;

أردوغان.. أترتضي زعامة العرب؟ 1083

2010-02-01 04:02:37

د. فايز
صلاح أبو شمالة


نحن لا نصنع القادة، وإنما الزعماء يصنعون أنفسهم
من خلال مواقفهم، وتصرفاتهم، ونحن لا نصفق للأسماء الكبيرة، لأنها تلمع، ولا نعطي
للشخصيات الانتماء، والوفاء، وإنما نحن العرب الذين نلهث خلف من يعبئ الفراغ الذي
خلفته سنوات المذلة في نفوسنا، ولا نخجل أن نقول: يا "رجب طيب أردوغان" أنت قائدنا،
وعبرت عن مشاعرنا العربية منذ تلك اللحظة التي وقفت فيها في "دافوس" تتحدى الكذاب
الصهيوني "شمعون بيرس" وتدافع عن غزة.

لقد هتفت من خلفك أمة العرب: يا قائدنا، يا طيب، أنت الذي تعبر عن وجداننا،
وتحاكي ضمائرنا، لتشهق صدرونا الهواء الذي استنشقت، وتقول بلساننا ما قلت، دون أن
نهتم بموطنك، فلا بأس إن كنت تركياً، أو كنت سودانياً، أو جزائرياً، فنحن أمة مزقت
وحدتنا هذه التسميات التي أعطت لإسرائيل شرعية الوجود، وقوة والحضور.
نحن
الفلسطينيين نقف ضد إسرائيل، وهي عدونا، لذا نحن أول من يبايع من ينشل ذاتنا من
أسمائنا؟ ونقف خلف من يحمل فأس الكرامة لتهشم رأس من لا يضر ولا ينفع من أصنام
التردد، والضعف الذي استوطن قلوبنا سنوات.
فإذا بك أنت إمامنا، ولا نلزم أنفسنا
بالصلاة خلف من لا يحسن الوضوء، ولا الصلاة، ولا الولاء لهذه الأوطان وأديانها،
وعاداتها، وأخلاقها، أولئك الذين ولوا وجوههم صوب محراب "سايكس بيكو، ولينين، وسان
ريمو، والجنرال ألنبي، وجلوب باشا، وكيث دايتون"، لتقف أمة محمد "ص" في الصلاة خلف
من يتبع سنة ابن عبد الله، ويقرأ عليهم قرآن الولاء والانتماء باللغة
العربية.
فنحن أمة لا تحب المستوردين من خارج الدين الإسلامي، لذا أحببناك يا
طيب أردوغان، ولا غضاضة عندنا إن كنت مصرياً أو شامياً أو من بلاد اليمن أو الحجاز
أو المغرب، فنحن أمة العرب الذين داست كرامتها إسرائيل، وتحكمت في نبضات قلوب
أطفالهم، ورسمت له حدودهم، وحددت أسماءهم، ومعارفهم، وموعد حجيجهم، وحدود دولهم
التي تنسجم مع دولة إسرائيل.
نحن العرب الذين تاهوا عن ماضيهم، وافتقدوا حاضرهم،
وحسبوا أن لهم كرامة، فإذا بهم فائض شعب لفائض اتفاقيات مذلة، نحن أمة العرب التي
تعيش في تجمعات بشرية بلا رمز قيادي، تفتش عن القائد، وتستنهض الزعيم حتى ولو كان
تركياً، أو إيرانياً، أو أفغانياً، أو صومالياً، المهم ألا يكون من أتباع الرئيس
أوباما، أو من رجال اليهودي نتانياهو، أو صديقا لبلير، وسركوزي، وبرلسكوني، وميركل
ومن لف لفّهم، وقبّل كفّهم، وقَبِلَ عطاياهم، ليضع اللجام الغربي في فمه، والرسن
الإسرائيلي في رقبته.
ننتظرك يا "رجب طيب أردوغان" في غزة، وننتظر "شافيز" كي
نهتف من المحيط إلى الخليج، كلنا أردوغان، وكلنا غزة، وغاية العرب كرامة وعزة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد