أبو زيد
بن عبد القوي
بن عبد القوي
كفر الصحابة رضي الله عنهم !! وسماهم بالانتهازيين
!! واتهمهم بالتآمر والشقاق والتلاعب !!!! وقال فيهم ما لم يقله في كفار قريش !!!!
وفي النصارى والمجوس !!!! وسأسوق النص بكامله لكي نفهم أساليبه في الكذب والدس
والتزوير ثم أرد عليه بالتفصيل حيث يقول في ملزمته "دروس من سورة المائدة - الدرس
الثالث والعشرون ص12-14" ( "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ
مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ
فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ
يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" ( المائدة من الآية : 67 ) هذه الآية أين هي ؟
أليست في ( سورة المائدة ) وقد بلغ الرسالات ؟ ألم يكن قد بلغ الرسالات بكلها ؟ في
هذه المرحلة قد عرف التوحيد لله ،وعرفت العبادات ،وعرف الجهاد ،وعرفت تقريباً معظم
الأشياء.
هذه الآية نزلت. .
يعني : المشهور فيما يتعلق به أنها نزلت في شأن
ولاية الإمام علي في ( يوم الغدير ) كما روى الإمام الهادي ،فلما نزلت لم يستجز أن
يتقدم خطوة على موقع نزولها ؛ لأن عبارتها هنا عبارة هامة ،عبارة قوية ( يَا
أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ
تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) إن لم تبلغ ما أنزل إليك من ربك ،قضية
معينة فكأنك لم تعمل شيئاً ،فكأنك لم تبلغ شيئاً ،أليس هذا يدل على أنها قضية هامة
جداً.
الآية هذه نفسها توضح لنا القضية ما هي ؟ القرآن كتاب أحكمت آياته ،من نفس
الآيات تعرف أنها قضية لن تكون إلا القضية التي عادة الناس يتنافسون فيها ،وتطلع
إليها نفوس الكثير من الانتهازيين - على ما يسمونهم - قضية ولاية الأمر ،بلغ
التوحيد ،أليس التوحيد لله أكبر قضية ؟ بلغه ،إذاً بالتأكيد ليست هذه قضية التوحيد
هنا ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ألم يقل : والله يعصمك من الناس ؟ (
إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) بلغ الصلاة ،هل ما يزال يحتاج
بالنسبة لتبليغ الصلاة إلى عبارات كهذه ؟ بلغ الصيام ،بلغ الزكاة ،الحج ،الجهاد
،المواريث ،الأحكام المتعددة في مختلف القضايا بلغها.
إذا ما هي القضية المهمة
التي يبدو وكأنها الرسالة بكلها تفرغ من مضمونها ،عندما يقول : ( وَإِن لَّمْ
تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) ما هنا فكأنك لم تبلغ ؟ أي : معناه أن ما
بلغته يفرغ من معناه فكأنه لا معنى له ،هذا يعني : أن ولاية أمر الأمة على أساس
القرآن الكريم ،ولاية أمر الأمة تشكل ضمانة أساسية لمسيرة الدين ،واستقامة الدين
،استقامة الدين ،واستقامة الحياة بكلها ،ما هي القضية الخطيرة التي نرى بأن الرسول
( صلوات الله عليه وعلى آله ) بحاجة إلى أن يقال له : ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ
النَّاسِ ) بلغ التوحيد وفي ظروف قاسية ،وكان يحتاج في نفس الوقت إلى حراسة وهو في
مكة ،وهو أيضاً في المدينة كان يحتاج إلى حراسة ،بلغ كل الأشياء ،لا نعلم بأن هناك
قضية يبدو كان يتخوف من تبليغها ،أو قضية قد يرى بأنها حساسة أن تبلغ على نحو حاسم
تماماً يعني : يقفل المجالات نماما أمام كل الموسوسين ،والمتطلعين للاستيلاء على
السلطة ،على الخلافة من بعده.
في هذه المرحلة هل كان هناك كافرون يخشاهم ؟ هو
لم يخشاهم وهو بينهم في مكة ،لم يكن يخشاهم وهو في بداية مرحلة المدينة.
نزول (
سورة المائدة ) كان قد أسلمت الجزيرة هذه ،بعد الفتح ،أسلمت اليمن ،وأسلمت الجزيرة
،وخصوصاً المنطقة هذه ،أين هم الكافرون الذين قال بأنه : ( إِنَّ اللّهَ لاَ
يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) هل يمكن من النبي ( صلوات الله عليه وعلى آله )
أن يتخوف عن تبليغ شيء خوفا من الكافرين ؟ واضح ماذا قال في مكة عندما عرضت عليه
قريش أشياء كثيرة ،ألم يقل : ( لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن
أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ) أليس هذا موقفاً قوياً ؟
ألم يتآمروا عليه في نفس الوقت ؟ تآمروا عليه ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ
كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ
وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) ( الأنفال من الآية :30
).
إذاً في قضية ولاية الأمر بالتأكيد ؛ لأن القضية حساسة ،وتجلى من بعد موته (
صلوات الله عليه وعلى آله ) أليست هي التي تجلى فيها لعبة ،حصل أخذ ورد واجتماعات
،وخلاف وشقاق ،وأشياء من هذه ،لم يختلفوا على صلاة ،ولا على توحيد ،ولا على زكاة
،ولا على حج ،ولا شيء ،ألم يكن أول ما اختلفوا عليه هذه القضية ؟ قضية
الولاية.
أن يقال للرسول ( صلوات الله عليه وعلى آله ) أن يبلغها على هذا النحو
أليس هذا يدل أن القضية بالغة الأهمية ،أنها قضية بالغة الأهمية ،وأنه إذا لم يبلغ
،ويعلن فيكون الناس عارفين جميعاً ،يبلغ في الحج قبل أن يفترق الناس إلى بلدانهم
،فكأنه فرغ هذه الرسالة من محتواها ،ولم يبق للدين معناه ،ولن يكون لهذا الدين أثره
في الحياة إذا لم يبلغ هذه.
قد يكون الرسول ( صلوات الله عليه وعلى آله ) فعلا
هو يعلم بالقضية ،وعمل في البداية أشياء كثيرة ،تبين للناس أن الإمام عليا هو الشخص
الذي يؤهله من بعده ،لم يكن يؤمر عليه أحداً ،أحاديث كان يقولها مرة هنا ومرة هنا
بالنسبة للإمام علي ،لكن بقي الإعلان النهائي بشكل صريح على الأمة ،ربما كان يفكر
ما هو الأسلوب الأنسب ؟ كيف يعمل ،وأشياء من هذه ،ليس إلى درجة أن يضعف ،هو إنسان
قوي ،وإنسان لا يخشى أحداً إلا الله ،لكن أحياناً قد يكون يتخوف في أشياء كيف تكون
الطريقة المناسبة التي يمكن أن يبلغ الناس ،ويفهموا ولا يكون أي احتمالات أخرى
،وهنا يأتي البلاغ من جهة الله سبحانه وتعالى بهذه العبارة الهامة : أن عليك أن
تبلغ ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) أليس هذا ما يوحي بأنه كان بالإمكان أن
يتعرض لاغتيال ،أو اعتداء فعلا ؟ من أين ،من الكافرين أو من أين ؟ من داخل ! (
إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) الرافضين لما تبلغه ،الرافضين
لهذه القضية ،لن يهتدوا إلى أن يضروك ،لن يهتدوا ،لم يتوقفوا.
إن قلنا أن
الكافرين معناها : المشركين ،فلا يوجد هناك مشركين في تلك الفترة ،لا يوجد أحد
،أسلموا كلهم.
فرسول الله ( صلوات الله عليه وعلى آله ) بلغها على أكمل صورة
أعني : فهذا يبين لنا ،عندما نقول : لازم أن نعرف شخصيته ( صلوات اله عليه وعلى آله
) كيف كان هو نفسه ؛ لأن ما قدم لنا بالنسبة للنبي ( صلوات الله عليه وعلى آله ) هو
أنه إنسان صادق ،أليست هكذا ؟ وأهم شيء بالنسبة للنبوة أنه إنسان صادق ،والمعجزة
تشهد على أنه إنسان صادق ،وصادق. .
الخ ،أبو ذر صادق ،وعلي صادق ،وعمار صادق
،وناس كثيرون هم صادقون أما نفس الصدق ،لكن الشخص الذي يفهم القضية ،وكيف يتعامل
معها بما يليق بأهميتها ،هي القضية الهامة جداً ،والواسعة جداً ،لاحظ كيف بلغ هذه
القضية على أعلى مستوى ،ألم يبلغها علي أعلى مستوى ؟ أوقف الناس جميعاً ،ومن تقدموا
أرسل إليهم أن يرجعوا ،وانتظر للمتأخرين ،وفي وقت حرارة الشمس ،وقت شمس حتى لا
يقولون : لم يروه ،هناك ضباب أو نحوه ،شمس يقول أحد الرواة : ( وإن أحدنا ليضع رداء
تحت قدميه وفوق رأسه ) من حرارة الشمس وحرارة الرمضاء ،يدل على ماذا ؟ قضية هامة
سيبلغهم ،يوقفهم هنا في هذا المكان الذي ليس فيه ولا شجرة أو حجر ،حتى لا يقولون :
أنهم لم يروا النبي ،فقط سمرات ثلاث التي وقف تحتها ( طلح ) من هذه أو ( قرض )
يسمونه ،وقف تحتها ورصوا له أقتاب الإبل ،أقتاب الإبل أليست تشهد بأنه بمحضر ناس ؟
ما هناك أقتاب إبل إلا وهناك ناس كثير ،ويطلع من فوق أقتاب الإبل ،ويأخذ الإمام
علياً معه ،ويرفع يده بعد خطبة طويلة ويقول : ( إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين
فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ) أليس هذا أعلى طريقة للتبليغ ؛ لأن القضية هامة
جداً ،لاحظ أن المسألة كان هناك تآمر حولها ،ولعبة ،فعلى الرغم من حدة لهجة هذه
الآية - إذا صحت العبارة - والاهتمام الكبير من جانب الرسول ( صلوات الله عليه وعلى
آله ) في تبليغ ولاية الإمام علي تآمروا من جديد ،وشاققوا ،وفعلا ركزوا شخصا آخر
،أليس هذا الذي حصل ؟ لكن ما الذي بقي أن نفهم نحن ،إذا لم نفهم أهمية ولاية الأمر
في الإسلام فسنقول في الأخير : ( ما هناك مشكلة وأبو بكر كان رجل باهر ،وفلان كان
باهر والمهم واحد ) وأشياء من هذه ،وهكذا من جاء باهر ،باهر ولا تدري في الأخير إلى
وقد أنت تحت ( بوش ) ثم في الأخير يقولون لك : وبوش باهر ،أليست هكذا ؟.
أهمية
ولاية الأمر في الإسلام أنها تشكل ضمانة لاستقامة الدين ،وحيوية الدين ،متى ما كان
الدين قائماً ،والدين حياً ،تكون الأمة قائمة وحية ،الأمة مربوطة بهذا الدين
.
