء والمفقودين من ضحايا زيف البيض الذي حكم الجنوب أو بالأصح "الذنوب"
باستثناء عهد الثمانينات.
والله من وراء القصد..