لحج المحروسة بالله كما يحب أن يسميها ساكنوها الحوطة التي كانت إلى زمن ليس ببعيد
مدينة فاتحة ذراعيها محتضنة مرحبة بالقادم إليها بكل الحب والود والامتنان متقاسمة
العيش المشترك مع من يأوي إليها دون عناء أو تكليف أو تمييز حتى من جاء إليها وحط
الرحال وعاش وسكن فيها حبذا أن يطلق عليها ويصفها لحج أم المسكين للبساطة وتواضع
وطيبة أهلها والفرح الذي يتميزون به.
هذه هي ثقافة لحج وأناسها الخيرين التي امتدت وانتشرت رائحتها كروائح الفل
والكاذي الذي يجني من على أغصان بستان الحسيني إلى كل أرض اليمن وخارجها وعرفت به
وأسست على مر التاريخ مدارس ثقافية وفنية وأدبية وبنت لثقافة الحب دار العرائس
وزرعت في بساتين الحسيني الجناين ليرتبط اسم لحج بثقافة الوجدان والحب للطبيعة
والإحساس بكل شيء جميل.
وما يؤكد ان لحج داعية للسلام والحب والكرم ونابذة
لثقافة الكراهية والعنف قول الشاعر الكبير القمندان: سلام مني عليكم يا حبايب يوم
الهنا باتجونا للحسيني بانسوي كل واجب ويقول الشاعر علوي العراشة: طابت ثراها وطاب
الدار في ما من والعيش فيها حسن يا لحج يا خير مسكن لحج فردوس اليمن يا من ماء دواء
للبدن ومن سكنها توطن وغيرهما من الهامات والقامات الشعرية والأدبية والفنية أمثال
عبدالله هادي سبيت وعبده عبدالكريم وصالح نصيب ومسرور مبروك الذين تغنوا بواحدية
الأرض والإنسان اليمني ورسموا أروع الصور والملاحم الشعرية لحبه ووحدته نعم سلام
مني عليكم يا حبايب دعوة صادقة من القلب إلى القلب ومفتوحة أطلقها الشاعر القمندان
لكل محبي لحج للدخول فيها بسلام وأمان دعوة صادقة من الشراح الذين يحموا الحيط
والساهرين على ضفاف وادي تبن ومعبق وحلاله العاشقين لدار العرائس والحسيني جناين
والرمادة زراعة هذه هي ثقافة لحج المحروسة بالله التي ستبقى على الدوام بفضل
أبنائها الخيرين أبواباً مفتوحة ومناراً للإبداع المشع بالحب والعشق والتعايش مع
الآخرين.
فهل يتوقف أولئك الذين يحاولون اليوم إقحام حوطة لحج في دوامة العنف
الكراهية المظلمة ويشعرون بالمسؤولية تجاه هذه المدينة الجميلة التي حباها الله
وحوطها بالماء والخضرة والوجه الحسن ناهيك عن أهلها الطيبين المسالمين وإبعادها عن
الأفعال المشينة التي يحاول البعض تشويه وجه لحج الجميل الناصع البياض المشع بنور
العلم والإيمان وحب الإنسان لأخيه الإنسان الذي تبنى به الأوطان ونقول لهم كفاية
العبث بلحج هدية الزمان مبتهلين بالدعاء للرحمن بأن يصونها من وسوسة
الشيطان.