إذاً فهي قضية هامة جداً ،أليست قضية كيفما كان إذا لم تكن حاصلة ،تصبح كثير
من تشريعات الدين تستغل استغلالاً سيئاً بما فيها المساجد ،بما فيها الصلاة ،بما
فيها منابر المساجد ،بما فيها الحج ،بما فيها الزكاة بما فيها منطق القرآن ،تقديم
القرآن نفسه ،فهي تشكل ضمانة ضرورية جداً جدا ،لاستقامة الدين ،ليس مثلما يقول
الاثنا عشرية ،عندما يقولون : إمام ثاني عشر غائب ،غائب وحجة على عباد الله وهو
غائب ،لا يفهمون هم أهمية ،وقيمة ،وغاية ولاية الأمر في الإسلام ،كيف تقول لي : ولي
أمر للأمة ،وحجة على الأمة وغائب مائة سنة ،بعد مائة سنة ،طلع لك إلى الآن ألف
ومائة سنة ،ولاية الأمر تشكل ضمانة ،ضمانة دائمة ،استقامة للدين ،فتصبح الصلاة لها
فاعليتها ،المساجد لها فاعليتها ،منابره لها فاعليتها ،الحج له فاعليته ،الزكاة لها
فاعليتها ،القرآن له حيويته ،وهكذا ) !!!! انتهى كلام المدلس الكذاب وسنشرع في
الجواب عليه فأقول وبالله التوفيق : 1- مدلس جعل من قضية الإمامة والخلافة أهم قضية
في الإسلام وأكثر من القيل والقال لكنه يعلم أنها تحتاج لو كانت كما يقول هو
وأمثاله إلى أن يذكرها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حجة الوداع للجميع
لذلك قال الحوثي : ( أن يقال للرسول ( صلوات الله عليه وعلى آله ) أن يبلغها على
هذا النحو أليس هذا يدل أن القضية بالغة الأهمية ،أنها قضية بالغة الأهمية ،وأنه
إذا لم يبلغ ،ويعلن فيكون الناس عارفين جميعاً ،يبلغ في الحج قبل أن يفترق الناس
إلى بلدانهم ،فكأنه فرغ هذه الرسالة من محتواها ،ولم يبق للدين معناه ،ولن يكون
لهذا الدين أثره في الحياة إذا لم يبلغ هذه.
) لكنه يعلم أنه مدلس كذاب ولا يوجد
أي دليل معه أو مع غيره على البلاغ بالولاية في الحج فأكثر من الهذر والترهات واللف
والدوران ثم استدل بحديث الغدير فقال : ( ويرفع يده بعد خطبة طويلة ويقول : "إن
الله مولاي وأنا مولى المؤمنين فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه" ) مدلساً بأن هذا
الحديث في الحج !! وحديث الغدير كان بعد الحج بتاريخ 18 ذو الحجة وفي غدير يسمى خُم
ويبعد عن مكة بأكثر من 260كم2 وما كان معه صلى الله عليه وآله وسلم إلا الحجيج من
أهل المدينة فقط فقبح الله الكذب !! 2- بالغة الأهمية لكن لا وجود لها في القرآن
!!! تطويل بغير طائل !! وأضاليل في أباطيل !! وتدليس وتلبيس !! في حديثه عن قضية
الإمامة التي قال فيها : ( ألم يبلغها علي أعلى مستوى ؟ !! لأن القضية حساسة !!
أنها قضية هامة جداً.
!! أنها قضية بالغة الأهمية !! أليس هذا أعلى طريقة
للتبليغ ؛ لأن القضية هامة جداً !! ولاية الأمر تشكل ضمانة ،ضمانة دائمة ،استقامة
للدين !!!! ) ويبقى السؤال الهام الذي يكشف زيف كل ما قال : أين هي الإمامة
والخلافة في القرآن الكريم ؟!! أيوجد لها أي ذكر ؟ هل يعقل أن يذكر الله عز وجل
خلافة داوود عليه السلام فيقول : ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي
الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى
فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) ص26.
ولا يذكر خلافة علي رضي الله عنه التي
هي كما يقول المفلس : ( تشكل ضمانة ،ضمانة دائمة ،استقامة للدين ؟!!!! ) ويا للعجب
!! ضمانة للدين ولا توجد في كتاب رب العالمين ؟! 3- سخرية من الرسول !! بعد أن طاش
وهاش وتطاول بلسانه وتعدى ببنانه مضللاً صفوة الأمة ومكفراً لخيار الأئمة الصحابة
الكرام رضي الله عنهم ماذا صنع هذا المخذول بعد أن أطال من الزخرفة والتمويه ؟ وبعد
أن زعم أن قوله تعالى : ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) أي إن الله يعصمك من
أصحابك فما عاد هناك مشركون تخاف منهم !!!!! فبلغ ولاية علي فلن يهتدوا إلى أن
يضروك !!!! لن يهتدوا !!!! وفعلاً لم يهتدوا !!!! لم يتوفقوا !!!! بعد كل هذا الهذر
والبهتان سخر من الرسول صلى الله عليه وسلم عندما زعم أنه قال : ( إن الله مولاي
وأنا مولى المؤمنين فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ) !! أعجز الرسول عليه أفضل
الصلاة والتسليم عن التصريح بكلام فصيح وهو ابلغ البلغاء وأفصح الفصحاء ؟! ألم يجد
إلا كلمة " فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه" ؟ والتي لها أكثر من عشرين معنى مما
سنذكره لاحقاً؟ 4- الجميع نسوا !! بين وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحديث
الغدير ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) أقل من ثلاثة أشهر فهل يعقل لو كان الحديث
نصاً صريحاً على خلافة وإمامة علي رضي الله عنه أن ينسى الجميع هذا التنصيب
بالخلافة والإمامة في الغدير ؟ أم أن المعنى والمقصود لا علاقة له بالإمامة من قريب
أو بعيد ؟ بل كيف نسي علي رضي الله عنه هذا التنصيب في الغدير ولم يحتج به على
المهاجرين والأنصار ويذكرهم بالتنصيب الذي لم يمر عليه سوى ثلاثة أشهر وهل ذاكرة
وفهم الحوثي أقوى من ذاكرة وفهم علي رضي الله عنه ؟ 5- الرسالة الفارغة !! وصل به
هوس الإمامة إلى درجة الطعن في الرسالة الإسلامية واعتبارها فارغة من مضمونها بدون
الإمامة الوهمية حسب نصه السابق الذي يقول فيه : ( إذا ما هي القضية المهمة التي
يبدو وكأنها الرسالة بكلها تفرغ من مضمونها ،عندما يقول : "وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ
فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ" ما هنا فكأنك لم تبلغ ؟ أي : معناه أن ما بلغته يفرغ
من معناه فكأنه لا معنى له ) !!!! وأقول لهذا الجاهل وأمثاله لماذا لم ينزل الله عز
وجل نصاً صريحاً في القرآن الكريم يتحدث عن هذه القضية المهمة : ( التي يبدو وكأنها
الرسالة بكلها تفرغ من مضمونها ) كما يقول الحوثي ؟ هل يعقل أن الرسالة بكلها تفرغ
من مضمونها وتصبح لا معنى لها إلا بإمامة علي رضي الله عنه ومع ذلك لا وجود لهذه
الإمامة في القرآن ؟! حقاً لقد فسد الزمان وعم العدوان وانتشر البهتان عندما وجد
هذا الجاهل من يصدقه من بني الإنسان !!!! وصدق الله القائل فيهم وفي أمثالهم : (
لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ
أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) الأعراف179.
