عبدالفتاح
العودي
العودي
عقد مؤتمر لندن الذي دعا إليه رئيس الوزراء
البريطاني "غوردون براون" والمشهد السياسي يوحي بان التدخل الغربي في الشأن اليمني
قد اتخذ طابع استطالة اليد والتدخل المقصود لأهداف وأجندة لا تحمد عواقبها بالنسبة
لبلادنا..
بناءً على تاريخ حافل للدول الغربية والأجنبية فيما تحمله
من سيناريوهات وأجندة تتكشف في
خلاصتها عن احتلال أو وصاية في أحسن الأحوال وهذا ما حدث في الشأن العراقي وما يحدث
وسيظل يحدث في الشأن اللبناني.
لا ندري لماذا يغيب عن رجال السياسة في بلادنا
كنه وتركيبة السياسات الغربية وما يمتاز به زعماؤها من سياسة فن الممكن التي عرفها
اشهر سياسي عالمي بريطاني "ونستون تشرشل" (اكذب..
ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون) و
(أن تكون كاذباً يعني انك سياسي ماهر) لذلك علينا ألا نأمل أن الآخرين أكثر حرصاً
منا على شأننا الخاص إذ أن مصالحهم الخاصة وأجندتهم هي الأولى ثم الأولى بالنسبة
لهم ونحن في أنظارهم لسنا سوى مصادر طاقة وتوجيه وتبعية لهم.
ولنا أن نتساءل كيف
لهم أن يعقدوا مؤتمراً بقصد الوقوف أمام النفوذ والمد الإرهابي الذي حسبما ادعوه
أصبح في اليمن وهم وفي عقر دارهم يحتضنون قادة وزعماء ما يسمى بالمنظمات الإرهابية
وكيف غاب على تكنولوجيتهم العالية في فن التجسس الأرضي والفضائي هجرات أعداد من
الإرهابيين من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية صوب اليمن، ولنا أن نتساءل ما
معنى أن يترك أولئك للسفر حسب زعم مصادر بريطانية وأمريكية استخباراتية إلى اليمن
وهم على علم بانتمائهم للقاعدة وعلى علم بوجهة سفرهم؟ ما معنى أن يتركوا وتمهد لهم
سبل السفر؟ أليس في ذلك ما يريب من أن بلادنا أصبحت في محك مرمى الأهداف الغربية
الأجنبية بعد أن منحت ظاهرة الإرهاب شماعة القرن الراهن للتدخل في الشئون الداخلية
للشعوب وخلخلة أنظمتها وفرض الهيمنة عليها أو الوصاية والتبعية لأقطاب السياسات
الدولية القائمة على النفوذ والاحتلال والغزو باسم الديمقراطية والإصلاح كما حصل في
الشأن العراقي الذي أصبح في حال يرثى له من خراب ودمار في البنية التحتية
والاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والعلمية وأصبح نهباً لسياسات الوصاية
في ثرواته واقتصاده والسياسة الغربية ليست في أجندتها محاسبة اللصوص إن نهبوا
أوطاناً خارجة عن أوطانهم لأنهم يرون في عين سياستهم أن ثروات الشعوب حق لهم كما
زعمت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزارايس، بان الثروة النفطية عالمية
ومن حق الشعوب الصناعية المتقدمة أن تستفيد منها وتلك صورة بسيطة لما تتضمنه أجندة
السياسات الغربية والأجنبية ولا يغيب عن بالنا تصريحات سلفها كولن باول، الذي صرح
بأنه آن الأوان لبناء شرق أوسطي جديد وما عناه هو تشتيت المشتت وتجزئة المجزأ ولا
يغيب عن بالنا السياسات الاستعمارية القديمة الجديدة المبنية على مبدأ (فرق
..تسد)..
والذي نخشاه هو ذلك النفر من أدعياء الحراك الذين كلما اقترب موعد
المؤتمر زادوا من عبثهم الفوضوي الانفصالي وأكثروا من اعتصاماتهم ومظاهراتهم
والتداعي إلى أجندة المؤامرات الخارجية وخصوصاً بعدما بلغ عن مصادر إعلامية أن
أنصار ذلك الحراك العبثي ممن هم في خارج البلاد وما وراء البحار ممن بقوا من حرب
13يناير 1986م وما لحقهم من حرب الردة والانفصال في صيف عام 1994م- أنهم وفي نيتهم
طرح القضية الجنوبية على مائدة المؤتمر آملين بان يكون عدوا الأمس صديق
اليوم.
