د. محمد
احمد عبدالله الزهيري
احمد عبدالله الزهيري
الخلافات الداخلية لا تحل إلا بالحوار، كون عواقب
الحروب الداخلية كارثية ولا يمكن أن تحسم المشكلة ، والجميع فيها خاسر..
تقول أم
جليلة بنت ربيعة زوجة كليب الذي قتله أخوها جساس فنشبت الحرب بين أبناء العم "بكر
وتغلب": إنني قاتلة مقتولة ولعل الله
أن يختار لي فقد نشبت الحرب بين عبس وذيبان على سبب تافه لو تداركه العقلاء لما
قامت الحرب التي استمرت أربعين عاماً والمعروفة بحرب "داحس الغبراء" تفانت فيها
القبيلتان وأكلت الأخضر واليابس وانتهت بالحوار والصلح ، وقد كان النبي صلى الله
عليه وآله وسلم يبادر لحسم بوادر أي فتنة بالحوار كما يتضح في محاورته للأنصار
الذين هم عمدة جيشه في يوم حنين عندما أخذوا على النبي صلى الله عليه وسلم قسمته
الغنائم حينما قسمها على الطلقاء والمؤلفة قلوبهم ومنعهم منها، فقالوا : "لقي والله
رسول الله قومه" فبلغ ذلك النبي فلقي سعد بن عبادة سيد الأنصار فاستفسره عن ذلك ،
فأخبره بصحته فقاله عليه الصلاة والسلام : وأين أنت من ذلك قال : ما أنا إلا رجل من
قومي فقال : اجمع لي أصحابك فجمعهم ، فحاورهم حتى رضوا واخضلت لحاهم من البكاء ،
وقالوا رضينا رضينا.
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تبقى الأمور بأهل الرأي ما صلحت وإن تولت فبالأشرار تنقاد وأحسن الآخر في قوله :
أرى خلل الرماد لها وميض وأخشى أن يكون لها ظلام فإن النار بالعودين تذكى وإن الحرب
مبدؤها الكلام إذا لم يتداركها عقلاء قوم فإن وقودها جثث وهام فقد بدأت الفتنة
الكبرى التي قتل فيها الخليفة الراشد ذوالنورين عثمان بن عفان- رضي الله عنه - على
أسباب تافهة وتسببت في حربين كبيرتين هما الجمل وصفين وقتل فيهما ما يقرب من مائة
ألف مسلم ولم تنته إلا بالصلح والحوار بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان رضي
الله عنهم جميعاً فسمي عام الصلح عام الجماعة وقد انتهت الحرب الأهلية اليمنية بعد
قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م بين الجمهوريين والملكيين ثمان سنوات ولم تنته إلا
بالحوار والصلح وقامت في لبنان حرب أهلية استمرت خمسة عشر سنة وانتهت بالصلح
والحوار وظلت الحرب في جنوب السودان إحدى وعشرين سنة وانتهت بالحوار والصلح وقامت
بين شطري اليمن قبل الوحدة حروب عديدة وطويلة انتهت بالحوار وتحقيق الوحدة اليمنية
والأمثلة على ذلك تطول .
اليوم في اليمن يطلق الرئيس/ علي عبدالله صالح دعوة
للحوار لأنه رأى أن لا مخرج لمشكلات اليمن وأزماتها إلا بالحوار، والحوار هو الحل
الوحيد ومن أجل أن يكون الحوار ناجحاً لابد من توفر الشروط الآتية: 1.الإستعداد
للتضحية والتنازل كما تنازل السبط الحسن ريحانة رسول الله وسيد شباب أهل الجنة
فاستحق بذلك وصف رسول الله له في قوله" إن ابني هذا سيد ويصلح الله به بين فئتين
عظيمتين من المسلمين".
2.
تقديم المصلحة العامة مصلحة الأمة على المصالح
الشخصية.
3.
الانطلاق من الثوابت والهوية الإسلامية والوحدة والعدالة
الاجتماعية والسلم والأمن الاجتماعي والدولة ومؤسساتها لا سيما المؤسسة العسكرية
والنظام عند التحاور والتفريق بينهما كمسلمات يتفق عليها الجميع وبين المتغيرات
كالسلطة والسياسة والأفراد كمتغيرات زائلة فالدول التي نهضت هي الدول التي انطلقت
من خصوصيتها المحلية والدول التي فشلت هي التي قلدت الآخر.
4- العمل على إيجاد
الثقة وإزالة الشكوك وسوء الظن من خلال الصدق والشفافية والحرص على إنجاح
الحوار.
5- ترتيب الأولويات ترتيباً صحيحاً بحيث يوضع الشيء في موضعه الصحيح فلا
يهول ولا يهون ، ومن الملاحظ أن الدول التي اهتمت بالقيم والأخلاق نجحت في الوقت
الذي فشلت فيه الدول التي اهتمت بالحقوق، لأن التي اهتمت بالحقوق بنت من غير أساس
ولا قاعدة لأن القيم والأخلاق هي المناخ الذي نبتت عنه الحقوق وغيرها وقد سئل أحد
الوزراء اليابانيين من وزير أوروبي ، لماذا تفوقتم علينا ؟ قال : لأننا أهتمينا إلى
جانب النظام الذي أخذناه عنكم بالقيم والأخلاق ، ويكفي المتحاورين أن يركزوا على
الكليات والأصول والقواعد التي يتفق عليها الجميع وأن لا يركزوا على الجزئيات
والفروع المختلف فيها ، وقد سئل إين القيم لماذا لا تهتمون بالجزئيات؟ قال: وهل
انتهينا من الكليات والله أعلم.