6- الاغتيال من الداخل !!
لا يوجد خطر على حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من المشركين !! ولا خطر من
المنافقين !! والخطر كل الخطر من الداخل !!!! أي من الصحابة الذين كان الخوف منهم
لا من غيرهم !!!! وإن لم تنتبه لكلام الحوثي السابق فها أنا أعيده عليك لتعرف
عقليته ومدى كذبه وإفكه يقول ما نصه : ( وهنا يأتي البلاغ من جهة الله سبحانه
وتعالى بهذه العبارة الهامة : أن عليك أن تبلغ ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
) أليس هذا ما يوحي بأنه كان بالإمكان أن يتعرض لاغتيال ،أو اعتداء فعلا ؟ من أين
،من الكافرين أو من أين ؟ من داخل ! ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ
الْكَافِرِينَ ) الرافضين لما تبلغه ،الرافضين لهذه القضية ،لن يهتدوا إلى أن يضروك
،لن يهتدوا ،لم يتوقفوا.
إن قلنا أن الكافرين معناها : المشركين ،فلا يوجد هناك
مشركين في تلك الفترة ،لا يوجد أحد ،أسلموا كلهم.
) !!!! هل قرأتم ما قرأت في
النص السابق الذي فيه أن الكافرين هم صحابة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم
!!!!!!!!!! 7- تفسير أجهل الجاهلين الحوثي مفلس من العلم والفهم وحانق حاقد على
أعظم جيل عرفته البشرية لذلك فقد فسر القرآن الكريم تفسير أجهل الجاهلين مثل تفسيره
هذا : ( "إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" الرافضين لما تبلغه
،الرافضين لهذه القضية ،لن يهتدوا إلى أن يضروك ،لن يهتدوا ،لم يتوقفوا.
إن
قلنا أن الكافرين معناها : المشركين ،فلا يوجد هناك مشركين في تلك الفترة ،لا يوجد
أحد ،أسلموا كلهم.
) ولا أدري كيف يصح في العقول هذا التفسير ؟! لا أدري كيف
يستقيم في اللغة هذا التفسير ؟! لا أدري ما هو الرابط بين قوله تعالى : إن الله لا
يهدي القوم الكافرين وبين تفسير الحوثي : لن يهتدوا إلى أن يضروك ؟! وعلى العموم
سأنقل تفسير الآية لاحقاً من كتب التفسير.
8- ع ل ي = علي !!! كلام طويل وعريض
لكن فارغ من أي مضمون !! إمامة !! ولاية إلهية !! وصية نبوية !! لا يستقيم الدين
إلا بها ومع ذلك يعجز الباري عز وجل عن ذكرها في كتابه !!!!!!!!!! يا سبحان الله !!
نريد آية من كتاب الله عز وجل واضحة جلية فيها ثلاثة حروف : ع ل ي = علي !!! وهل
يعقل أن يذكر الله عز وجل قضايا ليست من أصول الدين ويهمل ذكر الإمامة أعظم أصل من
الأصول ؟ هل يعقل أن يذكر الله عز وجل زيد بن حارثة رضي الله عنه في قوله تعالى : (
فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ
وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ) الأحزاب37.
ولا يذكر عليا رضي الله
عنه وذكره من أصول الدين ؟! غفرانك ربنا من كلام الحاقدين على خير عباد الله
الصالحين.
غفرانك ربنا من كلام المفترين الذين يفترون على دينك لكي يشتتوا شمل
الأمة ويفرقون المسلمين في كل حين !! يطيعون أبا بكر ويعصون الرسول ؟ إن كنت لا
تدري أخي المسلم كيف أصبح عمر بن الخطاب خليفة للمسلمين فأقول لك بأنه قد اختاره
أبو بكر الصديق رضي الله عنه قبل وفاته فقال : ( فإني قد استعملت عليكم عمر بن
الخطاب فاسمعوا وأطيعوا وأني ما ألوتكم نصحاً والسلام ) ( تاريخ اليقوبي 2/24 ) فهل
يعقل أن جميع المسلمين يطيعون أبا بكر رضي الله عنه عندما اختار لهم عمر بن الخطاب
خليفة من بعده ويعصون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما اختار لهم علياً رضي
الله عنه خليفة من بعده ؟ الجميع يطيعون أبا بكر الصديق بما فيهم أهل البيت في عمر
والجميع يعصون الرسول صلى الله عليه وسلم بما فيهم أهل البيت في علي ؟!!!! هل يقول
بهذا عاقل ؟!! الرسول إن أطعته دخلت الجنة وإن عصيته دخلت النار يعصيه الجميع !!!!
