الرمادي
ووحدتها لابد لها من تناسي خلافاتها وتوحيد كلمتها وتصبح الأولوية عندها مواجهة هذا
الخطر في عدد من مناطق البلاد مثل الحرب الحوثية وإرهاب القاعدة والحراك الانفصالي
بين هذا وذاك ، يجب لم شتات الأمة وتوحيد كلمتها وهذا واجب ديني شرعي على عاتق
الدولة وعلماؤها فهم أصحاب الكلمة المسموعة والرأي الحصين وغليهم يعود الناس عندما يهددهم أو يتوعدهم العدو
امتثالاً لقوله تعالى" وإذا جاءهم أمرين الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى
الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلم الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم
ورحمته لتبعتم الشيطان إلا قليلا". .
وإذا جاز تعدد الاجتهادات والمواقف في بعض
الأمور التي تواجه الأمة فلا أظن العلماء والدعاة المخلصين أن يقصروا في واجباتهم
فهم أعلم الناس بما يجري في الساحة ويفهموا علاجه بالتعاون مع ولي الأمر من أجل
مصلحة الأمة في البلاد والمطلوب منا جميعاً في مثل هذا الموقف أن نعمل بكل جد
وإخلاص لتوحيد الموقف من أجل الدفاع عن النفس والعرض والمال بل والدفاع عن الدين
بالدرجة الأولى سواء كان المعتدي رافضي أو فارسي مجوسي أو إرهابي قاعدي أو انفصالي
عميل أو أي عدوٍ آخر أما إذا كانت هذه المسألة موضع اتفاق بين العلماء والدعاة وولي
الأمر فالواجب يحتم عليهم بيان الحكم الشرعي واستنهاض هم الناس من أجل وحدة الصف
والرد على كل من يحاول زعزعة أمن واستقرار البلد وفي هذه المسألة هم ولاة أمور هذه
الأمة وهم من يملكون لقراره يجوز لأي طرف أن يتجاهل الطرف الآخر فإذا تجاهل الحاكم
دور العلماء والدعاة المخلصين وجمهور الأمة فسوف تؤول الأمور، إلى ما آل إليه الوضع
في العراق فيجب على الدولة أن تحزم أمرها مع هؤلاء العملاء ولا تسمح لهم بالتطاول
على النظام والقانون تحت أي مسمى كان.
كما يجب على الدولة أن تغير مواقفها
وحساباتها معهم ويجب أن يحترموا هذا البلد ودستورها ولا يجوز تجاوزها أو التفريط
بها حفاظاً على أمن وسلامة الأمة والوطن فعداوة هؤلاء متأصلة لدين أمتنا وقيمها
وتاريخها ويتبع ذلك عداوة شديدة للأمة وإسلامها ورموزها وعلمائها وهم يتربصون بها
الدوائر ويحاولون بشتى الوسائل لتشويه سمعة الإسلام والإساءة إليهم، لهذا قد بدأت
البغضاء من أفواههم أي قد ظهرت العداوة بين أبناء الوطن الواحد يعود بنا إلى
الجاهلية الأولى قبل الإسلام والذي كان العرب يتعاونون مع الأعاجم مثل الفرس والروم
ضد إخوانهم وأهلهم هذا. .
وقد قال الشاعر: أبلغ ربيعة مروٍ وفي يمنٍِ أن اغضبوا
قبل أن لا ينفع الغضب ما بالكم تنشبون الحرب بينكم كان أهل الحبى عن رأيكم غيب
وتتركون عدواً قد أحاط بكم ممن تأشب لا دين ولا حسب لا عُرب مثلكم في الناس
نعرفهم ولا صريح موال إن هم نسبوا من كان يسالني عن أصل دينهم فإن دينهم أن
تهلك العرب قوماً يقولون قولاً ما سمعت به عن النبي ولا جاءت به
الكتب.
فهؤلاء هم من يقتل الأطفال بصورة بشعة فلم يستطيع أحد تقدير حجم وهول
الكارثة إلا إذا تصور الآتي : خرج أبنه وفلذة كبده ولم يعد، فخرج الأب ومعه العائلة
يبحثون هنا وهناك فلم يجد له أثراً وإذا انتهى بهم السؤال ذهبوا إلى المستشفى
فوجدوا ابنهم مقتولاً فأخذ الوالد يتفقد كل عضوٍ من أعضائه وهو يتساءل كيف قتلوك يا
ولدي ولماذا ؟ ومن هم؟ وبأي شيء قتلوك ليتني كنت مكانك وأنت حياً تتمتع بشبابك
وحيويتك ولكن هذا قدرك يا بني ونحن سوف نكمل ملاحقة هؤلاء المجرمين ومن معهم حتى
نستأصلهم ونخلص الوطن منهم ومن شرورهم حتى نقضي عليهم ونخلص الناس من شرورهم ومن
تبقى منهم سوف يحاكم على ما ارتكبه من جرم في حق هذه الأمة من قتل وتخريب ونهب
أموال الناس بالباطل وسوف ينالون جزاءهم العادل.