الجفري
من الأحيان وثيقة ولكنها في معظم الأوقات كانت غير معروفة وفي النهاية نجحت في
الجمع بين تطور العلوم والفنون حتى يومنا هذا وكان السؤال الأول الذي يراود العلماء
والفنانين هو ماذا يحدث داخل جسم الإنسان؟ وللإجابة عن هذا السؤال نجد انه في نهاية
القرن الثامن عشر للميلاد كان معظم الفنانين يتسابقون على متحف التاريخ الطبيعي
في باريس الذي فتح أبوابه للجمهور في
فرنسا لمتابعة دروس التشريح التي يقدمها العلماء فكان النحاتون أمثال الفنان هودون
والفنان شاردون أول من نحت أعمالهما الفنية تبعا لبعض المنحوتات التي تمثل الإنسان
أو الحيوان والتي قاموا بوضعها في مراسمهم ولكن كل هذه المحاولات كانت تحمل حتى ذلك
الوقت صفة البراءة وذلك حتى توصل بعض الفنانين من خلال الرحلة الثانية داخل الجسم
إلى اكتشاف عالم جديد وهو عالم المشاعر والانفعالات والتصورات الخيالية والذكريات
والأحلام واكتشاف أن هناك حياة نفسية مقسمة إلى جزئين الوعي واللاوعي.
وتعد هذه
المرحلة خطوة أساسية في تاريخ الأفكار التي يعبر عنها الفنانون خاصة رسامي الوجوه
البورترية عن اقتناع بأن الوجه هو الجزء المرئي الذي يجسد الداخل غير المرئي فظهرت
في هذه الفترة مجموعة من النظريات عن الوجه الذي اعتبره الفنانون مسرح الانفعالات
وهي وجهة نظر قديمة كانت قد اعتقدتها بعض الشعوب القديمة ثم عادت لتشهد في القرن
التاسع عشر للميلاد اهتماما من جديد وأفضل عمل فني يمثل هذه النظرية هو لوحة الفنان
بوالي التي يظهر فيها 35 وجها تحمل تعبيرات مختلفة، كما فتحت نظريات داروين
للفنانين عالم التحليق في الخيال فأصبحوا لا يكتفون بتقليد الواقع ولكن أصبحت لهم
رؤاهم الفنية الخاصة التي يستلمونها من أعماق المخ ومن هنا ظهر عند الفنانين
الرمزيين عالم رائع مصنوع من الخرافات وأظهر الفنانون السيرياليون في أعمالهم
الفنية اللامعقول وكان على رأسهم الفنان سلفادور دالي.