وأبو بكر إن أطعته لا تدخل الجنة وإن عصيته لا تدخل النار يطيعه الجميع !!!! هذا هو
البهتان الذي يروجه الحوثيون وأسلافهم الرافضة أكذب الإنس والجان !!!!
writerw1@hotmail. com
!! واتهمهم بالتآمر والشقاق والتلاعب !!!! وقال فيهم ما لم يقله في كفار قريش !!!!
وفي النصارى والمجوس !!!! وسأسوق النص بكامله لكي نفهم أساليبه في الكذب والدس
والتزوير ثم أرد عليه بالتفصيل حيث يقول في ملزمته "دروس من سورة المائدة - الدرس
الثالث والعشرون ص12-14" ( "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ
مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ
فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ
يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" ( المائدة من الآية : 67 ) هذه الآية أين هي ؟
أليست في ( سورة المائدة ) وقد بلغ الرسالات ؟ ألم يكن قد بلغ الرسالات بكلها ؟ في
هذه المرحلة قد عرف التوحيد لله ،وعرفت العبادات ،وعرف الجهاد ،وعرفت تقريباً معظم
الأشياء.
هذه الآية نزلت. .
يعني : المشهور فيما يتعلق به أنها نزلت في شأن
ولاية الإمام علي في ( يوم الغدير ) كما روى الإمام الهادي ،فلما نزلت لم يستجز أن
يتقدم خطوة على موقع نزولها ؛ لأن عبارتها هنا عبارة هامة ،عبارة قوية ( يَا
أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ
تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) إن لم تبلغ ما أنزل إليك من ربك ،قضية
معينة فكأنك لم تعمل شيئاً ،فكأنك لم تبلغ شيئاً ،أليس هذا يدل على أنها قضية هامة
جداً.
الآية هذه نفسها توضح لنا القضية ما هي ؟ القرآن كتاب أحكمت آياته ،من نفس
الآيات تعرف أنها قضية لن تكون إلا القضية التي عادة الناس يتنافسون فيها ،وتطلع
إليها نفوس الكثير من الانتهازيين - على ما يسمونهم - قضية ولاية الأمر ،بلغ
التوحيد ،أليس التوحيد لله أكبر قضية ؟ بلغه ،إذاً بالتأكيد ليست هذه قضية التوحيد
هنا ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ألم يقل : والله يعصمك من الناس ؟ (
إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) بلغ الصلاة ،هل ما يزال يحتاج
بالنسبة لتبليغ الصلاة إلى عبارات كهذه ؟ بلغ الصيام ،بلغ الزكاة ،الحج ،الجهاد
،المواريث ،الأحكام المتعددة في مختلف القضايا بلغها.
إذا ما هي القضية المهمة
التي يبدو وكأنها الرسالة بكلها تفرغ من مضمونها ،عندما يقول : ( وَإِن لَّمْ
تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) ما هنا فكأنك لم تبلغ ؟ أي : معناه أن ما
بلغته يفرغ من معناه فكأنه لا معنى له ،هذا يعني : أن ولاية أمر الأمة على أساس
القرآن الكريم ،ولاية أمر الأمة تشكل ضمانة أساسية لمسيرة الدين ،واستقامة الدين
،استقامة الدين ،واستقامة الحياة بكلها ،ما هي القضية الخطيرة التي نرى بأن الرسول
( صلوات الله عليه وعلى آله ) بحاجة إلى أن يقال له : ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ
النَّاسِ ) بلغ التوحيد وفي ظروف قاسية ،وكان يحتاج في نفس الوقت إلى حراسة وهو في
مكة ،وهو أيضاً في المدينة كان يحتاج إلى حراسة ،بلغ كل الأشياء ،لا نعلم بأن هناك
قضية يبدو كان يتخوف من تبليغها ،أو قضية قد يرى بأنها حساسة أن تبلغ على نحو حاسم
تماماً يعني : يقفل المجالات نماما أمام كل الموسوسين ،والمتطلعين للاستيلاء على
السلطة ،على الخلافة من بعده.
في هذه المرحلة هل كان هناك كافرون يخشاهم ؟ هو
لم يخشاهم وهو بينهم في مكة ،لم يكن يخشاهم وهو في بداية مرحلة المدينة.
نزول (
سورة المائدة ) كان قد أسلمت الجزيرة هذه ،بعد الفتح ،أسلمت اليمن ،وأسلمت الجزيرة
،وخصوصاً المنطقة هذه ،أين هم الكافرون الذين قال بأنه : ( إِنَّ اللّهَ لاَ
يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) هل يمكن من النبي ( صلوات الله عليه وعلى آله )
أن يتخوف عن تبليغ شيء خوفا من الكافرين ؟ واضح ماذا قال في مكة عندما عرضت عليه
قريش أشياء كثيرة ،ألم يقل : ( لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن
أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ) أليس هذا موقفاً قوياً ؟
ألم يتآمروا عليه في نفس الوقت ؟ تآمروا عليه ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ
كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ
وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) ( الأنفال من الآية :30
).
إذاً في قضية ولاية الأمر بالتأكيد ؛ لأن القضية حساسة ،وتجلى من بعد موته (
صلوات الله عليه وعلى آله ) أليست هي التي تجلى فيها لعبة ،حصل أخذ ورد واجتماعات
،وخلاف وشقاق ،وأشياء من هذه ،لم يختلفوا على صلاة ،ولا على توحيد ،ولا على زكاة
،ولا على حج ،ولا شيء ،ألم يكن أول ما اختلفوا عليه هذه القضية ؟ قضية
الولاية.
أن يقال للرسول ( صلوات الله عليه وعلى آله ) أن يبلغها على هذا النحو
أليس هذا يدل أن القضية بالغة الأهمية ،أنها قضية بالغة الأهمية ،وأنه إذا لم يبلغ
،ويعلن فيكون الناس عارفين جميعاً ،يبلغ في الحج قبل أن يفترق الناس إلى بلدانهم
،فكأنه فرغ هذه الرسالة من محتواها ،ولم يبق للدين معناه ،ولن يكون لهذا الدين أثره
في الحياة إذا لم يبلغ هذه.
قد يكون الرسول ( صلوات الله عليه وعلى آله ) فعلا
هو يعلم بالقضية ،وعمل في البداية أشياء كثيرة ،تبين للناس أن الإمام عليا هو الشخص
الذي يؤهله من بعده ،لم يكن يؤمر عليه أحداً ،أحاديث كان يقولها مرة هنا ومرة هنا
بالنسبة للإمام علي ،لكن بقي الإعلان النهائي بشكل صريح على الأمة ،ربما كان يفكر
ما هو الأسلوب الأنسب ؟ كيف يعمل ،وأشياء من هذه ،ليس إلى درجة أن يضعف ،هو إنسان
قوي ،وإنسان لا يخشى أحداً إلا الله ،لكن أحياناً قد يكون يتخوف في أشياء كيف تكون
الطريقة المناسبة التي يمكن أن يبلغ الناس ،ويفهموا ولا يكون أي احتمالات أخرى
،وهنا يأتي البلاغ من جهة الله سبحانه وتعالى بهذه العبارة الهامة : أن عليك أن
تبلغ ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) أليس هذا ما يوحي بأنه كان بالإمكان أن
يتعرض لاغتيال ،أو اعتداء فعلا ؟ من أين ،من الكافرين أو من أين ؟ من داخل ! (
إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) الرافضين لما تبلغه ،الرافضين
لهذه القضية ،لن يهتدوا إلى أن يضروك ،لن يهتدوا ،لم يتوقفوا.
إن قلنا أن
الكافرين معناها : المشركين ،فلا يوجد هناك مشركين في تلك الفترة ،لا يوجد أحد
،أسلموا كلهم.
فرسول الله ( صلوات الله عليه وعلى آله ) بلغها على أكمل صورة
أعني : فهذا يبين لنا ،عندما نقول : لازم أن نعرف شخصيته ( صلوات اله عليه وعلى آله
) كيف كان هو نفسه ؛ لأن ما قدم لنا بالنسبة للنبي ( صلوات الله عليه وعلى آله ) هو
أنه إنسان صادق ،أليست هكذا ؟ وأهم شيء بالنسبة للنبوة أنه إنسان صادق ،والمعجزة
تشهد على أنه إنسان صادق ،وصادق. .
الخ ،أبو ذر صادق ،وعلي صادق ،وعمار صادق
،وناس كثيرون هم صادقون أما نفس الصدق ،لكن الشخص الذي يفهم القضية ،وكيف يتعامل
معها بما يليق بأهميتها ،هي القضية الهامة جداً ،والواسعة جداً ،لاحظ كيف بلغ هذه
القضية على أعلى مستوى ،ألم يبلغها علي أعلى مستوى ؟ أوقف الناس جميعاً ،ومن تقدموا
أرسل إليهم أن يرجعوا ،وانتظر للمتأخرين ،وفي وقت حرارة الشمس ،وقت شمس حتى لا
يقولون : لم يروه ،هناك ضباب أو نحوه ،شمس يقول أحد الرواة : ( وإن أحدنا ليضع رداء
تحت قدميه وفوق رأسه ) من حرارة الشمس وحرارة الرمضاء ،يدل على ماذا ؟ قضية هامة
سيبلغهم ،يوقفهم هنا في هذا المكان الذي ليس فيه ولا شجرة أو حجر ،حتى لا يقولون :
أنهم لم يروا النبي ،فقط سمرات ثلاث التي وقف تحتها ( طلح ) من هذه أو ( قرض )
يسمونه ،وقف تحتها ورصوا له أقتاب الإبل ،أقتاب الإبل أليست تشهد بأنه بمحضر ناس ؟
ما هناك أقتاب إبل إلا وهناك ناس كثير ،ويطلع من فوق أقتاب الإبل ،ويأخذ الإمام
علياً معه ،ويرفع يده بعد خطبة طويلة ويقول : ( إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين
فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ) أليس هذا أعلى طريقة للتبليغ ؛ لأن القضية هامة
جداً ،لاحظ أن المسألة كان هناك تآمر حولها ،ولعبة ،فعلى الرغم من حدة لهجة هذه
الآية - إذا صحت العبارة - والاهتمام الكبير من جانب الرسول ( صلوات الله عليه وعلى
آله ) في تبليغ ولاية الإمام علي تآمروا من جديد ،وشاققوا ،وفعلا ركزوا شخصا آخر
،أليس هذا الذي حصل ؟ لكن ما الذي بقي أن نفهم نحن ،إذا لم نفهم أهمية ولاية الأمر
في الإسلام فسنقول في الأخير : ( ما هناك مشكلة وأبو بكر كان رجل باهر ،وفلان كان
باهر والمهم واحد ) وأشياء من هذه ،وهكذا من جاء باهر ،باهر ولا تدري في الأخير إلى
وقد أنت تحت ( بوش ) ثم في الأخير يقولون لك : وبوش باهر ،أليست هكذا ؟.
أهمية
ولاية الأمر في الإسلام أنها تشكل ضمانة لاستقامة الدين ،وحيوية الدين ،متى ما كان
الدين قائماً ،والدين حياً ،تكون الأمة قائمة وحية ،الأمة مربوطة بهذا الدين
.