وبفعلتهم تلك وما في نية الحراكيين العبثيين من مرامي لفت أنظار الغرب
إلى القضية الجنوبية بغية حلها وما تسوغ عقولهم من أهداف انفصالية عبثية وعودة إلى
مربع الصغير من الضياع والشتات بناء على أجندة ومصالح محركي تلك الفعاليات وتثبيتهم
لانفصاليين مرتدين ودراكولات دماء مازالوا يتسكعون على سفارات تلك البلدان الغربية
وعلى فنادقها ومنهم من أصبح ملتحقاً في سلك استخبارات ولم يصبح يهمهم الوطن ولا
الانتماء الوطني ولا الوحدة وإنما مصالحهم الأنانية الضيقة والعودة ولو على جثت
الوطن والوحدة.
لذلك ينبغي علينا ألا نستبعد أن يكون مؤتمر لندن حجة لعودة
الوصاية على اليمن وربما حلم العودة من هذا الباب وخصوصاً بعد ما تطاول الإعلام
البريطاني ممثلا في صحيفة التايمز البريطانية التي ادعت بأنها أجرت استطلاعاً مع
محاربين قدامى ضد بريطانيا إبان الاحتلال البريطاني لعدن أنهم ندموا على إخراجها
ولو أتت لحاربوا معها، والحقيقة انه فات على التايمز البريطانية ذلك كون ما يحدث في
العراق كشف النقاب عن عواقب الوصاية والاحتلال وزيف ما يدعونه من ديمقراطية وحرية
بل أن العبثية والديماغوجية تصبح هي السائدة ويضاف عليها إحياء المذهبية والطائفية
وكل سبل الشتات وضرب البلاد والعباد بمقتل تلك الديمقراطية التي يدعونها.
لا ريب
أن ظاهرة الإرهاب خطيرة ووسيلة تتخذ لغزو الشعوب أو فرض الوصاية عليها لكن ينبغي
ألا يغيب عن بال ساستنا في ذلك المؤتمر أننا بشأننا أولى وقد أثبتت سلطة بلادنا
الأمنية والسياسية والقانونية والشرعية نجاحاً طيباً في كبح جماح الإرهاب كما أن
الدعاية والإعلام الغربي في تهويل ظاهرة الإرهاب كما يدعون واستفحالها في اليمن
يكشف أن هناك شيئاً ما وراء الأكمة وإلا ما الذي يجعل بضعة نفر من تنظيم القاعدة
يصبحون الشغل الشاغل للإعلام الغربي ومجلس الوزراء البريطاني والكونجرس الأمريكي
وقادات الغرب؟ من ذلك لنا أن لا نأمل أن يكون مؤتمر لندن أمناً وسلاماً بل الخشية
أن يصبح كابوساً في أضغاث
البريطاني "غوردون براون" والمشهد السياسي يوحي بان التدخل الغربي في الشأن اليمني
قد اتخذ طابع استطالة اليد والتدخل المقصود لأهداف وأجندة لا تحمد عواقبها بالنسبة
لبلادنا..
بناءً على تاريخ حافل للدول الغربية والأجنبية فيما تحمله
من سيناريوهات وأجندة تتكشف في
خلاصتها عن احتلال أو وصاية في أحسن الأحوال وهذا ما حدث في الشأن العراقي وما يحدث
وسيظل يحدث في الشأن اللبناني.
لا ندري لماذا يغيب عن رجال السياسة في بلادنا
كنه وتركيبة السياسات الغربية وما يمتاز به زعماؤها من سياسة فن الممكن التي عرفها
اشهر سياسي عالمي بريطاني "ونستون تشرشل" (اكذب..
ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون) و
(أن تكون كاذباً يعني انك سياسي ماهر) لذلك علينا ألا نأمل أن الآخرين أكثر حرصاً
منا على شأننا الخاص إذ أن مصالحهم الخاصة وأجندتهم هي الأولى ثم الأولى بالنسبة
لهم ونحن في أنظارهم لسنا سوى مصادر طاقة وتوجيه وتبعية لهم.
