الكمالي
المدعومة دوليا على أوسع نطاق والتي لم يعرف الشعب طبيعتها بعد يسير في خط واحد نحو
الزوال من الشرق إلى الغرب من الصحيفة إلى المعتقل " بمقدور شيوخ ونساء وأطفال
الجعاشن النازحون إلى جوار جامعة صنعاء اليوم حزم أنفسهم ورفع لافتتاهم المزعجة التي تكدر حياة السلطات والعودة
إلى الجعاشن بأمان فالسلطات الأمنية الساهرة على راحتهم والمحافظة على مواطنتهم
ألقت القبض على شيخهم سيف محمد احمد الحاضري وأودعته السجن ولم يعد ثمة حاجة إلى
بقائهم في العاصمة صنعاء بعد الآن.
أيضا بمقدور نازحو التمرد الحوثي في عمران
وحجة والجوف رجال وشيوخ ، نساء وأطفال حزم رحالهم والتوجه عائدين صوب ديارهم
المدمرة ومزارعهم المحروقة ومدارسهم التي صارت أثرا بعد عين فزعيم المتمردين
الحوثيين سيف محمد أحمد الحاضري قبضت عليه أجهزة الأمن وأودعته السجن ولم يعد ثمة
داع لاستمرار مظاهر كارثة التمرد.
أيضا بإمكان صانعي الحلوى القباطية العودة
إلى منطقة العسكرية ولحج والضالع يمارسون عملهم ويطلبون الله على أنفسهم وعائلاتهم
بأمان واطمئنان فقائد مليشيات الحراك الانفصالي في تلك المناطق وبعض المحافظات
الجنوبية سيف محمد احمد الحاضري وقع في شراك الأجهزة الأمنية الساهرة من أجل حماية
الثورة والوحدة والديمقراطية والدستور والنظام والقانون ولم يعد ثمة ما يزعج أو
يثير القلق.
عفوا كان ذلك مجرد كابوس مزعج فليس سيف الحاضري شيخ الجعاشن وليس
سيف الحاضري زعيم التمرد الحوثي ،وأيضا ليس سيف الحاضري أي من على سيف أو الطماح
لكنه سيف محمد أحمد الحاضري الصحفي صاحب مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام رئيس تحرير
«الشموع» عضو نقابة الصحفيين اليمنيين الرئيس الفخري لنادي شمسان الرياضي في عدن
.
يجدد ترخيص صحيفتيه "أخبار اليوم " و"الشموع " بداية كل سنة ميلادية يدفع
الضرائب أولا بأول يسدد فاتورة الكهرباء والتلفون بانتظام وفوق هذا تستدعيه نيابة
الصحافة في أي وقت للمثول أمامها فلا يتردد لكن الأجهزة الأمنية وجدت فيه دفعة
واحدة وبدون تحقيق وبدون أحكام وبدون حتى إنذار مجرم وجريمته جريمة نشر وليس سطو أو
نشل وهي على ما يبدو تهمة أخطر من تهمة التآمر على إسقاط النظام أنها محاكاة واقعية
لإرهاب وتخويف الناس من نتائج مؤتمر لندن وخطورة الهرولة الرسمية نحو أحضان كلنتون
ووصاية براون، وربما أيضا يضاف إلى ذلك تهمة بيع نسخ وأعداد وصفحات وتقارير وكلمات
صحيفتيه "أخبار اليوم " والشموع " يوميا وأسبوعيا وبذلك لايكون بينه فرق وبين بائعي
ومهربي الأسلحة إلى المتمردين في صعدة فالتمرد يقتل وطن والصحفي ينشر رعب الوعي في
المجتمع وقد يقتل فاسد.
من حيث يقبع سيف الحاضري معتقلا الآن يبرز في وجه
الحقيقة واقع مرعب كيف أننا نعيش تناقض عجيب بين الممارسات والأقوال بين القانون
والفوضى، بين المؤسسية والعبثية، بين الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي
زعم مؤتمر لندن أن الحكومة اليمنية تسير فيه وبين أننا في اليمن لم ندرك أين ومتى
وكيف بدأت حكومتنا السير في ذلك الطريق المزعوم.
من حيث يقبع سيف الحاضري
معتقلا الآن يبرز في وجه الحقيقة حقائق مؤلمة لانملك حيالها أية إجابات فما تتذرع
فيه أجهزتنا الأمنية من مبررات الاعتقال ليست عدا جريمة نشر وفق القانون رقم 25
لسنة 90 بشأن الصحافة والمطبوعات ولائحته التنفيذية وقانون الجرائم والعقوبات وعليه
ووفق القانون نفسه الذي جادت به علينا هذه السلطة فإن استدعاء سيف الحاضري وإيقافه
والتحقيق معه من مهام نيابة الصحافة والمطبوعات فقط لاغير، لكن ومن حيث يقبع سيف
الحاضري معتقلا الآن يتضح لنا أن ثمة مزاجية مقرفه تتحكم بكل شيء كما يحلوا لها
ولديها أجهزة أما أنها تمتلك الاستثناء غير المعلن في كل شيء تعمله أو أنها تعمل
وفق خيار لم تكن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والوحدة اليمنية قادرات على التعامل
معه، وأنه لكل ذلك مازلنا شعبا ووطن ندفع ثمن التمرد الحوثي وثمن المطالبين بتمزيق
الوطن وثمن أن نكون صحفيين للوطن فقط.
من حيث يقبع سيف الحاضري معتقلا الآن
تبرز حقيقة واحدة وواحدة فقط، كيف أن النظام اليمني يسير في طريق الزوال من الشروق
إلى الغروب من مقر الصحيفة إلى المعتقل وليس غير ذلك.
أكتب هذا وأنا مدرك أنه
لو كان سيف الحاضري في مقر عمله فسوف تمنعه الغيرة على الوطن وأمنه من نشر هذا
وحينها لم أكن لألومه، لكنه الآن في المكان الخطاء والزمان الخطاء وراء قضبان، هدهد
سجين غير منكسر الجناحين.
مبرر اعتقال سيف الحاضري مبرر أهبل طريقة اعتقال سيف
الحاضري طريقة هبلا وكل ذلك انعكاسا أهبل لطريقة تفكير تصر على أن تضل أجهزة الأمن
في هذا الوطن في حالة عداء مع الشعب ومع الدستور ومع القانون ومع الصحافة ومع حقوق
الإنسان وأن يضل أداء الجهاز الأمني مرتبطا لاسلكيا بها تديره بمزاجية مريضة لم
تفهم بعد كيف تكون دكتاتورية وكيف تكون ديمقراطية كيف تكون صالحة وكيف تكون فاسدة
لم تدرك بعد ماذا يجب عليها أن تكون وماذا يجب علينا أن نكون.
لم تدرك بعد إن
شموعنا ليست كهربائها فشموعنا لم تنطفئ.