إذاً فهي قضية هامة جداً ،أليست قضية كيفما كان إذا لم تكن حاصلة ،تصبح كثير
من تشريعات الدين تستغل استغلالاً سيئاً بما فيها المساجد ،بما فيها الصلاة ،بما
فيها منابر المساجد ،بما فيها الحج ،بما فيها الزكاة بما فيها منطق القرآن ،تقديم
القرآن نفسه ،فهي تشكل ضمانة ضرورية جداً جدا ،لاستقامة الدين ،ليس مثلما يقول
الاثنا عشرية ،عندما يقولون : إمام ثاني عشر غائب ،غائب وحجة على عباد الله وهو
غائب ،لا يفهمون هم أهمية ،وقيمة ،وغاية ولاية الأمر في الإسلام ،كيف تقول لي : ولي
أمر للأمة ،وحجة على الأمة وغائب مائة سنة ،بعد مائة سنة ،طلع لك إلى الآن ألف
ومائة سنة ،ولاية الأمر تشكل ضمانة ،ضمانة دائمة ،استقامة للدين ،فتصبح الصلاة لها
فاعليتها ،المساجد لها فاعليتها ،منابره لها فاعليتها ،الحج له فاعليته ،الزكاة لها
فاعليتها ،القرآن له حيويته ،وهكذا ) !!!! انتهى كلام المدلس الكذاب وسنشرع في
الجواب عليه فأقول وبالله التوفيق : 1- مدلس جعل من قضية الإمامة والخلافة أهم قضية
في الإسلام وأكثر من القيل والقال لكنه يعلم أنها تحتاج لو كانت كما يقول هو
وأمثاله إلى أن يذكرها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حجة الوداع للجميع
لذلك قال الحوثي : ( أن يقال للرسول ( صلوات الله عليه وعلى آله ) أن يبلغها على
هذا النحو أليس هذا يدل أن القضية بالغة الأهمية ،أنها قضية بالغة الأهمية ،وأنه
إذا لم يبلغ ،ويعلن فيكون الناس عارفين جميعاً ،يبلغ في الحج قبل أن يفترق الناس
إلى بلدانهم ،فكأنه فرغ هذه الرسالة من محتواها ،ولم يبق للدين معناه ،ولن يكون
لهذا الدين أثره في الحياة إذا لم يبلغ هذه.
) لكنه يعلم أنه مدلس كذاب ولا يوجد
أي دليل معه أو مع غيره على البلاغ بالولاية في الحج فأكثر من الهذر والترهات واللف
والدوران ثم استدل بحديث الغدير فقال : ( ويرفع يده بعد خطبة طويلة ويقول : "إن
الله مولاي وأنا مولى المؤمنين فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه" ) مدلساً بأن هذا
الحديث في الحج !! وحديث الغدير كان بعد الحج بتاريخ 18 ذو الحجة وفي غدير يسمى خُم
ويبعد عن مكة بأكثر من 260كم2 وما كان معه صلى الله عليه وآله وسلم إلا الحجيج من
أهل المدينة فقط فقبح الله الكذب !! 2- بالغة الأهمية لكن لا وجود لها في القرآن
!!! تطويل بغير طائل !! وأضاليل في أباطيل !! وتدليس وتلبيس !! في حديثه عن قضية
الإمامة التي قال فيها : ( ألم يبلغها علي أعلى مستوى ؟ !! لأن القضية حساسة !!
أنها قضية هامة جداً.
!! أنها قضية بالغة الأهمية !! أليس هذا أعلى طريقة
للتبليغ ؛ لأن القضية هامة جداً !! ولاية الأمر تشكل ضمانة ،ضمانة دائمة ،استقامة
للدين !!!! ) ويبقى السؤال الهام الذي يكشف زيف كل ما قال : أين هي الإمامة
والخلافة في القرآن الكريم ؟!! أيوجد لها أي ذكر ؟ هل يعقل أن يذكر الله عز وجل
خلافة داوود عليه السلام فيقول : ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي
الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى
فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) ص26.
ولا يذكر خلافة علي رضي الله عنه التي
هي كما يقول المفلس : ( تشكل ضمانة ،ضمانة دائمة ،استقامة للدين ؟!!!! ) ويا للعجب
!! ضمانة للدين ولا توجد في كتاب رب العالمين ؟! 3- سخرية من الرسول !! بعد أن طاش
وهاش وتطاول بلسانه وتعدى ببنانه مضللاً صفوة الأمة ومكفراً لخيار الأئمة الصحابة
الكرام رضي الله عنهم ماذا صنع هذا المخذول بعد أن أطال من الزخرفة والتمويه ؟ وبعد
أن زعم أن قوله تعالى : ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) أي إن الله يعصمك من
أصحابك فما عاد هناك مشركون تخاف منهم !!!!! فبلغ ولاية علي فلن يهتدوا إلى أن
يضروك !!!! لن يهتدوا !!!! وفعلاً لم يهتدوا !!!! لم يتوفقوا !!!! بعد كل هذا الهذر
والبهتان سخر من الرسول صلى الله عليه وسلم عندما زعم أنه قال : ( إن الله مولاي
وأنا مولى المؤمنين فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ) !! أعجز الرسول عليه أفضل
الصلاة والتسليم عن التصريح بكلام فصيح وهو ابلغ البلغاء وأفصح الفصحاء ؟! ألم يجد
إلا كلمة " فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه" ؟ والتي لها أكثر من عشرين معنى مما
سنذكره لاحقاً؟ 4- الجميع نسوا !! بين وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحديث
الغدير ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) أقل من ثلاثة أشهر فهل يعقل لو كان الحديث
نصاً صريحاً على خلافة وإمامة علي رضي الله عنه أن ينسى الجميع هذا التنصيب
بالخلافة والإمامة في الغدير ؟ أم أن المعنى والمقصود لا علاقة له بالإمامة من قريب
أو بعيد ؟ بل كيف نسي علي رضي الله عنه هذا التنصيب في الغدير ولم يحتج به على
المهاجرين والأنصار ويذكرهم بالتنصيب الذي لم يمر عليه سوى ثلاثة أشهر وهل ذاكرة
وفهم الحوثي أقوى من ذاكرة وفهم علي رضي الله عنه ؟ 5- الرسالة الفارغة !! وصل به
هوس الإمامة إلى درجة الطعن في الرسالة الإسلامية واعتبارها فارغة من مضمونها بدون
الإمامة الوهمية حسب نصه السابق الذي يقول فيه : ( إذا ما هي القضية المهمة التي
يبدو وكأنها الرسالة بكلها تفرغ من مضمونها ،عندما يقول : "وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ
فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ" ما هنا فكأنك لم تبلغ ؟ أي : معناه أن ما بلغته يفرغ
من معناه فكأنه لا معنى له ) !!!! وأقول لهذا الجاهل وأمثاله لماذا لم ينزل الله عز
وجل نصاً صريحاً في القرآن الكريم يتحدث عن هذه القضية المهمة : ( التي يبدو وكأنها
الرسالة بكلها تفرغ من مضمونها ) كما يقول الحوثي ؟ هل يعقل أن الرسالة بكلها تفرغ
من مضمونها وتصبح لا معنى لها إلا بإمامة علي رضي الله عنه ومع ذلك لا وجود لهذه
الإمامة في القرآن ؟! حقاً لقد فسد الزمان وعم العدوان وانتشر البهتان عندما وجد
هذا الجاهل من يصدقه من بني الإنسان !!!! وصدق الله القائل فيهم وفي أمثالهم : (
لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ
أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) الأعراف179.