ولنا أن نتساءل كيف
لهم أن يعقدوا مؤتمراً بقصد الوقوف أمام النفوذ والمد الإرهابي الذي حسبما ادعوه
أصبح في اليمن وهم وفي عقر دارهم يحتضنون قادة وزعماء ما يسمى بالمنظمات الإرهابية
وكيف غاب على تكنولوجيتهم العالية في فن التجسس الأرضي والفضائي هجرات أعداد من
الإرهابيين من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية صوب اليمن، ولنا أن نتساءل ما
معنى أن يترك أولئك للسفر حسب زعم مصادر بريطانية وأمريكية استخباراتية إلى اليمن
وهم على علم بانتمائهم للقاعدة وعلى علم بوجهة سفرهم؟ ما معنى أن يتركوا وتمهد لهم
سبل السفر؟ أليس في ذلك ما يريب من أن بلادنا أصبحت في محك مرمى الأهداف الغربية
الأجنبية بعد أن منحت ظاهرة الإرهاب شماعة القرن الراهن للتدخل في الشئون الداخلية
للشعوب وخلخلة أنظمتها وفرض الهيمنة عليها أو الوصاية والتبعية لأقطاب السياسات
الدولية القائمة على النفوذ والاحتلال والغزو باسم الديمقراطية والإصلاح كما حصل في
الشأن العراقي الذي أصبح في حال يرثى له من خراب ودمار في البنية التحتية
والاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والعلمية وأصبح نهباً لسياسات الوصاية
في ثرواته واقتصاده والسياسة الغربية ليست في أجندتها محاسبة اللصوص إن نهبوا
أوطاناً خارجة عن أوطانهم لأنهم يرون في عين سياستهم أن ثروات الشعوب حق لهم كما
زعمت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزارايس، بان الثروة النفطية عالمية
ومن حق الشعوب الصناعية المتقدمة أن تستفيد منها وتلك صورة بسيطة لما تتضمنه أجندة
السياسات الغربية والأجنبية ولا يغيب عن بالنا تصريحات سلفها كولن باول، الذي صرح
بأنه آن الأوان لبناء شرق أوسطي جديد وما عناه هو تشتيت المشتت وتجزئة المجزأ ولا
يغيب عن بالنا السياسات الاستعمارية القديمة الجديدة المبنية على مبدأ (فرق
..تسد)..
والذي نخشاه هو ذلك النفر من أدعياء الحراك الذين كلما اقترب موعد
المؤتمر زادوا من عبثهم الفوضوي الانفصالي وأكثروا من اعتصاماتهم ومظاهراتهم
والتداعي إلى أجندة المؤامرات الخارجية وخصوصاً بعدما بلغ عن مصادر إعلامية أن
أنصار ذلك الحراك العبثي ممن هم في خارج البلاد وما وراء البحار ممن بقوا من حرب
13يناير 1986م وما لحقهم من حرب الردة والانفصال في صيف عام 1994م- أنهم وفي نيتهم
طرح القضية الجنوبية على مائدة المؤتمر آملين بان يكون عدوا الأمس صديق
اليوم.
وبفعلتهم تلك وما في نية الحراكيين العبثيين من مرامي لفت أنظار الغرب
إلى القضية الجنوبية بغية حلها وما تسوغ عقولهم من أهداف انفصالية عبثية وعودة إلى
مربع الصغير من الضياع والشتات بناء على أجندة ومصالح محركي تلك الفعاليات وتثبيتهم
لانفصاليين مرتدين ودراكولات دماء مازالوا يتسكعون على سفارات تلك البلدان الغربية
وعلى فنادقها ومنهم من أصبح ملتحقاً في سلك استخبارات ولم يصبح يهمهم الوطن ولا
الانتماء الوطني ولا الوحدة وإنما مصالحهم الأنانية الضيقة والعودة ولو على جثت
الوطن والوحدة.
لذلك ينبغي علينا ألا نستبعد أن يكون مؤتمر لندن حجة لعودة
الوصاية على اليمن وربما حلم العودة من هذا الباب وخصوصاً بعد ما تطاول الإعلام
البريطاني ممثلا في صحيفة التايمز البريطانية التي ادعت بأنها أجرت استطلاعاً مع
محاربين قدامى ضد بريطانيا إبان الاحتلال البريطاني لعدن أنهم ندموا على إخراجها
ولو أتت لحاربوا معها، والحقيقة انه فات على التايمز البريطانية ذلك كون ما يحدث في
العراق كشف النقاب عن عواقب الوصاية والاحتلال وزيف ما يدعونه من ديمقراطية وحرية
بل أن العبثية والديماغوجية تصبح هي السائدة ويضاف عليها إحياء المذهبية والطائفية
وكل سبل الشتات وضرب البلاد والعباد بمقتل تلك الديمقراطية التي يدعونها.
لا ريب
أن ظاهرة الإرهاب خطيرة ووسيلة تتخذ لغزو الشعوب أو فرض الوصاية عليها لكن ينبغي
ألا يغيب عن بال ساستنا في ذلك المؤتمر أننا بشأننا أولى وقد أثبتت سلطة بلادنا
الأمنية والسياسية والقانونية والشرعية نجاحاً طيباً في كبح جماح الإرهاب كما أن
الدعاية والإعلام الغربي في تهويل ظاهرة الإرهاب كما يدعون واستفحالها في اليمن
يكشف أن هناك شيئاً ما وراء الأكمة وإلا ما الذي يجعل بضعة نفر من تنظيم القاعدة
يصبحون الشغل الشاغل للإعلام الغربي ومجلس الوزراء البريطاني والكونجرس الأمريكي
وقادات الغرب؟ من ذلك لنا أن لا نأمل أن يكون مؤتمر لندن أمناً وسلاماً بل الخشية
أن يصبح كابوساً في أضغاث