الحروب الداخلية كارثية ولا يمكن أن تحسم المشكلة ، والجميع فيها خاسر..
تقول أم
جليلة بنت ربيعة زوجة كليب الذي قتله أخوها جساس فنشبت الحرب بين أبناء العم "بكر
وتغلب": إنني قاتلة مقتولة ولعل الله
أن يختار لي فقد نشبت الحرب بين عبس وذيبان على سبب تافه لو تداركه العقلاء لما
قامت الحرب التي استمرت أربعين عاماً والمعروفة بحرب "داحس الغبراء" تفانت فيها
القبيلتان وأكلت الأخضر واليابس وانتهت بالحوار والصلح ، وقد كان النبي صلى الله
عليه وآله وسلم يبادر لحسم بوادر أي فتنة بالحوار كما يتضح في محاورته للأنصار
الذين هم عمدة جيشه في يوم حنين عندما أخذوا على النبي صلى الله عليه وسلم قسمته
الغنائم حينما قسمها على الطلقاء والمؤلفة قلوبهم ومنعهم منها، فقالوا : "لقي والله
رسول الله قومه" فبلغ ذلك النبي فلقي سعد بن عبادة سيد الأنصار فاستفسره عن ذلك ،
فأخبره بصحته فقاله عليه الصلاة والسلام : وأين أنت من ذلك قال : ما أنا إلا رجل من
قومي فقال : اجمع لي أصحابك فجمعهم ، فحاورهم حتى رضوا واخضلت لحاهم من البكاء ،
وقالوا رضينا رضينا.
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تبقى الأمور بأهل الرأي ما صلحت وإن تولت فبالأشرار تنقاد وأحسن الآخر في قوله :
أرى خلل الرماد لها وميض وأخشى أن يكون لها ظلام فإن النار بالعودين تذكى وإن الحرب
مبدؤها الكلام إذا لم يتداركها عقلاء قوم فإن وقودها جثث وهام فقد بدأت الفتنة
الكبرى التي قتل فيها الخليفة الراشد ذوالنورين عثمان بن عفان- رضي الله عنه - على
أسباب تافهة وتسببت في حربين كبيرتين هما الجمل وصفين وقتل فيهما ما يقرب من مائة
ألف مسلم ولم تنته إلا بالصلح والحوار بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان رضي
الله عنهم جميعاً فسمي عام الصلح عام الجماعة وقد انتهت الحرب الأهلية اليمنية بعد
قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م بين الجمهوريين والملكيين ثمان سنوات ولم تنته إلا
بالحوار والصلح وقامت في لبنان حرب أهلية استمرت خمسة عشر سنة وانتهت بالصلح
والحوار وظلت الحرب في جنوب السودان إحدى وعشرين سنة وانتهت بالحوار والصلح وقامت
بين شطري اليمن قبل الوحدة حروب عديدة وطويلة انتهت بالحوار وتحقيق الوحدة اليمنية
والأمثلة على ذلك تطول .
اليوم في اليمن يطلق الرئيس/ علي عبدالله صالح دعوة
للحوار لأنه رأى أن لا مخرج لمشكلات اليمن وأزماتها إلا بالحوار، والحوار هو الحل
الوحيد ومن أجل أن يكون الحوار ناجحاً لابد من توفر الشروط الآتية: 1.الإستعداد
للتضحية والتنازل كما تنازل السبط الحسن ريحانة رسول الله وسيد شباب أهل الجنة
فاستحق بذلك وصف رسول الله له في قوله" إن ابني هذا سيد ويصلح الله به بين فئتين
عظيمتين من المسلمين".
2.
تقديم المصلحة العامة مصلحة الأمة على المصالح
الشخصية.
3.
الانطلاق من الثوابت والهوية الإسلامية والوحدة والعدالة
الاجتماعية والسلم والأمن الاجتماعي والدولة ومؤسساتها لا سيما المؤسسة العسكرية
والنظام عند التحاور والتفريق بينهما كمسلمات يتفق عليها الجميع وبين المتغيرات
كالسلطة والسياسة والأفراد كمتغيرات زائلة فالدول التي نهضت هي الدول التي انطلقت
من خصوصيتها المحلية والدول التي فشلت هي التي قلدت الآخر.
4- العمل على إيجاد
الثقة وإزالة الشكوك وسوء الظن من خلال الصدق والشفافية والحرص على إنجاح
الحوار.
5- ترتيب الأولويات ترتيباً صحيحاً بحيث يوضع الشيء في موضعه الصحيح فلا
يهول ولا يهون ، ومن الملاحظ أن الدول التي اهتمت بالقيم والأخلاق نجحت في الوقت
الذي فشلت فيه الدول التي اهتمت بالحقوق، لأن التي اهتمت بالحقوق بنت من غير أساس
ولا قاعدة لأن القيم والأخلاق هي المناخ الذي نبتت عنه الحقوق وغيرها وقد سئل أحد
الوزراء اليابانيين من وزير أوروبي ، لماذا تفوقتم علينا ؟ قال : لأننا أهتمينا إلى
جانب النظام الذي أخذناه عنكم بالقيم والأخلاق ، ويكفي المتحاورين أن يركزوا على
الكليات والأصول والقواعد التي يتفق عليها الجميع وأن لا يركزوا على الجزئيات
والفروع المختلف فيها ، وقد سئل إين القيم لماذا لا تهتمون بالجزئيات؟ قال: وهل
انتهينا من الكليات والله أعلم.