6- الاغتيال من الداخل !!
لا يوجد خطر على حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من المشركين !! ولا خطر من
المنافقين !! والخطر كل الخطر من الداخل !!!! أي من الصحابة الذين كان الخوف منهم
لا من غيرهم !!!! وإن لم تنتبه لكلام الحوثي السابق فها أنا أعيده عليك لتعرف
عقليته ومدى كذبه وإفكه يقول ما نصه : ( وهنا يأتي البلاغ من جهة الله سبحانه
وتعالى بهذه العبارة الهامة : أن عليك أن تبلغ ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
) أليس هذا ما يوحي بأنه كان بالإمكان أن يتعرض لاغتيال ،أو اعتداء فعلا ؟ من أين
،من الكافرين أو من أين ؟ من داخل ! ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ
الْكَافِرِينَ ) الرافضين لما تبلغه ،الرافضين لهذه القضية ،لن يهتدوا إلى أن يضروك
،لن يهتدوا ،لم يتوقفوا.
إن قلنا أن الكافرين معناها : المشركين ،فلا يوجد هناك
مشركين في تلك الفترة ،لا يوجد أحد ،أسلموا كلهم.
) !!!! هل قرأتم ما قرأت في
النص السابق الذي فيه أن الكافرين هم صحابة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم
!!!!!!!!!! 7- تفسير أجهل الجاهلين الحوثي مفلس من العلم والفهم وحانق حاقد على
أعظم جيل عرفته البشرية لذلك فقد فسر القرآن الكريم تفسير أجهل الجاهلين مثل تفسيره
هذا : ( "إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" الرافضين لما تبلغه
،الرافضين لهذه القضية ،لن يهتدوا إلى أن يضروك ،لن يهتدوا ،لم يتوقفوا.
إن
قلنا أن الكافرين معناها : المشركين ،فلا يوجد هناك مشركين في تلك الفترة ،لا يوجد
أحد ،أسلموا كلهم.
) ولا أدري كيف يصح في العقول هذا التفسير ؟! لا أدري كيف
يستقيم في اللغة هذا التفسير ؟! لا أدري ما هو الرابط بين قوله تعالى : إن الله لا
يهدي القوم الكافرين وبين تفسير الحوثي : لن يهتدوا إلى أن يضروك ؟! وعلى العموم
سأنقل تفسير الآية لاحقاً من كتب التفسير.
8- ع ل ي = علي !!! كلام طويل وعريض
لكن فارغ من أي مضمون !! إمامة !! ولاية إلهية !! وصية نبوية !! لا يستقيم الدين
إلا بها ومع ذلك يعجز الباري عز وجل عن ذكرها في كتابه !!!!!!!!!! يا سبحان الله !!
نريد آية من كتاب الله عز وجل واضحة جلية فيها ثلاثة حروف : ع ل ي = علي !!! وهل
يعقل أن يذكر الله عز وجل قضايا ليست من أصول الدين ويهمل ذكر الإمامة أعظم أصل من
الأصول ؟ هل يعقل أن يذكر الله عز وجل زيد بن حارثة رضي الله عنه في قوله تعالى : (
فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ
وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ) الأحزاب37.
ولا يذكر عليا رضي الله
عنه وذكره من أصول الدين ؟! غفرانك ربنا من كلام الحاقدين على خير عباد الله
الصالحين.
غفرانك ربنا من كلام المفترين الذين يفترون على دينك لكي يشتتوا شمل
الأمة ويفرقون المسلمين في كل حين !! يطيعون أبا بكر ويعصون الرسول ؟ إن كنت لا
تدري أخي المسلم كيف أصبح عمر بن الخطاب خليفة للمسلمين فأقول لك بأنه قد اختاره
أبو بكر الصديق رضي الله عنه قبل وفاته فقال : ( فإني قد استعملت عليكم عمر بن
الخطاب فاسمعوا وأطيعوا وأني ما ألوتكم نصحاً والسلام ) ( تاريخ اليقوبي 2/24 ) فهل
يعقل أن جميع المسلمين يطيعون أبا بكر رضي الله عنه عندما اختار لهم عمر بن الخطاب
خليفة من بعده ويعصون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما اختار لهم علياً رضي
الله عنه خليفة من بعده ؟ الجميع يطيعون أبا بكر الصديق بما فيهم أهل البيت في عمر
والجميع يعصون الرسول صلى الله عليه وسلم بما فيهم أهل البيت في علي ؟!!!! هل يقول
بهذا عاقل ؟!! الرسول إن أطعته دخلت الجنة وإن عصيته دخلت النار يعصيه الجميع !!!!
وأبو بكر إن أطعته لا تدخل الجنة وإن عصيته لا تدخل النار يطيعه الجميع !!!! هذا هو
البهتان الذي يروجه الحوثيون وأسلافهم الرافضة أكذب الإنس والجان !!!!
writerw1@hotmail. com